الدعوة إلى التوحيد واحدة من أهم القضايا الدينية، حيث يعتبر التوحيد واحدًا من الركائز الهامة والأساسية في العقيدة الإسلامية، نظرًا لأنه من أركان الإسلام شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وسوف تظل الك الدعوة هي الهدف الأسمى لنشر الإسلام في جميع بقاع الأرض، كما أن الله عز وجل أرسل الرسل وأنزل الكتب السماوية جميعها بغرض التوحيد لذا فإنها ذو أهمية كبيرة، وسوف نعرفها بشيء من التفصيل من خلال السطور القادمة.

الدعوة إلى التوحيد

إن الدعوة للتوحيد يُقصد بها عبادة الله وحده لا شريك له، والابتعاد عن عبادة أي شيء آخر، ومن يفعل غير ذلك فهو يشرك بالله عز وجل، لذلك علينا جميعًا أمة الإسلام نسعى إلى ذلك وندعو إليه كل من على هذه الأرض، والجدير بالذكر أنه من الواجبات الشرعية لذا فهو غير قاصر على الأنبياء والرسل فقط، بل إنه على أمة محمد جميعًا.

قد لا يعلم الكثيرون أن الدعوة الخاصة بالتوحيد لها شرطين أساسيين يجب أن يتوافروا لتحقيق هدف تلك الدعوة، أولها أن تكون تلك الدعوة خالصة لوجه الله سبحانه وتعالى، بالإضافة إلى اتباع السنة النبوية في الدعوة، حيث إن الأنبياء والرسل كان لديهم طريقة خاصة في دعوة الكافرين، وعلى الرغم من أنها سلمية، إلا أنها تحقق نجاحًا باهرًا.

وجوب الدعوة إلى التوحيد

لا شك أن توحيد الله عز وجل من أركان الإسلام، لذلك فإن تلك الدعوة امرًا واجب على كل مسلم ومسلمة، كما ان هناك العديد من الدلائل من السنن النبوية المطهرة، ومن القرآن الكريم، وجميعها تدور حول هذا الموضوع وتشير إلى أنها أمرًا واجب من عند الله، وهي كالتالي:

  • تعتبر الدعوة للتوحيد واحدة من أفضل الأعمال وأحنها عند الله عز وجل، قال تعالى: “وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ” (فصلت: 33).
  • إن الدعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له حقًا واجبًا على المسلمين جميعًا، وقال تعالى: “فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ” [غافر:14].
  • هناك العديد من الآيات القرآنية حثنا فيها الله عز وجل على التوحيد، ومن أبرزها قول الله تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ” [البقرة:21].
  • من الدلائل الكتابية على أهمية التوحيد قول الله تعالى: “وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ” [الإسراء:23].
  • حثنا الله على التوحيد في العديد من السور القرآنية، وكانت سورة البقرة واحدة من أبرز تلك السور نظرًا لاحتوائها على آيات عديدة تحتوي على معنى التوحيد، قال تعالى: “وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ” [البقرة:163 ].
  • في القرآن الكريم جاءت أكثر من آية تدور حول أن المسلمين يجب عليهم عبادة الله عز وجل مخلصين له في العبادة ولا يشركون معه أحد، فقال تعالى: “فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ” [الزمر:2-3].
  • لم يقتصر الحث على الدعوة إلى التوحيد على القرآن الكريم فقط، بل إن السنة النبوية كان بها العديد من الأحاديث التي تدور حول ذلك الموضوع، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أُمرت أنْ أُقاتلَ النَّاس حتى يَشهدوا أنْ لا إله إلّا الله وأنَّ محمدًا رسول الله”.
  • من السنن النبوية المطهرة أيضًا “ويَخرُجُ من النَّارِ من قال: لا إله إلاّ الله، وكان في قَلْبِه من الخير ما يَزِنُ شَعرةً”.
  • نظرًا إلى وجوب الدعوة للتوحيد، فإن كل من يهتدي على يديه شخص فهو يؤجر على ذلك، ومن الدلائل السنية على ذلك الأمر عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ( مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا، وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ كَانَ عَلَيْهِ مِنْ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا ) رواه مسلم.

