تجربتي مع الرحم ذو القرنين حملت لي الكثير من الألم والخوف، إلا أنه لا يشترط أن تمُر كل من تملك ذات النوع بما مررتُ به، حيث إنه يوجد الكثير من السيدات لا تعلم أساسًا بوجوده بسبب عدم ظهور أية أعراض، لهذا يجب ألا يتم أخذ الأمر من جهة واحدة، وسأحيطكم بالعديد من التجارب لسيدات مروا بالأمر ذاته.

تجربتي مع الرحم ذو القرنين

الرحم ذو القرنين هو نوع يكون طبيعيًا إلا أن شكله من الداخل يشبه القلب قليلًا، وبه من الداخل نتوءان هو ما يجعله يُسمى بذي القرنين، وهو عبارة عن عيب خلقي وليس مرض تُصاب به النساء، المرة الأولى التي علمت بها أني مُصابة بالرحم ذو القرنين وأنا حامل في طفلي الأول.

وقت إجراء السونار للكشف عن صحة الطفل، قالت لي الطبيبة أن لديَّ رحم من النوع ذو القرنين، خفت كثيرًا وقتها لأني ظننته مرضًا خطيرًا، إلا أنه يؤثر على ثبات الحمل، فيسبب الإجهاض والولادة المبكرة، لذا جعلتني آخذ الكثير من الأدوية التي تناسب حالتي.

حتى أنها اضطرت إلى أخذ إجراء احترازي وهو ربط عنق الرحم كي تضمن ألا يحدث إجهاض، وبعد مرور سبعة أشهر ولد طفلي بالفعل بشكل مبكر، وبقيّ في الحضانة لشهرين، وعلى الرغم من أني كنت أعلم أن نسبة بقاء هذا الطفل على قيد الحياة ليست كبيرة إلا أني تمسكت برحمة الله تعالى.

عاش الطفل، وأزهرت معه كل حياتي، وبات الأمل في الغد رفيقي، فلقد جاء لي من الموت، فالحمد لله الذي جعل تجربتي مع الرحم ذو القرنين تمُر بهذا السلام.

أسباب الرحم ذو القرنين

كتبت سيدة بعمر الأربعين على أحد مجموعات السيدات: “منذ أن تزوجت وأنا أحاول الإنجاب، لكن عدد المرات التي أجهضت بها كان كبيرًا جدًا للحد الذي جعلني أذهب إلى الطبيبة كي أفهم ما إذا كانت لديّ مشكلة تجعل الحمل لا يثبت بهذا الشكل.

بعد الكثير من الفحوصات والإشاعات قالت لي أن لديَّ نوع من الرحم يسمى ذو القرنين، لم أكن أفهم السبب الذي جعلني أصاب به فأخبرتني أنه قد يحصل للأسباب التالية:

  • حين يكون رحم الأنثى في طور النمو يتم تشكيل العديد من قنوات الرحم بشكل غير طبيعي، إلى أن تُصبح الجزئية السُفلية من الرحم بوحدة واحدة، أمّا بالنسبة للجزء العلوي فإنه ينقسم، وكل جزء يتطور إلى أن يصبح وحدة مستقلة، الأمر الذي يجعله على شكل قلب.
  • بسبب حدوث الاندماج في قناة مولر بشكل جزئي، مما يؤدي إلى الخلل في الجزء العلوي من الرحم.

أعراض الرحم ذو القرنين

قالت زوجة أخي: “لم أكن أعلم أني مُصابة بهذه المشكلة، حتى أني حين عانيت من أعراضُه، لم أكن أدرك أن المشكلة كانت هي إصابتي بالرحم ذو القرنين إلا بعد أن قضيت الكثير من الوقت أحاول علاجه ظنًا مني أن التشخيص أمراض أخرى، وكانت هذه الأعراض هي:

  • ألم شديد وقت العلاقة الزوجية على الرغم من عدم الإصابة بأي مشكلة بعنق الرحم.
  • الشعور بألم في البطن لا يذهب مع أخذ الكثير من المسكنات.
  • حدوث النزيف وذهابه دون مقدمات.
  • يكون ألم الدورة الشهرية كبير جدًا ولا يمكن تحمله.

تجربتي مع الرحم ذو القرنين حملت لي الكثير من الألم في سنوات حياتي، أنا اليوم أعلم الإجراءات الطبية التي عليّ اتخاذها، إلا أني حزينة على العمر الذي قضيته أحاول علاج ما ليس موجودًا من الأساس”.

