تجربتي مع استئصال الرحم كانت مؤلمة، حيث إن الرحم له أهمية كبيرة في جسم المرأة لا تقتصر على الحمل والولادة فقط، فيتم إفراز العديد من الهرمونات التي تؤثر على وظائف الجسم، وحين يتم استئصالُه تنقطع دورة الطمث، كما تُصبح المرأة مُعرضة لأعراض مُتلازمة سن اليأس حتى وإن كان سنها صغير.

تجربتي مع استئصال الرحم

يُحدد الأطباء وجوب عملية استئصال الرحم عند السيدات بناءً على العديد من الأسباب، وهو أمر شائع جدًا رغم ما يخلفه من آثار نفسية وجسدية على المرأة، ويوجد أنواع مختلفة من الاستئصال، إذ يُقيم الطبيب الحالة ويتصرف على هذا الأساس.. لكن سأسرد لكم تجربتي الخاصة الآن.

أنا مريم عمري كان عمري 30 عام عندما عرفت أنني مصابة بأورام ليفية خلال حملي في الطفل الثاني، الأمر الذي فسر لي طبيعة دورات الطمث التي تكون ثقيلة ومؤلمة لحد كبير، بالإضافة إلى مجموعة من الأعراض المؤلمة والمزعجة، ولكني تجاهلت العلاج لأنني كُنت مشغولة في تربية أولادي والاهتمام بهم.

إلى أن وصلت لعمر الأربعين وأصبح الأمر لا يُطاق فالألم يشتد والدورة غير مُنتظمة وتُشبه النزيف، الذي يستمر لأيام عديدة حتى يصفر وجهي وأفقد القدرة على ممارسة حياتي اليومية بشكل طبيعي، لذا قررت الذهاب للطبيبة التي شخصت حالتي منذُ زمن وفوجئت أني لم أعالج حتى الآن.

كان الوضع أصبح شديد الخطورة للحد الذي جعلها تنصحني بعملية استئصال كامل للرحم خصوصًا أنها تعرف أنني لن أفكر في الإنجاب مرة أخرى، لذلك وضحت لي أن استئصال الرحم أمر طبيعي، ويحدث في عدد كبير من الحالات الطبية مثلما يلي:

  • تدلي الرحم ينتج من هبوط الرحم إلى المهبل كنتيجة لضعف الأربطة والأنسجة الداعمة للرحم، مما ينجم عنه ضغط على منطقة الحوض وصعوبة في تحريك الأمعاء.
  • التصاق المشيمة وهي أحد المشكلات التي تواجه بعض السيدات أثناء الحمل وتسبب الإحساس بالألم الشديد ونزيف يستمر لِما بعد الولادة.
  • النزيف المهبلي الشديد في حالات تكون الدورة الشهرية شديدة أو غير منتظمة أو تدوم لوقت أطول من اللازم، ويتعذر على الأطباء مهمة وقف النزيف، لذلك يكون استئصال الرحم هو الحل الأنسب.
  • الألم المزمن في منطقة الحوض يعالجه الأطباء بعد التشخيص الدقيق باستئصال الرحم، من أجل منح منطقة الحوض بعض الارتياح، ويعتبر التشخيص الخاطئ لهذه الحالة مصدر لمشاكل طبية أخرى لذلك لا تتم هذه الجراحة إلا بعد فحص مكثف.
  • أمراض السرطان المختلفة في الجهاز التناسلي بشكل عام، مثل سرطان عنق الرحم الحل الأمثل لها هو الاستئصال.. حيث يتم ذلك بعد تحديد نوع السرطان ثم تقييم خيارات المرأة من علاج إشعاعي أو كيميائي.

بالفعل خضعت للإجراء، وعلى الرغم من أنني كُنت أشعُر بالاكتئاب والضيق إلا أن لم يستمر كثيرًا ولم تظهر أية أعراض جانبية فيما بعد.

طرق استئصال الرحم

أنا عايدة عمري 58 عام، حين بدأت أشعُر ببعض المشاكل الصحية أخذتني ابنتي الكبرى لطبيبة نسائية، وبعد العديد من الفحوصات والتحاليل وأخذ مسحة من الرحم أعلمتني بحاجتي الشديدة للخضوع إلى عملية استئصال رحم، لأني أعاني من سرطان ويجب التخلص منه قبل أن ينتشر.

ومن ثم الخضوع إلى جلسات الكيماوي لضمان القضاء على الورم بشكل نهائي، وقد اقترحت عليَّ الطبيبة مجموعة من الأساليب الخاصة بالجراحة وهي كما يلي:

1- استئصال الرحم البطني

يتم من خلال إحداث فتحة في المنطقة السفلية من البطن عند الرحم في المكان الذي ينمو به الجنين، ثم يتم الاستئصال، ويتم هذا النوع في حالات مثل:

  • إذا كان حجم الرحم كبير.
  • إذا أراد الطبيب التأكُد من سلامة منطقة الحوض وخلوها من أي مرض.

2- استئصال الرحم المهبلي

يقوم الطبيب باستئصال الرحم من خلال المهبل، حيث يتم نزع الرحم والتفريق بينه وبين المبيضين وقناتي فالوب وأيضًا الجزء العلوي من المهبل، وبالتالي يفصل عن الأوعية الدموية والأنسجة.

كنت أُفضِل الخضوع لعملية الاستئصال من خلال المهبل لأنها تأخُذ وقت أقل وزمن التعافي منها أسرع، لكن الطبيبة لم تقبل لأنها وجدت الأفضل لحالتي أن تقوم بالاستئصال من خلال البطن، وقد تمّت العملية بنجاح وكانت تجربتي مع استئصال الرحم جيدة للغاية.

