تجربتي مع تليف الكبد أعادت لي الأمل من جديد، فقد كنت أظن أنه مرض في غاية الخطورة، فإن الكبد من الأعضاء ذات الوظائف الضرورية في الجسم، ومن دونها لا يتمكن الإنسان من العيش، لقُدرتهِ على تخليص الجسم من السموم، لذلك لم أهمل الأمر وقمت بالتوجه للطبيب فورًا، فخضت تجربة موترة مع تليف الكبد، وجب عليّ أن أوضحها لكم.

تجربتي مع تليف الكبد

مرض تليف الكبد من أخطر الأمراض الشائعة في الفترة الأخيرة، وتعدد أسباب الإصابة به، في بداية الأمر لم أكن أعرف ماهية المرض، لكن في نهاية تجربتي مع تليف الكبد عرفت أنه يحدث عندما يصاب الكبد بأحد الندبات، ويتعرض لكثير من العوامل الضارة التي تقصر من عمره الافتراضي وتقلل من قدرته على أداء وظائفه البيولوجية.

الكبد من أهم أعضاء الجسم، حيث يعمل على إنتاج عصارات مختلفة تساعد الجهاز الهضمي، مثل الصفراء، بالإضافة إلى أنه ينتج المواد التي تخثر الدم، مما يساهم في إيقاف أي نزيف موجود بالجسم، كما تنظيم مستويات السكر في الدم، والتخلص من الدهون الثلاثية والكوليسترول والتحكم في نسبتها.

كما يعمل على تنقية الدم من السموم الموجودة به، ويعد خزان للفيتامينات والعناصر الغذائية الهامة مثل الحديد، ويحلل كل مشتقات الكحوليات وكافة أنواع السموم، فعندما شعرت بأعراض أثارت شكوكي وقلقي حول إصابتي بأحد الأمراض الخطيرة ذهبت للطبيب فورًا، كانت الأعراض على النحو التالي:

  • الوهن والشعور بالتعب والإرهاق بدون بذل أي مجهود يذكر.
  • المعاناة من نزيف المريء أو نزيف المعدة والذي يظهر أثناء التقيؤ.
  • تراكم السوائل في القدمين أو في منطقة البطن فيما يعرف بالاستسقاء.
  • الشعور بالقشعريرة والرغبة في الحكة، وفي بعض الحالات المتقدمة منه يتغير لون الجلد إلى الأصفر.
  • الإحساس بالمغص الشديد، وبعض اضطرابات الجهاز الهضمي مثل الإمساك.
  • خسارة مفاجئة في الوزن.
  • سيولة الدم وتوقف النزيف بعد فترة طويلة.
  • الإصابة بالجروح من أقل خدش.
  • تضخم الأوردة فيما يُعرف بالدوالي، والذي يحدث في المراحل المتأخرة من الإصابة.

عندما عرضت ما أشعُر به من أعراض على الطبيب وكانت مجموعة كبيرة من الأعراض السابقة، أخبرني بأنه مُشتبه في الإصابة بتليف الكبد، الأمر الذي أحزنني وجعلني لا أرغب في العلاج، لكن بعد أن قام الطبيب بفحصي وعمل بعض التحاليل الطبية وجد أن التليُف في مراحلهِ الأولى مما أعطاني الأمل، ثم بدأت في العلاج وشفيت بفضل الله.

أسباب الإصابة بتليف الكبد

على الرغم من أن حالتي لم تكُن متأخرة عند إصابتي بتليف الكبد، إلا أنني كنت حزينة ولم أهتم بمعرفة أسباب الإصابة بهذا المرض، لكن بعد مرور الوقت شعرت بالفضول، ما جعلني أكتب منشور على الفيس بوك أسأل فيه من أصيب بنفس المرض عن أسباب الإصابة به.

