تجربتي مع انقطاع الدورة الشهرية لم تكن من الغرابة شيئًا، فمن المعلوم أن الطمث يشهد فترة في حياة المرأة ومن ثم ينقطع عند سن معين، وهو المعروف بسن اليأس.. ولكن تختلف الأسباب والحالات باختلاف العلامات التي تشهدها المرأة وكذلك كيفية استقبالها للأمر، فقد اختلفت تجربتي بطبيعة الحال عن تجارب الأخريات.

تجربتي مع انقطاع الدورة

تأكدت من انقطاع الطمث عندما مر ما يقرب من 12 شهر دون أن تأتي دورة شهرية، وما أكد لي أنني على مشارف سن اليأس هو أنني بالفعل أبلغ من العمر 48 عام، وهذا الانقطاع يحدث عند النساء من عمر 45 و55 عام، فلم يعتريني القلق قط.

فها قد قل مخزون البويضات لديَّ وتوقفت الإباضة وتوقف معها الطمث الشهري، كعلامة على أنني لم أقدر على الحمل بعد، فقد توقف جسمي عن إنتاج هرمون الأستروجين.. ذلك الذي يتحكم في تلك العملية برمتها.

لم تنقطع الدورة بين عشيّة وضحاها، فقد استغرق الأمر عدة سنوات حتى تراجعت مستويات هرمون الأستروجين.. ولكنني كنتُ على قناعة أن استجابة النساء لسن اليأس بطبيعة الحال مختلفة، فهناك من تستشعر أعراضًا قبل فترة من انقطاع الدورة، وهي شائعة:

  • التعرق الليلي
  • اضطراب النوم ونوبات الأرق
  • ارتفاع حرارة الجسم
  • الرغبة الجنسية تنخفض
  • المزاج العام يسوء
  • انكماش الثدي
  • زيادة تساقط الشعر
  • هبات ساخنة
  • زيادة الوزن
  • الجفاف المهبلي
  • مشكلات في المثانة

بيد أنني لم أذكُر أن تلك الأعراض كانت تؤرقني إلى درجة كبيرة، فكنت أحصل على الدعم من زوجي، وأبنائي.. كما كنت الداعم الأول لنفسي، فأحاول ألا تتراجع ثقتي في نفسي قدر الإمكان، وأشغل وقتي بكل ما يروق لي من هوايات أو أنشطة.

فعندما يتوقف هرمون الأستروجين عن الإنتاج، تضعف العظام، وتزداد فرص الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية، وعليه لم أدع نفسي أصل إلى ذلك الحد، حيث تعاملت مع التغيرات الجسدية والعاطفية التي طرأت عليّ بأريحية بالغة.

وأردت أن ألم لكم ببعض من أنماط الحياة الصحية التي اتبعتها للحد من آثار انقطاع الدورة الجانبية التي يقع في فخها أغلب النساء:

  • الحرص على ممارسة الرياضة بانتظام.
  • الحد من القلق والإجهاد والابتعاد عن مسبباتهم.
  • اتباع نظام غذائي صحي متوازن يخلو من الدسم الكثير.
  • ممارسة النشاط المفضل وعدم الانغماس في التفكير في الأعراض المؤرقة.

أخيرًا أستطيع أن أخبركِ حواء أن انقطاع الدورة لا يُدمر معه الأنوثة والحياة الجنسية، ففي الواقع هو فرصة لتتحرري من آلامها، وهو ليس بمرض بل هو أمر طبيعي بحت عليكي التأقلم معه والتكيف مع أعراضه قدر المُستطاع.

انقطاع الدورة المبكر (الفشل المبيضي)

أذكر أن تجربتي مع انقطاع الدورة كانت طبيعية، وكنت أعتقد أنها مسار طبيعي عند كافة النساء، فلم أكن على دراية بأن هناك مشكلات صحية تستتبع تعجيلًا في انقطاع الدورة إلا عندما قرأت تجربة تلك المرأة، فهي جارتي التي أخبرتني بالآتي:

“لم أبلغ سن الأربعين بعد، وقد انقطع الطمث عني مسببًا أعراضًا كتلك التي تعاني منها امرأة الخمسين، فجاءني سن اليأس مبكرًا إثر إصابتي بالسرطان.

