تجربتي مع الولادة بدون ألم واحدة من التجارب الرائعة التي مررت بها في حياتي، حيث تعد عملية الولادة أكثر التجارب المؤلمة التي تمر بها المرأة حيث تشكل الهاجس الأكبر للأمهات وخاصة الأمهات الجدد، ولكن في الآونة الأخيرة ظهرت الولادة بدون ألم وهي إحدى الطرق التي ساهمت في التخفيف من الالآم المصاحبة للولادة الطبيعية، لذلك سأعرض لكم تجربتي لمعرفة المزيد من المعلومات حول الولادة بدون ألم.

تجربتي مع الولادة بدون ألم

بدأت تجربتي عندما كنت في عامي الخامس والعشرين وحملت في طفلي الأول، ولكنني كنت قلقة دائمًا بشأن الولادة وكيف سيكون الألم وقتها، وهل سأتحمل الألم، قام الطبيب المتابع لي بوصف مجموعة من المقويات الفيتامينات.

كنت أبحث دائمًا عن طريقة للولادة بدون ألم، إلى أن صادفت إحدى السيدات تروي تجربتها مع الولادة بدون ألم، لذلك توجهت إلى الطبيب فورًا لسؤاله عن الولادة بدون ألم وهل ستخفف حقًا من الألم المصاحب للولادة.

من هنا بدأت تجربتي مع الولادة بدون ألم حيث أخبرني الطبيب إلى أنها ولادة طبيعية ولكن يتم اتخاذ مجموعة من الإجراءات التي ستخفف من الأم المصاحب للولادة، ويتم ذلك عن طريق التحكم في الإحساس بالأعصاب التي تختص بحمل إشارات الألم من عنق الرحم إلى المخ من خلال التحذير.

إلى أن حان وقت الولادة وقام الطبيب بتخييري بين واحدة من طرق الولادة بدون ألم، فاخترت حقنة فوق الجافية، وأنجبت طفلي بسلام دون أن أشعر بأي ألم، إلا أن هناك مجموعة من الآثار الجانبية التي شعرت بها عقب الولادة بدون ألم، وتتلخص تلك الآثار في النقاط التالية:

  • حقن فوق الجافية ينتج عنها انخفاض كبير في معدل ضغط الدم مع الصداع والصعوبة في التبول، وفي بعض الحالات يحدث نزيف في مكان الحقنة أو تلف للأعصاب.
  • في حالة استخدام المهدئات للتخفيف من ألم الولادة، تتمثل الآثار الجانبية في عدم انتظام النوم مع الارتباك وصعوبة في التنفس، مع الشعور بعدم الراحة في الجهاز الهضمي والبطن.
  • أما التخدير النخاعي ينتج عنه حساسية للمواد الفعالة المستخدمة في التخدير، مع وجود نزيف حول العمود الفقري أو ظهور ورم دموي حوله، أو حدوث تلف في الأعصاب.

أهم طرق الولادة بدون ألم

أثناء وجودي في عيادة طبيب الاسنان وجدت سيدة تروي قصتها مع الولادة بدون ألم حيث بدأت حديثها قائلة: كنت قلقة من الألم الذي سأتعرض له، إلى أن طمأنتني أمي لوجود وسيلة تمنع الألم المصاحب لعملية الولادة، ومن هنا كانت تجربتي مع الولادة بدون ألم.

ذهبت إلى الطبيب لمعرفة معلومات أكثر حول الولادة بدون ألم، فأوضح لي أن الولادة بدون ألم تكون قيصرية أو طبيعية، ولكن يتم التخفيف من الألم بمجموعة من الطرق والتي تتمثل في الآتي:

1- حقنة الايبيدورال

يتم حقنها في الظهر حيث يتم تمرير قسطرة رفيعة تتصل بمضخة بين فقرات العمود الفقري، ويتم حقنها قبل توقيت الولادة بفترة محددة، وبالتالي يتم تخدير الجزء السفلي من الجسم مع بقاء الأم متيقظة أثناء نزول الجنين، ومن الجدير بالذكر أنه لابد على الأم من إجراء تمرينات التنفس الموصى بها طوال فترة الحمل مع تنفيذها عند حدوث الطلق.

كما أنه في حالة الولادة القيصرية لا تشعر الأم بأي ألم لمدة لا تقل عن 3 إلى 4 ساعات بعد العملية، حيث تكون الأم تحت تأثير التخدير الكلي أو النصفي، ولعل أهم ما يميز التخدير بحقنة الايبيدورال، هو إمكانية حقن الأم بجرعة إضافية بعد الولادة عند الحاجة.

لكن تتسبب تلك الحقنة في انخفاض ضغط الدم مع الشعور بالصداع والذي قد يستمر لعدة أيام بعد الولادة، ولكن يمكن التغلب عليه عن طريق تناول المسكنات.

2- حقنة تاب بلوك

يتم حقن المخدر في النسيج الضام لعضلات البطن، ليتم تخدير الأعصاب الموجودة في تلك المنطقة بعد الانتهاء من الولادة القيصرية، فيتم استخدام الموجات فوق الصوتية من قبل طبيب التخدير لتحديد مكان حقن المخدر حول جرح العملية، وبالتالي توفر عدم الإحساس بالألم لمدة 24 ساعة بعد الولادة.

