ما هو الغثيان؟ وما هي أسبابه؟ هذه المشكلة يعاني منها الكثير من الناس على اختلاف أعمارهم خاصةً عند الاستيقاظ من النوم أو بعد تناول الطعام مباشرةً، وتلك المشكلة تسلب الإنسان الشعور بالراحة، كما أنها قد تجعله لا يقدر على التنفس، لذا سنوضح ماهيتها وطرق علاجها بالتفصيل في الفقرات التالية.

ما هو الغثيان؟

الغثيان أو كما يعرفه بعض الناس باسم اللعيان، يكون ناتج عن إصابة المعدة بانقباضات متتالية تجعل الشخص يريد أن يتقيأ في الحال، كما أنها تجعل إحساس الضيق يسيطر عليه، وتختلف الفترة التي يسيطر بها هذا الشعور تبعًا للسبب، وغالبًا ما يحدث ذلك بسبب تحفيز منطقة التقيؤ في الدماغ.

أسباب الغثيان

هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى شعور الإنسان بالرغبة في التقيؤ، ومن أهمها الإصابة بالسكتة الدماغية وأورام الدماغ، بالإضافة إلى الأسباب التالية:

1- الصداع النصفي

إذا كان الشخص يعاني من الصداع النصفي لفترات طويلة، فمن الطبيعي أن يشعر بالغثيان، وذلك بسبب أن هناك ناقل عصبي يقلل من فاعلية عمل الجزء المسؤول عن الإحساس بالغثيان حيث إنه يدعى باسم السيروتونين الكيميائي، لذا يجب الابتعاد عن كل ما يتسبب في الإصابة به، ومنها: عدم النوم لعدد ساعات كافية، واستنشاق الروائح القوية لفترة طويلة.

2- نقص معدل السكر في الدم

كلما نقص معدل السكر في الدم، كلما شعر الإنسان بالرغبة في الغثيان، وذلك لأن نسبة الجلوكوز المرتفعة تؤدي إلى الإحساس بوجع شديد في البطن بالإضافة إلى التأثير على الجهاز العصبي بالسلب، حيث إنه يزيد من شعور الإنسان بالقلق والخوف، لذا يجب على مرضى داء السكري تنظيم معدل السكر باستمرار تجنبًا للإحساس بالغثيان.

3- المعاناة من أمراض الجهاز التنفسي

في ظل توضيح ما هو الغثيان؟ يجب أن نعلم أن الإصابة بالتهابات الشعب الهوائية قد ينتج عنها الإحساس بالغثيان، وذلك لأن البلغم ينتقل إلى المعدة من خلال المريء مؤديًا إلى الشعور بوجع شديد في البطن، لذا يجب على المريض أن يعالج هذه الأمراض بالإضافة إلى تناول مغلي الأعشاب الذي يعمل على التقليل من حدة الأعراض المصاحبة بها.

4- الإصابة بقرحة المعدة

غالبًا ما يصاب الشخص بقرحة المعدة بسبب التعرض لعدوى بكتيرية، وينتج عنها الإحساس بوجع وحرقة شديدة، وانتفاخات، والرغبة في الغثيان بسبب الإحساس بالضيق، لذا يجب على الشخص الذي يعاني منها أن يمتنع عن تناول الأطعمة الغنية بالتوابل، والامتناع عن تناول الأسبرين، ومضادات الالتهابات غير الستيرويدية، ومنها النابروكسين.

5- المعاناة من الارتجاع المريئي

ينتج عن هذا المرض الغثيان والتقيؤ، وذلك لأنه يتسبب في عودة أحماض المعدة إلى المريء مرة أخرى، وذلك يتسبب في عدم قدرة الشخص على التنفس، والإحساس بحرقة، وقد لا يتمكن من تناول بلع الطعام جيدًا، لذا يجب عليه أن يعالجه من خلال تناول الأطعمة الغنية بالألياف الطبيعية، والامتناع عن الأطعمة الغنية بالدهون والتوابل الحارة.

6- تناول الأدوية

هناك الكثير من الأدوية التي تتسبب في إحساس الإنسان بالغثيان خاصةً إذا تم تناولها على معدة فارغة، ومنها أدوية علاج الاكتئاب، وأدوية علاج السرطان، وأدوية التخدير، وذلك ما علمناه خلال البحث عن إجابة سؤال ما هو الغثيان؟

7- التسمم الغذائي

في حالة تناول الشخص طعام غني بالبكتيريا والملوثات، فإنه يعاني من التسمم الغذائي الذي يصاحبه الغثيان والتقيؤ لفترة تتأرجح بين ساعة إلى يومين، لذا يجب التحقق من نظافة الطعام وشرائه من الأماكن الموثوق بها.

