ما هو فشل الكبد؟ وما مدى خطورة الإصابة به؟ في الحقيقة إن هذه الأسئلة وقعت في الأساس من كونه مرض بالغ الخطورة يؤثر على قدرة الشخص على ممارسة النشاطات اليومية بشكل مثالي، فالكبد حين الإصابة به يُقصر في أداء وظائفه بشكل سريع جدًا مما ينم على الشخص بالأعراض الخطيرة، لكن يجدر بالذكر إلى وجود علاج فعال له، وذلك ما يمكن الإشارة له من خلال الآتي.

ما هو فشل الكبد؟

الفشل يعني عدم القدرة على القيام بمهمة ما، وهذا هو تمامًا ما يحدث في الفشل الكلوي، حيث يصبح كبد الإنسان غير قادرٌ على القيام بوظائفه، ويحدث هذا الفشل نتيجة إصابة أخرى في الكبد استمرت لفترة طويلة، ويظهر هذا الفشل بالكبد على الإنسان على هيئة نزيف شديد بالدماغ يحتاج المريض على المريض للرعاية الطبية.

فللإجابة عن سؤال ما هو فشل الكبد؟ يجب التأكد أنه يظهر على المريض جليًا لأن أعراضه واضحة جدًا أولها آلام شديدة بها، لكن يجب الحذر من أنه لا يمكن الجزم بالإصابة به إذا ما اشتركت القليل من هذه الأعراض معًا، هذا لأنها قد تتداخل مع أمراض أخرى، ومن بين تلك الأعراض:

  • حدوث رعشة في الأطراف وعدم القدرة على التحكم في الأشياء الدقيقة.
  • تصبح رائحة النفس إمّا حلوة للغاية بلا سبب أو كريهة جدًا.
  • الشعور الدائم بالرغبة في النوم.
  • فقدان التركيز على الدوام، والتشتت من أقل الأسباب.
  • الضعف العام على الرغم من الحصول على الغذاء بصورة مستمرة.
  • الشعور بالرغبة في القيء بشكل مستمر.
  • انتفاخ في البطن حتى في حالة عدم تناول الطعام ويتركز في الجزء العلوي الأيمن من البطن آلام مبرحة.
  • اصفرار الجلد وعلى مقلة العين.
  • يظهر على الإنسان تغير عام يسمى بالاعتلال الدماغي الكبدي.
  • نزيف في المريء، يظهر على الإنسان على هيئة قيء دموي، أو براز أسود، ويعتبر هذا أسوأ الأعراض التي قد تؤدي للوفاة.
  • الإصابة بالكحة بشكل مفرط عن الطبيعي.

أسباب فشل الكبد

أثناء معرفة ما هو فشل الكبد؟ يجدر بالذكر أنه يظهر على الجسم بشكل ضعف عام، كما يصل الحال إلى فقدان المريض الكثير من الوزن في مدة قصيرة، وتضمُر العضلات ويصبح غير قادر على أداء المهام اليومية، فيكون ذلك راجعًا للعديد من الأسباب أهمها:

  • الأسِيتامينُوفين: هو أحد المواد التي تدخل في صناعة الكثير من الأدوية، إلا أن أخذ جرعة كبيرة منه يؤدي إلى فشل الكبد، حيث تم اعتباره السبب الأشهر والأهم على الإطلاق، ويطلق عليه أيضًا اسم الباراسيتامول، ولكن يجدر بالذكر أنه يسبب فشل الكبد إلا إذا استمرت الجرعات الكبيرة لأيام.
  • المضادات الحيوية: أيضًا مضادات الالتهاب ومضادات التشنج التي تندرج تحت الأنواع غير الستيرويدية، وعلى الرغم من أنه يتم أخذها من خلال وصفة طبية، إلا أنها تسبب فشل الكبد.
  • المكملات الغذائية: التي تم تصنيعها من الأعشاب يظن البعض أنها لا تسبب أي أضرار كونها مصنوعة من مواد طبيعية، إلا ان هذا ليس صحيح، ومن بين تلك الأدوية الكافا والإيفيدرا والاسكوتيلاريا والنعناع الأوروبي.
  • بعض الاضطرابات: هي التي تسبب هذا الفشل من بين أعراضها ومن بينها التهاب الكبد بأنواعه الثلاثة A، B، E.
  • الكثير من الفيروسات: قد تسبب بعض الفيروسات في فشل الكبد مثل فيروس إبشتاين-بار، والفيروس المضخم للخلايا، وفيروس الهربس البسيط.
  • بعض المأكولات السامة: مثل الفطر البري الذي يسمى أمانيت فالوسياني، فهو شبيه جدًا للفطر العادي، لذا يخلط بينهم الكثيرين، لكنه تناوله بإفراط
  • المواد الكيميائية: أمثال رباعي كلوريد الكربون، وهو يوجد بشكل كبير جدًا في المبردات الكهربية والمواد التي تذيب الشمع والطلاء.
  • أمراض المناعة الذاتية: حين يكون الإنسان مصابًا بأحد هذه الأمراض، وهي أن يبدأ الجسم في مهاجمة نفسه بدلًا من التصدي للفيروسات، حينها يكون الكبد من بين الضحايا التي تقع في يد جهاز المناعة.
  • خلل في أوردة الكبد نفسه: مثل متلازمة بود خياري، والتي تؤدي إلى انسداد الأوردة، مما يمنع مرور الغذاء، بالتالي يتوقف الكبد على العمل في الحال.
  • أمراض الأيض: وهي التي يحدث بها خلل في التمثيل الغذائي وتوزيع الطاقة على كامل الجسم، ومن بين الأمراض الأيضية التي تسبب الفشل مرض ويسلون، والكبد الدهني الذي يأتي تناسبًا مع الحمل.
  • الإصابة بالسرطان: خاصة الذي يكون الكبد إحدى محطاته.
  • الصدمة: هذا ما يسمى طبيًا بالعدوى الغامرة أو الإنتان، وهو الذي يقل فيه تدفق الدم للحد الذي يجعله لا يصل للكبد.
  • الأنشطة البدنية الشاقة: خصوصًا في الشمس ودرجات الحرارة العالية تؤدي للإصابة بضربة الحرارة، وهي التي تؤثر على الكبد.

كيف يتم تشخيص فشل الكبد؟

في إطار التعرف على الإجابة على ما هو فشل الكبد؟ يجدر بنا التطرق إلى الطريقة التي يشخصه بها الأطباء، حيث إن هذا الاضطراب خطير جدًا، لهذا سعى الأطباء إلى الكشف عنه بالكثير من الطرق الحديثة، حفاظُا على صحة المرضى ولإنقاذهم بسرعة، ومن بين هذه الطُرق:

  • الأعراض التي تظهر على المريض، والتعرف على التاريخ المرضي له للتأكد من أنها ليست عرضًا لأمر آخر.
  • الفحص البدني الدقيق.
  • فحص الدم الذي يظهر فيه كمية قليلة جدًا من البروتينات، تلك التي لا ينتجها سوى الكبد بالطبع، ومن أعراض قلة البروتينات في الدم: التخثر والزلال وارتفاع معدل البيلروبين، والأنزيمات الناقلة للأمين.
  • الكشف عن وجود فيروسات التهاب الكبد في الجسم أم لا من خلال فحص الدم.
  • فحص نسبة الباراسيتامول بالدم.
  • التصوير المقطعي (CT)، التصوير بالموجات فوق الصوتية للتأكد من نسيج وحجم الكبد.

مضاعفات الفشل الكبدي

في سياق الإجابة على ما هو فشل الكبد؟ يجدر بالذكر أن الأمر راجع إلى إن هذا الاضطراب سريع التطور جدًا، حيث يظهر عقب الإصابة بالعديد من الاضطرابات الأخرى كما يظهر في النقاط التالية:

  • الإصابة بالوذمة الدماغية، وهي تعني تراكم السوائل بالمخ، مما يؤدي إلى الارتباك وتوقف القدرات العقلية.
  • الكبد حين يتلف فإنه لا يقوم بالمهمة الأساسية في المساعدة على تخثر الدم، الأمر الذي يؤدي إلى الإصابة بالنزيف الذي يسبب هبوط حاد في الدورة الدموية.
  • يصبح الشخص معرضًا أكثر للإصابة بالعدوى، خاصةً في الجهاز التنفسي وفي الدم والمسالك البولية.
  • يعقب الفشل الكبدي الحاد الفشل الكلوي، والأمر الذي يزيد من فرصة الإصابة بكليهما معًا هو عقار الأسيتامينوفين.

