تجربتي مع الرحم المقلوب كانت مُرهقة بالنسبة لي؛ لأنها تسببت في أن أعيش فترة صعبة في حياتي، ولكنها جعلتني قوية قادرة على مواجهة المشكلات الصعبة التي أتعرض لها، واِتبع روتين حياة صحي منحني القدرة على الحمل.

تجربتي مع الرحم المقلوب

أنا امرأة متزوجة منذ ثلاث سنوات، بعد مرور السنة الأولى من زواجي وأنا أشعر بالآلام الشديدة في منطقة أسفل البطن، وأعاني من كثرة التبول، بشكل مُبالغ فيه، في بداية الأمر كنت أعتقد أن ذلك بسبب التغيرات الهرمونية في جسمي، ولكن مع مرور الوقت أصبحت هذه الأعراض تتزايد بشكل كبير.

لذا قررت الذهاب إلى الطبيب المُعالج، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة، أخبرني أنني أعاني من الرحم المقلوب، لم أكن أعلم ما معنى الرحم المقلوب، ولكنني شعرت بالخوف الشديد، وطلبت من الطبيب أن يشرح لي أسباب انقلاب الرحم، وسردها لي كما يلي:

  • الإصابة بالعيوب الخلقية منذ الولادة.
  • خلل في بعض الجينات داخل الرحم.
  • التقدم في العمر.
  • الإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي، أو غيره من أمراض الرحم.
  • تمدد الرحم بسبب الحمل أكثر من مرة، ومن ثم انقلابه.

استكمل الطبيب حديثه موضحًا أهم أعراضه والتي تتمثل في:

  • التعرض إلى الكثير من الآلام في المهبل، وأسفل البطن والظهر.
  • الشعور بالألم عند ممارسة الجماع.
  • التعب الشديد خلال فترة الدورة الشهرية.
  • الإصابة بالتهابات المسالك البولية.
  • الشعور المستمر بالضغط في منطقة المثانة.
  • كثرة التبول.
  • سلس البول.
  • نتوء في منطقة أسفل البطن.

بينما يسرد الطبيب الأعراض وأنا أشعر نفسي في كلِ منهما، شعرت بالخوف أكثر خاصةً أنني أريد أن أصبح أم، فكان كل تفكيري في هذه اللحظة هل هو يؤثر على الحمل أم لا؟

أخبرني الطبيب أن الرحم المقلوب بشكل عام لا يؤثر على قدرة المرأة على الحمل، ولكنه في بعض الأحيان قد يقلل من فرص حدوث الحمل، في حال كان هناك بعض الإصابات الأخرى مثل الانتباذ البطاني، ولكن في جميع الأحوال، هناك علاج للرحم المقلوب، ويمكن التغلب على هذه الحالة.

وفقًا إلى الفحوصات التي أجريتها، وضح أن الرحم مقلوب لديَّ بنسبة قليلة، وهذا ما جعل الطبيب يقترح طريقة الجهاز المهبلي في العلاج، خاصةً أن رحمي لا يعاني من الالتصاقات وغيرها، ولكن يجب أن يكون هناك بعض التمارين الرياضية للتخلص من ميل الرحم.

بالفعل استمعت إلى تعليمات الطبيب، وبعد فترة قليلة من الوقت توجهت إليه مرة أخرى وأجريت بعض الفحوصات، ووجدت أنني تخلصت من هذه الحالة، وبدأت في البحث حول طرق الحمل المختلفة من أجل تحقيق هدفي في أن أصبح أم.

الرحم المقلوب والحمل

تحكي سيدة أخرى أنها متزوجة منذ عامين، ولكنها ترغب في حدوث الحمل بسرعة بسبب كِبَر عمرها وعندما تعرفت على تجربتي مع الرحم المقلوب قررت أن تذهب إلى الطبيب لتتعرف على سبب تأخر الحمل، ووجدت أنها تعاني من المشكلة ذاتها، ومشاكل أخرى.

من هنا كانت الصدمة للسيدة، حيث إنها كانت تآمل في حدوث الحمل خلال فترة قريبة خوفًا من عدم حدوثه فيما بعد، إلا أن الطبيب أخبرها أن التقدم في العمر هو أحد أسباب الإصابة، لأن في هذه الحالة تكون عضلات الرحم ضعيفة نوعًا ما وذلك ما يتسبب في ارتداد الرحم إلى الخلف.

