ما أول ما دعا إليه الأنبياء؟ وما أول ما نهوا عنه؟ الله سبحانه وتعالى أرسل الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- لدعوة الناس إلى بعض الأمور الهامة، فقد أرسل الله لأهل الأرض حوالي خمسة وعشرون نبيًا، لذا سوف نتحدث بشيء من التفصيل حول كل ما يتعلق بهذا الموضوع عبر السطور التالية.

أول ما دعا إليه الأنبياء

الأنبياء هم بشر اختارهم الله -سبحانه وتعالى- وكلفهم بدعوة القوم إلى عبادة الله والابتعاد عن الفواحش والذنوب وترك عبادة الطاغوت، وكان أول الأنبياء هو آدم عليه الصلاة والسلام، وآخر الأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

كان أول ما دعا إليه الأنبياء والرسول هو التوحيد وأن يؤمن الناس بالله ولا يشركون به ويتوقفوا عن عبادة الأصنام، حيث جاء في قول الله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ سورة الأنبياء الآية 25.

كما ذكر الله تعالى في كتابه أنخ يجب التوقف عن عبادة الطاغوت وذلك ما جاء في سورة النحل الآية 36: وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ

أقسام التوحيد

في إطار الحديث عن أول ما دعا إليه الأنبياء نذكر أن وفقًا للشرع الحنيف تم تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام، وجاءت على النحو التالي:

  • توحيد الألوهوية: يقصد به ألا يعبد المسلم ولا يصوم إلا لله سبحانه وتعالى، وذلك ما جاء في قوله تعالى: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ” سورة الذرايات الآية 56.
  • توحيد الأسماء والصفات: أي التوحيد بأسماء الله وصفاته الواردة في القرآن الكريم والسنة.
  • توحيد الربوية: المقصود به أن يؤمن العبد أن الله سبحانه وتعالى هو المحي والمميت وخالق ومالك كل شيء، وذلك ما جاء في القرآن الكريم: اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌسورة الزمر الآية 62.

أول من دعا بالتوحيد بعد سيدنا آدم

بعد موت سيدنا آدم -عليه السلام- انتشر الشرك في البلاد فبعث الله رسولًا ينهاهم عما يفعلونه، وكان سيدنا نوح هو أول من أرسل إلى القوم ليدعوهم إلى التوحيد بالله ولكن استخف به قومه كثيرًا، هناك من اتهمه بالجنون قال الله تعالى في سورة القمر الآية 9: كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنَا وَقَالُوا مَجْنُونٌ وَازْدُجِرَ“.

رفض قوم سيدنا نوح الاستماع إليه بل ازدادوا في كفرهم وسخروا منه بشدة، وعلى الرغم من ذلك كان سيدنا نوح يحاول دعوة قومة لعبادة الله بكافة الطرق أحيانًا باللين وأحيانًا بالقوة، ولكن لم يتوقفوا وجعله ذلك يغضب بشدة.

عندما ازداد القوم في فعل الكبائر ولم يستمعوا إلى سيدنا نوح ولا يخافون عقاب الله أوحى الله إلى سيدنا نوح أن يقوم بصنع سفينة ويأخذ فيها أهله وكل من آمن بالله سبحانه وتعالى وذلك ما جاء في قول الله: حَتَّىٰ إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ ۚ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌسورة هود الآية 40.

سيدنا نوح استمر في صنع السفينة آلاف السنوات وبعد ذلك حدث الطوفان وهلاك قوم سيدنا نوح بالكامل ومعهم زوجته وابنه لأنهم كانوا من الكافرين، وبعد أن انتهى الطوفان وغرق كل ما كان في الأرض إلا من كانوا على متن السفينة.

أسباب بدء الدعوة إلى التوحيد

عند الحديث عن أول ما دعا إليه الأنبياء نجد أن هناك أسباب عديدة لبدء الدعوة إلى التوحيد، وهي ما تتمثل في النقاط التالية:

  • التوحيد هو الطريق الأول للدخول إلى الدين الإسلامي.
  • الدعوة إلى التوحيد كان منهج الأنبياء والرسل جميعًا.
  • الله سبحانه وتعالى لا يقبل أي عمل من المسلم إلا بالتوحيد.
  • التوحيد هو أول الواجبات التي يجب على العبد القيام بها.

ما أول ما نهى عنه الأنبياء

دعا الأنبياء إلى التوحيد بالله وأول ما تم النهى عنه هو الشرك، لأن من يشرك بالله سبحانه وتعالى يعاقب عقاب شديد لأنه ذنب عظيم لا يغفر، وذلك ما جاء في قول الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا سورة النساء الآية 48، والشرك ينقسم إلى نوعين وهم الآتي:

  • الشرك الأكبر: أي أن يتخذ العبد إلهًا آخر يعبده مع الله ويحبه مثل الله، ولا يغفر الله لعبده هذا الذنب أو الملحد الذي لا يعترف بوجود الله نهائيًا وكل من يقوم بذلك يكون مكانه النار.
  • الشرك الأصغر: هو أن يقوم العبد بالتوكل على غير الله أو يخاف من شيء آخر غير الله ويخضغ ويحمد لغير الله والحلف لغير الله، وذلك ما نهى عنه الرسول حيث قال: “ألَا إنَّ اللَّهَ يَنْهَاكُمْ أنْ تَحْلِفُوا بآبَائِكُمْ، فمَن كانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ باللَّهِ، وإلَّا فَلْيَصْمُتْكما أن الشرك الأصغر يجعل صاحبه مع الوقت يدخل في الشرك الأكبر.

هل يوجد اختلاف فيما دعا إليه الأنبياء

أثناء تناول الحديث عن أول ما دعا إليه الأنبياء نذكر أن أولهم هو سيدنا نوح عليه السلام وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم، حيث بعث الله لكل أمة رسولًا للتوحيد بالله وحده فلا يوجد أي اختلاف وجميع الأنبياء دعوا إلى الشيء نفسه وهو التوحيد والإخلاص لله والابتعاد نهائيًا عن الشرك لأن عقابه شديد ومن يلجأ إليه يضيع.

جميع الأنبياء دون استثناء دعوا إلى عبادة الله سبحانه وتعالى والتوحيد به والإخلاص له والابتعاد نهائيًا عن الشرك بكافة أنواعه لأن صاحبه مأواه النار.