تجربتي مع الميلاتونين للأطفال تطلبت مني بذل قدر كبير من المجهود حتى تنجح، وقد عانى طفلي الصغير لفترة طويلة من الوقت لم يكن يستطيع إنجاز أي مهام فيها، وقد أدركت أن الأمر ليس مجرد كسل عندما رأيته غير قادر على ممارسة هواياته التي يحبها، وبعد وقت من البحث عرفت أن هناك الكثير من الأمهات التي واجهت تلك المشكلة مع أطفالها أيضًا.

تجربتي مع الميلاتونين للأطفال

دائمًا ما كان يتميز طفلي الذي يبلغ من العمر 7 سنوات بالنشاط والحيوية وحب الحركة والتنقل من مكان لآخر، لذلك كان أمر عدم قيامه بتلك الأمور غريب للغاية بالنسبة لي، في بادئ الأمر اعتقدت أنه مجرد شعور بالكسل يسيطر عليه لأننا في بداية الدراسة.

ذلك لأنه كان يحب الذهاب إلى المدرسة كثيرًا، على عكس بقية الأطفال في نفس عمره، لكن هل يُمكن لشعور الكسل أن يستمر لأسبوع كامل! هذا السؤال هو ما كان يتردد في ذهني كثيرًا، حتى أنني لم أستطع بدء يوم آخر وأنا لا أعرف إجابة التساؤلات التي كانت تدور في عقلي.

خاصةً بعد أن لاحظت علامات الشعور بالحزن على طفلي، ثم جاء بعدها يُخبرني بأنه يشعر ببعض الأعراض التي لا يعرف سببها، والتي جاءت كالتالي:

  • الشعور بالتعب والإعياء العام.
  • إيجاد صعوبة في النوم بشكل طبيعي، وتكرار التعرض لاضطرابات النوم.
  • الشعور بالتوتر والقلق طوال الوقت، مما يؤدي إلى قلة النوم.
  • عدم القدرة على التركيز، وبالتالي النسيان بسهولة.
  • الشعور بآلام المعدة، وفي بعض الحالات قد يتطور الأمر للتشنجات المعوية.
  • عدم القدرة على إنجاز المهام اليومية نتيجة انخفاض هرمون الغدة الدرقية، فهو المسئول عن منح الجسم الطاقة التي يحتاجها.

لذا توجهت بشكل فوري إلى الطبيب لأعلم ما سبب كل تلك التغيرات التي طرأت عليه بشكل مفاجئ، وعندما رآني متوترة للغاية بدأ يهدئني ويطلب من طفلي الإجابة على بعض الأسئلة.

فأخبره أنه يعاني من بعض الأعراض، وبعد أن سمع ذلك أخبرني أن الأمر لا يستدعي القلق على الإطلاق، وإنما هي أعراض طبيعية نتيجة نقص مستويات هرمون الميلاتونين في الجسم، فهو الهرمون المسئول عن فترة النوم والاستيقاظ وراحة الطفل.

يتم إفرازه في الجسم تلقائيًا، وفي حال نقص مستوياته عن المعدل الطبيعي يواجه بعض المشكلات، والتي يُعد الأرق واحدًا من أبرزها، ثم بدأ يوضح لي الأسباب التي قد تكون وراء حدوث ذلك، وهي:

  • النوم في الإضاءة: حيث يزيد معدل إنتاج هرمون الميلاتونين في الجسم بشكل ملحوظ في وقت الليل، خاصةً إذا كان المكان مُظلم، لذا فإن النوم في الإضاءة يُقلل من نسبته.
  • الجلوس لفترة طويلة أمام الكمبيوتر: يؤثر ذلك بشكل سلبي على مستويات الهرمون في الجسم، خاصةً إذا كان الطفل يستخدمه قبل الخلود إلى النوم بشكل مباشر.
  • الإفراط في تناول الكافيين: تنقص كافة المشروبات التي تحتوي على الكافيين من نسب هرمون الميلاتونين في الجسم، مثل الشاي والقهوة، والمشروبات الغازية.
  • تناول العشاء الدسم: يؤدي تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة كبيرة من الدهون إلى انخفاض نسبة الميلاتونين في الجسم، خاصةً إذا تم تناولها في المساء.

بعد سماع ذلك علمت السبب جيدًا، فطفلي كثيرًا ما يفضل النوم في الإضاءة، كما أنه في بعض الأيام يظل فترة طويلة مستمتع باللعب على الكمبيوتر، وعندما أخبرت الطبيب بذلك قال إنه من الضروري الالتزام بالدواء الموصوف.

حيث يُمكنه المساعدة في رفع مستويات الميلاتونين في الجسم، علاوة على ذلك سيكون من الأفضل أن يتناول الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من هذا الهرمون، لتساعده في التعافي مما يتعرض إليه بشكل أفضل وأسرع.

