تجربتي مع تحليل المخدرات سوف أحدثكم عنها لكي أوضح لكم كيف تمكنت من تخطي أزمة الإدمان وبلوغ مرحلة التعافي بعد رحلة طويلة من مليئة بالتحديات، كما سأوضح لكم أهم النصائح التي رواها لي الطبيب لكي أتجنب المخاطر المختلفة فبعد هذه التجربة أيقنت أنني قد أنقذت نفسي وعائلتي ومستقبلي من فيروس مدمر.

تجربتي مع تحليل المخدرات

أدعى مصطفى كنت من الرجال الذين لا يملكون أصدقاء وكنت دائمًا بمفردي في كل مكان، حتى تقرب لي مجموعة من الشباب فبالرغم أنني كنت من الأشخاص ذات مستوى اجتماعي مرتفع لكن لم أجد صديق حقيقي، فتعرفت عليهم وبدأنا نتردد على أماكن غريبة وبعد أن توطدت علاقتنا بدأوا يعرضون على تجربة هذه المواد السامة.

هُنا أدركت أنهم كانوا يستغلونني ولكن بعد أن رفضت مرات عديدة قررت الابتعاد عنهم حتى لا أتأثر بهم، ولكن الغريب أنه بدأت تظهر لدي بعض الأعراض الغريبة مثل احمرار في قزحية العين وخمول غير طبيعي فأنا شخص نشيط جدًا، ظننت أنني أصيبت بدور أنفلونزا وحصلت على الدواء ولكن بدون فائدة.

تطور الأمر وأصبحت أفضل الانطواء وأشعر بشيء غريب ولكنني لا أعرف مصدره، وقررت التغلب على هذا الشعور والعودة لعملي، ولكن الجميع لاحظ تلك الأعراض التي تظهر لدي وكان مدير الشركة أكثر من صديق لذا طلب من جميع موظفي الشركة إجراء تحليل مخدرات.

أخبرنا أنه إجراء روتيني ومن هنا بدأت تجربتي مع تحليل المخدرات فقد قمت بإجراء التحليل ولم أكن أفكر في شيء إلا أن نتائج التحليل التي وصلت للمدير أكدت إيجابية وجود نسبة من المخدات في الدم، لذا تحدث معي المدير بطريقة ودية.

حينها أخبرته بأنني لم أحصل على أي من المخدرات وأخبرته قصة أصدقائي تلك وحينها شعر بالشك، لذا تواصلنا مع واحد منهم وبعد عرض مبلغ له أخبرنا أنهم كانوا يضيفون المخدرات للطعام والشراب لكي أصبح مدمن ويتمكنوا من استغلال مركزي.

لذا طلب مني مديري التوجه للطبيب للتخلص من هذه السموم قبل فوات الأوان وبالفعل قمت بذلك وبعد مرور 3 أشهر تعافيت تمامًا واستطعت العودة مرة أخرى لحياتي وكان ذلك بفضل مديري وهذا التحليل.

أعراض إدمان المخدرات

كنت الأبن الأكبر للعائلة وكان والدي لواء لذا كان يرغب في التحاقي بالشرطة وشق طريقي بنفسي، وبالفعل بدأت رحلتي من التدريبات ولكن جاءت اللحظة الحاسمة وهو إجراء تحليل المخدرات وهنا شعرت أن عالمي قد توقف فقد تم تحديد هذا الاختبار بعد ثلاثة أيام.

كُنت حينها أصبحت مدمنًا منذ ثلاثة أشهر على هذه السموم، وحينها توجهت لصديقي لمعرفة إذا كان يمكنني تخطي هذا التحليل فلا مفر لابد من حضوره فأخبرني أنه يمكنني ذلك من خلال بعض الحيل، بالرغم من صعوبة تلك الحيل، إلا أنني قررت استخدامها أثناء تجربتي مع تحليل المخدرات.

لكي أتمكن من تزوير نتيجة التحليل وكانت هذه الحيل هي: (تناول الكثير من السوائل لذا قمت بشرب كمية كبيرة من المياه والعصائر، ثم طلب مني تناول مياه الغسيل التي تحتوي على كمية كبيرة من المسحوق) وبالرغم من رفضي لكن شعور الخوف كان الشعور المسيطر علي في تلك اللحظة لذا تناولت تلك المياه.

توجهت بثقة وكنت أظن أنني هكذا سوف أتمكن من تخطي الاختبار ولكن كانت الصدمة أظهرت النتائج إيجابية وجود تلك السموم بالجسم، وكنت في اللحظات الأخيرة وكنت سوف أتعرض للعقوبة الشديدة ولكن ساعدني والدي من الحصول على العلاج المناسب بعدما تخلصت من الأعراض المرهقة المتمثلة في الآتي:

  • عدم القدرة على التحكم في توازن الجسم.
  • الرجفة بالأطراف وأحيانًا في الجسم بالكامل.
  • ظهور الهالات السوداء تحت منطقة العين.
  • اتساع حدقة العين واحمرار العين بصورة غير طبيعية.
  • فقدان الشهية.
  • الشعور بالنعاس باستمرار.
  • عدم اهتمام الفرد بالنظافة الشخصية.
  • انعدام القدرة على الشعور بالراحة إلا بعد تناول الجرعة اليومية.
  • اضطرابات النوم.
  • عدم القدرة على السيطرة على انفعالاتي والتعرض لنوبات العصبية باستمرار.
  • عدم القدرة على التركيز والانتباه.
  • تدني المستوى الوظيفي.
  • عدم القدرة على اتخاذ القرارات.
  • الإصابة بالالتهابات الفيروسية بالكبد.
  • المعاناة من العقم.
  • الإصابة بالأمراض الجنسية.
  • العدوانية.
  • الانسحاب الاجتماعي.

