تجربتي مع تشققات اللسان لم تكن غريبة، حيث كنت أعرف أن نسبة 5% من الأشخاص يعانون من تشقق اللسان لأسباب مختلفة، وأيضًا بدرجات تختلف حِدتها ما بين البسيطة والشديدة التي تستدعي علاج طبي، وهو ما علمته عندما قرأت تجارب الآخرين مع تشققات اللسان.

تجربتي مع تشققات اللسان

كنت أعرف جيدًا كافة الأسباب الممكنة وراء الإصابة بتشققات اللسان، لكن عندما أُصبت بها لم أعرف ما السبب، حيث إنني لا أعاني من أي عدوى داخل الفم، أو قد تعرضت إلى العوامل التي تُزيد من فرصة الإصابة بها، وقد بدأت أعراض الإصابة تظهر عليّ، وهي المتمثلة فيما يلي:

  • ظهور تشققات واضحة على سطح اللسان أو حوافه.
  • زيادة الشعور بحرقة اللسان عند تناول أطعمة معينة، مثل الحارة أو الحامضة.
  • الشعور بألم في اللسان.
  • تغير لون اللسان وملمسه.
  • صدور رائحة كريهة من الفم.
  • ملاحظة وجود التهابات في اللسان.
  • قد تتصل التشققات ببعضها حتى يصبح اللسان عبارة عن أقسام.

بدأت أطبق طريقة لتسكين الألم الذي كنت أشعر به في بعض الأحيان، وذلك من خلال تمرير قطعة من الثلج على اللسان، وقد ساعدني ذلك كثيرًا على تسكين الألم لفترة مؤقتة.

لكنني كنت أبحث عن طريقة طبيعية يُمكنها تخليصي من تلك الإصابة المزعجة، وكنت أعلم جيدًا أنها إصابة حميدة يُمكن السيطرة عليها، وقد وجدت وصفة مشروب النعناع الطازج، وقُمت بتحضيرها عبر الخطوات التالية:

  1. تحضير كأس من مشروب النعناع الطازج.
  2. ترك الكأس في الثلاجة لمدة نصف ساعة تقريبًا.
  3. تناول المشروب على فترات متفرقة من اليوم.

كنت أعتمد على تلك الطريقة من خلال تناول كوب من مشروب النعناع الطازج 3 مرات خلال اليوم، وبعد مرور أسبوع واحد انتهت تجربتي مع تشققات اللسان بشكل نهائي.

أسباب الإصابة بتشققات اللسان

لم يتم تحديد السبب الواضح الذي يؤدي إلى الإصابة بتشققات اللسان، لكن بشكل عام يُمكن القول إن هناك عوامل تُزيد من فرصة حدوث تلك الإصابة، وهو ما علمته مرورًا بتجربتي مع تشققات اللسان، وقد جاءت على النحو التالي:

1- نقص البيوتين

يمثل أحد أهم الفيتامينات الموجودة في الجسم، خاصةً أنه يلعب دور هام في تصنيع الدهون وتحفيز عملية التمثيل الغذائي، ومن خلال تجربتي مع تشققات اللسان عرفت معلومة إضافية عنه.

وهي أن انخفاض نسبة هذا الفيتامين في الجسم يتسبب في إصابة الجلد بالجفاف والشحوب، والشعور بآلام العضلات، وتشققات اللسان، لذلك كان للحصول عليه بكميات مناسبة دور في تخليصي من تلك الإصابة المزعجة.

2- الإصابة بمتلازمة داون

حيث أثبتت عدة دراسات تم إجرائها على مجموعة من الأطفال المُصابين بمتلازمة داون، ورأوا أن 80% منهم أو أكثر يعانون من تشققات اللسان.

3- العوامل الوراثية

بالرغم من عدم وجود أدلة كافية حول هذا المسبب، إلا أن هناك الكثير من الحالات التي تعاني من تشققات اللسان بسبب سابقة أحد أفراد الأسرة به.

4- الإصابة بمشكلات اللسان

يوجد العديد ممن يعانون من مشاكل اللسان المختلفة التي تؤدي بهم في نهاية الأمر إلى الإصابة بتشققات اللسان، ومن أبرزها:

  • اللسان المشعر: هي الحالة التي يظهر فيها اللسان بشكل متصبغ نتيجة نمو البصيلات الشعرية فيه بشكل زائد.
  • اللسان الجغرافي: في تلك الحالة تختفي بعض حليمات اللسان، وهو تحديدًا ما يسهل فرصة إصابته بالتشققات.