ومن أبرز الأطعمة التي توفر ذلك: الألبان والبيض، والأسماك والمكسرات، والكرز الحامض، لكن طفلي لم يكن يحب الأسماك أبدًا، لذا اعتمدت في تلك الخطوة على الأطعمة الباقية.

بعد مرور فترة قصيرة بدأ طفلي يتحسن ويعود إلى طبيعته، ويستطيع النوم في مواعيد منتظمة، كما أنني لاحظت تحسن حالته النفسية، والتي كانت تدهور يومًا بعد يوم قبل تناول الدواء، لذلك أخبر كل أم أن تجربتي كانت رائعة للغاية، وعليكن دائمًا استشارة الطبيب كلما لاحظتن شيئًا غريبًا.

انخفاض الميلاتونين لدى طفلي الرضيع

من المعروف أن طبيعة الأطفال الرضيعة تجعلها غير منتظمة في النوم تمامًا، فتعاني الأم في الشهور الأولى بعد ولادتها من اضطرابات النوم والتي يكون طفلها يعاني منها أيضًا، لكن في بعض الأحيان لا يكون الأمر طبيعيًا.

وهو ما تُشير إليه صاحبة التجربة التالية لتنبيه كل أم أن السبب وراء حدوث ذلك للطفل الرضيع قد يكون بسبب نقص هرمون الميلاتونين في جسمه، حيث تتحدث عن تجربتها فتقول:

“نظرًا لأن هذا هو طفلي الأول حرصت على معرفة كافة المعلومات المُتعلقة بالأطفال الرُضع، وكنت أعرف جيدًا أن الطفل الرضيع لا ينام بشكل منتظم تمامًا، لذلك لم يكن الأمر غريبًا بالنسبة إليّ.

لكن ما أثار قلقي هو أن طفلي لا ينام سوى ساعة واحدة أو نصف ساعة طوال اليوم، أمّا باقي اليوم يظل مستيقظًا ويبكي كثيرًا، فقُمت بالتأكد من أنه ليس هناك أي شيء يُزعجه في ملابسه، وحتمًا أرضعته بشكل كافي.

حتى إنني عندما حاولت إرضاعه مرة ثانية رفض ذلك، لكنه استمر في البكاء المتواصل، وفي تلك الليلة تحديدًا لم نستطع أنا أو زوجي النوم بشكل طبيعي، وعندما ذهبت إلى والدتي في اليوم التالي لاحظت عليّ أعراض التعب، لأني لم أنم منذ الليلة الماضية، وهو ما دفعها إلى سؤالي عن سبب مظهري بكل هذا الإرهاق.

بدأت أخبرها بما يمر به طفلي وبما أشعر به من قلق حيال ذلك، فور سماعها التفاصيل أخبرتني أن أختي أيضًا قد عانت مع طفلها الرضيع من نفس الأعراض فور ولادته، وكان السبب وراء ذلك هو إصابته بنقص حاد في هرمون الميلاتونين، لكنها نصحتني بالذهاب إلى الطبيب المختص للتأكد من الأمر قبل اتخاذ أي خطوة تجاه طريقة العلاج.

بالفعل هذا ما فعلته وأخبرني الطبيب بنفس حديث والدتي، وأن طفلي يحتاج إلى كمية كافية من هرمون الميلاتونين، وصف لي الطبيب الجرعة المناسبة من العلاج وفقًا لحالة طفلي، وأخبرني بضرورة الالتزام بالجرعات المحددة تجنبًا لحدوث أي آثار جانبية.

بعد مرور 12 يوم لاحظت أنه بدأ ينام بشكل جيد ومنتظم، ولم يعد يبكي طوال اليوم مثلما كان في السابق، لذلك حين تسألني أي أم عن تجربتي أخبرها بأنها من أفضل التجارب التي قد تمر بها دون وقوع أي ضرر على الطفل، لكن بشرط استشارة الطبيب والالتزام بتعليماته.

فوائد الميلاتونين للأطفال

كانت تجربتي لهدف معين، لكن عندما بدأت التجربة بشكل فعليّ علمت الكثير من المعلومات عنه، وهو أن استخدامه لا يقتصر على علاج الأرق فحسب، بل إنه متعدد الاستخدامات، فتأتي فوائده العامة على النحو التالي:

1- تحسين الحالة المزاجية

في نهاية تجربتي تأكدت من أنه ذو فعالية رائعة في تحسين الحالة المزاجية، والتي عادةً ما تكون السبب وراء إصابة الطفل بالأرق ومواجهة اضطرابات النوم بشكل متكرر، فتأتي جرعات الدواء لتُعيد للجسم اتزانه مرة أخرى.

