كانت بداية تجربتي مع ترك القهوة مُهلكة ولكن وصلت إلى مُرادي في النهاية، فالقهوة من المشروبات التي تظهر آثارها على المدى البعيد مُسببة تدمير الصحة العامة ببُطيء، وتخل بوظائف الجسم، وقد باءت تجربتي بالفشل عدة مرات ولكن تواجد التجارب الناجحة في النهاية عزز رغبتي في معاودة المحاولة لتركها مرة أخرى.

تجربتي مع ترك القهوة

أنا ذلك الشاب العاشق للقهوة السوداء، هي عشقي الأول والأبدي حقًا، فكانت تساعدني في الكثير من الأمور وتزيد من تركيزي اللازم في العمل، فطبيعة عملي تتطلب التركيز الشديد لثمان ساعات متواصلة ولم أجد وسيلة فعّالة لذلك سوى الكافيين.

مع سنوات من الإفراط في القهوة بدأت أشعُر بحرقة المعدة الشديدة وزاد وزني بشكل ملحوظ على الرغم من أن القهوة تساعد على زيادة معدل الحرق وكبح الشعور بالجوع، الأمر أثار قلقي وزادت الأعرض حِدة حتى ذهبت إلى الطبيب.

قال لي إن الإفراط في الكافيين لفترة طويلة تسبب في ظهور أعراض ارتجاع المريء، فكان لا بُد من تقليل تناول القهوة وسحب نسبة الكافيين في الجسم، مع النوم لفترة لا تقل عن ستة ساعات، لكن حينما شرعت في تجربتي مع ترك القهوة ظهرت بعض الأعراض الانسحابية عليّ، وكانت:

  • الشعور بالصداع الحاد نتيجة توسيع الأوعية الدموية، قد يُصيب جانب دون الآخر.
  • نشطت جزيئات الأدينوسين في الجسم مما تسبب في شعوري المُستمر بالإجهاد وعدم القدرة على التركيز.
  • الرغبة في الغثيان والتقيؤ بشكل مُلح.
  • الشعور الدائم بالقلق واضطراب الحالة المزاجية.
  • الإصابة باكتئاب خفيف قد تزداد حدته في حال عدم التعامل جيدًا معه.
  • المعاناة من الإمساك وبعض اضطرابات الجهاز الهضمي.
  • الشعور بالدوار المُستمر.

سرعان ما تلاشت تلك الأعراض حتى تكيف الجسم مع غياب الكافيين في غضون تسعة أيام، ومنحتني تلك التجربة الصحة العامة التي طالما كنت أرغب بها، على الرغم من تأثير ترك القهوة على تركيزي ولكن حاولت ضبط ساعات نومي وهو ما ساعد على زيادة التركيز.

التغلب على الأعراض الانسحابية للكافيين

كانت بداية تجربتي مع ترك القهوة مُنهكة، وكدت أخسر عملي من وراء الأعراض الانسحابية للكافيين، ولكن بعد أن رأيت تجارب الكثيرين على مجموعة بفيس بوك وكيف تمكنوا من التغلب على الأعراض حتى رأيت تجربة تقص:

“كنت مُحبة للكافيين بمشتقاته جميعها، لم أستطع أن أتخطى يومي دون احتساء القهوة صباحًا في شرفة منزلي، حتى عادت عليّ بأضرار كثيرة وقررت الإقلاع عنها، تتبع تجربتي أعراض انسحابية مُنهكة ولكن ما إن استشرت الطبيب حتى ألمّني ببعض الإرشادات كي أتغلب على تلك الأعراض، فكانت:

  • الحصول على حصة كافية من النوم والراحة.
  • الإقلاع عن الكافيين بصورة تدريجية ليست مُفاجأة لتهيئة الجسم.
  • ممارسة التمارين الرياضية البسيطة، فهي تمنح الشعور بالاسترخاء وتُخفف من حدة الأعراض، مثل: “اليوجا، تمارين التأمل”.
  • الحرص على شُرب الكثير من المياه خلال تلك الفترة.
  • اِتباع نظام غذائي غني بالماغنسيوم ومضادات الأكسدة.

الجدير بالذكر أنني كُنت اتبع النظام التدريجي، فكُل أسبوع أقلل مقدار فنجان قهوة من اليوم، لذا لم تكُن الأعراض الانسحابية شديدة كما الذي يُقلع عن القهوة بصورة فورية، فإن لم تُبدي نصائحي نتيجة معك وما زلت تشعُر بالإرهاق الشديد يجدر بك الاستعانة بالعلاج النفسي تحت إشراف طبيب”.

