تجربتي مع الجنين المقعدي كانت سيئة، فبالرغم من متاعب الحمل إلا أن تلك الفترة هي الأجمل في حياة كل سيدة ولكن الأمر معي كان مختلف بل كان بمثابة كابوس في بدايتها، فإن بعض الأوضاع التي يقوم بها الطفل تكون مقُلقة بشدة بالنسبة للطبيب والأم كذلك.. ولكن في النهاية تغيرت الأحداث للأفضل.

تجربتي مع الجنين المقعدي

كُنت أعاني من تأخر الحمل، ولكن بعد مرور عامين على زواجي علمت بخبر حملي وكانت السعادة تسيطر على الجميع وكنت كأي امرأة أُتابع مع الطبيب باستمرار مع بدء تكون الطفل ورؤيته بالأشعة كان يظهر في وضعية المقعد وحينما استفسرت حول سبب سكونه هكذا واتخاذه هذه الوضعية.

أخبرني الطبيب أن الأمر لا يستدعي القلق بل يُمكن حدوث ذلك في الشهور الأولى من الحمل، والطفل يُغيّر من وضعيته فيما بعد، ولكن حتى بلوغ الشهر السادس كان الطفل على نفس الوضعية هُنا طلب مني الطبيب إجراء بعض الفحوصات لمعرفة السبب وراء هذا الأمر.

قد أوضحت أن نسبة السوائل المُحيطة بالطفل زائدة عن المستوى الطبيعي، لذا بعد مرور أسبوعين ودخولي الشهر السابع طلب الطبيب التدخل وإجراء عملية الولادة؛ لأن الانتظار أكثر من ذلك سوف يكون له تأثير سلبي على حياتي وحياة الجنين.

بالحقيقة أن الطبيب حتى النهاية كان يحاول التغيير من وضعية الجنين بكافة الطرق ولكن دون جدوى، ووضعية الجنين هذه جعلت من الصعب تحديد جنسه، بالفعل قمت بالتوجه في الموعد المحدد الذي ذكره الطبيب وأجريت عملية الولادة.

لكن لأنني ولدت بمرحلة مبكرة كان يجب نقل الطفل للحضانة، ولم أعلم جنس طفلي إلا بعد الولادة، وبعد مرور أسبوع انتهت فترة الحضانة، وأصبح بصحة جيدة.

أسباب اتخاذ الجنين الوضع المقعدي

كانت ابنة خالتي أول من تمر بتجربة الجنين المقعدي في عائلتنا، فمنذ معرفتنا بخبر حملها ونحن معها دائمًا عند الطبيب ومثل كل مرة كانت تتوجه للطبيب للاطمئنان على الجنين ولاحظ أنه متخذ الوضع المقعدي وقد أخبر ابنه خالتي بهذا الأمر لكي تأخذ حذرها.

لكنه أخبرها أن الأمر لا يستدعي الخوف فُيمكن أن يتحرك ويغير من وضعيته بنفسه، فسألته عن الأسباب المؤدية إلى أن يتخذ هذه الوضعية فأخبرنا قائلًا:

  • الحمل في توائم.
  • التعرض لخلل في المشيمة ولعل من أهمها: المشيمة المنزاحة أو انخفاض المشيمة.
  • حدوث الحمل بصورة متتالية دون وجود فترات راحة للجسم بين كل مرة.
  • قد يكون أمر طبيعي يحدث في الحمل الأول.
  • تعرض المرأة لحدوث فرط في السائل الأمنيوسي الذي يحيط بالجنين.
  • التعرض لمشاكل الرحم المختلفة مثل ألياف الرحم أو تكيس المبايض.
  • عيب خلقي في الرحم.
  • إذا كان الطفل كثير الحركة ثم حدث نقص حاد في السائل الأمنيوسي.

لم تكن تجربتي مع الجنين المقعدي سيئة، فعلى الرغم من المعاناة التي رأيتها إلا أن الأهم أن صغيري جاء بخير.

عوامل زيادة حدوث وضعية الجنين المقعدي

كانت أمي تروي لي حينما علمت خبر حملي العديد من النصائح يوميًا وكانت من أهمها أنها أخبرتني ببعض العوامل المُسببة لتغيير وضعية الجنين للوضعية المقعدية ولأنها مرت بهذا الأمر من قبل خشت أن أقع أيضًا بالمشكلة نفسها لذلك قالت لي:

“حينما علمت بأنكِ قد اتخذتِ الوضعية المقعدية خلال تجربتي مع الجنين المقعدي استشرت طبيبي حول العوامل التي تتسبب في ذلك أخبرني:

  • تدخين الأم.
  • إذا كان جنس الجنين أنثى.
  • مشكلة الولادة المبكرة.
  • إذا ولدت المرأة طفل مقعدي من قبل (تجربة سابقة).
  • في حال تخطى عمر الأم 45 عامًا”.

أنواع وضعية الجنين المقعدي

حينما علمت صديقتي بأن جنينها متخذ الوضع المقعدي، لم تفهم الوضع بطريقة صحيحة، لذلك سألته عن نوع الوضعية التي يمكن يتخذها الجنين، أخبرني أنه قد يتخذ 3 وضعيات مقعديه، وهم:

  • الوضعية الصريحة: يكون الطفل ممتد الأرجل ويأخذ وضعية تشبه الرقم سبعة، حيث تكون قدمُه بالقرب من وجهه، بينما المؤخرة فهي في الأسفل قليلًا، وتعد من أشهر الوضعيات.
  • وضعية مد القدم: وتكون فيها قدمي الطفل ممتدة نحو الأسفل وبالتالي فعند الولادة يتدلى بقدميه أولًا.
  • الوضعية الكاملة: أي يقوم الطفل بثني الركبتين، بينما الأرداف كانت في وضعية الولادة بحيث تكون بالقرب من قناة الولادة.