علاج الفشل الكبدي

يجدر بنا كما تحدثنا عن بيان إجابة على ما هو فشل الكبد؟ وتوضيح خطورة الإصابة به، يجب الإشارة إلى الطرق العلاجية التي تساعد في التقليل من حدته والتخلص من أعراضه المؤلمة، وتتمثل الطرق في الآتي:

1- تغيير نظام الحياة

ينفع هذا الأسلوب كثيرًا مع الفشل الكبدي المزمن فقط، كما أنه سينفع أكثر مع المراحل الأولى من المرض، ويجب العلم أن أصل الداء يكون في المعدة، لذا سيكون العلاج من خلالها، ومن ضمن الأساليب التي يمكنك اتباعها:

  • التوقف عن شرب الكحوليات بكثرة، فهي التي تؤثر على قدرة الكبد على العمل.
  • الابتعاد قدر الإمكان عن اللحم، البيض، منتجات الألبان بأنواعها.
  • تجربة إنقاص الوزن.
  • ضبط ضغط الدم، إمّا بالأدوية أو بالطرق المنزلية، والتحكم في مستويات السكر كذلك.
  • التقليل من الملح في الطعام.

2- الطرق العلاجية

في هذه الحالة يكون المرض قد وصل إلى أقصاه من الصعوبة، لذا سيكون عليك اتباع طرق مغايرة كي تقلل من تفاقم المرض، ومن بين هذه العلاجات:

  • أدوية الوريد التي تساعد على خفض ضغط الدم.
  • الأدوية المدرة للبول مثل المُليِّنَات laxatives.
  • المراقبة الطبية للسكر.
  • إنترفيرون Interferon وهي من الأدوية الشهيرة في علاج التهاب الكبد.
  • ضبط وتثبيط الجهاز المناعي.
  • نقل الدم كي يساعد الجسم على تقليل الفقد الذي يحصل بسبب النزف.
  • أجهزة التنفس التي يحتاجها المريض في حالة تفاقم الوضع إلى فقدان التوازن.

الوقاية من الفشل الكبدي

أهم يمكن ذكره عند الإجابة على ما هو فشل الكبد؟ هي أن هذا الاضطراب يُعد خطيرًا جدًا للحد الذي يهدد حياة الإنسان، لذا سيكون عليك أن تتجنب كافة الأسباب التي يمكن أن تضع احتمالًا لإصابتك به، لذا اتبع أساليب الوقاية التالية:

  • لا تأخذ دواءً قبل أن تقرأ كافة المكونات التي يحتويها، فهذا يسبب احتمالية أن تأخذ الباراسيتامول المسمى بالأسيتامينوفين، فحتى لو وصفه الطبيب لك انتبه للجرعة والمواعيد ولا تزد أو تنقص عليها.
  • إذا كان الطبيب يصف لك دواء فيجب أن تخبره عن كافة الأدوية التي تأخذها، والتي ستؤثر عليك إذا ما اختلطت بدواء آخر.
  • القدر المسموح به من المشروبات الكحولية يوميًا هو كوب واحد.
  • الامتناع عن عمل الأوشام، فهي قادرة على تلوث الدم.
  • تجنب المواد المخدرة التي تؤخذ عن طريق الوريد، فهي قادرة على نقل العدوى هي الأخرى، خاصة إذا كنت تتشارك الإبر مع الآخرين.
  • إذا كان لك تاريخ مرضي مع أحد اضطرابات الكبد سيكون عليك أن تأخذ التطعيمات بصورة مستمرة، بالإضافة إلى الكشف الدوري الذي يستنبط احتمالية وجود مضاعفات.
  • تجنب لمس أي سوائل أو دماء للآخرين فهذا على نقل فيروسات الكبد بسهولة.
  • لا تشارك شفرات الحلاقة، ولا فرش الأسنان ولا الأدوات الشخصية.
  • تجنب استخدام المنظفات التي تحتوي على الإيروسول.
  • احرص على ارتداء القفازات حين تتعامل مع المنظفات القوية.

الفشل الكبدي يمكن أن يجعلك طريح الفراش، أو يوقف حياتك تمامًا عن المسير، لذا انتبه إلى الأسباب وتجنب القيام بها.