تجربتي مع الناب المدفون يمكنها إفادة كل من يعاني من تلك المشكلة، حيث إن ظاهرة الناب المدفون من أكثر الظواهر التي تسبب الألم لصاحبها، وعلاوة على الألم فهي تتسبب في المظهر السيئ للفم، ولذلك فإن تلك المشكلة يمكن الكشف عليها منذ سن الطفولة ومعرفة أسباب الإصابة بها، كما أيضًا العمل على علاجها.

تجربتي مع الناب المدفون

أنا فتاة في الخامسة عشر من عمري، وكُنت أعاني منذ صغري من مشكلة في أسناني وكان شكلها سيء للغاية، الأمر الذي دفعني للذهاب لطبيب الأسنان لكي يقوم بتركيب تقويم يمكنه ضبط شكل أسناني قليلًا، ولكن كانت المفاجأة الكُبرى حينما أخبرني الطبيب بأنه لن يتمكن من تركيب التقويم.

نظرًا لأنني أعاني من الناب المدفون، كانت هذه المرة الأولى التي أسمع فيها عن هذا، ولكن أوضح لي الطبيب أن الناب المدفون أو المطمور يُعني الناب الجزئي الذي ظهر منه جزء صغير والباقي مازال مدفون في اللثة، وتلك المشكلة شائعة جدًا في ضروس العقل ولذلك يضطر معظم الأشخاص لخلعه.

على الرغم من خوفي الشديد منه، إلا أن الطبيب طمئنني قليلًا حينما قال لي إنني سوف أحتاج إلى جراحة بسيطة في الفك لكي يتمكن من التخلص من هذا الناب تمامًا، ومن ثم يتسنى له تركيب التقويم، وبالفعل قُمت بالخضوع إلى هذه الجراحة.

تجربتي كانت من أكثر التجارب المؤلمة، فقد عانيت كثيرًا بعد هذه الجراحة، وكُنت أعاني من تورم اللثة، ونصحني الطبيب بالابتعاد عن تناول المقرمشات لأنها تتسبب في التأثير سلبًا على الجرح.

أسباب الإصابة بالناب المدفون

لا يُعتبر الناب المدفون من الظواهر العادية أو الأشياء المألوفة التي يُصاب بها جميع الأشخاص، وهذا ما تم ذكره حينما سألت سارة 25 سنة الطبيب الخاص بها عن سبب الإصابة بهذا الناب المدفون، وعلمت من خلاله أن هناك عِدة أسباب مختلفة، وهي على النحو التالي:

  • العادات اليومية الضارة التي تتمثل في مص الأصابع، من الأشياء التي تؤدي إلى أن الأسنان تميل أو تنحرف عن مسارها الطبيعي، كما أت تلك العادات تتسبب في صغر حجم الفك.
  • عندما يكون هناك أسنان زائدة أو إضافية داخل القوس السنية في الفك، وبالتالي فإن ذلك يؤدي إلى ازدحام الأسنان وعدم توافر مكان للناب.
  • في حال أن الشخص كان مُصاب باللحمية يضطر إلى التنفس باستخدام الفم، فإن ذلك الأمر يرفع من فرصة الإصابة بالناب المدفون.
  • تلعب العوامل الوراثية دورًا هامًا في إصابة الأشخاص بالناب المدفون، ويرجع ذلك إلى صغر حجم الفكين، أو كبر حجم الأسنان، وجميعها مشكلات تقود الشخص نحو الإصابة بالناب المدفون.
  • في حال فقدان الأسنان اللبنية قبل موعدها يؤدي ذلك إلى تحرك الأسنان لكي تملأ الفراغات الموجودة بالفك، مما يتسبب في صغر حجم المسافات بين الأسنان.
  • نتيجة العيوب الخلقية.
  • نمو بعض الزوائد على أنسجة اللثة، أو عندما تكون اللثة أكبر سماكة، كل تلك العوامل تتسبب في ظهور الأنياب في غير مكانها الصحيح.

بعد أن أطلعت صاحبة تلك التجربة على كافة أسباب الإصابة بالناب المدفون أدركت أنها أصيبت بها بسبب العادات الفموية السيئة، حيث إنها اعتادت منذ الصغر أن تقوم بمص أصبع الإبهام، مما ساهم في صغر حجم الفك، وهذا ما اكتشفته من خلال تجربتي.

أعراض وجود الناب المطمور

لاحظت منذ ولادة طفلي أنه يعاني من مشكلة ما في الفك، ولكن لم أكترث للأمر ولم ألقي له بالًا، ولكن مع وصوله لسن المراهقة لاحظت أمرًا خطيرًا في فمه ولم أكُن أعلم ما هذا وما علاجه، وكان يشعر أبني بالعديد من الأعراض السيئة، ولم تكُن مبررة بالنسبة لي في ذلك الوقت.