الحياة بعد الإقلاع عن القهوة

إن القهوة كالسُم، على الرغم من فوائدها الجمّة إلا أن أضرارها كثيرة وتظهر أغلبها على المدى البعيد، لذ فهناك تجارب كثيرة تتحدث عن مميزات ترك القهوة نهائيًا، ومنها:

“كانت القهوة هي السبيل الوحيد لزيادة تركيزي حتى أصل لِما أنا عليه الآن، ولكن على النقيض تسببت لي في مشاكل كثيرة، وقال الطبيب إنها أحدثت خلل في وظائف الجسم، لذا كان عليّ أن أتخذ قرار تركها بصورة نهائية فورًا لا تدريجيًا.

حقيقةً انتابتني أعراض مُرهقة كانت كفيلة في أن تجعلني أتراجع عن قراري، ولكن رغبتي في الحصول على حياة صحية كانت الأهم بالنسبة لي،أعنم    وبالحقيقة مع الوقت وحتى تكيف جسمي مع غياب الكافيين تغيّرت حياتي للأفضل، حيث إنها منحتني ما يلي:

  • التخلص من الشعور بالقلق المُزمن، فالقهوة تساعد على إفراز هرمونين: “الأدرينالين، والنورادرينالين”، وهما ما يعملان عن زيادة معدل التركيز مع التوتر.
  • التخلص من الأرق، فالقهوة تتسبب في اليقظة لساعات طويلة لما يزيد عن خمسة ساعات، وهو ما يُسبب إرهاق وأرق شديد للجسم.
  • لمعان الأسنان ونظافتها، فأثبتت الدراسات أن القهوة لها دور في ظهور البقع واصفرار الأسنان.
  • اعتدال معدل ضغط الدم.
  • استقرار إفراز هرمون الأدرينالين يُساهم في زيادة شعورك بالسعادة والتخلص من مشاكل اضطراب الحالة المزاجية.
  • حصول الجسم على حاجته من الفيتامينات والمعادن اللازمة للحصول على صحة جيدة.
  • توفير المال، لِما تحتاج القهوة من أموال طائلة لشرائها باستمرار.
  • التخلص من اضطرابات الجهاز الهضمي والإسهال المُزمن.
  • الحفاظ على صحة البشرة نضرة، وإبطاء عملية ظهور علامات الشيخوخة.
  • تنظيم معدل ضربات القلب، والحفاظ على صحة الكلى من اضطراب امتصاص نسبة الكالسيوم والماغنسيوم والزنك.

ما توصلت إليه جعلني أسرد تجربتي مع ترك القهوة للفتيات والرجال أيضًا، فهي لن تؤثر على نجاحك بل على النقيض أصبحتُ أمتلك صحة جيدة ونجاحًا باهرًا في ازدياد”.

ترك القهوة للحامل

“أنا حامل في شهري الثاني، مُحبة للقهوة بصورة غير طبيعية، باءت محاولاتي دائمًا في تركها بالفشل حتى علِمت بخبر قدوم صغير لي، رأيت أنها إشارة من الله على أن أتوقف عن تناول هذا السم، ولكن لم أستطع، إلى أن جاءت تجربتي مع ترك القهوة بطريقة مُفزعة، فقد ساءت صحتي كثيرًا وذهبت مهرولة إلى الطبيب لأخبره أنني رأيت قطرات من الدم.

قال لي إنني على وشك الإجهاض ولكن الأمر لم يحدث، حمدت الله تعالى ولكن ما زالت نسبة الإجهاض عالية ومن المُمكن أن أُجهض صغيري قبل رؤيته في أي وقت نظرًا لضرر الكافيين على صحتهِ، ولكن حين سردت له ما أعاني منه من أعراض انسحابية لا أستطيع تحمُلها نصحني باِتباع ما يلي:

  • الابتعاد عن أي كل ما يُذكرني بالقهوة، وإزالتها من البيت نهائيًا.
  • الخروج من البيت لتناسي فكرة القهوة.
  • حددي مع زوجك يوم للاحتفال بأنكِ ستحتفلين بعد الإقلاع عن القهوة لمدة شهر.
  • يُمكن تناول بعض أنواع المُسكنات الآمنة مثل الأيبروفين.
  • تناول سناكس من شأنه أن يُلهيك عن القهوة، مثل الفشار.
  • الابتعاد عن التجمعات مع مدمني الكافيين.
  • تذكر صحة الطفل القادم وأنه يستحق مقاومة هذه المعاناة.
  • عند الشعور بالإرهاق الشديد يجدر ممارسة تمارين التنفس بعمق.
  • عليكِ أخذ حمامًا دافئًا.

على الرغم من الفوائد التي تمنحها القهوة في الوقت الحالي من شُربها إلا أن لها أضرار كثيرة تظهر على المدى البعيد، لذا يجدر بالفرد الاعتدال في تناولها.