ما هو الصداع العنقودي؟ وكيف يمكن علاجه؟ على الرغم من كون الصداع العنقودي أقل أنواع الصداع انتشارًا، إلا أنه الأشد من حِدة الألم، ويُصاحبه الكثير من الأعراض، ولكنه في بعض الأحيان يتشابه مع الصداع العادي مما لا يُدرك المريض بأي نوع من الصُداع هو يشعُر للشروع في العلاج المُناسب.

ما هو الصداع العنقودي؟

يظهر الصداع العنقودي على شكل آلام دورية تُسمى بالفترات العنقودية، ويتم الإصابة به في وقت محدد من اليوم سواء في النهار أو الليل، ويمكن أن يستمر لعدة أشهر أو أسابيع، وتم تصنيفُه على أنه أشد أنواع الصداع ألمًا، وشُبه الألم الذي يشعر به المصاب على أنه شعور يشبه الوخز في العينين.

فهو ألم انتحاري يتسبب في ألم واحتقان شديد بالعين مع التسبب في التدميع، وفي كثير من الأحيان يتسبب في انسداد فتحة الأنف واحمرار الوجه والتعرق.

أنواع الصداع العنقودي

من خلال الإجابة على سؤال ما هو الصداع العنقودي تبيّن أن لهذا الصداع نوعين، لا بُد للمريض أن يُدركهما لتحديد أي نوع هو مُصاب لاختلاف البروتوكول العلاجي، وهُما:

  • الصداع العنقودي العرضي: يمكن أن يُصيب الإنسان بشكل ليس مستمر في فترة تتراوح ما بين أسبوع إلى سنة، ويتبعها فترة راحة من الألم يمكن أن تمتد لمدة شهر أو أكثر.
  • الصداع العنقودي المزمن: وهو أخطر من النوع الأول حيث يُصيب الشخص ويجعله يشعر بالألم لفترة مستمرة قد تزيد عن سنة أو أكثر، مع اِتباع هذه الفترة لفترة راحة لمدة شهر ثم يعود الألم مرة أخرى ليهاجم المُصاب.

عوامل الإصابة بالصداع العنقودي

بعد معرفة ما هو الصداع العنقودي؟ لا بد من الانتباه إلى أهم العوامل التي تتسبب في الإصابة به، على الرغم من عدم وجود سبب بعينه لهذا الصداع، ولكن ما يُساهم في زيادة حدته ما يلي:

  • تناول المشروبات الكحولية بكثرة.
  • تناول دواء النيتروغليسرين.
  • الجنس، حيث إن الرجال أكثر عرضة للإصابة به عن السيدات.
  • الإسراف في التدخين.
  • وجود تاريخ عائلي مرضي للإصابة بالصداع العنقودي.
  • إصابة الجزء المسمى تحت المهاد من الدماغ.
  • التعرض لروائح كريهة قوية أو الأضواء.
  • قد تساهم التغيرات المناخية في زيادة حدة الصداع.
  • الاستحمام بالمياه الساخنة أو ممارسة التمارين الرياضية التي تُساهم في ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • تناول أدوية أو لحوم مصنعة أو أجبان معتقة تحتوي على مادة النترات.
  • التعرض للإصابة بالحساسية الموسمية وبالتالي زيادة حدة الصداع العنقودي.

أعراض الإصابة بالصداع العنقودي

إن إدراك الأعراض يمكنها أن تسهل عملية التشخيص وبالتالي أخذ سبل العلاج الملائمة، فهناك مجموعة من الأعراض الشائعة ناتجة عن الإصابة بالصداع العنقودي، حيث تأتي نوبات الصداع النصفي بسرعة دون حدوث أي إنذار، ومن أهم أعراضه التي تُبينه عن غيره من أنواع الصداع ما يلي:

1- موضع الألم

يختلف مكان ألم الصداع العنقودي عن غيرُه من أنواع الصداع الأخرى، حيث إن الصداع العنقودي يُصيب منطقة خلف أو حول العين في أحد جانبي الرأس بالألم، وفي حالات أخرى يمكن أن يُصيب الرقبة أو الأنف أو الشفاه أو الجبهة.