الآثار الناتجة عن استئصال المبيضين مع الرحم

أُدعى عبير وعمري 28 عام، بدأت تجربتي مع استئصال الرحم حينما كُنت أُعاني من بعض الأعراض المؤلمة مما اضطرني للجوء للطبيبة النسائية الخاصة بي، وقد أخبرتني بعد مجموعة من الفحوصات الطبية واستخدام الأدوية المختلفة دون أي نتائج أو تحسُن طفيف في الأعراض أيضًا أنني مضطرة إلى إجراء عملية استئصال الرحم.

إنه أمر مؤلم بحق، حيث إنني لم أكُن أتخيل يومًا أن يحدُث لي أمر كهذا خصوصًا وأني متزوجة حديثًا، وكانت لديَّ رغبة في الإنجاب، ولكن الآن لا يمكنني أن أصبح أم أبدًا، وهو أمر مؤلم أكثر من أي شيء في العالم فقد كان الإنجاب هو حلمي الأوحد وهوسي الذي لن أحصل عليه مطلقًا.

بعدما تمت العملية بنجاح لاحظت بعض الأعراض التي بدأت أشعر بها، وحين سألت الطبيبة أخبرتني أنها نتيجة فقدان الرحم، وتتمثل فيما يلي:

  • الهبات الساخنة.
  • جفاف المهبل.
  • التعرق الليلي.
  • اضطرابات النوم.
  • سقوط أعضاء الحوض.
  • توقف الدورة الشهرية الأمر الذي جعلني أشعر بالانزعاج، مما سبب لي مشاعر سلبية فقد أصبحت عصبية بعض الشيء ومتوترة باستمرار.

نصائح ما قبل عملية استئصال الرحم

لستُ المرأة الأولى في عائلتي التي تخضع لهذا الإجراء الجراحي فقط كانت والدتي مصابة بسرطان الرحم واضطر الطبيب لاستئصالُه بشكل كامل كيلا ينتشر هذا الورم الخبيث، بالإضافة إلى العديد من النساء الذين يقعون في دائرة معارفي.

برغم أني لم أكن خائفة من هذا الأمر لأنني أعرف أنه السبيل للانتهاء من الحالة التي أعاني منها إلا أنني لم أترك أحد ممن خضعوا سابقًا للعملية إلا وسألته عما يجب فعلُه قبل وبعد العملية، للتأكد من أن تكون تجربتي مع استئصال الرحم مثمرة وفعّالة وأجابني بما يلي:

  • فقدان الوزن في حال أمر الطبيب بذلك لأن السمنة تؤثر سلبًا على نجاح العملية.
  • الهدوء النفسي والحد من التوتر.
  • الالتزام ببعض التمارين الرياضية.
  • الاهتمام بالتغذية السليمة والحفاظ على نظام متوازن.
  • الامتناع عن النيكوتين سواء كان في شكل سجائر عادية أو سجائر إلكترونية أو غيرها من مواد تحتوي على النيكوتين.
  • إحضار مرافق للمُساعدة في المستشفى وفي المنزل بعد العملية بأسبوع أو اثنين.

مضاعفات عملية استئصال الرحم

أنا سيدة على مشارف الأربعين، وقد أمرني الطبيب بضرورة الخضوع إلى عملية استئصال الرحم في البداية كُنت مرعوبة من الفكرة، لأن الرحم هو منبع الأنوثة في المرأة، لذلك بدأت أبحث على الإنترنت، ووجدت أنه يُمكن أن تُسبب هذه العملية مجموعة من المضاعفات تتمثل في الآتي:

  • سُلس البول.
  • سقوط المهبل جزئيًا.
  • تكّون ناسور (هو ظهور فتحة غير مرغوب فيها بين المهبل والمثانة).
  • الألم المزمن في الجهاز التناسلي.
  • التهاب الجروح في مكان الاستئصال.
  • تجلُط الدم.
  • الإفرازات المهبلية الدموية تستمر خلال أيام أو أسابيع من العملية.
  • ألم وتورم في المهبل في حال كان الاستئصال عن طريق البطن.

تأثير استئصال الرحم على العلاقة الحميمة

أُدعى أمل متزوجة من خمسة سنوات، وتجربتي مع استئصال الرحم جيدة، حيث إن الطبيب أخبرني أنني يجب أن أخضع لعملية استئصال الرحم.. في البداية كنت شديدة القلق بخصوص عواقب العملية على العلاقة الزوجية، وإن كانت ستُسبب أي اختلاف في العلاقة بشكل سلبي يزعج زوجي أو يضرني.

إذ أنني أعرف أن الرحم يتحكم في جزء كبير من الهرمونات التي تتحكم بدورها في كيمياء الجسم والمشاعر، لذلك قُمت بسؤال الطبيبة عن هذا الأمر، وأضحت لي ضرورة الامتناع عن العلاقة الزوجية لمدة تمتد من أسابيع إلى 8

لكنها طمأنتني أن العلاقة لن تتأثر بغياب الرحم بل سأشعُر بتحسُن كبير، نظرًا لأنني سأرتاح من الألم والنزيف الشديد الذي دفعني لإزالة الرحم من الأساس، لكن ذكرت الطبيبة أن في بعض الحالات يتم استئصال المبيضين مع الرحم وهذا يقود إلى ضعف في الرغبة الجنسية.

حيث إن المبيضين يقومان بإفراز هرمون الأستروجين وهو محفز للرغبة الجنسية، ورغم ذلك يُمكن اللجوء إلى بعض الأدوية التي تتحكم في هذا النوع من الهرمونات.

الرحم هو من أهم علامات الأنوثة وهو منبع الحياة، لذلك من العسير على أي امرأة أن تتقبل فكرة استئصال الرحم لأي سبب من الأسباب.