تجربتي مع التهاب البنكرياس من الأكيد أنها مليئة بالألم، لكون التهاب البنكرياس من الاضطرابات التي تؤدي إلى تلقي المريض العلاج لفترة طويلة تؤثر على حالته النفسية وتتسبب في أقصى درجات انحدارها، لكن من الأكيد أن سماع تجارب الآخرين يجعلك على علم بالاحتياطات التي يجدر بك أخذها لتتمكن من السيطرة على الوضع.

تجربتي مع التهاب البنكرياس

يُعتبر البنكرياس غدة طولية تقع خلف المعدة، ووظيفته الأساسية هي إفراز إنزيمات تساعد على الهضم، كما أنه يساعد على أن يتعامل الجسم مع كمية السكر التي تدخل له، كما أن هذا الالتهاب قد يكون لأيام ويمر ولا يشعر به الإنسان، وأحيانًا أخرى يستمر حتى أعوام من المعاناة كما حدث معي.

أغلب الظن أن السبب كان عملية تكميم المعدة التي قمت بها في السنوات الأخيرة، كما أني أُفرط في تناول الحلويات، فغالبًا هذا ما أدى إلى الالتهاب، فقد بدأت القصة منذ أن شعرت ببعض الأعراض وهي:

  • كانت ضربات قلبي تتسارع جدًا دون بذل أي جهد.
  • حرارتي كانت ترتفع هي الأخرى، ولم يكن يُفلح معها أي علاج لخفض الحرارة.
  • كانت الرغبة في التقيؤ تلازمني على الدوام.
  • معدتي كانت شديدة الحساسية، حتى أني كلما كنت أرغب في تناول طعام دسم بعض الشيء كنت أعاني كثيرًا.
  • الانتفاخ كان رفيقي في هذه الرحلة.

ذهبت إلى الكثير من الأطباء، ولم يتم تشخيصي بسهولة فقد كانت الأعراض تتشابه مع الكثير من الاضطرابات الأخرى، فأخذت الكثير من الأدوية في البداية للعديد من الأمراض الخاصة بالمعدة، إلا أن طلب مني أحد الأطباء تحاليل دم، وتخطيط للصدى، إضافةً إلى تحليل بول يسمى إنزيم التريبسينوجين trypsinogen.

بعد أن رآها تم تشخيصي أخيرًا بالشكل الصحيح، وبدأت في الحصول على العلاج الذي يتناسب مع حالتي، فأحمد الله على ذلك، فتجربتي مع التهاب البنكرياس لم تكن الأفضل على الإطلاق.

أسباب الإصابة بالبنكرياس الحاد

إن هذا الاضطراب قد أصاب شقيقي الأكبر، وقد كُنا نجهل السبب الذي جعله يصاب به، إلا أننا كنا نوفر له الرعاية اللازمة إذا ما زادت الأعراض عليه، حتى أنه كان يبقى فيها لأيام، وكنا نظن أن السبب بضعة حصوات على المرارة، إلا أن الطبيب تأكد من أنه ليس مصابًا بها.

لكن بعد الكثير من المناقشات تبين أنه يرتاد أماكن غريبة، لذا ذهبنا إلى هُناك، ووجدنا أنها مجموعة من الحانات، وتم التأكد من أن هذا الكحول هو السبب فيما وصلت إليها حاله، المشكلة تكمن في أنه لم يكن مدركًا أن هذه المواد هي التي تسبب له التهاب البنكرياس، حيث أخبرنا الطبيب جميعًا والتي كانت:

  • تناول الكثير من العقاقير من دون استشارة طبية.
  • الدهون في الدم.
  • أحيانًا يكون بالعدوى.
  • اضطراب في عملية التمثيل الغذائي.
  • قد يكون الأمر وراثيًا.
  • ينتج ببعض الأوقات عن الفشل الكلوي أو مرض السكري.

لذا على كل الجميع أن يلاحظ إذا ما كان يقوم بأي هذه المشاكل التي يمكن أن تؤدي به إلى إصابة مُحتمة، كما أن العديد من الأشخاص يمكن أن يعانوا من هذا الاضطراب من دون المرور بهذه الأسباب.

التهاب البنكرياس يحتاج الكثير من التحاليل

لقد كنت أعتقد أنه في إمكاني أن أحل أي مشكلة صحية تصيبني بالصبر وتناول الأدوية في مواعيدها، والانتظام على الطعام الصحي، إلا أن هذا الالتهاب البنكرياسي كان قادرًا على الفتك بي دون أن يكون في يدي ما أفعله، فلقد كنت أذهب للتقيؤ مرارًا دون توقف، حتى أن وزني قلّ ولم أتمكن من الأكل.