نعمُ، فهو من أخطر المشكلات الصحية التي تُحدِث معها تغييرات جذرية عند النساء، لاسيمًا فيما يتعلق بالهرمونات، ولِم لا وهو يعتمد في إحدى خياراته العلاجية على العلاج الهرموني؟

قبل أن أستأصل الرحم، كنت أعلم أن الدورة الشهرية لن تتوقف على الرغم من أن الحيض لا يظهر، إلا أن إخراج البويضات ذاتها تنتج عن المبيضين، لذا سوف يظل هرمون الأستروجين والمبيضين في عملهِما، إلا أن حالتي كانت تشمل استئصالًا للرحم والمبيضين معًا.

فتوقفت الدورة الشهرية فجأة دون أي مُقدمات، بشكل فوري على خلاف من يعانون من أعراض سن اليأس الطبيعية.. هكذا كانت تجربتي مع انقطاع الدورة بشكل مبكر، هذا وعلِمت من الطبيب كذلك أن انقطاع الدورة قبل الأربعين ينتج أيضًا عن أسباب جينية أو أمراض المناعة الذاتية.

علاج انقطاع الدورة

حمدت الله كثيرًا على تجربتي مع انقطاع الدورة الشهرية، فهي لم تكن مؤرقة بالنسبة لي كما ذكرت لكم آنفًا، لاسيمًا بعدما اطلعت على تجربة تلك المرأة مع انقطاع الدورة الطبيعي، فهي كانت في عمري أو تكبرني قليلًا، إلا أن أعراض سن اليأس تمكنت منها.. فقالت:

“على الرغم من أن انقطاع الطمث لا يستدعي إلى علاج طبي، إلا أنني قد اتبعت خطة علاجية للتخفيف من أعراضُه التي لم أكن أحتملها، خاصةً وقد علمت من الطبيبة أن هناك من المضاعفات ما تحدث بعد سن اليأس.. فأصبت بالقلق والكآبة، فمن تلك المضاعفات:

  • الإصابة بالسمنة.
  • سلسل البول.
  • هشاشة العظام.
  • الأمراض القلبية.

لذا وصفت لي الطبيبة العلاج ببعض الهرمونات تعمل على توازن نقص الأستروجين لديّ، فكان هو الأكثر فعالية في التخفيف من الهبات الحرارية.. ذلك العَرَض الأشد تأثيرًا في سن اليأس، وأخبرتني أن هناك أنواع أخرى من العلاجات منها:

  • الأستروجين المهبلي للتخفيف من جفاف المهبل، ويُستخدم بشكل موضعي.
  • البايفوسفونات، التي تقي من هشاشة العظام.
  • أدوية معدلة للهرمونات على غرار مستقبلات هرمون الأستروجين.
  • بعض العقاقير المضادة للاكتئاب.
  • غابانتين وهو المعني بعلاج الهبات الحرارية رغم أنه يستخدم بالأساس كمضاد للتشنجات.
  • نبتة كوهوش السوداء، التي تستخدم لعلاج الهبات الساخنة.
  • فيتو أستروجين، منه: ايزوفلافون، الليجنان”.

انقطاع الدورة مع عدم وجود حمل

فضلًا عن تجربتي مع انقطاع الدورة.. جاءت تلك التجربة على لسان فتاة انقطع عنها الحيض دون أن يكون هناك أسباب واضحة، فقالت:

“أخبرتني الطبيبة بأن حالتي لا تُمثل انقطاع للدورة بالمعنى المعروف، إنما هو اضطراب وخلل فيها ينجم عن سبب بعينُه، حيث تتعدد الأسباب التي تراود الفتيات بعد فترة بلوغهن وتؤدي إلى تأخر في الدورة.

لا يُشترط أن تنقطع الدورة إثر حدوث الحمل، حيث عادةً ما يُميز الأطباء بين الانقطاع الأوليّ للحيض، أي الذي لم يبدأ بعد وهو ما يُسمى بالدورة المتأخرة، وبين انقطاع الحيض الثانوي الذي يعني أن الدورة بدأت لكن توقفت ولم تأت كالمعتاد في كل شهر.

