تجربتي مع انحسار اللثة لم تكن عصيبة ولكنها مليئة بالأعراض المؤلمة، وهذا يرجع إلى أن الأسنان من أكثر العوامل المؤثرة على صحة الفرد بشكل عام، فإذا واجهت مجرد ألم طفيف بالأسنان فإنك تكون غير قادر على الشعور بالراحة أو النوم، وكلما زادت مشاكل الأسنان كلما تعكرت حياة الشخص أكثر حتى يكون غير قادر على تحمل الألم فيتوجه إلى الطبيب ليحصل على العلاج.. وهذا ما قُمت به.

تجربتي مع انحسار اللثة

لم أكن يومًا أعاني من مشاكل الأسنان، فقد كنت أهتم كثيرًا بأسناني ولكن ذات يوم أصبحت أعاني بألم شديد، لذا نصحتني والدتي باستخدام زيت القرنفل للتخفيف من الألم، ويوم بعد يوم ازداد هذا الألم تدريجيًا، لذا قررت استشارة طبيب متخصص لمعرفة ماهية المشكلة.

أخبرني حينها أنني أعاني من التهاب جرثومي أدى لحدوث انحسار في اللثة، وحينما سألتُه عن السبب في الإصابة بهذا الالتهاب بالرغم من اعتنائي بأسناني باستمرار فأخبرني أنه قد يكون ناتج عن الإصابة بالعدوى، لكن المشكلة كانت مازالت في البداية فلم يتطلب الأمر التدخل الجراحي.

وصف لي بعض المضادات الحيوية ودواء Enzyme suppressants وبعد شهر تقريبًا اختفى الألم وتوجهت للطبيب للتأكد من علاج هذه المشكلة فأخبرني بأنه بالفعل اختفت تلك المشكلة بالكامل، وبعد تجربتي أنصح بضرورة المتابعة المستمرة مع الطبيب حتى وإن كنت تعتني بأسنانك باستمرار.

أسباب انحسار اللثة

أُدعى سارة، كنت أعاني من الصغر من مشاكل عديدة في الأسنان، وبالتالي فحينما أصيبت بانحسار اللثة لم أهتم بهذا الأمر ظنًا أنه ناتج عن زيادة حساسية الأسنان، ولكنه غير صحيح، فقد تم تشخيص حالتي بانحسار اللثة وهذا ناتج عن عدة أسباب وهي:

  • عدم الاهتمام بصحة الأسنان، وهذا يسبب تراكم في اللويحات الجرثومية وبالتالي يعمل على تكوين الجير الصلب على جوانب اللثة، وعادةً يكون مليء بالجراثيم.
  • المعاناة من الالتهاب الجرثومي وذلك بسبب انتشار الجراثيم بصورة مفرطة وهذا ما يؤدي إلى تراجع اللثة، فلم يتطور أكثر فأكثر حتى يعمل على تدمير العظام المحيطة.
  • قيام المريض بالكز على الأسنان باستمرار يتلف الأعصاب الداخلية للأسنان.
  • حدوث تزاحم في الأسنان نتيجة عدم الترتيب الصحيح لها وزيادة عددها وعدم تطابُقها يُسبب سوء في اصطفافها مما يزيد من الضغط على اللثة.
  • في كثير من الأحيان يكون نتيجة العوامل الوراثية، وهذا ما أوضحته الدراسات لحوالي 33% من المرضى.
  • التغييرات الهرمونية التي تتعرض لها المرأة باستمرار تزيد من خطر الإصابة بالالتهابات في اللثة، مما يزيد من حساسية الأسنان.
  • استهلاك منتجات التبغ باستمرار.
  • تفريش الأسنان بعنف، هذا الأمر يؤدي إلى حدوث تآكل في مينا الأسنان.

أعراض انحسار اللثة

أنا سيلين، بدأت تجربتي حينما بدأت أعاني من مجموعة من الأعراض بدورها ساعدتني على اكتشاف هذه المشكلة، ومن أبرز ما عانيت منه:

  • الشعور بالضعف في الأسنان.
  • المعاناة من ألم شديد في اللثة.
  • ظهور جذور الأسنان.
  • المعاناة من تورم واحمرار اللثة.
  • التعرض للنزيف الحاد بعد استخدام الفرشاة أو خيط الأسنان.
  • الشعور برائحة كريهة في الفم.
  • حدوث تقلص في اللثة عن المعدل غير الطبيعي.
  • تخلخل الأسنان وقد يتطور الأمر ويؤدي إلى تساقُطها.
  • حدوث صديد بالأسنان.

