تجربتي مع الورم الليفي في الثدي وجدت مثيلتها عند النساء اليافعات لاسيمًا المراهقات، حيث يظهر هذا النوع من الأورام كثيرًا دون سبب واضح، وربما يتشابه في تشخيصُه مع سرطان الثدي إلا أنه يختلف جذريًا، ويُمكننا أن أسرد لكم تجربتي الخاصة وتجارب أخريات، لأن الأورام الليفية تتراوح بين الغدّية العادية وتلك المعقدة التي تزيد معها احتمالية الخطر.

تجربتي مع الورم الليفي في الثدي

لاحظت إصابتي بالورم الليفي عندما قمت بالفحص الذاتي أمام المرآة، والذي أعتاد القيام به لمعرفة ما إن كان هناك أي تغيرات طرأت على الثدي لاسيمًا بعد انتهاء الدورة الشهرية، حيث يأتي الفحص الذاتي بنتائج قبل اللجوء إلى الفحص الطبي المنتظم أو التصوير بالموجات فوق الصوتية.

نصحتني الطبيبة ببعض الفحوصات والاختبارات التصويرية لمعرفة حجم التكتلات الثديية التي أعاني منها، وكان منها:

1- الموجات فوق الصوتية

تلك التقنية التي تعني بتصوير الثدي من الداخل، وما عزز استخدامي لها أن عمري لم يصل إلى الثلاثين بعد، حيث تعمل الموجات فوق الصوتية على إظهار حَجم الورم الليفي بوضوح، علاوةً على توضيح الفارق بين الورم أو الكيس المملوء بالسوائل، كما أن تلك التقنية لم تُسبب آلامًا.

2- التصوير الشعاعي

يعتمد على الأشعة السينية لتصوير نسيج الثدي، وهي “الماموغرام”، وعليه يتم تحديد حدود الورم الليفي في الثدي وتمييزُه عن الأنسجة الأخرى، إلا أنني لم أخضع لذلك الاختبار لأنه لا يُعتبر الأنسب لمن هم أقل من 30 عام.

يعزو ذلك إلى أن نسيج الثدي لتلك الفئة العمرية كثيفًا إلى الدرجة التي تجعل من الصعب معرفة الفارق بين النسيج العادي والورم الليفي، فطرح عليّ الطبيب بعض الأسئلة ليتأكد من الأعراض، وعليها يتحدد التشخيص:

  • في أي تاريخ بدأت آخر دورة شهرية؟
  • متى لاحظت وجود كتلة الثدي لأول مرة؟ هل تغير حجمها؟
  • هل تطرأ تغيرات على كتلة الثدي قبل الدورة الشهرية أو بعدها؟
  • هل سبق لكِ الخضوع لفحص صورة الثدي الشعاعية؟ ومتى؟
  • هل ظهرت عليكِ مسبقًا أنتِ أو إحدى أفراد عائلتك مشكلات في الثدي؟
  • هل كتلة الثدي تؤلم ألمًا مستمرًا أم عند اللمس أو الضغط فقط؟
  • هل يتسرب سائل من حلمة ثديكِ؟

يتم استئصال الأورام الليفية من الثدي التي تُعتبر مهيأة للنمو، أو تلك التي تسبب أعراضًا، تحسبًا من احتمالية تحولها إلى تكتلات سرطانية.. وبالفعل قمت بذلك وتعافيت من تلك الحالة تمامًا، وقد حرصت على متابعة الطبيب بعد العملية بفترة.

أعراض الورم الليفي في الثدي

تجربة أخرى تذكر أعراضها وآلية العلاج التي اتبعتها، والتي اختلفت بدورها عن تجربتي مع الورم الليفي في الثدي، فقالت:

إن الورم الغدي الليفي هو كتل صغيرة ملساء في الثدي ذات شكل دائري لكنها غير سرطانية، تتكون من نسيج ليفي غدّي، ولا تستتبع آلامًا على الأغلب، حيث إن حركتها سهلة وحوافها بارزة يُمكن الإحساس بوجودها بمجرد الفحص الذاتي، وكان هناك عدد من الأعراض ظهرت عليّ قبل تشخيص المرض، جاءت على النحو التالي:

  • وجود إفرازات خضراء أو بنية داكنة من الحلمة.
  • تغير حجم الكتل في مراحل الدورة الشهرية.
  • ألم تحت الذراعين.
  • الشعور بكتلة أو تورم.
  • الشعور بالامتلاء أو الانتفاخ والثقل في أي من الثديين.
  • ألم في الثديين أو أحدهما يستمر لفترة طويلة.