5- متلازمة سجوجرن

هو داء يتسبب في مهاجمة الجهاز المناعي للغدد المرطبة في الجسم، ومن أبرزها الغدد اللعابية والدمعية، وذلك نتيجة العوامل الوراثية أو البيئية، أو الالتهابات الفيروسية والبكتيرية، والعوامل الوراثية أيضًا، مما يؤدي إلى ظهور بعض الأعراض على المُصاب، ومن بينها جفاف الفم، وتشققات اللسان.

6- الإصابة بداء المبيضات الفموي

تُعرف تلك الإصابة باسم “السلاق الفموي” وهي أحد العوامل التي تجعل صاحبها أكثر عُرضة للإصابة بتشققات اللسان، أما السبب الرئيسي الذي يؤدي إلى المعاناة من داء المبيضات الفموي هو العدوى الفطرية، والتي تنتج عن ضعف الجهاز المناعي.

تشيع الإصابة بهذا الداء لدى الرُضع وكبار السن بشكل كبير مقارنةً بالفئات الأخرى، علمًا بأن هناك عدة عوامل تُزيد من فرصة الإصابة به، ومن أبرزها:

  • الخضوع لعلاج السرطان.
  • الإصابة بمرض السكري.
  • تناول المضادات الحيوية.
  • الخضوع لزراعة الأعضاء.
  • الحصول على الكورتيزون المستنشق.
  • تناول أدوية البريدنيزون.

7- العادات الصحية الخاطئة

قد تنتج الإصابة بتشققات اللسان عن اِتباع عادات خاطئة، مثل تناول الأطعمة الحارة بشكل مفرط، لذلك دائمًا ما يكونون محبي الطعام الحار أكثر عُرضة للإصابة بتشققات اللسان، وفي تلك الحالة تحتاج التشققات مدة تتراوح بين شهور وسنوات حتى تزول تمامًا.

8- متلازمة شوغرن

لم يتم تحديد سبب واضح للإصابة بتلك المتلازمة حتى الآن، لكن من المرجح أن العوامل الوراثية والبيئية لها دور في ذلك، خاصةً العدوى البكتيرية والفيروسية، فهي بمثابة العوامل التي تجعل المُصاب أكثر عُرضة للمعاناة من متلازمة شوغرن.

نتيجة لها يحدث خلل في الجسم يؤثر على كفاءة الغدد المنتجة للرطوبة، مما يتسبب في حدوث اضطرابات عديدة في الجسم، من أبرزها الشعور بالحكة، وحرقة العين، وجفاف الفم، وتشقق اللسان.

9- التعرض لإصابة في اللسان

كان هذا هو السبب في بدء تجربتي مع تشققات اللسان، وهو ما يحدث عند الاحتكاك المتكرر للسان مع قطع الطعام أو الأسنان المكسورة، وفي حالات أخرى يُصاب بسبب تنظيف سطحه أو حوافه بالفرشاة باستمرار.

علاج تشققات اللسان

جدير بالمعرفة أن علاج تشققات اللسان يتم بعلاج المسبب لها، لذلك استطعت التخلص مع تجربتي مع تشققات اللسان باستخدام العلاج المنزلي الذي ساعدني على علاج الإصابة المسببة لها.

في حالة كانت بقايا الطعام المتراكمة في الفم هي السبب للإصابة بتشققات اللسان، فإن تنظيفه جيدًا باستمرار سيقوم بغرض العلاج، أما إذا كان السبب هو العامل الوراثي فلا يوجد علاج مضمون يُمكن الاستعانة به.

أولًا: علاج تشققات اللسان بالأدوية

هناك العديد من الأدوية العلاجية التي يُمكنها التخلص من تشققات اللسان، واعتمد عليها الكثيرون وفقًا لوصف الطبيب لها، ومن بينها:

  • دواء ميكونازول.
  • مطهر الفم كلوهكسيدين.
  • كبسولات أنتراكونازول.

ثانيًا: علاجات منزلية لتشققات اللسان

انتهت تجربتي مع تشققات اللسان بفضل العلاج المنزلي باستخدام مشروب النعناع الطازج، لذلك كنت حريصة على أن أعرف الوصفات المنزلية الأخرى التي يُمكن الاعتماد عليها للتخلص من تلك المشكلة حتى أتمكن من تجربة وصفة أخرى إن لم تُجدي الأولى نفعًا.