بماذا تكمن خطورة الرحم ذو القرنين؟

كتبت إحدى السيدات: “لقد كانت تجربتي مع الرحم ذو القرنين بها الكثير من الخسارة، لم أعتقد يومًا أني قد اكتشف إصابتي بأمرٍ خطير كهذا، حيث علمت أن من بين مخاطرة:

  • يتغير وضع الجنين وقت هذا الحمل، مما يؤدي بمعظم الأحيان اللجوء إلى الولادة القيصرية.
  • إصابة الجنين بالتشوهات تكون أكبر بأربع مرات من الرحم العادي.
  • لا يؤثر على الخصوبة ولا على انغراس الأجنة، وإنما على الثبات.
  • يُسبب بأغلب الأحيان تمزق الأغشية التي تُحيط بالجنين، مما يؤدي إلى نزول الماء.
  • هذا الشكل من الرحم يجعل كفاءة عنق الرحم أقل، كما يزيد من حجم التقلصات، ويكون هذا بسبب اتساع الرحم غير المنتظم.

علاج الرحم ذو القرنين

كتبت إحدى الطبيبات: “يتم وضع غرزة واحدة في عنق الرحم حتى نمنع فقد الجنين، ولكن هذا الإجراء لا يُناسب جميع السيدات، ففي تجربتي مع الرحم ذو القرنين اتبعنا جراحة رأب الرحم لتصحيح الرحم بحد ذاته، فلم أكن أرغب في المرور بتجربة فقدان طفل بمنتصف الحمل مرة أخرى.

وافقت على هذا الإجراء لأني أعلم أن نسبة النجاح به عالية ويمكن أن تتخطى 88%، وبعد هذه العملية حملت من جديد، وأتم الله عليّ نعمته بحمد الله.

الحمل بتوأم مع الرحم ذو القرنين

قرأت على الإنترنت تجربة لإحدى السيدات مع إنجاب توأم بصحة جيدة على الرغم من أنها كانت تُعاني من الرحم ذو القرنين، قالت: “لم يتم إثبات أنه يمكن إنجاب التوأم مع هذه الحالة سوى مع 12 أم فقط، وكنت أعتقد أن فرصتي ستكون ضعيفة جدًا، وأني لا محالة سأفقد هذا التوأم.

لكن جدير بالذكر أني عانيت كثيرًا في هذا الحمل، وأخذت عددًا مهولًا من الحقن المثبتة، وتم ربط الرحم لي في شهري الثالث، وكان كل الأطباء يعتقدون أن هذا التوأم لن يعيش، وفي الشهر السادس حدث ما كان متوقعًا، وبالفعل نزلت ماء الولادة، إلا أني لم أُصِب بأي طلق وكان وضع الأجنة لا يسمح حتى بالطلق الصناعي.

كان الأطباء مضطرين للبدء في عملية قيصرية في الحال، وبالفعل دخلت إلى العملية وحين خرجت لم أجد الأطفال في انتظاري، بل كانوا في الحضّانة، ومكثوا بها لثلاثة أشهر أخرى، عانى واحد منهم من تسمم بالدم، وأخذ الكثير من الأدوية، إلا أنه عاش في النهاية، وأطفالي اليوم بصحة جيدة.

إن تجربتي مع الرحم ذو القرنين شابها الكثير من القلق والرعب، واليأس في الكثير من الأوقات، إلا أني في النهاية علمت أن بعد أي موقف عسير ستزهر الأيام من جديد.

تأثير الرحم ذو القرنين على الحقن المجهري

ذكرت كوثر على مجموعة للسيدات: “أنا متزوجة منذُ خمسة سنوات، ومن وقتها وأنا أحاول الحصول على طفل، حملت مرتين وفي كلاهِما أُجهِضَ الطفل بعد أن يبدأ في النمو، لذا ذهبت إلى الطبيبة وطلبت مني إجراء الكثير من الفحوصات كانت:

  • فحص الموجات فوق الصوتية.
  • عمل منظار للبطن ومنظار للرحم.
  • فحص يدوي.

أخبرتني بعدها أن لديَّ الرحم ذو القرنين، ويؤدي إلى تكرار الإجهاض، إلا أني كنت راغبة بشدة في الإنجاب، فأخبرتها أني أريد القيام بعملية الحقن المجهري، لكنها شرحت كثيرًا أن هذه التقنية لن تحل المشكلة، لكني من قلة الخبرة صممت على إجراء العملية، ودفعت بها كامل مدخراتنا أنا وزوجي.

لم تنجح العملية كما قالت الطبيبة، وتكرر الأمر للمرة الثالثة، حيث تم الحمل، إلا أنه أتى عند النصف الثاني وأصابتني أعراض الإجهاض من جديد، كنت أتمنى لو أني استمعت لها منذ البداية وقُمت بعملية التصحيح التي أخبرتني عنها.

الرحم ذو القرنين ليس من الاضطرابات الشائعة جدًا لدى النساء، حيث لا تصاب به سوى 3% فقط من السيدات.