يتم التأكد من أن الورم الليفي لا يحتوي على كتل سرطانية من خلال أخذ عينة ليتم فحصها، وهي الخزعة التي يُمكن معرفة طبيعة الخلايا المكونة للكتل من خلالها.

علاوةً على أنه لا يوجد سبب واضح مُحدد للإصابة بالورم، إلا أن هناك عوامل من شأنها تعزيز الإصابة، منها ما يتعلق بالتغيرات الهرمونية، لاسيمًا في هرمون الأستروجين الأنثوي، والإصابة بالسمنة.

علاج أورام الثدي الليفية بالأشعة التداخلية

لا يعتمد علاج الورم الليفي فقط على الاستئصال الجراحي، فالحالات تختلف عن بعضها، هذا ما أثبتته تجربة إحداهنّ، ذكرتها لنا على أحد المنتديات أثناء طرح الحديث حول الأورام الليفية، فقالت:

لم أكن أقوى على الجراحة، كما أن الجراحات عادةً ما تستتبع مظهرًا متغيرًا في الثدي، وعليه فضلت اللجوء إلى المراكز التي تعالج بالأشعة التداخلية، والتي تعني بشفط الورم دون جراحة.. على أن لتلك الأشعة نوعان:

  • تقنية الإبر الشافطة “الفاكيوم” أو الماموتوم.
  • إبر الموجات الصوتية “بلس” التي تستخدم التردد الحراري والشفط.

حيث يعمل التردد الحراري بحرق الورم تحت السونار أو الرنين المغناطيسي، على أن يُزال الورم من أنسجة الثدي من خلال عدة مراحل، وأذكر أني مررت بالخطوات التالية:

  1. تم سحب عينة من الورم في بادئ الأمر
  2. تركيب السلك الاسترشادي
  3. تركيب علامة معدنية
  4. إزالة الورم

فقد تم إدخال إبرة تحت توجيه الموجات فوق الصوتية في الثدي باِتجاه الورم، ومن ثم اِتبع الطبيب الآتي:

  1. تشغيل جهاز تفتيت الورم
  2. شفط الورم داخل الجهاز
  3. كما تم الاستعانة بأدوات طبية متطورة مثل القسطرة العلاجية

بذلك، تجنبت مضاعفات الاستئصال الجراحي، فلم تستتبع تلك الطريقة العلاجية أي أضرار أو آثار، وتم الإجراء لمدة ساعة واحدة، وتستغرق جلسة واحدة.. كما أن ذلك العلاج فعّال ونسبة النجاح عالية، تصل إلى 95% دون أن تستتبع عودة الورم مرة أخرى، وتكلفة الإجراء العلاجي تختلف حسب المكان والبلد وخبرة الطبيب، إلا أنها في أي حال أعلى تكلفة من الجراحة.

الوقاية الطبيعية من الأورام الليفية

عزمت تلك المرأة على تقديم بعض النصائح لغيرها من النساء ممن يُعانين من المشكلة ذاتها، وكان لها دور في استقبال تجربتي مع الورم الليفي في الثدي بأريحية.. فقالت تلك المرأة:

إنّ النظام الغذائي يؤثر على الصحة بشكل عام، علاوةً على أنه يُشكل فارقًا بين امرأة تصاب بورم ليفي وأخرى لا تُصاب رغم تشابه الظروف الأخرى، فثمة أطعمة تعمل على زيادة خطورة الإصابة بالأورام الليفية.. فلكِ أن تتبعي الآتي لاسيمًا إن كنتِ في مقتبل العمر:

  • تناول الخضروات والفواكه بكثرة، بشكل يومي عوضًا عن الأطعمة الجاهزة.. لاسيمًا الفواكه الحمضية.
  • تناول الأطعمة الغنية بالماغنسيوم والكالسيوم وفيتامين د، ومنتجات الألبان.
  • مراعاة خفض الدهون في النظام الغذائي، لأن الإصابة بالسمنة تعتبر من أسباب الإصابة بالورم الليفي.
  • العناصر التي تحتوي على مضادات الأكسدة، والشاي الأخضر مع عدم الإفراط فيه.
  • التقليل من اللحوم الحمراء لأنها خصيصًا تتسبب في الإصابة بالأورام الليفية.
  • البديل الممتاز للحوم الحمراء هي اللحوم البيضاء كالسمك والدجاج.
  • التقليل من استهلاك الحلويات والسكريات لأنها تتسبب في تدهور حالة الورم الليفي، كما أن السكريات المصنعة تعمل على زيادة الأنسولين والأستروجين الذي يزيد من حجم الورم.
  • المحافظة على النشاط البدني بانتظام لتقليل خطورة الإصابة.
  • تناول مكملات فيتامين د، لأن زيادة معدلاته تعمل على تقليص حجم الورم.
  • لمّا كانت معدلات الأستروجين الزائدة عاملًا في تكوين الورم الليفي فإن عشبة كف مريم من الممكن أن تقلل من تلك المعدلات الزائدة.

هل يتحول الورم الليفي إلى سرطان؟

لم أكن أعلم في تجربتي مع الورم الليفي في الثدي أن هناك علاقة بينه وبين سرطان الثدي إلا بعد اطلاعي على حديث تلك المرأة التي مرت بالتجربة ذاتها، فقالت:

أعلمُ أن الأورام الحميدة لا تُشكل خطورة في كثير من الأحيان، إلا أن المشكلة كامنة في احتمالية أن تتحول إلى ورم خبيث، وهُنا كان من الضروري عدم تجاهل العلاج.. فأنا قد أهملت في علاج الورم الليفي ولم أخضع إلى التشخيص عندما استشعرت بعض التغيرات التي طرأت على الثدي، وها قد استحالت الإصابة إلى حالة خطرة.

أخبرتني الطبيبة أن هناك من الأورام الليفية الحميدة ما تتحول إلى خبيثة خاصةً المتواجدة في القولون والثدي، لاسيمًا في حالة عدم اتباع نظام غذائي صحي ووجود عامل وراثي.. كما هُناك أورام تخضع إلى فحوصات فيتم تشخيصها على أنها حميدة ولكن بنسبة غير يقينية تمامًا، فلا يُزال هناك احتمال لتحولها إلى ورم خبيث.

التشخيص هام في كافة الحالات، حيث إن استئصال الورم الليفي يكون بشكل موضعي طفيف، بيد أن الورم الخبيث يحتاج إلى استئصال مجوف، أكبر إلى حدٍ ما، ويستلزم استئصال للغدد اللمفاوية التي تحيط به تحت الإبط.

كما يحتاج المريض بعد استئصال الأورام الخبيثة إلى علاج كيماوي أو إشعاعي أو هرموني، لذا.. لضمان الوقاية من تحول الورم الحميد إلى خبيث يُمكن اتباع بعض النصائح:

  • إجراء فحص إكلينيكي، وسونار كل 6 شهور أو عام.
  • المتابعة الدقيقة بشكل دوري في حال وجود أي زوائد أو أورام.
  • الكشف والفحص المبكر من أهم ما يُمكن اِتباعه للوقاية من احتمالية تحول الورم الحميد إلى خبيث.. لاسيمًا في حال عدم القدرة على تفرقة الأعراض.

بعد أن مرّت تجربتي مع الورم الليفي في الثدي بتلك النتائج أذكُر أن هناك احتمالية لعودة الورم مرة أخرى إن لم يتم الاستئصال بشكل كامل، فمن الممكن أن يتحول الجزء المتبقي منه ويزداد حجمًا، لذا حتى بعد الاستئصال تظل المتابعة والفحوصات أمر غاية في الأهمية.

إنّ الأورام الليفية الغُدية حالة مرضية شائعة ولا تستدعي القلق لأنها بعيدة عن دائرة الخطر الشديد مقارنةً بالأورام السرطانية في الثدي.