لذا سأعرض لكم الوصفات المُجربة من قِبل كثير من الناس استخدموها ونجحوا في التخلص من تشققات اللسان الناتجة عن إصابةٍ ما من خلالها فيما يلي:

1- وصفة هلام الصبار

يُعرف هلام الصبار بقدرته الفعالة على مقاومة الالتهابات وترطيب المنطقة، حيث يتم استخدامه في التخلص من عِدة إصابات تحدث في الفم ومن بينها تشققات اللسان، ويُمكن الاستعانة به من خلال تطبيق الخطوات التالية:

  1. وضع كمية بسيطة من هلام الصبار على اللسان.
  2. ترك الهلام على اللسان لمدة 10 دقائق.
  3. غسل الفم واللسان بالماء الدافئ.

تقول صاحبة تجربة هلام الصبار في التخلص من تشققات اللسان: “دائمًا ما كنت أفضل التنفس من فمي، على عكس بقية الناس، لكني لم أكن أعلم أن تلك العادة قد تكون سبب لإصابتي بتشققات اللسان.

عرفت ذلك بعد بحث طويل عن أسباب تشقق اللسان، وكان جفاف الفم من أبرز الأسباب، ولي اليد في ذلك عندما كنت أتنفس من فمي بشكل دائم، أصبح لساني جاف للغاية وهو ما أدى إلى ظهور التشققات فيه.

لم أكن ألاحظ الأمر لكن شعور الحرقة الذي كان يزيد كلما شربت عصير الليمون المفضل لي هو ما لفت انتباهي، وعندما تفقدت لساني وجدت فيه بعض التشققات التي كادت أن تقسم لساني نصفين.

حاولت التوقف عن تلك العادة الخاطئة وبشكل تدريجي استطعت التخلص منها، لكن كان لا بُد لي أن أستعين بأي من الوصفات التي تساعد على تسريع التعافي من خلال ترطيب الفم واللسان.

وقد كان هلام الصبار هو أفضل خيار بالنسبة لي، حيث داومت على تطبيق الخطوات الموضحة سابقًا مع التكرار خمس مرات بشكل يومي، وخلال أسبوع بدأت الأعراض المُصاحبة لظهور التشققات في الاختفاء تدريجيًا، وبمرور فترة قصيرة استطعت التخلص من تشققات اللسان تمامًا”.

2- وصفة الجلسرين

يُعد الجلسرين من أفضل المواد الفعالة في الحفاظ على رطوبة اللسان، وهو ما يسرع عملية الشفاء من التشققات بشكل أسرع، علاوةً على ذلك فهو يخلص الفم من الرائحة الكريهة التي تظهر بشكل واضح نتيجة الإصابة بالتشققات، وقد جاءت طريقة استخدامُه على النحو التالي:

  1. غمس قطعة قطنية في كمية من الجلسرين النباتي.
  2. تمرير القطنة على اللسان بلطف، ثم الانتظار لخمس دقائق.
  3. استخدام فرشاة لتنظيف الفم واللسان بعد مرور 5 دقائق.
  4. غسل الفم جيدًا بالماء الفاتر.

جاءت صاحبة تلك التجربة وهي تُجزم أن الجلسرين هو أفضل علاج لتشققات اللسان، فقالت: “كدت أفزع من شدة الخوف عندما لاحظت وجود تشققات في لساني، حيث كانت تحيطه من سطحه وحتى جوانبه.

نظرًا لأنني خائفة للغاية ذهبت إلى الطبيب المختص، وقد فحص تلك التشققات التي سهلت عليه أمر التشخيص، وبدء يسألني عن العادات اليومية التي أتبعها في طريقة تناول الطعام، وطبيعة الأطعمة التي أتناولها، وما إذا كنت أتناول الأدوية أم لا.

أخبرته أنني أتناول بعض الأدوية بالفعل، ومنذ أن عُرِفَ ذلك بدأ يهدئ من روعي وأخبرني أن هذا التشقق أحد الآثار الجانبية الناتجة عن تناول الأدوية، وأن هناك طريقة ما يُمكنني الاستعانة بها، وإن لم تأتي بنتائج خلال 14 يوم سيصف لي دواء طبي لعلاج التشققات.

تمثلت تلك الطريقة فيما ذكرته لكم من خطوات استخدام الجلسرين، وبالفعل خلال 14 يوم لاحظت أن هناك تقدم في اختفاء التشققات بشكل تدريجي، وذلك عندما داومت على تكرار الوصفة مرتين بشكل يومي”.