علاج انحسار اللثة

“كنت أعاني من مشكلة انحسار اللثة وهذا سبب لي مشاكل عديدة، فلم أكن قادرة على الشعور بالراحة وفقدت القدرة على النوم من شدة الألم، لذا كان يجب الخضوع للعلاج.. وأثناء تجربتي استشرت الطبيب حول طرق العلاج المتاحة للتخلص من هذه المشكلة، فأخبرني بهذه الطرق:

1- العلاج الجراحي

هناك 4 أشكال من عمليات جراحة اللثة للتخلص من مشكلة الانحسار، ولعل أبرزها:

  • العلاج بالليزر: حيث يتم استخدام تقنية Soft Laser فتُحافظ على صحة الأسنان، وتزيد من كثافة عظام الأسنان، وتقضي على التهابات اللثة والتورمات والاحمرار، ويلجأ الطبيب إلى التسريع من عملية الشفاء ويقلل من التعرض لهشاشة الأسنان.
  • التجديد من الأسنان: يعمل على تجديد العظام وأنسجة اللثة التالفة، من خلال هذا الإجراء تُنظف الأسنان بعمق من البكتيريا والبلاك، ثم يتم تركيب مادة تشبه النسيج تقوم بتحفيز العظام لتستعيد قوتها بصورة طبيعية.
  • إعادة هيكلة الأسنان وذلك من خلال محاولة تغيير زوايا الأسنان لتكون مُلائمة للثة وموزاية بصورة آمنة لجذور الأسنان.
  • التخلص من الجير من خلال إجراء الكشط المفتوح، وفيها يقوم الطبيب بطوي أنسجة اللثة المتضررة ويعمل على تنظيفها بعمق ليُحسن من صحة اللثة، وهذا يقلل من حِدة انحسارها.
  • الترميم: يلجأ الطبيب لهذا النوع من العلاج بهدف ترميم اللثة وعلاج النقص الذي تسبب في انحسار اللثة، كما يتم تطعيم اللثة ببعض المواد الطبية لعلاج التآكل الذي أصاب عظام الفك.

2- العلاج غير الجراحي

خلال تجربتي قامت الطبيبة بتحديد بعض الطرق العلاجية غير الجراحية التي يجب الالتزام بها للتقليل من حدة مشاكل اللثة والحفاظ على صحة الأسنان، ومنها:

  • استخدام المضادات الحيوية التي تكون في صورة جل موضعي، وذلك للقضاء على البكتيريا.
  • تناول الأقراص المطهرة للأسنان.
  • استخدام غسول طبي للفم.
  • الحصول على المثبطات الإنزيمية.

نصائح للوقاية من انحسار اللثة

أنا سجى عمري 21 عامًا، حينما كُنت أُتابع مع الطبيبة للحفاظ على صحة اللثة أخبرتني بأنني معرضة للإصابة بانحسار اللثة، وحددت لي بعض الإرشادات للوقاية من التعرض لتلك المشكلة، ومن هذه النصائح:

  • يجب عدم استخدام فرشاة الأسنان بكثرة فلا يتعدى عدد مرات الاستخدام اليومي عن 3 مرات، وذلك لأنها تزيد من فرص التعرض لمُشكلة انحسار اللثة.
  • الحرص على زيارة الطبيب بصورة دورية، وذلك لعلاج المشاكل التي يمُكن أن تصيب اللثة بصورة مبكرة قبل أن تؤثر على صحة الأسنان.
  • لا بُد من الحفاظ على نظافة الفم والأسنان وذلك لتجنب حدوث تراكم للجير واللويحات التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض اللثة.
  • التوقف عن التدخين.
  • اِتباع نظام غذائي متوازن غني بالأطعمة الصحية التي تحتوي على الخضروات والفاكهة، وذلك لأن ذلك يحافظ على صحة الأسنان.
  • عند ملاحظة أي تغييرات في الأسنان يجب التوجه للطبيب للتحكم في تلك التغييرات بطريقة صحيحة.
  • تجنب تفريش الأسنان بقوة وذلك حتى لا يسبب ذلك ظهور الالتهابات.
  • استخدام خيط الأسنان الطبي أو استبداله بالسواك.
  • عند الشعور بتورم أو التهاب اللثة فيجب تجنب تناول الأطعمة التي تحتوي على الكثير من البهارات أو الحارة والحلويات؛ لأنها تزيد من حدة التورم أكثر وتؤدي إلى تفاقم الأعراض.
  • لا يجب التخلص من الرائحة الكريهة من خلال تناول العلكة أو ما يماثلها من المنتجات، بل يجب تفريش الأسنان جيدًا وفي حال تكرار هذه المشكلة يجب استشارة الطبيب.

حينما يُصاب المريض بأيٍ من المشاكل في الأسنان، فإنه يجب التوجه على الفور للطبيب لعلاج المشكلة قبل أن تتطور؛ لأن مشاكل الأسنان لها مخاطر عديدة وتؤثر على صحة الفرد بالكامل.