بالرغم من أن تجربتي مع الهبات الساخنة جعلتني أمُر بعدة أيام سيئة للغاية، إلا أنها جعلتني على دراية بالعديد من المعلومات العلاجية والطبية التي لم أكن أعرف عنها شيئًا، وتتمثل الهبات الساخنة في الشعور المفاجئ بارتفاع درجة حرارة الجسم، خاصةً في مناطق الوجه، والرقبة، والقدم، والجبهة، مما يُسبب الإرهاق المُفاجئ.

تجربتي مع الهبات الساخنة

أنا سميرة أبلغ من العمر 18 عامًا، حاولت كثيرًا التخلص من وزني الزائد، لكن كانت كل محاولة تنتهي دون جدوى؛ لأنني لا أملك القدر الكافي من الإرادة والعزيمة التي تجعلني ألتزم بالنظام الغذائي المحدد والتعليمات التي تساعد في ذلك.

لكن تجربتي مع الهبات الساخنة أجبرتني على المحاولة مرة أخرى، فقد تعرضت إليها وسببت لي الكثير من الإحراج بسبب التعرق الشديد نتيجة ارتفاع درجة الحرارة دون سابق إنذار.

حتى أصبحت أمتنع عن الخروج مع أصدقائي تجنبًا لذلك، لكن الأمر لم يقتصر على هذا، أصبحتُ أُعاني من الإرهاق الشديد الذي كان يمنعني عن مزاولة دراستي، وعدم الذهاب إلى الدروس في بعض الأحيان، حيث صاحبتني بعض الأعراض الأخرى، والتي تمثلت فيما يلي:

  • الإصابة بالخمول التام.
  • زيادة معدل ضربات القلب.
  • التعرق الشديد في الجزء العلوي من الوجه.
  • رعشة الجسم.
  • احمرار الوجه وتوهج البشرة.

في كل مرة كنت أواجه تلك الأعراض لمدة دقيقتين أو أكثر، وبعد الانتهاء منها يُصيبني الشعور بالبرد في كافة أجزاء جسمي، لذلك وجدت أن الأمر يستدعي زيارة الطبيب، فأنا لم أعِد أمتلك القدرة على مواجهة ذلك دون العلم بماهيته.

بالفعل ذهبت إلى الطبيب ولم يستغرق الأمر كثيرًا حتى أخبرني أن ما أمُر به يُعرف باسم الهبات الساخنة، وهو ما يُمكن أن أتعرض له في أي وقت من اليوم، حتى وأنا نائمة، وهو ما يُسمى بالتعرق الليلي.

أكدت له حدوث ذلك عندما تذكرت أنه في مرة قد حدث وأنا نائمة، واستيقظت في اليوم التالي غير قادرة على أداء أي مهمة حتى الذهاب إلى الحمام، لكنه قال لي إنه من الممكن السيطرة على سبب حدوث ذلك.

حيث أخبرني أن السمنة التي أعاني منها هي السبب وراء ذلك، وأنني لن أتخلص من تلك الأعراض المزعجة إلا عندما أفقد وزني الزائد، وقد كانت رغبتي في التخلص من الهبات الساخنة أكبر من أي شيءٍ آخر.

بدأت ألتزم بنظام غذائي صحي مرة أخرى، لكن هذه المرة كان النظام قوي، علاوةً على ذلك بدأتُ أُمارس التمارين الرياضية الشاقة، وبعدما فقدت 30 كيلو من وزني، فعليًا اختفت الهبات الساخنة وما يصاحبها من أعراض مزعجة تمامًا.

هل الهبات الساخنة تؤثر على صحة الجنين؟

بعد انتهاء تجربتي مع الهبات الساخنة اكتشفت أن هناك الكثير ممن يتعرضون لها ولكن لأسباب مختلفة، ومن ضمن تجارب عديدة رأيتها، كانت تجربة لامرأة في الثامنة والعشرين من العمر، وقد تعرضت إلى الهبات الساخنة المصاحبة للحمل، وقد بدأت تحكي تجربتها قائلة:

“أنا هيام أبلغ من العمر 28 عامًا، لديّ طفل وحامل في الآخر، لذا فأنا أعرف جيدًا ما الأعراض الطبيعية التي تظهر أثناء الحمل، لكن ما مررت به تلك المرة لم يكُن عاديًا أبدًا..

