تجربتي مع الإقلاع عن الحشيش يمكن أن تساعد من يعانون من نفس المشكلة، حيث انتشرت المخدرات بين الشباب بشكل كبير خاصةً الحشيش نظرًا لكونه الأقل ثمنًا، وسهل الحصول عليه على عكس بعض المواد المخدة الأخرى، وهذا الأمر يؤدي إلى انحدار الأخلاق في المجتمع، ولكن يُمكن الإقلاع عنه وبدء حياة جديدة والتقرُب من الله تعالى.

تجربتي مع الإقلاع عن الحشيش

أنا أحمد عُمري 25 عامًا، كنت مثل الكثير من الشباب أحب تجربة كل ما هو جديد، والانطلاق في الحياة، ولكن لم أكن أعلم يومًا أن هذا سيؤدي إلى فساد حياتي، وشعوري بالخجل من ذاتي.

بدأت تجربتي عندما كُنت أجلس مع صديقي يومًا ما في إحدى المقاهي الشعبية، ورأينا مجموعة من الشباب تُدخن سيجارة مظهرها يبدو غريب قليلًا، ورائحتها أيضًا نفاذة، علمت بعد ذلك أنها سيجارة حشيش.

كانت تلك المرة الأولى التي أراها في حياتي، ولكن رأيت الشباب يمزحون، ويضحكون بشدة، في هذا الوقت انتابني الفضول كثيرًا في التجربة، بدأت أتردد إلى المقهى يوميًا، وتعرفت على هؤلاء الشباب، وأصبحتُ أجلس معهم باستمرار.

مع الوقت قُمت بتجربة الحشيش في اللحظة الأولى شعرتُ بالسعادة، وبدأت أضحك بشكل غريب، وهذا الأمر نال إعجابي بشدة، واستمريت في تعاطيه يوميًا، جميع من حولي لاحظ تغيير طباعي، وشكلي.

في البداية كان الأمر ممتع لكن مع الوقت أصبح سيئًا للغاية، لأن على الرغم من أن الحشيش ليس من الأنواع المخدرة سريعة الإدمان إلا أن تعاطيها لفترة طويلة يُسبب تعود الجسم عليه، والدخول في مرحلة الإدمان، وهذا ما حدث معي تمامًا.

أفراد عائلتي علمت أنني أتعاطى الحشيش لا أستطيع أن أمحي نظرة خيبة الأمل التي رأيتها في أعيُن عائلتي، وبهذا اليوم قررت الابتعاد عنه نهائيًا، وعدم تناولهُ مرة أخرى، الأمر في البداية كان صعب خاصةً في الشهر الأول، ولكن بعد ذلك تمكّنت من التعود تدريجيًا.

في الوقت الحالي أستطيع أن أقول تجربتي مع الإقلاع عن الحشيش مرت بالكثير من المراحل الصعبة، ولكن في النهاية تمكّنت من تخطيها، وأنصح الشباب بعدم السير وراء حب التجربة، خاصةً في الأمور التي نعلم جميعًا أنها ضارة.

التعافي من الحشيش

في مرحلة المراهقة تعرفت على بعض الشباب الذين يُطلق عليها أصدقاء السوء كانوا يقومون بالكثير من الأفعال الخاطئة، وتمكنوا من سحبي في طريقة، ولم أجد من يحاول منعي لأن والدي ووالدتي منفصلين، وكنت أشعر دائمًا بالوحدة الشديدة.

كانوا يكبروني سنًا بأكثر من ثلاث سنوات، وهذا ما جعلهم قادرين على السيطرة عليَّ وإقناعي بارتكاب الكثير من الأفعال الخاطئة بسهولة، حيث كانون يدخنون السجائر بشراهة، وأنا لم أضعها في فمي يومًا.. لكن تمكنوا من إقناعي من تجربتها، وأنها الوحيدة.