إلا أن تأخر الدورة أو الانقطاع المؤقت لها قد ينم عن سبب طبيعي لا يستدعي القلق من الأساس، فهو عابر تحفزه بعض العوامل منها التوتر أو الإجهاد أو الاضطراب الهرموني.. وربما يعزو إلى اضطراب في الوزن بين انخفاض أو زيادة.

كما أن الفتاة التي تمارس الرياضة البدنية العنيفة تنقطع الدورة لديها أو تضطرب.. هذا وعلى جانب آخر هناك بعض الأعراض التي تستتبع القلق واستشارة فورية للطبيب حال ترافقها مع انقطاع الدورة:

  • خروج حليب من الحلمة على الرغم من أنها فتاة ليست مرضعة.
  • تعرق ليلي، أو هبات ساخنة.. دون أن تبلغ بعد الأربعين من عمرها.
  • شعر زائد في مناطق غير معتاد أن يزيد فيها الشعر عند النساء.
  • حب الشباب والتصبغات الجلدية.
  • تأخر الدورة فترة تزيد عن 3 أشهر أو 6 أشهر.
  • عندما تأتي، تكون هناك غزارة في نزف الدماء غير طبيعية أو مسبوقة تستمر لأسبوع.

حيث تتخذ تلك الأعراض دلالة على اضطرابات الغدة الدرقية أو متلازمة المبيض متعدد الكيسات “تكيس المبايض” وعليه يُمكن اتباع وتيرة علاجية لتلك المشكلات حتى لا تستتبع مضاعفات.

بعد حديث الطبيبة لي، قمت بإجراء بعض الفحوصات والتحاليل لمعرفة السبب من وراء انقطاع الدورة، والتي أثبتت لي أنني أعاني من تكيس المبايض، فهو خلل في الهرمونات ناتج عن مشكلات في الغدة الدرقية، لأنها تعاني من الخمول فلا يتم إفراز الهرمونات اللازمة لعملية الإباضة بوتيرة طبيعية.

فتلك كانت تجربتي مع انقطاع الدورة بشكل مؤقت.. وعزمت الطبيبة على إعطائي بعض النصائح والسبل العلاجية لتلك الحالة حتى تأتي الدورة الشهرية بانتظام مرة أخرى، ومنها الأدوية التي تعمل على تنظيم الطمث كالبروجستين أو حبوب منع الحمل، ونصحتني ببعض التغييرات في نمط الحياة، مع الحفاظ على الوزن الصحي.

انقطاع الدورة بسبب الحمل

لم تكن كل التجارب مثل تجربتي مع انقطاع الدورة، فقد أخبرتنا تلك المرأة أنها شهدت انقطاعًا في الدورة الشهرية مصحوبًا ببعض الأعراض الأخرى كان إشارة إلى حملها، فقالت:

كنتُ أعاني من بعض الأعراض التي دفعتني إلى زيارة الطبيبة والقيام بالفحوصات اللازمة، لاسيمًا وقد انقطع عني الحيض دون سبب واضح، فعلى الرغم من أن انقطاع الدورة بذاتِه لا يُمثل دلالة مؤكدة على الحمل إلا أن تلك الأعراض كانت تؤكد ظني:

  • كثرة الحاجة إلى التبول.
  • الشعور بالتعب الشديد والإرهاق دون القيام بمجهود.
  • غثيان الصباح خلال أوقات مختلفة.. وأحيانًا القيء.
  • التهاب الثديين، وأحيانًا بعض الألم فيهِما.
  • تغير لون حلمتي الثدي إلى اللون الداكن قليلًا.
  • الصداع والدوخة.
  • الرغبة الشديدة في تناول الطعام.

لمّا ذهبت إلى الطبيبة، وقُمت باختبار الحمل، زُفّ إليَّ خبر الحمل المؤكد، وأن تلك الأعراض التي شعرت بها ما هي إلا العلامات المبكرة الدالة عليه.

عند انتهاء دورات الحيض يكون انقطاع الطمث تغيرًا طبيعيًا تشهده كل امرأة نتاجًا لتوقف نشاط المبيضين.. ذلك التغيُر الذي يندرج تحت علامات سن اليأس.