حيث بدأت أشعُر بارتفاع غريب في درجة حرارة وجهي ومنطقة صدري ورقبتي، أول مرة لم أعطي للأمر أي اهتمام، لكن في المرة الثانية أصابني القلق.

قررت أن أذهب غدًا للطبيب لكن حصلت ظروف طارئة منعتني من ذلك، وقد تعرضت في هذا اليوم أيضًا إلى الارتفاع المفاجئ في درجة الحرارة، حتى أصبحت غير قادرة على إنجاز مهامي اليومية من شدة الإرهاق الذي كنت أشعر به.

حتمًا كان الخوف يأكل قلبي في تلك الأيام خوفًا من أن يكون هذا الأمر إشارة إلى إصابة الجنين بمكروه، أو أنه سيؤثر على حالته الصحية بشكل سلبي، كذلك كان حال زوجي لكنه خائفًا على الجنين وعليّ.

ذهبنا إلى الطبيب المختص لكن كان رد فعله غير المتوقع، أخبرنا أن نهدئ من روعنا خاصةً زوجي، وذلك لأنه من المفترض أن يقوم هو بتهوين الأمر عليّ، وأن ذلك أمر متوقع حدوثه بسبب التغيرات الهرمونية الواقعة على جسمي.

خاصةً أنني كنت في الشهر الثاني من الحمل، وقد استطعت التخلص من تلك الحالة من خلال الحفاظ على نظام غذائي صحي يحتوي على كميات مناسبة من الفيتامينات والمعادن.

علاوةً على ذلك فقد وصف لي الطبيب المكملات الغذائية التي تمدني بالفيتامينات الناقصة في الجسم، وعندما داومت الانتظام في تناولها والحفاظ على النظام الغذائي الصحي استطعت تجاوز تجربتي مع الهبات الساخنة.

الهبات الساخنة والدورة الشهرية

أنا ليلى أبلغ من العمر 22 عامًا، دائمًا ما كنت أمُر بالأعراض المزعجة المصاحبة للدورة الشهرية، كُنت أعتبرها أسوأ فترة تمر عليّ في حياتي، نظرًا لِما أتعرض له من المغص، والغثيان، والتقلبات المزاجية المفرطة، والتوتر المستمر.

لكن ما كان يؤثر على حالتي النفسية بشكل سيء للغاية هو تجربتي مع الهبات الساخنة، حيث لم أعرف ما الذي يحدث معي بالضبط وماذا عليّ فعلُه، فقط أشعُر بارتفاع درجة حرارة مفرط بشكل مفاجئ، مع الشعور بالإرهاق التام وعدم القدرة على التنفس في بعض الأحيان.

عندما تكرر الأمر ثانيةً في الدورة الشهرية التالية، ذهبت إلى جدتي سريعًا لأني أعيش معها في نفس المنزل، وأخبرتها بما يحدث معي، عندها سألتني كم مدة ظهور تلك الأعراض.

لم أتذكر بالضبط لكن كان في حدود 4 دقائق، فأخبرتني أن تلك هي الهبات الساخنة التي تصاحب الدورة الشهرية في وقت من الأوقات، لكن طول المدة التي يستمر فيها حدوث ذلك هو ما يستدعي استشارة الطبيب.

بالفعل ذهبت إلى طبيبة مختصة، وعندما أخبرتها ما قالته لي جدتي أكدتهُ لي، ووصفت بعض الأدوية التي يُمكنها المساعدة في الحد من حدوث ذلك، وبعد مرور شهر واحد ومع موعد إتيان الدورة الشهرية لم أتعرض إلى تلك الهبات مرة أخرى.

الهبات الساخنة في سن اليأس

أنا سارة أبلغ من العمر 45 عامًا، حمدًا لله كانت حالتي الصحية مستقرة طوال حياتي، فلم أتعرض إلى أي أمراض مزمنة أو خطيرة من قبل، لذلك تجربتي مع الهبات الساخنة كانت غريبة للغاية بالنسبة لي.

بدأت أعراضها تظهر عليّ تدريجيًا، لكن أكثر ما كان يُزعجني هو العرض الأشهر، وهو ارتفاع درجة حرارة الوجه والجبهة والرقبة بشكل مفاجئ، حتى إنني كنت أشعر بضيق التنفس بسبب ارتفاع درجة الحرارة المُفرط.