الأمر الذي دفعني نحو الذهاب إلى الطبيب على الفور لمعرفة سبب هذه الأعراض المؤلمة، ومحاولة إيجاد حلًا فعليًا لها، وتتمثل الأعراض التي كان يشعر بها في الآتي:

  • يُصاب الشخص بخراج كبير في الأسنان، ويظهر ذلك الخراج نتيجة الالتهاب الذي تتعرض له اللثة من وجود ناب مطمور بها.
  • في حال أن الفم كان يوجد به رائحة كريهة طوال الوقت، بالإضافة إلى الشعور بوجود طعم سيء ومُر في الفم.
  • تورم اللثة من أبرز أعراض الإصابة بالناب المطمور، وهو التهاب يصاحبه احمرار وألم والتهاب، وفي الحالات المتأخرة تصاب اللثة بنزيف.
  • تلف الأسنان وضعفها بشكل كبير، بالإضافة إلى أن ذلك يؤثر على باقي الأسنان المجاورة بشكل ملحوظ.
  • المعاناة عند فتح الفم، وكذلك الشعور بألم حاد جدًا أثناء مضغ الطعام.

عندما أخبرنا الطبيب بهذه الأعراض، قال لنا أنه من الضروري أن يقوم بعمل أشعة سينية، وذلك لأنه يشك في الإصابة بشيء ما في اللثة لم يفصح عنه بعد، وبالفعل قُمنا بعمل تلك الأشعة وقام بالاطلاع عليها، ومن ثم أخبرني أنه مصاب بالناب المطمور، وفي بداية الأمر لم أكن أعلم عنه الكثير.

لكنه حاول شرح الأمر لي بشكل سريع، وأخبرني بأنه لا داعي للقلق، ومن الممكن علاج هذه الحالة بأكثر من طريقة مختلفة، وبالفعل قام بطرح نوع من أنواع العلاج على أبني ووافق عليها، وبدأنا في العلاج وتحسن شكله ونفسيته كثيرًا.

لذا يمكنني القول إن تجربتي لم تكن من التجارب السيئة كثيرًا، بل إنها علمتني معلومات عديدة لم أكن أعلم عنها شيء من قبل، وأنصح كل من يعاني من ألم في الفم أن يقوم بالذهاب للطبيب لمعرفة سبب الإصابة على الفور.

حيث إن الحالات التي يتم كشفها مؤخرًا يصعب علاجها كثيرًا، وفي الأغلب يضطر فيها الطبيب للتدخل الجراحي لكي يمكن من إزالة الناب المدفون بعد أن تمكن من اللثة.

علاج الناب المطمور

إن الحالة المرضية هي العامل الرئيسي الذي يُحدد طريقة العلاج التي يمكن الاعتماد عليها، حيث إنه من الخطأ أن يتم تعميم نوع العلاج على جميع الحالات، وهو ما علمه صاحب هذه التجربة وهو رجل يبلغ من العُمر 31 عامًا وكان يعاني من الناب المطمور، حتى إنه قال تجربتي جعلتني أعاني كثيرًا.

عندما ذهب للطبيب أخبره أنه في حاجة إلى علاج سريع لأن حالته كانت مُتأخرة جدًا، كما أخبره أن هناك نوعان وهما كالتالي:

أولًا: التدخل الجراحي

من الممكن العلاج باستخدام التدخل الجراحي وذلك للحالات المتأخرة التي يتسبب فيها السن المدفون في ألم شديد جدًا للمريض، ويقوم الطبيب في هذه الحالة باتخاذ قرار الخلع المباشر بدلًا من العلاج الطويل حتى لا يتسبب في إصابة باقي الأسنان بالعدوى.

تتم تلك الجراحة من خلال قيام الطبيب بعمل شق صغير جدًا في اللثة، وتحديدًا أمام الناب المطمور في اللثة، وذلك لكي يفتح الطريق أمامه ويتسنى له الخروج بسهولة، وعلى الرغم من أن تلك الطريقة تبدو قاسية إلا أنها من أكثر الأشياء الروتينية التي تتم يوميًا في عيادات الأسنان.

تستغرق تلك العملية ما بين 20 إلى 40 دقيقة وفقًا لحالة المريض، كما أن الطبيب يعطي التنظيف حقه جيدًا حتى لا يؤدي ذلك إلى حدوث أي مضاعفات جسيمة بعد العملية.

ثانيًا: تقويم الأسنان

العلاج باستخدام هذه الطريقة يكون للحالات البدائية فقط، حيث يكون الناب في ذلك الوقت في مرحلة النمو، وهو ما يجعل الطبيب يُفضل هذه الطريقة من العلاج عن التدخل الجراحي، ويقوم الطبيب في تلك الحالة بوضع تقويم الأسنان باستخدام بعض الأدوات المخصصة لذلك.

من الجدير بالذكر لم يعُد تقويم الأسنان من الأشياء العلاجية فقط، بل إن الكثيرون يعتمدون عليه بشكل أساسي لمنح الأسنان شكل أفضل، وبعد أن قام صاحب هذه التجربة بالتعرف على طرق العلاج المتاحة اختار له الطبيب العلاج الجراحي نظرًا لأن حالته متأخرة كثيرًا.

بالفعل خضع للعملية الجراحية التي وصفها بأنها صعبة للغاية، وأخذ يقول إن تجربتي كانت من أكثر التجارب المؤلمة التي لا أتمنى لأحد أن يمُر بها، وعلى الرغم من أن التدخل الجراحي كان حلًا فعالًا، إلا أنه لم يكُن سهلًا على الإطلاق.

على الرغم من أن الناب المطمور من الحالات المرضية غير المُقلقة، إلا أن الإهمال فيه يجعل حِدة الأعراض تتزايد بشكل ملحوظ، وبالتالي فإن علاجه سوف يكون غاية في الصعوبة أيضًا.