مع الوقت الأمر لم يتوقف على السجائر التقليدية بل قُمنا بتجربة الحشيش، في البداية رفضت بشدة لكنهم أخبروني أنه الشيء الوحيد القادر على جعلي أنسى أحزاني وما أمر به في الحياة.

بالفعل بدأت في تعاطي الحشيش، وابتعدت عن جميع من حولي حتى صلاتي، ويومًا ما جاء صديق قديم على منزلي، ولاحظ شحوب وجهي، ورأى الحشيش على الطاولة، ولكنه لم يتحدث نهائيًا بل أخبرني أن نذهب إلى صلاة الجمعة.

لم أتمكن من الرفض لأنني كنت أشعُر بحاجتي الماسة للاقتراب من الله سبحانه وتعالى، كانت خطبة الجمعة عن أصدقاء السوء الذين يفسدون الشباب ويجعلوهم يتعاطون مواد مخدرة، ويفسدون أخلاقهم، رأيت شريط حياتي الأشهر الماضية، ومدى سوء أفعالي، وتغيّر حياتي إلى الأسوأ.

قررت أن أتخذ خطوة الإقلاع عن التدخين، حيث ذهبت إلى إحدى الأطباء المختصين وخضعت إلى خطة علاجية لم يكن الأمر صعب للغاية لأنني لم أكن أتعاطى الحشيش لفترة طويلة، والجرعة لم تكن كبيرة، بالإضافة إلى سني الصغير كل ذلك ساعدني على الإقلاع سريعًا، وكانت الخطة العلاجية التي اتبعها الطبيب كما يلي:

  • التحفيز المستمر للتوقف عن التعاطي تمامًا.
  • الاختلاط مع الآخرين.
  • الابتعاد عن كافة عوامل التعاطي.
  • الخضوع إلى الجلسات الاستشارات النفسية.
  • الحصول على دعم من المقربين.
  • المعالجة الإدراكية والسلوكية.
  • تعاطي بعض الأدوية للسيطرة على الأعراض الانسحابية.

في البداية كنت أشعُر بالاختناق ولكن كُنت أعلم أن هذا القرار الصحي، مرت تجربتي مع الإقلاع عن الحشيش بالعديد من المراحل ولكني في النهاية تمكّنت من التفوق على ذاتي والتوقف تمامًا ليس عن الحشيش فقط بل وعن السجائر أيضًا.

الأعراض الانسحابية عند الإقلاع عن الحشيش

كنت أعاني من الكثير من المشاكل في حياتي تزداد يوميًا لأنني أتهرب منها بدل من مواجهتها، مع الوقت بدأت في الابتعاد عن كل شيء، وفي يومًا ما وأنا أتصفح مواقع التواصل الاجتماعي رأيتُ مقطع فيديو لشباب يتعاطون الحشيش، ويشعرون بالسعادة.

كنت في حاجة ماسة إلى أي شيء قد يجعلني أشعُر بالسعادة مثلهم قررت تجربة الحشيش على الفور، وتواصلت مع أحد أصدقائي الذين يتمكنون من العثور عليه بسهولة، بدأت في التعاطي يوميًا.

حياتي أصبحت أسوأ من قبل بكثير، لم أصبح قادرًا على القيام بأي شيء حتى العمل، وعندما كنت أشاهد التلفاز رأيت برنامج ديني يتحدث عن الشباب الذين يرتكبون الفاحشة، ويبتعدون عن الله، أو من يحاول الإضرار بصحته سيسأل عن ذلك يوم القيامة.

شعرت حقًا وقتها بالخوف لأنني غير مستعد لمقابلة الله لأنني أرتكب يوميًا ذنب كبير، اتخذت قرار الإقلاع عن الحشيش في المنزل، وأغلقت هاتفي تمامًا حتى أبتعد عن الجميع، الأمر لم يكن سهل لأن هناك بعض الأعراض الانسحابية التي بدأت في الظهور، وتتمثل في النقاط التالية:

  • فقدان الشهية.
  • العصبية الشديدة على أبسط الأمور.
  • عدم انتظام ساعات النوم.
  • الأرق الشديد.
  • القلق المستمر.
  • الشعور بعدم الراحة.

