تجربتي مع الولادة الطبيعية بعد القيصرية لم أكن أتوقع نجاحها، حيث إنه من المتعارف عليه أن هذه التجربة لم تحدث كثيرًا في الدول العربية، وذلك بسبب المخاطر العديدة التي قد تحدث بسببها، لذا لم ترغب أي امرأة في المخاطرة بهذا الأمر.

تجربتي مع الولادة الطبيعية بعد القيصرية

لقد حملت بعد مرور حوالي ثلاثة أشهر من زواجي، وقد كنت في غاية السعادة، إلى أن جاء موعد الولادة، وكنت أشعر بآلام المخاض والطلق، ولكن عندما ذهبت للمشفى قالت لي الطبيبة المعالجة: أنه يجب أن ألد قيصري وذلك لأن رأس الجنين لم تنزل في اتجاه الحوض، بعد بالفعل خضعت للولادة القيصرية، وأصبت بالاكتئاب وكانت فترة صعبة جدًا دامت لمدة 6 أشهر.

بعد ذلك علمت أن هذا السبب لم يكن من الأسباب التي تتطلب الولادة القيصرية، وأن ما قامت به ما كان إلا استعجالًا منها لا أكثر، حيث إن الطلق يجعل الجنين يتوجه إلى الحوض، ولكن بعد 4 أعوام حملت مرة ثانية، وكنت أرغب في تجربة الولادة الطبيعية، وبدأت أبحث عن طبيبة تدعم الولادة الطبيعية.

بالفعل تابعت مع طبيبة شهيرة، وسألتها هل يمكن أن ألد طبيعي بعد القيصري؟ كانت الإجابة نعم، وذلك على عكس بعد الأطباء الآخرين، الذين يمتنعون عن خوض ذلك، ولكن إلى الآن هناك كتب علمية وتجارب حقيقية ذكروا إمكانية هذا الأمر، بالفعل بعد أن وصلت إلى الشهر الـ 6 من الحمل بدأت تجربتي مع الولادة الطبيعية بعد القيصرية.

حيث نصحتني الطبيبة بوجوب التعامل مع مدربة حمل وولادة، وذلك لعمل بعض التمارين التي تساعد على تقوية عضلات الحوض والمهبل والفخذين، وذلك لضمان الولادة الطبيعية السهلة، فقد كانت تدعمني كثيرًا.

بدأ الطلق منذ أول أسبوع بالشهر التاسع، وقامت المدربة بمساعدتي هي والطبيبة، وكنت جالسة في حوض به ماء دافئ، ولم أجلس على الفراش كما هو معتاد، وبالفعل ولدت ولادة سهلة يسيرة، ولله الحمد، ولكن من الضروري العلم أنه هناك بعض الحالات فقط التي يُمكن أن تلد طبيعيًا بعد ولادة قيصرية، وهي تتمثل في:

  • في حال كان الشق الجارحي الناتج عن القيصري تم بشكل أفقي، وتحديدًا يقع في الجزء المرتفع من الرحم، لذا فالأمر الذي لا يتسبب في خطر حدوث التمزق.
  • إذا كانت الولادة القيصرية الأولى تمت بسبب عارض لن يتكرر مرة ثانية، مثل: معاناة المرأة من ارتفاع ضغط الدم، أو حدوث مضاعفات للمرأة.
  • ألا يكون سبب الولادة القيصرية سبب هام، بحيث يمنع على المرأة المخاطرة بحياتها وحياة الطفل.

الفرق بين الولادة الطبيعية والولادة القيصرية

إلى جانب نجاح تجربتي مع الولادة الطبيعية بعد القيصرية وجب التعرف على تجربة أخرى لامرأة خاضت الولادة القيصرية بعد ذلك ولدت طبيعيًا، وتقول إنها من أفضل التجارب التي قامت بها على الإطلاق، ولكن هناك بعض المزايا والعيوب لكلٍ من الولادتين، وهم يمتثلان فيما يلي:

الولادة الطبيعية الولادة القيصرية
لا تطلب أي تدخل جراحي، حيث يخرج الجنين بشكل طبيعي من المكان المحدد له عن طريق الحوض، ويتم نزول قناة الولادة من دون أي صعوبات.يخرج الجنين عن طريق مساعدة الطبيب، بحيث يقوم بعمل شق في البطن بشكل أفقي، يتراوح طوله ما بين 7 – 10 سم.
في بعض الأحيان يقوم الطبيب بعمل شق بسيط في منطقة العجان.يلجأ الأطباء إلى هذه الولادة بسبب صعوبة الولادة بشكل طبيعي،
يتم تخدير المرأة التي ستلد عن طريق إعطائها إبرة الظهر “أسفل منطقة الجافية”.يقوم الطبيب بتخدير المرأة من خلال العمود الفقري، وهذا ما يسمى “التخدير النصفي”.