8- الإصابة بالجفاف

إذا لم يتم تناول كميات كافية من المياه حتى يتمكن الجسم من تأدية جميع الوظائف بشكل سليم، فيبدأ الشخص بالإحساس بالعطش الذي يصاحبه الشعور بوجع في البطن، وذلك نتيجة عدم وصول الدم إلى جميع أعضاء الجسم، فيشعر الشخص بالدوار الذي يرافقه الإحساس بالرغبة في الغثيان والتقيؤ، لذا يجب تناول ما لا يقل عن لترين من المياه خلال اليوم الواحد.

9- شهور الحمل الأولى

من الطبيعي أن تشعر المرأة الحامل بالغثيان خاصة في أول 3 شهور من الحمل، وذلك بسبب معاناتها من حساسية تجاه الروائح القوية، أو نتيجة الإفراط في تناول الأطعمة التي تسبب الغثيان خاصةً الغنية بالدهون الضارة غير المشبعة، والسكريات، أو بسبب حدوث اضطراب في معدل السكر لديها.

10- الإصابة بأحد أمراض البطن والحوض

هناك العديد من الأمراض التي يمكن أن تصيب الإنسان في منطقة البطن والحوض وينتج عنها معاناته من الغثيان الشديد، ومن أهمها ما يلي:

  • المعاناة من المرارة.
  • إصابة الكبد أو الكلى بالالتهابات الشديدة.
  • وجود التهابات في أحد أعضاء الحوض.
  • المعاناة من الزائدة الدودية الملتهبة.
  • حدوث خلل في وظائف الأمعاء.
  • إصابة البنكرياس بالالتهابات.

11- المعاناة مشاكل الدماغ والسائل النخاعي

حدوث أي خلل بالدماغ يؤدي إلى الإحساس بالغثيان، حيث إنها تعطي إشارات للجسم للإحساس بذلك عند الإصابة بعد الأمراض التالية:

  • إصابات الرأس.
  • الإصابة بالضيق العاطفي.
  • تعرض الدماغ لنزيف داخلي أو خارجي.
  • مشكلة التهاب السحايا.

12- الإصابة بأمراض المعدة والأمعاء

هناك العديد من الأمراض التي يمكن أن تصيب الأمعاء والمعدة مسببة من المعاناة من الغثيان والقيء، ومنها ما يلي:

  • داء كرون.
  • شلل المعدة.
  • عسر الهضم.
  • مرض الجزر المعدي المريئي.
  • سرطان البنكرياس.
  • وجود خلايا سرطانية في أعلى الجهاز الهضمي.
  • التحسس الغلوتيني اللابطني.

أعراض الغثيان

في ظل التعرف على إجابة سؤال ما هو الغثيان؟ ينبغي أن نعلم أن هناك أعراض متعددة تظهر على الشخص الذي يعاني من الغثيان، ومن أهمها ما يلي:

  • نقص عدد مرات التبول.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • الإحساس بوجع في كل من المعدة والبطن.
  • الإحساس بالدوار.
  • إصابة الفم بالجفاف.
  • الإسهال الشديد.
  • وجع الرأس.

مضاعفات الغثيان

إذا لم يتم علاج مشكلة الغثيان بسرعة، فإن الشخص سوف تظهر عليه بعد المضاعفات الخطيرة، وذلك ما علمناه خلال الاطلاع على إجابة سؤال ما هو الغثيان؟ لذا سنوضحها في النقاط التالية:

  • نقص الوزن بشكل مبالغ فيه.
  • الإحساس بألم لا يحتمل في البطن.
  • عدم القدرة على التنفس جيدًا.
  • زيادة معدل ضربات القلب.
  • عدم القدرة على تأدية المهام اليومية.
  • المعاناة من التعرق الشديد.
  • استمرار التقيؤ لمدة يومين.
  • الإصابة بالطفح الجلدي.
  • المعاناة من تصلب الرقبة.

تشخيص الغثيان

يقوم الطبيب المختص بالكشف عن السبب المؤدي إلى المعاناة من الغثيان من خلال نتائج الفحوصات المختلفة التي يطالب المريض بالقيام بها، ومنها ما يلي:

  • إجراء اختبار دم.
  • تصوير البطن باستعمال الأشعة.
  • إجراء اختبار البول.
  • الكشف عن حركة الأمعاء من خلال التصوير بالنظائر المشعة، وإجراء فحوصات التنفس، والتعرف على معدل الضغط المعوي الإثنا عشري.
  • تعرض كلًا من البطن والدماغ إلى التصوير المقطعي المحوسب.