سألت السيدة الطبيب وهي خائفة من إمكانية علاج هذه المشكلة أم لا، أخذ الطبيب يطمئن المرأة قائلًا لها أن هناك الكثير من طرق العلاج المختلفة التي يمكن الاستعانة لها للتخلص من هذه المشكلة، ومن بينها ما يلي:

الدعامة المهبليةعبارة عن جهاز يتم وضعه عبر فتحة المهبل، وذلك من خلال الطبيب المتخصص، فيساهم هذا الجهاز في تعديل الرحم إلى الشكل الطبيعي، والجدير بالذكر أنها طريقة مؤقتة للعلاج.
التمارين الرياضيةمثل “تمارين الكيجل” التي تساهم في علاج بطانة الرحم المهاجرة، ولكنها أيضًا من طرق العلاج المؤقتة.
جراحة رفع الرحميقدم الطبيب على استخدام المنظار في رفع الرحم، وهذه العملية واحدة من أسهل العمليات الطبية، ويتم تنفيذها في غضون دقائق بسيطة.
حدوث حملالحمل يساعد على رجوع الرحم إلى المكان الطبيعي، وذلك عندما يبدأ الثلث الثاني له.
جراحة تعليق الرحمفي حالة كان يؤثر على حدوث الحمل، يلجأ الطبيب إلى هذه العملية، وتعد من أكثر العمليات الآمنة.
تمرين انقباض الرحميتم فيه الاستلقاء على الظهر ومن ثم وضع اليدين في جانب الجسم، ثم رفع منطقة الحوض لأعلى، مع مراعاة أن تأخذ المرأة بعض الأنفاس العميقة، ويجب الحرص على تكرار التمرين أكثر من 15 مرة على مدار اليوم.
تمارين الركبتين مع الصدرمن خلال وضع الركبتين بجانب الصدر، فيبدأ الرحم في التحرك من المكان الخلفي للأمام لفترة مُعينة من الزمن، ثم يعود إلى الوضع الطبيعي مرة أخرى.

اختار الطبيب الطريقة المناسبة للعلاج وكانت العملية الجراحية، وبالفعل لم أشعر بأي آلام في هذا الأمر، وتمت العملية في غضون 10 دقائق، وتخلصت من هذه المشكلة بأمان.

الرحم المقلوب والعلاقة الزوجية

تحكي سيدة أخرى أنها كانت عند طبيب النساء والتوليد تتابع معه حالتها الصحية، فوجدت هناك صديقتها التي لم تراها منذ فترة طويلة، وعند سؤالها عن سبب تواجدها أخبرتها أنها تعاني من الرحم المقلوب، وعلى الرغم أنها قد رزقها الله بالأولاد، إلا أنها مازالت تعاني من أعراض الرحم المقلوب وبشكل خاص في العلاقة الزوجية.

حيث تشعُر بالكثير من الآلام عند ممارسة العلاقة بشكل طبيعي، الأمر الذي يتسبب في مشكلات زوجية كونها تمتنع عن العلاقة بسبب الآلام التي تعاني منها، ولكن الطبيب أخبرها بالعلاج المناسب في هذا الأمر.

حيث هناك بعض الوضعيات في العلاقة الزوجية تتناسب مع المعاناة من الرحم المقلوب، وتزيد من فرص حدوث الحمل، وتتمثل هذه الوضعيات فيما يلي:

  • وضعية السجود: من أهم الوضعيات التي تحدث بين الزوجين، وفيها يعتمد على أن تسند الزوجة على يديها وذراعيها مع مراعاة أن ترفع الجزء الخلفي لها، وذلك يسهل على الحيوان المنوي المرور بسرعة إلى البويضة، ثم تلقيحها لحدوث الحمل بشكل طبيعي.
  • وضع وسادة آخر الظهر: وهنا يتم ممارسة الجماع بالطريقة المعتادة له، مع مراعاة وضع وسادة في آخر منطقة الظهر، وهذا ما يتسبب في زيادة انزلاق الحيوان المنوي إلى البويضة، ويجب أن تكون الزوجة مستلقية على ظهرها أو بطنها، وتستمر في ذلك لمدة 20 دقيقة أو نصف ساعة.
  • وضع وسادة الظهر مع رفع الفخذين للزوجة خلال وقت الإيلاج، فهذه الطريقة تُساهم في وصول السائل المنوي إلى البويضة بشكل أسرع.
  • استلقاء الزوج خلف الزوجة، وكلاهُما على الجانب، فهذه الوضعية تمنح الراحة إلى الزوجين معًا.

تجربتي مع الرحم المقلوب جعلتني أهتم بصحتي بشكل أكبر، وعليكِ أنتِ أيضًا العلم أنه بمجرد أن تشعرين بآلام يجب الذهاب إلى الطبيب المعالج على الفور من أجل التشخيص.