تشخيص الجنين المقعدي

قد روت لي زوجة أخي تجربتها مع الحمل المقعدي قائلة: “أثناء حملي كنت باستمرار أتابع مع الطبيب وبأحد الأيام أخبرني الطبيب أن الجنين قد اتخذ الوضع المقعدي، ولأنني خلال هذه الفترة كنت حساسة بشدة قال إن الأمر لا يتطلب الخوف بل كل ما سنحتاج له هو القيام ببعض الإجراءات التشخيصية للاطمئنان على الجنين، وبالفعل قام بالإجراءات التالية:

  • تعرف الطبيب على الأعراض التي أعاني منها.
  • طلب مني إجراء أشعة فوق صوتية ومنها تم اكتشاف هذه الوضعية الغريبة للجنين.
  • ثم بدء يقوم بالفحص الذاتي على البطن من خلال لمس البطن لكي يتمكن من الشعور بإحساس المرأة.
  • يُطبق اختبار السونار لكي يتم تصوير الجنين بصورة دقيقة ويتمكن الطبيب من حسم الأمر.

طرق التعامل مع الجنين المقعدي

علمت صديقتي بخبر حملها في جنين مقعدي في الشهر الرابع، وقد أخبرتني بتجربتها لكي أخذ حذري وقالت لي: “خلال تجربتي مع الجنين المقعدي علمت أنه يُمكن للطبيب أن يغير من وضعية الطفل (التحويل الرأسي الخارجي).

حيث يحاول اللعب مع الطفل يدويًا من خلال النقر على بطن الأم بالاستعانة بجهاز السونار، ويمثل نجاح هذا الأمر حوالي 58% ولكن هذا لا يحدث في جميع الحالات ولم ينجح معي، لذا نصحني الطبيب لمحاولة تغير وضعية الطفل من خلال:

  • الموسيقى من العناصر التي تدفع الطفل للحركة لذا يُنصح بالاستماع للموسيقى وإضافة السماعات أسفل منطقة البطن لتشجيع الطفل على الحركة.
  • تُرفع القدم للأعلى ويمكنك الاستعانة بالوسائد الكبيرة كل يوم لمدة 15 دقيقة مع مراعاة أن يكون ذلك على معدة فارغة؛ لأن الطفل يكون في هذه الفترة نشطًا للغاية.
  • ممارسة التمارين الرياضية التي تساعد على الاسترخاء وذلك من خلال تطبيق وضعيات محددة مثل “تحريك منطقة الحوض بصورة دائرية” للعمل على تنشيط الحركة لدى الطفل.
  • محاولة التغيير من درجات الحرارة البطن، من خلال إضافة شيء بارد أعلى البطن لعدة دقائق، ثم إضافة شيء دافئ أسفل منطقة البطن، وسوف يجعل ذلك الطفل يتحرك لتغيير وضعيته.
  • بينما في حال الولادة فإن معظم الحالات يلجأ معها الطبيب إلى تطبيق عملية الولادة القيصرية، وخاصةً إذا كان وزن الطفل صغير وذلك لضمان عدم تعرضه للخطر.

الولادة الطبيعية للجنين المقعدي

حينما تعرضت أختي لمشكلة الجنين المقعدي حاول الطبيب أن يعدل من وضعية الجنين بالفعل تمكن من ذلك وحينها أخبرته قائلة: “قد تمكنت من تغيير من وضعية الجنين فهل يمكنني الولادة بصورة طبيعية؟ وأخبرني الطبيب أنه يمكنني ذلك ولكن بعد التأكد من توافر بعض الشروط.

فإذا كانت متوفرة بالفعل سوف أخضع لعملية الولادة الطبيعية، وبالفعل كانت الشروط متوفرة وولدت طفلي ولادة طبيعية، وكانت الشروط التي حددها الطبيب خلال تجربتي مع الجنين المقعدي هي:

  • التأكد أن الطفل لا تظهر عليه أي علامات تُشير إلى إصابته بخلل في القلب.
  • إذا كان الطفل يظهر في الوضعية المقعدية الصريحة، فإنه يُمكن التغيير من وضعيته.
  • حدوث اتساع في منطقة الرحم نتيجة اتخاذ الطفل الوضعية المقعدية الصريحة.
  • إذا كان حجم الطفل مُناسب ويسمح بخروج من قناة الولادة دون التأثير السلبي عليه.
  • لكن هناك بعض الأعراض إذا ظهرت على الحامل يمُنع تطبيق عملية الولادة لها وهي: (تسمم الدم، إذا كان حجم الجنين كبير ومن الصعب ولادته عبر القناة، المعاناة من المشيمة المنزاحة أو المنخفضة).
  • اتخاذ الطفل وضعية لا يُسمح له بإجراء عملية الولادة مثل قيامه بثني الرقبة لمنطقة الخلف هنا لا يمُكن تطبيق عملية الولادة إلا إذا تم تغيير وضعية الجنين.

تجربتي مع الجنين المقعدي بالرغم أنها غير سهلة، ولكن قد ساعدتني في التعرف على العوامل المؤثرة في تحويل وضعية الجنين، وبالتالي في المرات التالية كنت أتخذ الحذر الكامل لحماية الجنين.