مع الوقت تمكّنت من الإقلاع تمامًا، وأصبحت أتحدث مع الشباب عن تجربتي مع الإقلاع عن الحشيش حتى لا يقعوا في نفس خطئي.

مضاعفات الحشيش قبل الإقلاع

قبل الخوض في سرد تجربتي مع الإقلاع عن الحشيش ومضاعفاته يجدر بي الذكر أن السبب لوصولي إلى هذه المرحلة هو عدم وجود رقابة حيث كنت الشاب الأصغر بين أخوتي، وكنت دائمًا مدلل أحصل على أي شيء أرغب به، تعرف على مجموعة من أصدقاء السوء.

انجرفت معهم حيث أصبحت أسعر يوميًا وأشرب الكحول والمسكرات التي حرمها الله، ومع الوقت دخلت في مرحلة تعاطي الحشيش الذي نال استحساني وأصبحت أتعاطاه في جميع الأوقات لأنني كنت أشعُر حينها بالسعادة، والراحة.

لكن مع الوقت بدأت بعض الأعراض في الظهور، ولاحظها جميع أفراد عائلتي.. حيث كانت حالتي تتدهور يوميًا، وسأذكرها فيما يلي:

  • عدم القدرة على التنفس.
  • شحوب الوجه.
  • اتساع حدقة العين.
  • عدم الرغبة في تناول الطعام.
  • فقدان الوزن.
  • احمرار العين.
  • عدم الاتزان.
  • جفاف الفم.
  • عدم القدرة على التفكير والتركيز جيدًا.
  • الشعور بالقلق.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • عدم انتظام ضربات القلب.

خضعت إلى العلاج بالفعل، وحصلت على الدعم من قِبل أفراد عائلتي، وهذا ما جعل تجربتي مع الإقلاع عن الحشيش ناجحة وفعّالة، حيث أصبحت حياتي أفضل كثيرًا، وابتعد عن جميع هذه الأمور، واهتممت بدراستي.

الحياة بعد الابتعاد عن الحشيش

“لكل داء دواء” هذا الشعار يجب أن يكون شعارنا في الحياة، حياتي بعد الإقلاع عن الحشيش أصبحت أفضل كثيرًا فهي كانت بمثابة اللعنة التي أفقدتني توازني ودمرت حياتي.

لا شك أن تجربتي مع الإقلاع عن الحشيش لم تكن سهلة لكنني تمكنت من التفوق على ذاتي، والابتعاد عن هذا الطريق تمامًا، ومنذ هذا الوقت وأنا شخص ناجح في عملي الذي طُردت منه بسبب الإدمان، حيث وضعت الكثير من الأهداف التي أسعى جاهدًا لتحقيقها.

اهتممت بمظهري الشخصي بعد أن كان وجهي في حالة شحوب، وحالتي مثيرة للشفقة، وداومت على ممارسة الرياضة التي جعلت صحتي أفضل، ومنعت عني الإجهاد ومشاكل التنفس التي كنت أعاني منها بسبب تعاطي الحشيش، والأهم من كل ذلك أن أسرتي أصبحت تفتخر وتعتز بي دائمًا.

على الرغم من الصعوبات التي مررت بها حتى أصل إلى هذه المرحلة إلا أن وضعي الآن يستحق كل هذا فالإنسان يجب أن يتعلم من أخطائُه، ويحاول التحسين من نفسُه.

تعاطي المخدرات من الأمور السيئة التي تُدهور حياة الإنسان، ويصبح شخص مغيب غير قادر على ممارسة حياته الطبيعية، لذا يجب الابتعاد عن كل العوامل التي قد تدفع المرء إلى التعاطي.