لكن على الرغم من نجاح تجربتي مع الولادة الطبيعية بعد القيصرية، إلا أن هناك بعض النصائح التي قدمتها لي الطبيبة للمساعدة على الولادة الطبيعية بسهولة من دون التعرض لأي مضاعفات أو مخاطر، وسنتعرف على هذه النصائح من خلال الآتي:

  • اتباع نظام غذائي صحي للمحافظة على وزن المرأة خلال هذه الفترة.
  • تناول الخضروات والفواكه؛ وذلك للحد من الإصابة بالأمراض التي تنتج عن نقص الفيتامينات والمعادن، مثل: الحديد والكالسيوم.
  • الحرص على المتابعة الدائمة مع الطبيب، واتباع كافة الإرشادات والنصائح.
  • ممارسة التمارين الرياضية البسيطة، مثل: المشي والتأمل، للمساعدة على تسهيل عملية الولادة.
  • توفير الرعاية الصحية الجسدية والنفسية للأم من قبل الزوج والأهل، وهذا خلال الفترة السابقة للولادة، والحرص على الابتعاد عن جميع الضغوط النفسية والتوتر.
  • تناول حبوب الحلبة بالعسل وهي دافئة، وذلك لأنها تساعد على تسهيل فتح الرحم والولادة الطبيعية.
  • إجراء بعض الفحوصات بشكل دوري، للتأكد من أن صحة الأم تسمح لها بالولادة القيصرية.
  • ممارسة العلاقة الزوجية بكثرة بدءً من الشهر التاسع، الأمر الذي يسهل من عملية المخاض.
  • عدم التسرع حتى يأتي موعد الولادة الطبيعية.

حالات لا يُمكن فيها حدوث الولادة الطبيعية بعد القيصرية

إلى جانب نجاح تجربتي مع الولادة الطبيعية بعد القيصرية وجب الإشارة إلى تجربة امرأة تقول إنها كانت تريد أن تلد طبيعيًا بعد ولادتها لطفلين سابقين ولادة قيصرية، وقالت إن الطبيب أخبرها أنها لديه أكثر من سبب يمنعها من الولادة الطبيعية بعد القيصرية، وقد قامت بذكر الأسباب، وهي تتمثل فيما يلي:

  • ضيق حجم الرحم: هذه الحالة تحتاج فيها المرأة للولادة القيصرية، وذلك لأنها تعتبر أكثر أمانًا للطفل، وخصوصًا في حال كان حجم الجنين كبير، هذا الأمر يُمكن للطبيب الكشف عنه عن طريق فحص وزن الجنين عبر استخدام أشعة الموجات فوق الصوتية.
  • وضعية الطفل في رحم الأم: مع القيام بالفحوصات، من الممكن أن يرى الطبيب أن الجنين يتخذ وضعية لا تتيح له النزول عبر فتحة المهبل، حيث إنه قد تكون رأسه لأعلى، أو أنه يتخذ وضعية الجلوس، وبناءً عليه لا تتناسب هذه الولادة مع وضعية الطفل بحيث تكون الولادة القيصرية هي أنسب شيء للمحافظة على سلامة الطفل.
  • انزلاق الحبل السُري عن طريق عنق الرحم: من الممكن أن يحدث انزلاق للحبل السُري أو أن يلتف حول الجنين، الأمر الذي يجعل الطبيب بحاجة لإنقاذ الطفل من خلال إجراء عملية الولادة القيصرية، حيث إنه من الممكن أن يُسبب هذا الأمر في ضرر الطفل بشكل كبير، ويؤدي إلى عدم وصول الأكسجين إلى الجنين، وبناءً عليه يموت بسبب الاختناق.
  • انفصال المشيمة أثناء المخاض: في بعض الحالات الطارئة، يحدث انفصال للمشيمة عن الرحم، وهذا يمكن أن يعرض الطفل للخطورة، ويستدعي إجراء عملية الولادة القيصرية في أسرع وقت ممكن.
  • بطء المخاض: في حال كانت المرأة تعاني من طول فترة المخاض، مع عدم الشعور بانقباضات كافية بالرحم، فهذا يعني أن عنق الرحم لا يتسع بالشكل الذي يسمح بمرور الطفل عن طريق قناة الولادة.
  • العدوى الميكروبية في المهبل: هذا الأمر يتمثل في إصابة المرأة بالعدوى في بطانة الرحم، أو المعاناة من الهربس التناسلي، حيث إن هذه المشكلات الصحية من الممكن أن تصيب الطفل خلال خروجه ومروره عبر قناة الولادة.
  • الحمل بتوأم: إن الحمل في أكثر من جنين يؤدي إلى صعوبة الولادة الطبيعية، وخصوصًا إذا كان قبلها خضعت المرأة لولادة قيصرية، وذلك لضمان المحافظة على الصحة الجنين وعلى سلامته.
  • العمليات الجراحية بالرحم: في حابل كانت المرأة خضعت لعملية جراحية في السابق مثل إزالة ورم عضلي أو ليفي، فانه في هذه الحالة من الأفضل الخضوع للولادة القيصرية، لأن الولادة الطبيعية ستشكل خطرًا كبيرًا عليها.
  • الولادة القيصرية أكثر من مرة قبل: تقل فرص الولادة الطبيعية بعد خضوع المرأة لأكثر من عملية ولادة قيصرية، وذلك لأن هذا قد ينتج عنه التعرض لبعض المضاعفات الني تنتج عنها.
  • بعض الحالات المرضية: توجد بعض الأمراض التي تزيد خطورة في حال قررت الحامل الخضوع للولادة الطبيعية، وذلك مثل: (تسمم الحمل، – ارتفاع ضغط الدم – الأمراض القلبية – حدوث هبوط في المشيمة)، كل هذه الأمراض المذكورة من الممكن أن تؤدي إلى التأثير السلبي الجنين والأم.

عوامل نجاح تجربة الولادة الطبيعية بعد القيصرية

تقول إحدى النساء عوامل نجاح تجربتي مع الولادة الطبيعية بعد القيصرية متعددة، وذلك لأنني قمت بتجربة الولادة الطبيعية بعد ولادة طفلتي الأولى بعملية قيصرية، ونتيجة لعذابي الكبير بسبب هذه الولادة، قررت أن أقوم بهذه التجربة، وذلك بعد أن تعرفت على أكثر من امرأة خاضت هذه التجربة بنجاح، وذلك لأن هناك بعض العوامل التي ينتج عن هذا النجاح من خلال الآتي:

  • أن تقوم المرأة باختيار مستشفى جيدة لإجراء عملية الولادة، وذلك لتكون مجهزة بشكل كامل.
  • من الضروري أن يكون جرح القيصرية أفقيًا من أسفل جدار الرحم.
  • إذا كانت المرأة والجنين لا يعانين من أي مشاكل صحية على الإطلاق، فهنا تكون الولادة الطبيعية آمنة تمامًا وتصبح سهلة.
  • ألا تكون المرأة حامل في أكثر من جنين.
  • من الضروري ألا تقل الفترة التي تفصل ما بين الحمل والآخر عن عامين.
  • يجب أن يكون الجنين ذو حجم طبيعي ويتناسب مع عملية الولادة الطبيعية.
  • خضوع المرأة لولادة قيصرية واحدة في السابق.

كما أنه يجب العلم أن هناك بعض النصائح التي يجب على المرأة اتباعها للتسهيل من عملية الولادة الطبيعية بعد القيصرية.

تجربتي مع الولادة الطبيعية بعد القيصرية قد يظن البعض إنها صعبة، ولكنها سهلة للغاية في حال كان الطبيب المتابع للحالة جيد، وإذا كان لا يوجد أي مانع للمرأة من خوض هذه التجربة.