هذه الطريقة آمنة تمامًا، على الرغم من وجود بعض المضاعفات غير الشائعة التي تسببها، وتتمثل تلك المضاعفات في وجود رد فعل تحسسي نتيجة للمخدر، أو تعرض الأعصاب والأوعية الدموية، إلى جانب إمكانية حدوث عدوى في مكان الحقن.

3- جهاز التحكم الذاتي بمسكن الألم PCA

تعد هذه الطريقة من أحدث الأساليب المستخدمة في تسكين الألم المصاحب للولادة القيصرية والتي اعتمدت عليها خلال تجربتي مع الولادة بدون ألم ، فيتكون الجهاز من مضخة تحتوي على عدد من المسكنات ذات المفعول القوي، ومنها المورفين وهيدرومورفين والفنتانيل.

يتم وضع المضخة في يد الأم وتعمل من خلال التسريب الوريدي، وبالتالي يمكن حصول الأم على جرعة إضافية من المخدر في وقت معين عن طريق ضغطة زر، فيتم تسكين الألم في مدة لا تقل عن يومين إلى ثلاثة أيام، ويتميز الجهاز إلى جانب قدرته على التسكين، في التالي:

  • التخلص من الألم الموجود في الجسم بشكل عام ومن ضمنه تقلصات الرحم والألم الناتج عن الجرح القيصري.
  • التحكم في جرعة المسكن المطلوبة من خلال تقنية وقائية تمنع تجاوز الجرعة عن الحد المسموح به.
  • لا تحتاج إلى المهارة لاستخدامها حيث يتم الضغط على الزر ليبدأ المسكن في الانتقال إلى الأم من خلال التسرب الوريدي.

مزايا الولادة بدون ألم

كانت أختي في شهرها السادس من الحمل، حيث كانت تعاني من القلق والتوتر مع اقتراب ولادتها، وبدأت تروي لي مخاوفها من الولادة، إلى أن جعلتها والدة زوجها تطمئن لعملية الولادة حيث أخبرتها أنه يمكن اللجوء إلى الولادة بدون ألم وحينها لن تشعري بأي ألم خلال الولادة.

بدأت أختي تسرد لي قصتها مع مخاوف الولادة قائلة: بدأت تجربتي مع الولادة بدون ألم حينما كنت قلقة بشكل كبير من الألم المصاحب لعملية الولادة، ولكن بعد أن أشارت علي أم زوجي بالولادة بدون ألم بدأت أشعر بالاطمئنان، حيث أخبرتني بالمزايا المتعددة لعملية الولادة بدون ألم والتي تتمثل في الآتي:

  • لا ينتهي تأثيرها إلا بعد انتهاء عملية الولادة تمامًا.
  • آمنة تمامًا على كل من الأم والجنين عند مقارنتها بغيرها من الأساليب الأخرى المستخدمة.
  • تكون الأم مستيقظة خلال عملية الولادة، وذلك لأنها تعتمد على تخدير الجزء السفلي فقط وليس كامل الجسم.
  • تُترك قسطرة حتى يتمكن الطبيب من إعطاء الأم بعد الولادة المسكن أو المخدر في الجزء السفلي من الظهر.

عيوب الولادة بدون ألم

سردت لي صديقتي في الجيم تجربتها السيئة مع الولادة بدون ألم قائلة: كانت تجربتي مع الولادة بدون ألم من أسوأ التجارب التي مررت بها في حياتي، حيث كنت أعاني من عدم القدرة على التحكم في عضلات جسمي، بالإضافة إلى عدم قدرتي على تحريك اليدين بعد الولادة، فتأتي عملية الولادة بدون ألم بمجموعة من العيوب التي تتمثل في الآتي:

  • الشعور بألم في منطقة أسفل الظهر بعد انتهاء تأثير المخدر، مع الشعور بألم مضاعف في حالة معاناة الأم قبل الولادة من وجود ألم في الظهر.
  • في بعض الحالات يتم الشعور المستمر بالقيء والغثيان وعدم القدرة على التبول، مع الإحساس الدائم بالصداع بعد الولادة.
  • من الممكن أن تصاب الأم بالحكة والاحمرار الخفيف على سطح الجلد.
  • يتسبب المخدر في تأخير عملية الولادة، وبالتالي يحتاج الطبيب إلى أدوية تُساهم في تسريع العملية.
  • لا يقوم المخدر بتخدير المنطقة بالكامل، وبالتالي يحتاج الطبيب إلى مضاعفة جرعة المخدر مما يشكل خطر على الجنين.
  • انخفاض ضغط الدم لدى الأم، فيعطي الطبيب الأم أدوية تساعد في رفعه واعتداله.
  • عدم القدرة على التحكم في عضلات الجسم، إضافةً إلى عدم القدرة على تحريك الأيدي والأرجل.

الولادة بدون ألم هي السبيل الآمن لكل من لديها مخاوف من آلام الولادة حيث تتعدد الطرق والأساليب المتبعة خلالها، فتتمتع بمجموعة كبيرة من المزايا على الرغم من وجود بعض العيوب.