ما أسباب الإصابة بمرض روماتيزم القلب؟ وما مدى خطورته؟ يُعاني العديد من الأفراد داخل المُجتمع من هذا المرض على اختلاف أعمارهم، ولكن تكون غالبية الإصابة بهذا المرض للأطفال قبل الوصول إلى فترة البلوغ، وهو أحد المَضاعفات الناتجة عن الحُمى الروماتيزمية التي تكون نتيجة إصابة الفرد ببكتيريا المُكورات العقدية، ويُمكن أن تؤدي بطبيعة الحال إلى تدمير الصمامات والعضلة القلبية المتواجدة في الجانب الأيسر من القلب بصورة خاصة.

مرض روماتيزم القلب

يتمثل هذا المرض في الالتهابات القوية التي تحدث في الأنسجة الضامة وخاصةً عند الأطفال قبل الوصول إلى فترة البلوغ نتيجة للإصابة بالعدوى البكتيرية العُقدية عند عدم التوصل إلى حلول لها أو الحلول المُثلى لها، وبالتالي يعمل الجهاز المناعي على الاستجابة لتحفيز الالتهاب المُستمر الذي يُمكن من خلاله إلحاق الضرر بصمامات القلب بوضوح.

أسباب روماتيزم القلب

يُعتبر روماتيزم القلب نتيجة واضحة عن الإصابة بالحُمّى الروماتيزمية، ويُمكننا الذكر أن الحُمى الروماتيزمية تتجدد وفقًا للإصابة بعدوى الحلق الناتجة عن بكتيريا العقدية المقحيّة التي تتمثل في حالات التهاب الحلق العقدي والحُمّى القرمزية.

بالنظر في موضوع تحوّل العدوى إلى حُمّى الروماتيزم عند بعض الأفراد فيتم إرجاع ذلك الأمر إلى وجود نوع من البكتيريا بروتينات مُماثلة لبروتينات تتواجد بشكل طبيعي في بعض الأنسجة لجسم الإنسان، والتي ينتج عنه بصورة طبيعية الالتهاب والانتفاخ ويكون ذلك بصورة خاصة في المفاصل، وأنسجة القلب والجلد، والجهاز العصبي المركزي.

علامات الإصابة بروماتيزم القلب

يُمكن التوصل إلى معرفة الشخص بإصابته بهذا المرض عن طريق التعرُف على التاريخ الصحي إذا أًصيب بعدوى بكتيريا العقديّة المقحّة أو حُمّى الروماتيزم منذ فترة قريبة، ويتم التعرف على الأعراض التي ترتبط بحُمّى الروماتيزم من خلال ما يأتي:

  • الحُمّى.
  • الحركات غير المُحكمة في عضلات الوجه والذراعين والساقين.
  • انتفاخ المفاصل، والألم غير المُحتمل بها.
  • انتفاخ الجلد والاحمرار الناتج عنه، ويكون ذلك في منطقة الظهر والبطن والصدر بصورة خاصة.
  • عدم قُدرة الشخص على التنفُس.
  • الإرهاق بصورة كبيرة من أقل مجهود يُبذل.

من ثَمَّ يُمكننا التعرف على الأعراض المُتعلقة بروماتيزم القلب من خلال السطور القادمة:

  • الألم الشديد في الصدر.
  • عدم القُدرة على التنفُس بشكل طبيعي، وخاصةً عند القيام ببعض التمارين الرياضية.
  • تورّم الجلد.
  • الإغماء بصفة مُستمرة
  • الحاجة إلى الجلوس أو الوقوف بضع ثوان عند الاستيقاظ من النوم.

تشخيص روماتيزم القلب

يقوم الطبيب المُختص بالتشخيص للشخص المُصاب بمرض روماتيزم القلب من خلال التعرف على الأمور الآتية:

  • التعرف على إصابة المريض بعدوى التهاب الحلق مؤخرًا.
  • يقوم الطبيب بالاستماع لنبضات قلب المريض، ومحاولة الكشف عن أي أصوات تتدخل في أصوات النبض.
  • التعرف على الأمراض التي أُصيب بها أفراد عائلة المريض من قبل للتحري عن إصابة أي فرد بمرض روماتيزم القلب.
  • التحري عن الالتهابات التي توجد في مفاصل الطفل.
  • القيام ببعض الإجراءات التشخيصية، والتي تتمثل في: فحوصات الدم، أخذ عينات من الحلق، استخدام الأشعة السينية في تصوير الصدر، استخدام الأشعة المقطعية في تصوير القلب.
  • المُخطط الخاص بصدى القلب.
  • المُخطط الكهربي للقلب.

الوقاية من روماتيزم القلب

تتمثل الوقاية من مرض روماتيزم القلب في طريقة واحدة فقط وهي البُعد في الأساس عن الإصابة بالحُمّى الروماتيزمية، أو مُعالجتها بشكل فعّال عن طريق الاستخدام الأمثل للمُضادات الحيوية، ومن الضروري أخذ جُرعات المُضاد الحيوي وفقًا لإرشادات الطبيب المُعالج.

