آخر آيتين من سورة البقرة من الآيات التي أوصانا النبي- صلى الله عليه وسلم- أن نحرص على قرائتها في كل وقت لما لها من أجر عظيم، وقدرة عجيبة في حماية المسلم من كل سوء، كما أن الرسول –صلى الله عليه وسلم حث المسلمين على أن يقرأوا سورة البقرة كلها حيث إن قراءتها بركة وتركها حسرة، ولكن سنركز الآن على إيضاح وتفسير آخر آيتين منها فيما يلي:

آخر آيتين من سورة البقرة

آيات القرآن الكريم جميعها تعمل على إراحة النفس والقلب والعقل في أن واحد، ولكن هناك بعض الآيات القرآنية التي لها فضل لا مثيل له حيث إنها تعمل على تحصينه من كل أذى وشر، كما أنه يجني العديد من الحسنات عند قرائتها، لذا يفضل تكرارها في وقت السحر وفي الثلث الأخير من الليل، ويعتبر آخر آيتين من سورة البقرة ضمن هذه الآيات الكريمة، لذا سنوضحهما بشيء من التفصيل فيما يلي:

{ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (286)}.

التفسير الميسر لآخر آيتين من سورة البقرة

يتضح معاني الآيات القرآنية عند الاطلاع على التفسير الذي وضعه الفقهاء من أجل تسهيل فهم القرآن وحتى لا يختلط الأمر على المسلمين في أي شيء يتعلق بالقرآن الكريم، لذا سنوضح تفسير خواتيم سورة البقرة بشيء من التفصيل في الفقرة التالية:

أولاً: تفسير الآية 285

إن النبي-صلى الله عليه وسلم- آمن بالوحي الذي بعثه الله تعالى له، وكذلك المؤمنون الذين لم يكذبوا القرأن الكريم أو الوحي في أي شيء، كما أنهم يؤمنون بوجود الله تعالى ويعبدونه وحده لا شريك له، ولاينكرون أن له صفات كاملة ليس كمثلها شيء، والمؤمنون لا ينكرون أيضًا أن لله تعالى ملائكة تعمل على عبادته وطاعته على الدوام.

وأن الله عزو وجل قد بعث الرسل والأنبياء إلى الأقوام الضالين حتى يهتدوا، ولا يفرقون في الإيمان بهم بل إنهم يؤمنون بهم جميعًا على حد سواء، ويرد الرسول- صلى الله عليه وسلم- والمؤمنون بأن أطاعوا جميع الأوامر التي أوحى بها عزو وجل، كما أنهم يطلبون مغفرة الله تعالى، فالله هو الذي ربانا على نعمته، وإليه نرجع جميعنا.

ثانيًا: تفسير الآية 286

الدين الإسلامي أكثر الأديان سهولة ويسر حيث إنه لا يوجد به أي شكل من أشكال التعب حيث إن الله عزو وجل لا يكلف العباد بأكثر ممن يتحملون، فالشخص الذي يقوم بالعمل الصالح يتلقى الثواب مقابل له في، ومن يقوم بالعمل الباطل في الدنيا يتلقى العقاب مقابل له، وذلك الجزاء يكون جزء منه في الدنيا وجزاء في الآخرة.

ومن ثم تنتهي الآية الكريمة بالدعاء الخالص لوجه الله تعالى يا الله لا تكلفنا عواقب لا نتحملها كما كلفت العاصين من قبلنا، وألا نفجع في الدنيا بأمور ومصائب لا نستطيع تحملها، ويا الله زيل عنا الذنوب والخطايا، واسترنا في الدنيا والآخرة فليس لنا ولي ولا نصير إلا أنت يا الله، وأكتب لنا يا الله النصر على الأعداء والكافرين في الآخرة قبل الدنيا.

فضل آخر آيتين من سورة البقرة

فضل خواتيم سورة البقرة عظيم للغاية، ويمكن استشعاره عند قرائتها في الأوقات التي يكون فيها العبد قريب من ربه، كوقت السحر والثلث الأخير من الليل، والوقت الذي يكون بين إقامة الأذان وإقامة الصلاة، وقبل الخلود إلى النوم، وقد أكد الرسول صلى الله عليه وسلم على إنها كنز من كنوز الدنيا، والدليل على ذلك الحديث الشريف:

(من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه).

الحديث الشريف السابق يوضح لنا فضائل قراءة خواتيم سورة البقرة التي سنوضحها بشيء من التفصيل في النقاط التالية:

  • قراءة خواتيم سورة البقرة قبل الخلود إلى النوم تجعل المسلم في مكانة من قام بقيام الليل وقراءة القرآن.
  • يحصل المسلم على ثواب عظيم عندما يواظب على قرائتها خاصةً عند الاستيقاظ من النوم والخلود إلى النوم.
  • تحمي المسلم من خطر جميع أنواع السحر.
  • تقي المسلم من الأذى الذي قد يتسبب فيه البشر أو الجن.
  • خواتيم سورة البقرة تحصن المسلم من العين والحسد.
  • تطرد الشياطين من المنزل، وبالتالي تقل المشاكل الحادثة به.

ينبغي على كل مسلم أن يقوم بقراءة سورة البقرة بشكل مستمر وإن لم يستطع ذلك فعليه بقراءة آخر آيتين منها لما لهما من فضل كبير.