فضائل الدعوة للتوحيد

لا شك أن الدعوة إلى التوحيد لها العديد من الفضائل التي لا يمكن إنكارها، نظرًا إلى أن تلك الدعوة تعتبر بمثابة أمرًا من الله عز وجل، ومن أبرز فضائلها ما يلي:

  • واحدة من أعظم العبادات التي يمكن أن يتقرب بها العبد لربه.
  • نجاة من عذاب النار يوم القيامة.
  • إذا استجاب أحد إلى تلك الدعوة سوف يؤجر الداعي أجرًا كبيرًا.
  • هداية الناس إلى الطريق الصواب، وتركهم طريق الضلال.
  • هذا العمل واحدًا من غايات فرض الجهاد.
  • هي الغاية التي خلقنا الله من أجلها، يقول تعالى: “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ”
  • التحلي بصفات الرسل والأنبياء.

أقسام التوحيد

قبل الإقدام على الدعوة إلى التوحيد، يجب العلم عن جميع أقسام التوحيد، حيث إنه ينطوي على مجموعة من الأقسام الهامة، يتمثلون في الآتي:

  • التوحيد بالألوهية: وهذا القسم يُعني أن يقوم الإنسان بالتوجه إلى الله سبحانه وتعالى في جميع الأفعال والأقوال التي يقوم بها، وذلك بغرض نيل الرضا، ويمكن فعل ذلك بالعديد من الصور مثل الاستغفار، والخوف من غضبه، والعديد من صور التوحيد الأخرى.
  • التوحيد بالأسماء والصفات: تتم تلك الطريقة من خلال الاعتماد على الصفات والأسماء التي وردت عن الله عز وجل في القرآن الكريم، والتي لا يتم قولها أو توجيهها إلا لله سبحانه وتعالى، على سبيل المثال اسم القدير، الرحمن، الرحيم العزيز.
  • التوحيد بالربوية: المعنى من ذلك القسم هو أن يكون الإيمان خالصًا إلى وجه الله عز وجل، والاعتقاد التام بأنه وحده قادرًا على أن الإحياء والموت، ومعرفة أنه هو من خلق هذا الكون بما عليه من مخلوقات، وقادرًا على أن يرزقهم حتى وإن كانوا في بروج مشيدة، وهذا التوحيد لم يخالف إلى القليل من الكفار والملحدين، لقوله تعالى: “وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۖ فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ”

أهمية التوحيد للمسلمين

إن توحيد الله عز وجل واحدة من أهم الأشياء التي يجب أم يتحلى بها كل مسلمة ومسلمة، نظرًا إلى أهميته الكبرى، ويمكننا الاطلاع على الأهمية الكبرى للتوحيد من خلال النقاط التالية:

  • الابتعاد عن الخلود في نار جهنم مهما كان عدد الذنوب،.
  • واحدة من أهم أسباب رضا الله عز وجل.
  • يغفر الله عز وجل الذنوب جميعًا إلى الموحدين به غير المشركين.
  • يُفرج الله على الشخص الذنوب، ويفك كربه في الدنيا وفي الآخرة.
  • من أعظم واجم السُبل التي تقوم صاحبها إلى الجنة.
  • شرطًا من شروط قبول الأعمال لدى الله عز وجل.
  • هي الفطرة التي خلقنا الله علينا، حيث إن النفس البشرية خُلقت في الأساس على التوحيد.
  • يعتبر التوحيد هم المفتاح الذي يمكن به دخول الجنة من أوسع أبوابها.
  • اتباع سُنة الرسل والأنبياء، وقال تعالى “وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ” [النحل: 36].

إن توحيد الله عز وجل من الأمور الواجبة على المسلمين أجمعين، وجاء الرسل والأنبياء بأمر من الله تعالى للتأكيد على ذلك الأمر، وتلك الدعوة هي السبب الرئيسي في وجودنا على هذه الأرض.