في البداية حسبت أنني المُصابة بالحُمى، لكن لماذا لم تظهر عليّ الأعراض الباقية لها، كما أن استمرار الأمر لأكثر من 5 أيام أثار الخوف في نفسي، وبالرغم من أن التعرض لها كان لمدة دقيقة واحدة إلا أنني كنت أشعر وكأنهم 60 دقيقة.

لذا ذهبت إلى الطبيب لأعرف ما الذي أتعرض إليه وما سببه، وعندما رآني خائفة وقلِقة أخذ يُطمئنني ويُخبرني أنه أمر طبيعي يحدث لعدد كبير من النساء من نفس سني، وهو سن اليأس أو انقطاع الطمث.

لم ألتفت لهذا الأمر تمامًا من قبل، لكن فعليًا بدأت اضطرابات الدورة الشهرية منذ شهرين ماضيين، قال لي الطبيب أنها مجرد عرض مُصاحب لفترة ما قبل انقطاع الدورة الشهرية، وأنها ستستمر لفترة ثم تختفي.

نصحني أيضًا بأن أكون هادئة دائمًا، وأبعد عن كل ما يسبب لي التوتر والضغط النفسي، وقال لي بعض التمارين الرياضية التي تساعد على الاسترخاء التام، وبالفعل بعد مرور 3 أشهر لم أتعرض إلى الهبات الساخنة مرة أخرى.

أسباب الإصابة بالهبات الساخنة

مرورًا بتجربتي مع ارتفاع درجات الحرارة المفاجئ وتجارب الآخرين، علمت أن أسباب الهبات الساخنة قد تمثلت في العوامل التالية:

  • زيادة الوزن المفرط.
  • ممارسة التدخين.
  • المرور بمرحلة انقطاع الطمث.
  • تناول الأدوية المنشطة للمبايض، أو أدوية الهرمونات بشكل عام.
  • حدوث تغيرات في الأوعية الدموية.

ماذا يجب عليّ أن أفعل عند التعرض لهبات ساخنة؟

كثيرًا ما كنت أسأل نفسي هذا السؤال أثناء تجربتي مع الهبات الساخنة، فأنا لا أعرف كيف لي أن أتصرف وأنا في تلك الحالة، لكن الإنترنت لم يترك شيئًا للناس لا تعرفه.

فمن خلاله استطعت التعرف على عدة تصرفات ساعدتني كثيرًا في السيطرة على تلك النوبات المزعجة، ويُمكن لأيٍ منكم الاستعانة بها دون تردد بمجرد الشعور بالهبات الساخنة، حيث جاءت على النحو التالي:

  • وضع كمادات الماء البارد على مناطق الهبات، مثل الوجه والصدر والجبهة، وفي حال لم يُجدي ذلك نفعًا يجب الجلوس في حمام ماء بارد.
  • تجنب الجلوس في الأماكن ذات درجة الحرارة المرتفعة، والتوجه سريعًا نحو مكان بارد.
  • محاولة الاسترخاء التام مع شُرب الماء البارد، والتنفس بعمق شديد بعيدًا عن أي مصدر للتوتر.
  • في حال لم يُجدي أي حل من الحلول السابقة نفعًا في انخفاض درجة حرارة الجسم، عليك أن تستشير الطبيب فورًا.

متى تستدعي الهبات الساخنة زيارة الطبيب؟

حمدًا لله أنني استطعت تجاوز الهبات الساخنة من خلال الحمية الغذائية والتمارين الرياضية، لكن قرأت عِدة تجارب لم تستطع القيام بذلك إلا من خلال الأدوية التي وصفها الطبيب، وقد مروا ببضع أعراض شكلت عليهم خطر، وهي الموضحة فيما يلي:

  • سرعة ضربات القلب مع سرعة التنفس لبضع دقائق.
  • التعرق الشديد ثم الشعور بالبرودة بعدها.
  • الشعور بالعطش الشديد بشكل مفاجئ.
  • الاستيقاظ من النوم بسبب ارتفاع درجة الحرارة المفاجئ.
  • احمرار لون الجلد في المناطق المصابة بارتفاع درجة الحرارة.
  • الشعور بالدوار والدوخة الشديدة.
  • فقدان التوازن والرغبة في الجلوس.
  • الإصابة بضيق التنفس والرغبة في الحصول على أي مصدر هواء.

تجربتي مع الهبات الساخنة مرت بسلام، لكن ما زال هناك الكثيرون ممن يعانون منها بشكل خطير، وهي الحالات التي تستدعي زيارة الطبيب فورًا.