2- فترة الألم

في كثير من الحالات يشعُر مريض الصداع العنقودي بالألم الشديد بعد مرور 5 أو 10 دقائق من بداية الصداع، ويستمر المصاب في الشعور بالألم لمدة قد تصل إلى ثلاثة ساعات متواصلة وذلك حسب الحالة المصابة.

الجدير بالذكر أن الصداع العنقودي يمكن أن يأتي على فترات متناوبة حيث يشعر المريض بالصداع لفترة ثم الراحة وهكذا.

3- طبيعة الشعور بالألم

أحد العوامل والأعراض التي تساهم في معرفة ما هو الصداع العنقودي؟ هي طبيعة وشكل الألم، فيتسبب الصداع العنقودي في حدوث ألم شديد في أحد جانبي الرأس لا يستطيع المصاب تحمله، ويتركز ناحية جانب العين للدرجة التي يمكن أن توقظه من النوم من شدة ما يشعر به من ألم.

كما يأتي ألم الصداع العنقودي أكثر من مرة في اليوم الواحد على هيئة نوبات في مواعيد ثابتة، ثم تليها فترات راحة لمدة يمكن أن تصل إلى أسبوعين، إلى أن هناك بعض الأعراض القاطعة يمكن أن يشعر بها المُصاب وهي كالتالي:

  • شعور المريض بالغثيان.
  • عدم النوم المنتظم.
  • في كثير من الأحيان يوجد تورم حول العينين.
  • احمرار العين والوجه.
  • نزول دموع من أحد العينين.
  • مريض الصداع العنقودي لديه حساسية عالية من الضوء.
  • في أحيان كثيرة يتم تدلي الجفن.

مخاطر الصداع العنقودي

معرفة ما هو الصداع العنقودي؟ وأهم أعراضه تعد أحد أهم العوامل التي يمكن أن تُساهم في الحد من مخاطرة، حيث تتمثل مخاطر الإصابة بالصداع العنقودي فيما يلي:

  • التأثير على العقل والعاطفة: حيث إن المصاب بهذا النوع يكون أكثر عرضة للشعور بالاكتئاب والقلق، كما قد يُفكر في الانتحار من شدة الألم في منطقة حول العين والفك العلوي أو الأذن.
  • الأرق وعدم النوم بانتظام: أحد الدلالات على الإصابة ومعرفة ما هو الصداع العنقودي؟ هو النوم غير المنتظم والشعور بالأرق، حيث إن نوبات الصداع الليلية يؤدي إلى الأرق، وبالتالي فإن قلة النوم تعد أحد العوامل التي تُشعر بالاكتئاب، وتؤثر على الصحة الجسدية.
  • السكتة الدماغية: تعد أكثر مخاطر الإصابة بالصداع العنقودي، فأظهرت الكثير من الأبحاث أن المصابون بالصداع العنقودي في الأورة يزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية أو ما يعرف بالنوبة الاقفارية العابرة.
  • وجود ألم شديد: في كثير من الحالات قد يشعرون بألم شديد يمكنه التأثير على الحياة، فيشعر المصاب بوخز وحرقة في العين ويمكن للألم الانتشار إلى الصدغ أو الأنف أو اللثة مما يؤثر على ممارسة الحياة اليومية.
  • ظهور أعراض مزعجة: قد ينتج عن الإصابة بالصداع العنقودي عدد من الأعراض المزعجة التي تشكل خطورة على المصاب، وتتمثل في التورم وانسداد وسيلان الأنف وتعرق الجلد وشحوب في الوجه.
  • الانتشار السريع للألم: تكمُن خطورة الصداع العنقودي في انتشاره السريع إلى كافة أجزاء الرأس، وذلك في فترة وجيزة جدًا لا تتعدى 10 دقائق.
  • نوبات الصداع المتكررة: تكرار الصداع على فترات متعددة من اليوم يمكنه تشكيل خطورة كبيرة على المصاب، وفي كثير من الأحيان يصاب الشخص بالصداع لمدة قد تتراوح ما بين أسبوعين إلى ثلاث أشهر.