علاج روماتيزم القلب

يتم العلاج من هذا المرض وفقًا لمدى الضرر المُرتبط بصمامات القلب، فإنه يوجد البعض من الحالات التي تحتاج إلى التدخل الجراحي، وفي هذه الحالة يشتمل العلاج على ما يلي:

  • مُعالجة أوجه القصور في القلب، والسيطرة على ذلك عن طريق الاستخدام الأمثل لبعض الأدوية.
  • مُعالجة الأمراض المُعدية من خلال الاستخدام للمُضادات الحيوية.
  • استخدام الستيرويدات أو الأدوية غير الستيرويدية بهدف التقليل من الالتهابات والتي يُمكن أن تتمثل في الأسبرين.
  • الحماية من السكتات عن طريق استخدام الأدوية المميعة.
  • التدخل الجراحي لتبديل أو ترميم الصمامات التي تأذت.
  • التدخل الجراحي الذي يعمل على فتح الصمامات العالقة عن طريق إدخال بالون عبر الوريد الدموي للشخص.

يعتمد العلاج لروماتيزم القلب كذلك على التقليل المدى الخطر الناتج عن مُضاعفات روماتيزم القلب، ويتم ذلك من خلال اِتباع الآتي:

  • الذهاب إلى الطبيب بصفة مُستمرة لعمل الفحص اللازم لحالة القلب.
  • قيام المريض بأخذ اللقاحات المُرتبطة بالأمراض المُعدية، خاصة المكورات والأنفلونزا.
  • استخدام الطريقة الصحيحة في العلاج لحالات التهاب الحلق البكتيرية.
  • استخدام المُضادات الحيوية التي تقوم بدورها في الوقاية من البكتيريا العقدية المقيحة.
  • الاهتمام بصحة المرأة قبل حدوث الحمل، لأنه من الممكن أن ينتج عن الحمل اضطراب حالة روماتيزم القلب.
  • الاهتمام الجيد بالنظافة الخاصة بالفم، حيثُ يمكن أن تُشكل البكتيريا المنقولة عن طريق الفم إلى الدم إلى تطور خطورة المُضاعفات، والتي يُمكن تمثيلها في التهاب شغاف القلب.

التعايش مع روماتيزم القلب

بعد قيام الطبيب المُعالج بالتشخيص الدقيق لمريض روماتيزم القلب، يتحتم عليه التنويه للمريض على الالتزام ببعض الإجراءات حتى يستطيع أن يُحكم المرض، ونوضح هذه الإجراءات من خلال السطور الآتية:

  • العناية الطبية بصفة مُنتظمة بغرض الحماية من عودة الحُمّى الروماتيزمية والتهاب الحلق.
  • القيام بالذهاب إلى الطبيب المُعالج بصفة دورية حتى يتمكن من التعرف على الوضع الحالي للصمامات والقلب.
  • الاهتمام الأمثل بصحة الأسنان.

مُضاعفات روماتيزم القلب

تجدر الإشارة إلى أن الإصابة المُستمرة بالحُمّى الروماتيزمية يُمكن أن تؤدي إلى حدوث المُضاعفات الخطيرة فيما يتعلق بروماتيزم القلب، ونُجمِل هذه المُضاعفات فيما يأتي:

  • يمكن أن تؤدي الصمامات المُدمرة إلى تسريب الدم.
  • التضييق للصمامات القلبية.
  • تدمير جزء كبير من عضلة القلب.
  • التهاب الشُغاف الذي يعني التهاب البطانة الداخلية لعضلة القلب.
  • تلف صمامات القلب.
  • الرجفان الأُذيني.
  • المُضاعفات التي يُمكن أن تنتج عن الولادة أو الحمل.

هل يشفى مريض روماتيزم القلب؟

لا يُمكن القول إنه يتم الشفاء من مرض روماتيزم القلب بصورة نهائية، ولكن في ذات الوقت يقوم الأطباء بتدريب المريض على التعايش مع هذا المرض من غير أن ينتج عن ذلك مُضاعفات خطيرة تُؤثر على المريض، ويكون ذلك من خلال الآتي:

  • كتابة الطبيب المُعالج للمريض على مجموعة من حُقن الروماتيزم للقلب التي تشتمل على المُضادات الحيوية، ويتم من خلالها حماية المريض من الإصابة بالبكتيريا والفيروسات المُختلفة.
  • المُحافظة على نظافة الأسنان والفم، والعمل على التخلص من البكتيريا التي يُمكن أن تصل إلى الفم بصفة مُستمرة.

إن مُضاعفات روماتيزم القلب يُمكن أن تعمل على الارتجاع أو التضييق على صمامات القلب لدى الحامل، ولكن يتم تجاوز هذه المُضاعفات من خلال الإرشادات التي يقوم الطبيب المُعالج بالتنبيه عليها.