طرق علاج الغثيان

إن كنت ممن يطرحون سؤال ما هو الغثيان؟ فيجب عليك أن تعلم أن هذه المشكلة الصحية يمكن علاجها بأكثر من طريقة على النحو التالي:

أولًا: اتباع عادات صحية

يمكن التخفيف من الغثيان والأعراض التي تصاحبه من خلال استبدال العادات الخاطئة التي يؤدي اتباعها إلى تعزيز الإصابة بالغثيان بعادات أخرى تعزز من صحة الجهاز الهضمي، ومنها ما يلي:

  • الامتناع عن تناول المشروبات الغنية بالكافيين، ومنها الشاي، والقهوة بأنواعها.
  • استبدال الأطعمة المليئة بالدهون بالأطعمة الخفيفة التي لا تسبب عسر الهضم، ومنها: الزبدة، والبسكويت المملح، وشوربة الدجاج.
  • الإفراط في تناول المياه تجنبًا للإصابة بالجفاف.
  • تناول المشروبات التي تقلل من وجع المعدة، ومنها مغلي الزنجبيل، أو شاي البابونج.
  • الامتناع عن تناول الأطعمة المليئة بالتوابل الحارة.
  • تناول الأطعمة التي بها نسبة عالية من الألياف الطبيعية، ومنها: البقوليات، والتوت، والمكسرات، والحبوب الكاملة، والكمثرى، والأفوكادو.
  • إجابة سؤال ما هو الغثيان؟ تفرض علينا معرفة أن ضرورة إدخال الموز للنظام الغذائي، وذلك لأنه يعوض الجسم عن نسبة البوتاسيوم التي فقدها عند القيء والإسهال.
  • تناول كوب من مغلي النعناع يوميًا، وذلك لأنه يقلل الدهون الضارة في الجسم.
  • الابتعاد عن الأماكن التي تنبعث منها روائح كريهة بالإضافة إلى القيام باستنشاق الزيوت العطرية مثل: زيت الليمون، وزيت النعناع.
  • تناول كوب من الماء الممزوج بكل من قطرات الليمون والعسل حيث إنه يخفف من عملية هضم النشويات، وذلك حتى تنتقل إلى المعدة مسببة إنتاج البكتيريا النافعة التي تحمي الجسم من الإصابة بمسببات الغثيان.
  • تدفئة المعدة بواسطة الماء الدافئ حيث إن ذلك يخفف من حدة ألم البطن الناتج عن الغثيان.
  • عدم القيام بحركة مفاجئة بعد تناول الطعام مباشرةً منعًا للإحساس بالغثيان.
  • تنظيف الأسنان عقب تناول الطعام مباشرةً، وذلك منعًا لانتقال البكتيريا التي توجد بين الأسنان إلى المعدة.
  • عدم الإسراع عند تناول الطعام والشراب.

ثانيًا: تناول الأدوية الطبية

هناك العديد من الأدوية التي يمكن تناولها من أجل الحد من الغثيان دون الحاجة إلى استشارة الطبيب المختص، وذلك لأنها آمنة، ومنها ما يلي:

  • الأدوية التي تعالج الحموضة.
  • ديمينهيدرينات.
  • ساليسيلات البزموت.
  • الأدوية التي تحفز حركة الأمعاء، ومنها: المُضادات الحيوية الماكروليدية، السيروتونين.
  • ميكلوزين هيدروكلوريد.
  • الأدوية التي تعالج التقيؤ، ومنها: البوتيروفينونات، الفينوثيازينات.

ثالثًا: الوخز بالإبر

إجابة سؤال ما هو الغثيان؟ جعلتنا على دراية بطريقة الوخز بالإبر التي يتم استعمالها منذ القدم في الصين من أجل التخلص من مشكلة الغثيان، حيث أثبتت الأبحاث أن تأثيرها لا يقل عن مفعول الأدوية التي تعالج الغثيان.

حيث إنها تعمل على إصدار إشارات نحو كل من الدماغ والحبل الشوكي، ومن أهم مميزاته هذه الطريقة إنه لا ينتج عنها آثار جانبية، لذا يمكن استعمالها من قبل الحامل دون الإحساس بقلق.

مشكلة الغثيان لا يمكن أن تتوقف إن لم يتم الكشف عن السبب المؤدي لها والعمل على علاجه بأحد طرق العلاج الطبيعية، وذلك من أجل الحماية من الآثار الجانبية الضارة.