تجربتي مع تليف الثدي كان لها آثر كبير في حياتي، حيث تنتشر الأورام الليفية بين العديد من النساء وذلك ما يتطلب إلى المتابعة الدورية للوقاية من تحولها إلى أورام سرطانية، لذا مررت من خلال تجربتي بمراحل عِدة توصلًا لحالة الشفاء، ولهذا حرصت على إخباركم بها بشكل مفصل إلى جانب حالات مرضية أخرى.

تجربتي مع تليف الثدي

أنا امرأة في العقد الثالث من عُمري، متزوجة منذُ أربعة أعوام ورزقني الله بتوأم، منذ فترة قريبة لاحظت ظهور كتلة صغيرة في الثدي الأيمن، في البداية لم أكترث لها، ولكن مع مرور الوقت لاحظت أنها لم تختفي، وذلك ما جعلني أشعر بالخوف.

ذهبت إلى الطبيب وبعد التحاليل تبين أنني مُصابة بتليف الثدي، شعرت بالحزن الشديد، ولكن الطبيب حرص على أن يطمئنني بأنه لا داعي للقلق أو الخوف فهو من الحالات الشائعة التي تصيب الكثير من السيدات، وذلك لعدة أسباب تتمثل فيما يلي:

  • تعرض الجسم للتغيرات الهرمونية وبشكل خاص هرمون الأستروجين والبروجيسترون، وهو ما يؤثر مباشرةً على نمو الخلايا في الثدي.
  • إذا كانت المرأة لديها التاريخ العائلي السابق في الإصابة بالأورام الليفية.
  • ولادة المرأة أكثر من مرة، وتعرض الثدي للرضاعة بشكل مستمر يؤثر على هرمونات الغدد اللبنية وذلك ما يؤدي لظهور الأورام الحميدة.
  • إصابة المرأة بالالتهابات في منطقة الثدي.
  • التغيرات الهرمونية في الغدد اللبنية، وبشكل خاص هرمون الثيروكسين.

بدأت أتابع مع الطبيب للتخلص من تواجد الورم، وتعرضت لعملية جراحية بسيطة ساعدت على استئصاله، ومن ثم استمريت على المتابعة عند الطبيب بشكل دوري للاطمئنان على أنه اختفى تمامًا من الثدي.

أعراض الإصابة بتليف الثدي

كنت أجلس مع مجموعة من أصدقائي نتحدث عن المشكلات الصحية النسائية وحرصت على إخبارهم بتجربتي مع تليف الثدي، للوقاية من الإصابة بها، إلى أن أخبرتني صديقة لي أنها مرت بمثل هذه التجربة من قبل، قائلة:

“لم أكن أعلم أنني مصابة بتليف الثدي، إلا من خلال ملاحظة بعض العلامات غير الطبيعية بالنسبة لي والتي أكدت لي أن هناك شيء مُريب، وكانت تتمثل هذه العلامات فيما يلي:

  • ملاحظة تغيرات واضحة في شكل وحجم الثدي.
  • الشعور بالآلام الشديدة في منطقة الثدي بالإضافة للانتفاخ.
  • ثقل حجم الثدي عن الطبيعي، مما يعيق حركة الذراعين.
  • شعور المرأة بالآلام الشديدة خاصةً خلال فترة الدورة الشهرية.
  • ظهور مجموعة من الكتل الصغيرة في الثدي والتي بإمكانها التحرك بسهولة من مكان لمكان.
  • اضطرابات في موعد الدورة الشهرية وزيادة الشعور بأعراضها.
  • نزول بعض الإفرازات الصفراء أو البنية من حلمة الثدي.

استكملت صديقتي حديثها قائلة: “شعرت بالخوف بعد هذه الأعراض وذهبت للطبيب وتأكدت بأنني مصابة بتليف الثدي، وكانت الصدمة لي إلا أنني تابعت مع الطبيب ومررتُ بمرحلة العلاج وتخلصت من وجوده بالكامل.