هذا إضافة لمبالغ الطائلة التي دفعتها لمعرفة ما أعاني منه، حتى أن الطبيب شك أني أعاني من سرطان في المعدة، لكني أجريت أشعة الرنين ولم يتبين بها شيء، إلى أن طلب مني الطبيب هذه المجموعة من التحاليل:

  • التصوير المقطعي المحوسب Computed Tomography
  • تنظير قنوات المرارة والبنكرياس.
  • تخطيط الصدى بالتنظير الداخلي Endoscopic ultrasonography
  • فحص أداء البنكرياس.
  • اختبار تحمّل الغلوكوز Glucose tolerance test – GTT
  • التصوير بموجات فوق الصوتية Ultrasound

أجريتها كلها ولحسن حظي أني فهمت ما الذي أدى بي إلى هذه الحال، لقد كان التهاب البنكرياس بالفعل، تلقيت الكثير من العلاج من وقتها، حتى أني شعرت أني قادرة على أن أستعيد صحتي بعد الرعاية في المستشفى، فتجربتي مع التهاب البنكرياس كانت قاسية جدًا، إلا أني تخطيتها بسرعة.

عملية لعلاج التهاب البنكرياس

أحيانًا يشعر الإنسان أنه لا يملك من أمره شيئًا من كثرة المرض، هكذا كانت تجربتي مع التهاب البنكرياس، مليئة بالكثير من الألم، والضياع الذي كان ناجمًا عن تدهور صحتي في وقت قليل، حصلت على الكثير من المحاليل والمسكنات، حتى إن معدتي تعبت منها، إلى أن انتهى بي الحال في إجراء عملية منظارية.

فقد بدأت الأنسجة والخلايا في التلف من شدة الالتهاب، ولم يكن في يد الطبيب سوى أن يستأصل الأنسجة التي أصيبت ولم يعد ينفع معها أي حل آخر، والجدير بالذكر أن هذه العملية تم تحديثها عن ذي قبل، حيث باتت تجرى بقدر أقل من الشقوق في البطن، مما يسرع الاستشفاء منها فيما بعد.

كما أن هذا كان يقلل من احتمالية الإصابة بالعدوى، عوضًا عن أن الندوب تكون أقل وضوحًا، كما أنه أسهل على الطبيب، حيث يمكنه أن يرى من خلال شاشة ما يجري في بطن المريض بوضوح كبير، وهذا بالضبط ما حدث معي، فقد بقيت في المشفى عدة أيام فقط للاطمئنان على صحتي، ثم عدت إلى المنزل بأمان وبدأت في الشفاء مع الوقت.

التهاب البنكرياس المزمن

أنا كوثر، وقد عانيت من التهاب البنكرياس لسنوات، إلى أن قال لي الطبيب أني مُصابة بالتهاب البنكرياس المزمن، هذا الذي يكون فيه الالتهاب أكثر تعقيدًا عن الالتهاب العادي، وبالفعل قد كانت تجربتي مع التهاب البنكرياس أكثر ألمًا من أي ألم عانيته.

حتى أن جسدي ما عاد يستفيد من الغذاء الذي أحصل عليه بسبب اضطراب الأيض الشديد الذي أُصبت به، لذا أصبحت أحصل على أدوية عبارة عن الإنزيمات التي توقف البنكرياس عن إنتاجها، كما أنني بدأت في أخذ الأنسولين في وقت لاحق.

كنت آخذ هذه الأدوية وقت تناول الطعام حتى يصبح جسدي قادرًا على الاستفادة من الطعام الذي يحصل عليه، كما أن الطبيب نصحني بأن يكون نظامي الغذائي لا يحوي الكثير من الدهون كي يكون سهل الهضم والاستفادة من العناصر الغذائية.

بعد أشهر من تلقي العلاج بدأت بالتعافي ولله الحمد، كانت فترة صعبة لكنها انقضت، ولم أعد في حاجة إلى المغذيات على الدوام.

الالتهاب بالبنكرياس من الأمراض التي ترهق صاحبها وعائلته لأن علاجها ليس سهلًا، إلا أنه يمكن علاجه بالصبر والاستمرار على الأدوية التي يصفها الطبيب.