كيفية تشخيص الصداع العنقودي

بمجرد شعور المريض بألم الصداع العنقودي لا بُد من التوجه بشكل سريع إلى الطبيب الذي يقوم بتشخيص الصداع من خلال اِتباع الخطوات التالية:

  1. معرفة التاريخ المرضي الذي يتعلق بالصداع لدى المريض.
  2. قيام الطبيب بتوقيع الكشف السريري للمريض.
  3. استخدام الرنين المغناطيسي (MRI) في عملية الفحص، والتصوير المقطعي للدماغ، وذلك من أجل استبعاد كافة الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى ظهور أعراض شبيهة.
  4. فحص العين للتأكد من خلوها من أي مشاكل يمكن أن تتسبب في ظهور هذه الأعراض.

علاج الصداع العنقودي

بعد تشخيص ومعرفة ما هو الصداع العنقودي؟ يتم اللجوء إلى العلاج للتخلص من الآلام غير المحتملة للصداع، ولكنه حسب الدراسات التي أجريت من قِبل الأطباء والعلماء، تم التوصل إلى أنه لا يوجد علاج نهائي بإمكانه التخلص من الألم الناتج عن الصداع.

لكن يمكن تناول بعض العلاجات واِتباع بعض العادات وتجنب أخرى، وذلك من أجل التخفيف من حدة الألم الذي يتسبب به، وفيما يلي عرض لطرق العلاج التي يمكن أن تُساهم في التخفيف السريع من الألم:

أولًا: العلاجات القوية

تتمثل العلاجات القوية والحادة في بعض الأدوية سريعة المفعول التي يصرفها الطبيب للتغلب على حدة الألم، وهي:

1- استنشاق الأكسجين

يُمكن العلاج من خلال استنشاق الأكسجين النقي لفترة قليلة من خلال قناع، ويتم التخفيف من حدة ألم الصداع العنقودي خلال 15 دقيقة وهي طريقة غير مكلفة، كما أن تناول الأكسجين آمنًا إلى حد كبير على المريض ولا يمكنه تشكيل أي خطورة عليه.

كما لا يوجد أي آثار جانبية عنه، إلا أن هناك عيب واحد في طريقة العلاج هذه، وهي أنها تتطلب من المريض حمل أنبوب من الأكسجين إضافة إلى المنظم، مما يجعل هذا الأمر غير مريح.

2- علاجات التريبتان

أحد العلاجات التي يصرفها الطبيب للمصاب بالصداع العنقودي هو حقن سوماتريبتان، وهي الحقن التي يتم صرفها في حالات الصداع النصفي، وفعالة جدًا في علاج حالات الصداع العنقودي المزمن، ولكن لا بُد من الانتباه لعدم استخدامها في حالات المصابين بضغط الدم المرتفع أو أمراض القلب.

كما يمكن صرف الطبيب لعلاج دولميتريبتان للتخفيف من ألم الصداع العنقودي، وهو يكون على هيئة رذاذ الأنف، نظرًا لعدم فعالية الأدوية الفموية لعلاج الصداع.

3- علاج الاوكتريوتيد

أحد العلاجات القوية التي يمكن صرفها لمصابي الصداع العنقودي هو الاوكتريوتيد، وهو أحد العلاجات الفعالة بالنسبة لألم الصداع العنقودي لدى الكثير، ولكنه أقل فعالية وسرعة من علاجات التريبتان في تخفيف الألم.

4- التخدير الموضعي

التخدير الموضعي هو أحد الوسائل التي يمكن أن تساهم في التخفيف من حدة ألم الصداع العنقودي، ويتم استخدام مواد تخدير مثل اليدو كايين، ويتم تناوله في داخل الأنف.

ثانيًا: علاج الصداع العنقودي بالجراحة

يتم اللجوء إلى علاج الصداع العنقودي بالجراحة في حالات نادرة، وذلك عند شعور المصابين بعد التحسن النهائي بالعلاج المكثف، وفي الحالات التي لا يمكنها تحمل الأدوية أو الآثار الجانبية لها، وتتم الجراحة من خلال تحفيز العقدة العصبية سفينوبالاتين وذلك من أجل زرع محفز عصبي.