طرق تشخيص إدمان المخدرات

أسمي محمد وكنت أتقدم لإحدى الوظائف، وطلبوا مني الخضوع لتحليل المخدرات وبالرغم من أنني توقفت منذ مدة طويلة عن الحصول على تلك المواد، إلا أنني قبل التقديم للوظيفة بيومين قد حصلت على سيجارة حشيش من أحد أصدقائي.

لذا شعرت بالخوف من أن يظهر ذلك بالتحليل خاصةً أن هذه الوظيفة هي الأمل الأخير بالنسبة لي، لذا قررت التوجه بنفسي للقيام بالفحوصات قبل إجرائها مع الشركة وقد طلبوا مني الكثير من الفحوصات منها:

  • اختبارات شاملة على الدم.
  • اختبار بول.
  • تحليل مخدرات.

الغريب ان النتيجة ظهرت سلبية ولا يحتوي الدم أو البول على أي من هذه المواد وبالفعل تم قبولي بالوظيفة ولم أعود لهذا الطريق مرة أخرى.

علاج الإدمان

أدعى تسنيم كُنت من قبل سنتين مدمنة على المخدرات وبمستوى عالي وهذا كان نتيجة الضعف النفسي الذي تعرضت له بعد التفكك الأسري وانفصال والدي عن والدتي والمشاكل التي كنت أعاني منها، ففي أحد الأيام تعرفت على شاب وقد أخبرني أنه يعاني من نفس مشكلتي ولم يشعر بالراحة إلا بعد استخدامه هذه المواد.

بالفعل قمت باستخدام هذه المواد وكانت تشعرني بالراحة وحينما علمت أقرب أصدقائي بما قمت به وبختني بشدة وأصبحت تذكرني بعاقبة الأمر سواء في دنياي أو آخرتي لكي أشعر بالذنب وبالفعل نجحت في ذلك حتى طلبت منها أن تساعدني أنا وهذا الشاب للتخلص من هذه السموم.

توجهنا معًا إلى المستشفى استشرنا الطبيب حول طرق التخلص من الإدمان وقام ببعض الفحوصات للتعرف على مدى حدة المشكلة وبالفعل طلب مننا الحجز بالمستشفى وحدد بأنه سوف يعتمد على الدواء الطبي والعلاج النفسي، وقام بتقسيم طرق العلاج على النحو التالي:

1- العلاج الدوائي

قد انقسم لنوعين وهو العلاج بالسحب وعلاج الأعراض، أي قام بوصف بعض الأدوية المخدرة، وذلك لكي يمنح الجسم المواد التي يحتاج لها ولكن بكميات محددة ثم أصبح يقلل من الكمية بصورة تدريجية حتى توقف تمامًا عن وصفه لنا.

ثم قام بوصف بعض الأدوية المضادة للاكتئاب والمحفزات الميثادون أو البيوبرينورفين أو خليط من البيوبرينورفين والنالوكسون التي بدورها تعمل على محاربة هذه المواد بالجسم وتقلل من حدة الأعراض الانسحابية التي يعاني منها المريض.

2- العلاج النفسي

بالرغم من أن المريض يعتمد على أكثر من برنامج نفسي إلا أن البرنامج الأساسي الذي اعتمدت عليه بعد تجربتي مع تحليل المخدرات هو برنامج العلاج السلوكي المعرفي، وهذا النوع قد خضعت له من قبل معالج نفسي فقد قدم لي العديد من الطرق العلاجية التي تعتمد على تعديل السلوكيات والأفعال فقد قام بما يلي:

  • تحديد طرق تساعد على التأقلم مع الرغبات الكامنة في الحصول على المخدرات وكيف التعامل مع هذه الرغبات بصورة صحيحة.
  • كما يقوم باقتراح مجموعة من الاستراتيجيات التي بدورها تعمل على منع تعرض المدمن للانتكاس مرة أخرى.
  • استهداف المشاكل العقلية والنفسية الأخرى، لما لها من دور في التأثير على عملية العلاج.
  • كما يحدد لك الطرق الصحيحة للتعامل مع الانتكاسات في حال التعرض لها.
  • بالإضافة إلى الجلسات المخصصة للتحدث مع العلاقات والمشاكل الأسرية وعلاقات الصداقة والعاطفية وكافة العلاقات التي يتعامل معها المريض.
  • توجيه أفراد الأسرة نحو معرفة الطريقة الصحيحة للتعامل مع المريض بصورة صحيحة.

كل مشكلة يمر بها الإنسان يتعلم منها وما تعلمته خلال تجربتي مع تحليل المخدرات اكتسبت الخبرات المختلفة في التعامل مع الأشخاص ومدى الثقة فيهم.