3- وصفة خل التفاح والصودا

من خلال تجربتي مع تشققات اللسان وجدت أن الكثير ممن يعانون من نفس الإصابة في وقتٍ سابق لجأوا إلى استخدام خل التفاح وقد نجحت تجربتهم في علاج التشققات من خلاله.

يرجع السبب وراء ذلك إلى أنه أحد المواد العلاجية الفعالة بشكل كبير في استعادة توازن درجة الحموضة الطبيعية للفم، مما يساعد على مقاومة العدوى المسببة للتشققات بشكل أكبر، وذلك عند استخدامُه كما يلي:

المكونات
  • كمية مناسبة من خل التفاح.
  • ربع ملعقة صغيرة صودا خبز.
طريقة التحضير
  1. خلط المكونات مع بعضها البعض جيدًا.
  2. استخدام الخليط في غسل الفم واللسان.
  3. تكرار الخطوات ثلاث أو أربع مرات في اليوم.

4- الزيوت لعلاج تشققات اللسان

من أهم المعلومات التي عرفتها من خلال تجربتي مع تشققات اللسان أيضًا، أن هناك بعض الزيوت الطبيعية تقضي على تلك المشكلة تمامًا، ومن أبرزهم زيت جوز الهند وزيت السمسم، وقد جاءت طريقة استخدامهم على النحو التالي:

  1. وضع ملعقة كبيرة من زيت جوز الهند أو زيت السمسم في الفم.
  2. تحريك الزيت داخل الفم ليصل لكافة أجزائُه الداخلية، وذلك لمدة 10 دقائق.
  3. إخراج الزيت من الفم.
  4. شطف الفم كاملًا بالماء الدافئ.
  5. تفريش الأسنان بالشكل المعتاد.

كانت تلك الطريقة فعالة بشكل كبير لصاحب التجربة الذي عانى من نقص مستويات الزنك، حيث كانت يكرر نفس الخطوات بشكل يومي، بالإضافة إلى حرصُه على تناول الأطعمة التي تحتوي على نسب كافية من عنصر الزنك.

بعد مرور 3 أسابيع استطاع التخلص من تشققات اللسان بالفعل، لكنه يحذر من يرغبون في اِتباع تلك الوصفة من ابتلاع الزيت، حيث يُمكن لذلك أن يؤثر بشكل سلبي على الحالة الصحية لهم.

كيفية الوقاية من تشققات اللسان

بعد انتهاء تجربتي مع تشققات اللسان عَلِمت أن هناك بعض التعليمات التي يُمكنها تقليل فرصة الإصابة بتشققات الإصابة أو حدوثها للمرة الثانية، ولقد بدأت في اتباعها بالفعل، وأشاركها معكم اليوم لتستفيدوا منها قبل أن تُصابوا بالتشققات، حيث أتت على النحو التالي:

  • مضغ أوراق النعناع الطازجة بشكل يومي.
  • الحصول على كميات كافية من السوائل، حيث يساعد ذلك على إفراز اللعاب، وبالتالي الوقاية من جفاف الفم وتشققات اللسان.
  • تناول الفواكه التي تحتوي على كميات كبيرة من الماء، مثل البطيخ، والعنب، والفراولة، والبرتقال.
  • تجنب كشط اللسان سواء برقة أو بعنف.
  • المحافظة على نظافة الفم والأسنان طوال الوقت.
  • تجنب تناول الأطعمة الحارة أو الحامضة بشكل متكرر.
  • شُرب كميات كافية من الماء، والتي تقدر بلترين يوميًا.
  • تجنب تناول الحلوى المنكهة بشكل مفرط، أو المنتجات التي تحتوي على نسب عالية من السكر.
  • عدم استخدام الأنواع التي تحتوي على المواد المبيضة من معجون الأسنان، حيث تلحق الضرر بجير الأسنان.
  • تقليل تناول المشروبات التي يدخل الكافيين ضمن مكوناتها.
  • تجنب تناول الطعام وهو ساخن.
  • شُرب كوب أو كوبين من ماء جوز الهند بشكل يومي.
  • الإقلاع عن التدخين، وتجنب تعاطي المنتجات التي تحتوي على التبغ.
  • تناول مشروب شاي البابونج أو الشاي الأخضر.

يبدو تشقق اللسان على أنه أمر طبيعي وشائع بين عدد كبير من الأشخاص، لكن في حالة عدم الحرص على علاجه قد يتطور الأمر ليكون على نحو أسوأ.