لكن هناك بعض الدراسات أثبتت أن علاج الصداع العنقودي بالجراحة يمكن أن يؤدي إلى الإضرار بالمسارات العصبية، على الرغم من فعاليتها في تخفيف الألم، كما قد ينتج مجموعة من المضاعفات كضعف عضلات الفك، أو فقد الإحساس بمناطق معينة من الرأس والوجه.

علامات تحذيرية للصداع العنقودي

هناك مجموعة من العلامات التي لا بد من الالتفات لها في كثير من الحالات لزيارة الطبيب عند الشعور بها، ومن أهم تلك العلامات:

  • حدوث تغيرات في عملية الرؤية.
  • الشعور بفقدان الحركة والإحساس بالأشياء.
  • الشعور بالنعاس الدائم.
  • الشعور بالقيء والغثيان.
  • ملاحظة الارتباك والتشنجات وفقدان الوعي الناتج عن نوبات الصداع.
  • وجود الآلام في الرقبة أو وجود ضيق في عضلات الرقبة.
  • الحمى والإعياء
  • التنميل ووجود صعوبة في المشي.

نصائح للتخلص من الصداع العنقودي

هناك مجموعة من النصائح التي يمكن الأخذ بها في علاج الصداع العنقودي في المنزل، وهي كالتالي:

  • تجنب شرب الكحوليات عند الشعور بالصداع، حيث يساعد على التقليل من الصداع.
  • الابتعاد عن ممارسة الأعمال الرياضية في درجات الحرارة العالية أو تحت أشعة الشمس المباشرة.
  • لا بد من النوم الكافي وتنظيم جدول نوم للمصاب.
  • تناول كميات كبيرة من الخضروات والفاكهة؛ لاحتوائها على كمية كبيرة من الماء مثل البطيخ والسبانخ.
  • لا بد من تجنب ارتفاع درجة حرارة الجسم المفاجئة والتي تعد أحد الأسباب للشعور بالصداع.
  • الابتعاد عن التدخين، حيث يؤدي إلى زيادة احتمالية الإصابة بالصداع العنقودي.
  • شرب كميات كبيرة وكافية من الماء، كما يمكن شرب الماء مع الليمون وجوز الهند لتجنب الجفاف.
  • إدخال عنصر الماغنيسيوم في النظام الغذائي والذي يساعد على تنظيم عمليات التمثيل الغذائي داخل الجسم.
  • يمكن تناول بذور عباد الشمس والسمسم واللوز إذ تحتوي على نسب عالية من عنصر الماغنيسيوم.
  • من الممكن استخدام بعض الزيوت التي لها خصائص مضادة للالتهاب والتشنج مثل زيت البردقوش والنعناع وزيت إكليل الجبل.
  • الابتعاد قدر المستطاع عن القلق والتوتر الذي يمكن أن يكون السبب الأساسي للإصابة بالصداع بشكل عام.
  • تساعد تمارين التنفس على التحكم في التوتر والألم الناتج عن الصداع.
  • ممارسة تمارين اليوغا التي يمكن أن تساعد على التخفيف من ألم الرأس المتكرر.
  • تطبيق الكمادات سواء كانت باردة أو ساخنة.
  • يمكن تناول المسكنات ولكن تحت الإشراف الطبي.

الوقاية من الصداع العنقودي

يتم اللجوء إلى تناول مجموعة من العلاجات التي تقوم بدور الوقاية من الإصابة بالصداع العنقودي، وذلك في بداية نوبة الصداع مرة أخرى بعد التعافي منه، وذلك من أجل العمل على تثبيط النوبات، وهي:

  • محصرات قنوات الكالسيوم والتي تكون الحل الأمثل للوقاية من الصداع العنقودي.
  • أدوية الكورتيكوستيرويدات والتي يتم تناولها في حالات الإصابة الحديثة بالصداع العنقودي، وتتمثل في أدوية بريدنيزون سريعة المفعول.

لا بُد من زيارة الطبيب فور ظهور أعراض الإصابة بالصداع العنقودي لتلقي العلاجات المناسبة، كذلك اِتباع النصائح التي تساهم في الوقاية من الإصابة.