كيفية تشخيص الأورام الليفية في الثدي

أما ندى فكانت تشعُر بالخوف من الخضوع للفحوصات خوفًا من أن تكون مُصابة بالأورام السرطانية، بعدما لاحظت وجود كتلة صغيرة في الثدي، ولكن كان عليها الذهاب من أجل الاطمئنان، واستكملت حديثها قائلة:

“عندما ذهبت للطبيب كانت يدي ترتجف من الشعور بالخوف خوفًا من صدمتي، لكن كان الطبيب ذو وجه بشوش، وحرص على شعوري بالأمان، ثم بدأت في الفحوصات وكانت:

1- الفحص السريري

يعتمد الطبيب في البداية على الفحوصات اليدوية لمنطقة الثدي للبحث عن الكتل الليمفاوية المتواجدة في المناطق المجاورة به، وفي حالة تأكد أنها أورام ليفية يبدأ في مرحلة العلاج، بينما في حالة شعورُه بأنها أورام خبيثة، يبدأ في استخدام طرُق أخرى للفحص للتأكد من ذلك.

2- فحص عينة من الثدي

يلجأ الطبيب إلى هذه الطريقة لرؤية الكتل الصلبة في الثدي بوضوح أسفل المجهر الإلكتروني؛ للتأكد من كونها سرطانية أم حميدة، لتحديد طريقة العلاج المناسبة في هذا الأمر.

3- الفحص باستخدام التصوير الماموغرام

أما هذه الطريقة فهي تستخدم مع المرأة بداية من عمر الثلاثين، فهو يتمثل في جهاز يقوم بفحص ثدي المرأة من خلال الأشعة السينية لتوضيح طبيعة التكتلات التي تتراكم في ثدي المرأة.

4- الفحص باستخدام التصوير الالتراساوند

لا يختلف كثيرًا عن التصوير الماموغرام، وذلك في صدد أنه يستخدم للمرأة التي تجاوزت عمر الثلاثين عام؛ لأنه يعتمد على فحص كمية كبيرة من السوائل المتواجدة داخل منطقة الثدي، وفحص التكتلات المتواجدة بين أنسجة الثدي.

تستكمل ندى تجربتها قائلة: “اعتمد الطبيب في تجربتي على الفحص السريري، وذلك لأن ما كنت أعاني منه كان أورام ليفية، ومن ثم بدأت في مرحلة العلاج إلى أن شُفيت منه تمامًا”.

أنواع الأورام الليفية في الثدي

بعدما مررت بتجربتي مع تليف الثدي، تعمقت في التعرف على هذا المرض عن كُثب، وأهم ما لفت انتباهي أن هناك أنواع من الأورام الليفية، والتي تتمثل فيما يلي:

1- الأورام الغدية الليفية المعقدة

يظهر هذا النوع من التكتلات بسبب الإفراط في نمو الأنسجة داخل الثدي، وذلك ما يتسبب في الإصابة بالتضخم النسيجي، ويمكنك التعرُف على هذا النوع من الأورام من خلال فحص عينة من أنسجة الثدي.

2- الأورام الغدية الليفية الضخمة

تتسبب هذه الأورام في الشعور بالضغط المستمر داخل الثدي، وتؤدي إلى زيادة حجمُه بمعدل قد يزيد عن 5 سم، وذلك ما يؤدي للشعور بالعديد من الآلام، وهنا يلجأ الطبيب إلى إزالة الأورام الضخمة بشكل مُباشر.

3- الأورام الغدية الليفية اليافعية

أما هذا النوع من الأورام فهو الشائع خلال فترة المُراهقة للفتيات، وبشكل خاص في الفترة العمرية التي تتراوح ما بين 10 إلى 18 عام، ويمكن التعرُف عليه من خلال كبر حجم الثدي أكبر من المعدل الطبيعي، وذلك ما يتسبب في الشعور بالآلام الشديدة.

الجدير بالذكر أن هذا النوع من الأورام سرعان ما يختفي من تلقاء نفسه، ويتقلص حجم الثدي ويعود إلى وضعه الطبيعي.