لحسن الحظ كان أول المعلقين على منشوري هو طبيب، وجاء ردُه بالتالي: “يوجد أسباب مختلفة للإصابة بتليف الكبد، عرفتها من خلال تجربتي مع تليف الكبد، تختلف باختلاف الحالة الصحية للمريض، بالإضافة إلى الفئة العمرية، فيما يلي أبرز ما قاله الطبيب لي:

  • الإدمان على شرب الكحوليات.
  • تناول بعض العقاقير الطبية مثل دواء ميثوتريكسات أو أيزونيازيد.
  • الإصابة بالتهاب الكبد الفيروسي.
  • العدوى الفطرية أو البكتيرية مثل الإصابة بداء الزهري أو مرض البروسيلات.
  • تجمع الدهون الثلاثية وغير المشبعة على الكبد مما يكون طبقة شمعية على سطحُه، فيما يُعرف بتشمُع الكبد.
  • تحجر القنوات الصفراوية وتجريحها.
  • الإصابة بأحد الأمراض التي تصيب الجهاز المناعي وعليه إصابة الكبد.
  • اضطرابات الجهاز الهضمي الوراثية.
  • تراكم الأملاح المعدنية على الكبد مثل الحديد والنحاس.
  • الإصابة بتكيسات الكبد.
  • المعاناة من السمنة المفرطة، فقد تكون من أبرز العوامل”.

كيف يتم تشخيص تليف الكبد؟

بداية علاج أي من المشكلات الطبية هي تشخيص المشكلة والتحقق من الإصابة بالمرض، لذا من الضروري التعرف على طرق تشخيص الإصابة بتليف الكبد، وذلك ما وضحه لي أحد الأطباء عندما كان هناك عرض تلفزيوني طبي، وكان موضوع الحلقة هو تليف الكبد، فقال إنه يتم التشخيص من خلال أحد الطرق التالية:

  • الفحص الجسماني.
  • التحاليل الطبية مثل تحليل صورة الدم الكامل.
  • اختبارات التصوير مثل التصوير بالأشعة السينية والفوق صوتية.

عندها يتم التأكُد من وجود إصابة بتليُف الكبد من عدمُه، وعليه يتم تحديد برنامج العلاج المخصص، كما يمكن اكتشاف تليف الكبد من خلال أخذ عينة من أنسجة الكبد عن طريق إدخال أنبوب صغير ورفيع يخترق الأنسجة فيما يُعرف بالخزعة.

طرق علاج تليف الكبد

على الرغم من خطورة تليف الكبد إلا أن كيفية علاجُه تتم بسهولة، وهناك الكثير من الطرق المُستخدمة للعلاج ويكون ذلك حسب رؤية الطبيب المختص والأسلوب الذي يحتمله المريض، قال لي أحد المرضى الذين عرفتهم مؤخرًا من إحدى الندوات الطبية، أن الطبيب استخدم معهُ التدخل الجراحي.

على الرغم من وجود طرق أخرى للعلاج مثل العلاج الجيني، أو العلاج بالعقاقير الطبية، لكن هذه الطرق تُستخدم في المراحل الأولى من الإصابة، كما قد يستخدم بعض الأساليب التي تقلل من إلحاق الضرر بالكبد، ولمعالجة الأضرار التي تظهر على المريض، منها:

  • الابتعاد عن شرب المنتجات الكحولية.
  • اتباع حمية غذائية خالية من أملاح الصوديوم.
  • تجنب تناول أي أدوية طبية دون استشارة الطبيب المختص.

كما يمكن اللجوء إلى طرق علاجية أخرى، لكنها تُستخدم فقد في الحالات الخطيرة، عندما يكون التليف مصدر خطر كبير على صحة المريض، وأحد هذه الأساليب هو عملية زراعة فص من الكبد، ولكن هذه العملية نجاح مرهون ببعض العوامل التي لا يتحكم بها الإنسان، فقد يرفض الجسم الجزء الذي نُقل من شخص آخر.

