التعبد بقيام الليل كله لله تعالى يعتبر من الأمور التي تصلح حال المسلم، فنجد أن الرسول- صلى الله عليه وسلم- كان يجتهد من أجل المواظبة على هذه الصلاة واتبعه الصحابة في القيام بذلك، وذلك بسبب الأجر العظيم الذي وعد الله تعالى به مقيمي الليل، لذا سنوضح كل ما يخص تلك العبادة الجميلة بشيء من التفصيل في موضوعنا.

التعبد بقيام الليل كله لله تعالى يعتبر

قيام الليل هو التعبد إلى الله تعالى بالتضرع له بالدعاء تفضيلًا، وقراءة ما تيسر من القرآن الكريم إلى جانب ذكر المولى عز وجل بدلاً من النوم، وكثرة الصلاة على النبي – عليه الصلاة والسلام- لما له من فضل كبير في تيسير أمور الحياة، وذلك بهدف جعل الصلة بينه وبين الله تعالى أفضل بكثير من ذي قبل حيث إنه عز وجل يُنعم على مقيم الليل بما يريد، لذلك التعبد بقيام الليل كله لله تعالى يعتبر من أسمى العبادات.

عدد ركعات قيام الليل

يجب أن نكون على دراية بأن المذاهب قد اختلفت في تحديد عدد ركعات صلاة قيام الليل على النحو التالي:

  • الحنابلة: منهم من قال إنها 11 ركعة فقط، وهناك من قال إنها 13 ركعة.
  • الحنفية: قالوا إن صلاة قيام الليل تكون عبارة عن 8 ركعات، وإن لم يقدر المسلم على تأديتهم فعليه بـ 4 ركعات، كما يمكن أن يكونوا ركعتين.
  • الشافعية: قالوا إن صلاة قيام الليل ليس لها عدد ركعات معين، وذلك لأنها من السنن وليست فرض أوجبه الله تعالى على العباد، وقال إن موعد هذه الصلاة في الفترة التي توجد بين الاستيقاظ من النوم إلى حين صلاة الفجر.
  • المالكية: لم يتفقوا على عدد ركعات صلاة قيام الليل حيث إن هناك من قال إنها 12 ركعة أو 10 ركعات، وهناك من قال إنها تكون 15 ركعة أو 7 ركعات.

أمور تعين على قيام الليل

التعبد بقيام الليل كله لله تعالى يعتبر من الأمور التي تتطلب وسائل معينة حتى يتم التمكن من تحقيقها دون الشعور بتعب أو مشقة، لذا سنذكر بعضًا منها في النقاط التالية:

  • الحرص على النوم في وقت مبكر حتى يكون المسلم قادر على الاستيقاظ من أجل تأدية الصلاة.
  • أن يكثر المسلم من ذكر المولى عز وجل، وذلك لقول الله تعالى: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ) [سورة الزمر الآية 9].
  • يجب أن يتضرع المسلم إلى الله بالدعاء حتى يوفقه المواظبة على تلك العبادة.
  • الاطلاع على سير الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم حيث إنهم كانوا يتعلقون بصلاة قيام الليل كثيرًا، وذلك الأمر من شأنه أن يشجع العبد على تأديتها.
  • الحرص على ضبط المنبه على موعد تأدية صلاة قيام الليل حتى لا يفوت المسلم.
  • الامتناع عن ارتكاب المعاصي التي تغضب المولى عز وجل، والعمل على طاعته في كل وقت.

طريقة أداء صلاة قيام الليل

قد اجتمع الفقهاء على أن صلاة قيام الليل يمكن أن يتم تأديتها بشكل متواصل أو تأدية ركعتين ركعتين إلى أن يتم ختم الصلاة بتأدية ركعة واحدة تعرف باسم الوتر، وذلك مصداقًا لقول الرسول- صلى الله عليه وسلم-: (صلاةُ اللَّيلِ مَثْنى مَثْنى فإذا خشِي أحَدُكم الصُّبحَ فواحدةٌ تُوتِرُ له صلاتَه) [حديث صحيح الألباني].

فضل تأدية صلاة قيام الليل

التعبد بقيام الليل لله تعالى يعتبر من العبادات التي لها الكثير من الفضائل كما أوضح أهل العلم والدين، فهي من النوافل التي كان الرسول- صلى الله عليه وسلم- يحرص عليها على الدوام لما لها من فضل في فك الكرب وإزالة الهم وتيسير الأمور، وهي من العلامات التي تؤكد صدق الإيمان، والدليل على ذلك قول الله تعالى: (كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ) [الذاريات 17].

بالإضافة إلى أن تلك الصلاة من العبادات التي تدخل العبد الجنة وتغفر له الكثير من الذنوب، والمواظبة على تأديتها يرفع من درجات المسلم في الجنة، ويكون له مكانة خاصة عند المولى عز وجل والدليل على ذلك قوله تعالى: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) [الزمر الآية 9].

التعبد بقيام الليل لله تعالى عبادة يجب أن يحرص عليها المسلم حتى يحصل على ثواب عظيم في الدنيا والآخرة، وينعم بما يتمنى من رضا الله عز وجل.