4- أورام فيلوديس

نوع آخر من الأورام الليفية، ولكنه الأكثر خطورة؛ لأنه سرعان ما يتحول لأورام خبيثة في ثدي المرأة، ولهذا يلجأ الطبيب لإزالته على الفور من الثدي.

طرق علاج الأورام الليفية في الثدي

شُعرت بالغرابة عندما علِمت زوجة أخي بتجربتي مع تليف الثدي، وأخبرتني بتجربتها مع هذه الأورام اللعينة، وبدأت أن ترويها لي قائلة:

“عندما ظهرت هذه التكتلات لأول مرة شعرت بالخوف، ولكن كان لديَّ صديقة طبيبة، شرحت لها أمري، وأخذت تطمأنني وشرحت لي أن هناك أكثر من طريقة علاج تُستخدم للتخلص من أورام الثدي نهائيًا، وتتمثل هذه الطرق فيما يلي:

1- المتابعة المستمرة مع الطبيب

بمُجرد الشعور بوجود تكتلات في الثدي يجب الذهاب للطبيب على وجه السرعة، للتأكد من أنها أورام ليفية لا تتسبب في الإضرار بصحة الجسم، وبعد التأكد من ذلك، يتابع الطبيب مراحل الأورام إلى أن تختفي من تلقاء نفسها.

2- التدخل الجراحي

في بعض الأحيان قد يلجأ الطبيب لاستخدام طريقة الجراحة للتخلُص من الأورام الليفية، وبشكل خاص في حال كانت المرأة تعدت عمر الثلاثين، وذلك خوفًا من تأثرها بالمضاعفات، كما يلجأ لهذه الطريقة في حال كانت الأورام الليفية تتواجد بنسبة أكبر من المعدل الطبيعي داخل أنسجة الثدي، وذلك ما يتطلب إزالتها على وجه السرعة.

الجدير بالذكر أن هُناك احتمال لرجوع الأورام الليفية مرة أخرى في الثدي بعد إزالته، بنسبة قد تصل إلى 15%

3- إزالة الأورام الليفية بجهاز الماموتوم أو البليس

من أشهر الطرق المُستحدثة في إزالة الأورام الليفية الحميدة في الجسم؛ لأنه يعتمد بشكل أساسي على الأشعة التداخلية وتوجيه الموجات الصوتية، ثم يتم عمل فتحة صغيرة الحجم داخل ثدي المرأة، ويدخل الطبيب إبرة تساعد على تفتيت الأورام، بالإضافة إلى شفطها من الثدي في غضون ثوانِ قليلة، إلى أن تنتهي تمامًا.

كما أن الجهاز يعمل على تحليل الأجزاء الصغيرة المتبقية من الأورام باستخدام تقنية باثولوجي، والجدير بالذكر أن هذه العملية تتم من خلال استخدام المخدر الموضعي، ولا تُترَك آثار جراحة على الثدي.

4- النمط الغذائي الصحي

خلال مروري بتجربتي مع تليف الثدي وجدت أن النظام الغذائي من أهم الخطوات التي يجب الالتزام بها خلال رحلة العلاج من الأورام الليفية؛ لأنه قد يتطلب الأمر ما يلي:

  • تناول الأطعمة الخالية من الدهون، حرصًا على عدم زيادة نسبة الهرمونات الأنثوية في الثدي، لذا من الأفضل الاعتماد على تناول الخضراوات والفواكه خلال هذه الفترة.
  • كما يفضل تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة كبيرة من فيتامين سي بالإضافة إلى المشروبات التي تحتوي على نسبة كبيرة من الكافيين.
  • استخدام الزيوت الطبيعية في تدليك منطقة الثدي؛ للتقليل من فرص ظهور الأورام الليفية، مع استخدام كمادات الماء الدافئة.

الأورام الليفية من الأمراض المُنتشرة بين الكثير من السيدات، وعلى الرغم من أنها لا تشكل خطورة واضحة على صحة المرأة إلا أنه يجب الاهتمام بإجراء الفحوصات الدورية، والمتابعة مع الطبيب لعدم تحولها لأورام سرطانية.