مخاطر تليف الكبد

إن الإصابة بتليف الكبد من الأمور الخطيرة ولكن الأخطر هو إهمال علاجها، فقد سمعت من مدة عن قصة أحد الأشخاص الذين أهملوا في علاج مرض تليف الكبد، مما أدى إلى كثير من الآثار الجانبية عليه ومضاعفات، فقد قال:

“من تجربتي مع تليف الكبد وجدت أن لتليف الكبد مخاطر متعددة تتفاقم إذا أهمل المريض في العلاج، فيما يلي أبرزها:

  • الإصابة بحالة ارتفاع ضغط الدم البابي، والتي يكون سببها حدوث ضغط كبير على الأوردة التي توصل الدم للكبد.
  • مصابي مرض تليف الكبد من الحالات الأكثر عُرضة للإصابة بالحصى الصفراوي، وتزداد فرص الإصابة بها كلما زاد تليف الكبد.
  • كما أن مرضى تليف الكبد معرضين بنسبة أكبر للإصابة بسرطان الكبد.
  • قد يحدث للمريض ارتفاع في ضغط الدم، بالأخص في الأوردة التي تقوم بنقل الدم من الكبد إلى الأمعاء والعكس، مما قد يتسبب في حدوث نزيف حاد قد يؤدي إلى الوفاة.
  • يصاب الكبد بقصور في أداء وظائفه وذلك بسبب احتلال النسيج المتليف لمكان الأنسجة السليمة، مما يؤثر سلبيًا على صحة الجسم، وخفض أداء الكبد وتعطيل وظائفه الحيوية، وقد يتوقف الكبد عن تكوين المواد المخثرة للدم مما يصاب المريض بسيولة الدم.
  • الإصابة بتسمم الدم، وذلك قد يكون بسبب انخفاض قدرة الكبد على تنقية الدورة الدموية من السموم.

نصائح للوقاية من تليف الكبد

“نظرًا لخطورة مرض مثل تليف الكبد، يجب التنويه عنه وعن مضاعفاته، وذلك لكيلا يمُر أحد بما مررت به أنا في تجربتي مع تليف الكبد”، هذه الكلمات أبرز ما قاله أحد المرضى عندما تم سؤاله عن إصابته بتليف الكبد، ومن ثم استكمل وقال بعض النصائح التي قد تساعد على الوقاية من تليف الكبد:

  • التقليل من فرص الإصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي، وذلك بتجنب مشاركة الإبر أو ممارسة الجنس بدون ارتداء واقي ذكري، فإن ذلك قد يعرض حياة الشخص للخطر، ويجب التأكد من أخذ كافة اللقاحات المتعلقة بالتهاب الكبد.
  • الحفاظ على الرشاقة والوزن الصحي، لأن السمنة المفرطة عامل رئيسي في الإصابة بتليف الكبد، حيث إن كمية الدهون المتراكمة ينتج عنها تلف أنسجة الكبد، لذا يجب ممارسة الرياضة باستمرار لضمان فقدان الوزن الزائد.
  • تجنب شرب الكحوليات.
  • ضرورة اتباع حمية غذائية صحية يتم وصفها من قِبل طبيب مختص، وذلك لتكون مليئة بالعناصر التي يحتاجها الجسم، بالإضافة إلى تناول الخضروات والفواكه طازجة.
  • تناول كميات كبيرة من البقوليات والحبوب الكاملة لأخذ الكمية الكافية من البروتينات خالية الدهون، كما يجب تجنب الأطعمة المقلية التي تحتوي على كمية كبيرة من الدهون الثلاثية والكوليسترول.

تليُف الكبد خطير، ولكن مع تقدم الطب فإن أغلب المشكلات الصحية أصبح لها حلًا، ولكن يجب الالتزام بنصائح الطبيب الموجهة بشأنه للوقاية منه، والتعرف على أسباب الإصابة به لتجنبها.