تجربتي مع حسن الظن بالله من المعجزات بالنسبة لي، حيث إن اليقين بالله من الطاعات التي أمرنا بها عز وجل، بل ويُعتبر من العبادات القلبية، ومن أكثر المظاهر التي يتضح فيها حسن ظن العبد بربُه عندما يمُر بمرحلة صعبة في حياته، فإنه يتضرع إلى الله بالتوسل والدعاء؛ ليساعده ويعينه على تخطي هذه الصعاب.

تجربتي مع حسن الظن بالله

أنا شاب عمري 28 عامًا، بدأت تجربتي مع حسن الظن بالله تعالى عندما مرضت والدتي مرض شديد بسبب ارتفاع مستوى ضغط الدم، وليس هذا فقط بل وتركت عملي في اليوم الذي حدث هذا، شعرتُ وكأن العالم كله ضدي، ومع العلم أنني دائمًا قريب من الله تعالى.

أحرص على أداء صلاتي في موعدها وقراءة وردي اليومي من القرآن الكريم، وكان عندي حُسن ظن بالله تعالى مهما مررت بأمور صعبة في حياتي، فأنا على يقين تام بأن الله تعالى لن يضيعني، وبدأت أدعو الله تعالى وأنا أُصلي في مسجد المستشفى التي حُجزت فيها والدتي.

أبكي لله تعالى وأدعوه أن يفك كربي، ويفرج همي، وجلست بعد الصلاة في المسجد قليلًا أفكر فيما يمكنني عمله حتى أقوم بسداد رسوم المشفى، والعلاج، إلى أن رأيت رسالة من صاحب العمل يعتذر مني ويطمئن على والدتي، ويطلب مني المجيء؛ كي يدفع هو المصاريف، أبلغني أنه سيخصمها من راتبي على دُفعات.

شكرت الله كثيرًا، وظللت أبكي، فأنا كنت متأكدًا من أن الله لن يخذلني أبدًا، ولن يضيعني، وقد كان كل ذلك نتيجة لحُسن ظني بالله تعالى، وحسن الظن بالله له فضائل عديدة، هي:

  • في الغالب ما يقوم الإنسان بحُسن الظن بالله، حتى وهو في أسوأ حالاته، وذلك في حال كان قد ارتكب فاحشة أو معصية، فهو دائمًا على دراية أن باب الله مفتوحًا دائمًا، لقوله تعالى: “قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم”.
  • إن حسن الظن بالله يُشير إلى تمام الإيمان بالله؛ لأن المسلمون الذين لا يظنون بالله إلا خيرًا، يكونوا متبعين لآيته وما يذكره في القرآن الكريم، وذلك لقوله تعالى: “لَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا”.
  • يعتبر من الأفعال الصالحة التي تُبعد العبد عن المفاسد، وتُقدّم إليه كل ما هو خير في الحياة.
  • ينتج عن حسن الظن بالله قيام الشخص بالتوكل بشكل دائم على الله بعد العمل والأخذ الأسباب، وذلك لقوله تعالى: “وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَهُوَ حَسْبُهُ“.
  • إن قلب العبد الذي يُحسن الظن بالله يزداد تعلقًا به، وذلك في حال أنه كان متأكدًا وعلى يقين تام أن الله تعالى هو الذي سيحل أي أمر من عنده، فهذا يجلب الطمأنينة والهدوء، ويبدأ في البحث عن حل بثقة وقوة.
  • يساعد حُسن الظن بالله إلى نصرة كل شخص ينصر دين الله، مثال على هذا ما حدث في غزوة الأحزاب عندما اجتمعت قبيلة قريش بالكامل على المسلمين، وقد كان عدد كبير للغاية بالمقارنة بالمسلمين، الأمر الذي جعل الله تعالى يتنزل بآية، في قوله تعالى: “َكتَبَ اللَّـهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّـهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ”.
  • أما عن فضله العظيم هو نيل العبد نصرة ربه في الكثير من الأمور الصعبة التي تواجهه في حياته، مثال: كما حدث مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- خلال الهجرة عندما قام بالاختباء مع أبي بكر –رضي الله عنه، عند سؤاله للنبي ما العمل، فرد قائلًا: “ما ظنُّك باثنَينِ اللهُ ثالثُهما”.

أدعية حسن الظن بالله

تقول امرأة على موقع نسائي شهير أن لها تجربة عظيمة مع حُسن الظن بالله، قائلة: “إنني أبلغ من العمر 35 عامًا، لقد تزوجت وعمري 21 عامًا، ولم أُنجب حتى الآن، وقد قُمت بمحاولة العلاج بالعديد من الطرق، وأجريت عدة عمليات لكن جميعها لم تنجح.

لقد كان الجميع ينظر لي على أنني لن أنجب، ولكني لم يأتي عليّ يومًا فقدت فيه الأمل، فقد كنت على يقين دائم بأن الله تعالى لن يتركني بلا أطفال، وذهبت مع زوجي للعمرة، وقد حفظت مجموعة من الأدعية التي تساعد على وصول الشخص إلى درجة عالية من اليقين والإيمان بالله، وهذه الأدعية هي:

  • اللهم إني أعوذ بك من شر الدُنيا وما يخبئ في باطنها، اللهم أعوذ بك من العجز والكسل والبخل والجبن، فإنك خيرٌ حافظًا.
  • اللهم إني عبدُك، أعلم أنك لن تتركني فخُذ بيدي، وارحمني، إنك تعلم ما لم يعلمه أحدًا من خلقك فقربني منك ونور صدري.
  • اللهم إني أعوذ بك من الهم والمرض، اللهم إني أعوذ بك من الفقد والغُربة، فإنني ليس لي سواك.
  • اللهم إن نسألك من فضلك ورحمتك فليس لأحدٍ سواك امتلاكها.
  • اللهم ارضني وارضَ عني وسامحني، اللهم أسألك موجبات رحمتك، والسلامة من الإثم، فإنك القادر على ذلك وليس لي سواك.