2- تعزيز صحة الجهاز الهضمي

تكررت تجربتي مع عدة أمهات أخريات، لكن ما كان غريب للغاية بالنسبة لي هو تجربة أم تحكي عن طفلها الذي استطاع أن يتعافى من مشكلات الجهاز الهضمي التي كانت تؤرقه بشدة بفضل استخدام مكملات الميلاتونين.

لكن أثناء قص والدته التجربة ركزَت على أن تُشير إلى أن الطبيب هو من وصفها له بجرعات محددة، وفقًا لحالته وطريقة العلاج التي تتلاءم معه، وتحذر من أن تقوم أي أم بشراء دواء هرمون الميلاتونين من تلقاء نفسها دون استشارة طبية موثوقة.

3- علاج آلام المعدة

بعد التعرف على تجربتي وجدت امرأة تحكي تجربتها هي الأخرى عندما أُصيبت ابنتها ذات الـ 9 سنوات بآلام مفاجئة في المعدة، حيث بدأت تحكي قائلة:

“تعلمون جيدًا كيف تخاف الأم على طفلها الأول، خاصةً إن لم يرزقها الله بطفل آخر، لذا عندما أُصيبت ابنتي بآلام شديدة في المعدة كنت خائفة للغاية، فأنا لا أعلم كيف لي أن أتصرف في مثل تلك المواقف، لذا بعد مرور يومين على شكوتها ذهبنا إلى الطبيب.

كشف لي عن السبب، وقال إن آلام المعدة كانت بداية الإصابة بارتجاع المريء، ثم وصف لي دواء الميلاتونين، ثم بدأ يشرح لي الأمر بوضوح ليطمئنني، فقال إن الأمر لا يستدعي القلق، وأن دواء الميلاتونين يُزيد من إفراز مادة ما في الجسم تقلل حدة الأعراض المصاحبة لارتجاع المريء.

حين يحدث ذلك ستصبح ابنتي بخير، وستبدأ الأعراض في الاختفاء بشكل تدريجي، علاوة على ذلك فإنه سيجعلها أقل عُرضة للإصابة بقرح المعدة الناتجة عن ارتجاع المريء.

لذا التزمت بكافة التعليمات التي أخبرني بها الطبيب، وبدأت في منح ابنتي الجرعات بانتظام، وكنت حريصة كل الحرص على أن تتناولها في المواعيد المحددة لها.

بالفعل بعد مرور الفترة التي أخبرني الطبيب أن العلاج يستغرقها، بدأت الأعراض في الاختفاء تدريجيًا، واختفت معها آلام المعدة المزعجة التي كانت ابنتي دائمًا ما تشكو منها”.

أضرار الميلاتونين للأطفال

من المؤكد أن لكل دواء بعض الآثار الجانبية التي تتفاوت في مدى تأثيرها على المرضى، حيث يُمكن أن تظهر على بعضهم مؤثرة عليهم بشكل سلبي تمامًا، في حين أنها تظهر على غيرهم دون ترك أي أثر، لكن في حالة ظهورها ستكون على النحو التالي:

  • تغيرات في الحالة المزاجية لدى الطفل المعالج بعد تناول العلاج، لكن لا يستمر ذلك لفترة طويلة.
  • يشعر المريض بالصداع أو الدوخة في بعض الحالات، مع وجود رغبة في التقيؤ، لكن نادرًا ما يحدث هذا العرض.
  • يزيد الدواء من الشعور بالنعاس، وهو ما يجعل أعصاب المريض مرتخية تمامًا، حتى أنه لا يملك القدرة على الانفعال.
  • زيادة الرغبة في النوم، حتى أن الطفل قد ينام خلال ساعات النهار.

تحذيرات الأطباء عند استخدام ميلاتونين للأطفال

من خلال تجربتي أستطيع القول إن الالتزام بالتعليمات الطبية هو السر وراء نجاح التجارب بعد الفضل والأمر من الله عز وجل وأنه دون الالتزام بتعليماتهم قد يتفاقم الوضع وتأتي النتائج سلبية بدلًا من نفع الطفل وعلاجه، ومن أبرز التعليمات التي يؤكدون عليها:

  • عدم مضاعفة الجرعة في حال نسيان تناول السابقة لها.
  • التوجه إلى الطبيب في حالة ظهور أي أعراض جانبية سلبية على الطفل أثناء استخدام الميلاتونين، مثل: “الشعور بالدوار، والتقيؤ، والنوم لساعات طويلة جدًا خلال النهار”.
  • يُفضل استخدام النوع الأكثر صحة وأمان على الطفل من دواء الميلاتونين، وهي المكملات الغذائية.

مستوى الميلاتونين بالجسم يجدر به أن يكون منتظمًا طوال الوقت، وإلا يُصاب المريض بأعراض مزعجة له، أشدها إزعاجًا عدم القدرة على النوم.