كنت أردد هذه الأدعية دائمًا، وعلى يقين تام بأن الله سيرزقني بالحمل، وبالفعل بفضل حسن ظني عندما عُدت من العمرة، قمت بإجراء فحص حمل، وأخبرني الطبيب أنني حامل في شهر، وكنت في غاية السعادة والفرح، وقد كانت هذه تجربتي مع حسن الظن بالله.

حسن الظن بالله لزيادة الرزق

تقول فتاة إن هناك تجربة أخرى لأخيها مع حسن الظن بالله، قالت: “كان يعمل في مؤسسة هامة للغاية، ويشغل منصبًا جيدًا للغاية، وقد تزوجت حديثًا وسرعان ما حملت زوجته، ولكن مع اقتراب موعد ولادتها، مرت هذه المؤسسة بمرحلة واستغنت عن خدماتُه، وقد قدمت له بعض مستحقاتُه، وصرف كافة الأموال التي يمتلكها قبل ولادتها.

فقد وقع في حيرة كبيرة، ولا يعلم من أين يأتي بكل هذه المصروفات، وكيف له أن يواجه هذه الأزمة، ولكنه كان يعلم جيدًا، وتوجه إلى الله بالسؤال أن يفك كربه هذا وكان يُحسن الظن بالله تعالى، بأن الحل سيحل هذا الأمر قريبًا، وسوف يفرج كربه

بالفعل استجاب الله له، وقبل موعد ولادة زوجته بأسبوع تقريبًا جاءته مكالمة من إحدى المؤسسات الكبرى الذي كان متقدم لها، وأخبره الموظف أنه تم قبولُه بها، ووفقًا لخبرته الكبيرة حيث قاموا بإعطائِه جزءً من الراتب الأساسي له مقدمًا، حتى التعاقد معه، وكي لا يضيعوا خبرته من بين أيديهم، وها قد رزقه الله من حيث لا يحتسب بسبب حسن ظنه به.

من هنا يُمكن توضيح الأدلة التي وردت في القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة التي تحُث على ضرورة حُسن الظن بالله، وهذا لأنها المُنجية من كل شر، والكروب والهموم التي يمر بها الشخص في حياته،

فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال النبي صلى الله عليه وسلم: “يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم، وإن تقرب إلى بشبر تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلى ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة”.

أسرار حُسن الظن بالله

تقول إحدى النساء في مجموعة على فيس بوك تجربتي مع حسن الظن بالله كانت هامة ونقلة في حياتي، حيث كُنت أعاني من مشاكل كثيرة في حياتي مع زوجي، إلى درجة أنها وصلت إلى الانفصال، ولكني كنت أُحبه، ولا أرغب في الانفصال على الإطلاق، ولكن كان هناك مشاكل عديدة بين أهلي وأهل زوجي، وكان الأمر مُعقد جدًا.

لكني لم أيأس من روح الله أبدًا، فقد كنت أدعوه دائمًا وأتوسل إليه حتى يعود زوجي لي وتنتهي الخلافات كلها، وكنت أدعو وأنا كلي يقين، إلى أنني في يوم استيقظت على خبر أن والد زوجي تحدث مع والدي ويرغب في أن أرجع إلى بيتي مرة أخرى، وقد اعتذر منه كثيرًا، وكان أبي قد رق قلبه كثيرًا، بالفعل اتفقوا على العودة، وكنت في غاية السعادة، وقد اكتشفت أن هناك أسرار لحُسن الظن بالله وهي:

  • حسن الظن بالله يُساعد على إصلاح الذرية، فعند رؤية الطفل الصغير والده يرضى بقضاء الله، فإنه يدرك أن هناك أمورًا في الدنيا لا تتم إلا برحمة الله تعالى.
  • إن حسن الظن بالله هو دليل كبير على أن العُسر دائمًا ما يتبعه يسر، والضيق والهم يتبعه فرج.
  • حسن الظن بالله من أهم الحلول لجميع المشاكل والأزمات، وذلك من خلال التضرع لله تعالى بالدعاء مع وجود يقين بالإجابة، الأمر الذي ينتج عنه ثمار رائع، حيث يزيد من الخيرات التي ينعم بها الله تعالى على كل مبتلى ومكروب.
  • يعتبر حسن الظن بالله واليقين مما يحدث يتم تهذيب النفس بها، وتجعل حياة الشخص مستقرة، وذلك لأنه في الغالب ما يكون هذا الشخص متصالح مع نفسه.

لذا نجد أنه نتيجة للفضائل التي تعود على مُحسن الظن بالله، وهناك عدد كبير من الحالات التي يمكن القول إن هذا الشخص محسن ظن بالله، وتأتي كما يلي:

  • إخلاص العبد في عمل العبادات، وحُسن النية بشكل دائم، فهو من الأسباب الهامة التي تشير إلى حُسن الظن بالله.
  • كون الإنسان على يقين من داخله أن كل الأشياء في دنيته ستسير وفقًا لِما يريده الله سبحانه وتعالى.
  • يجب أن يتعلم الشخص ألا يُحبط، وأن يظن بالله ظن حسن، وذلك لأن الله تعالى هو القادر على تغيير الأحوال في أي لحظة.
  • ذكر الله بكثرة والتدبر في الأحوال، ولكن عليه أن يأخذ بالأسباب.

تجربتي مع حسن الظن بالله هي معجزة بالنسبة لي، حيث إن حُسن الظن بالله يحل العُقد والكروب والهموم؛ لأن الله سبحانه وتعالى عند ظن العبد به.