العبادات الظاهرة هي التي تكون ظاهرة لنا وأن نسمعها ونراها، فما صحة هذه العبارة؟ وما أنواع العبادات لدى الله عز وجل؟ حيث إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان في الأرض لهدف معين وواضح وهو عبادته وتعمير الأرض، لذا فأمرنا بالعديد من العبادات الواجب علينا اتباعها وتنفيذها على خير وجه، وسوف نتعرف على تلك العبادات بشيء من التفصيل، من خلال السطور القادمة.

العبادات الظاهرة هي التي تكون ظاهرة لنا وأن

الدنيا ما هي إلا دار شقاء، والآخرة هي دار الحق التي يُحاسب فيها الله عز وجل كل إنسان على سابق أعماله فيها، وهناك العديد من العبادات التي أمرنا الله عز وجل بها، منها ما نعرفه ومنها ما لا نعرفه، وعبارة العبادات الظاهرة هي التي تكون ظاهرة لنا وأن نراها ونسمع بها من العبارات الصحيحة التي لا جدال فيها.

أمرنا الله عز وجل بعبادته لأنه هو الخالق وحده لا شريك له، وبعث لنا الرسل والأنبياء لكي ننفذ أوامرهم ونطيعهم ونقتدي بجميع أعمالهم في الدنيا لكي ننال الجنة وجزاء حسن في الآخرة، وسوف نتعرف على جميع العبادات الظاهرة بشيء من التفصيل، من خلال الفقرات التالية:

1-العبادات الجسمانية

أمرنا الله عز وجل بمجموعة من العبادات الواجب علينا وضعها في الاعتبار والالتزام بها لكي ننال رضاه في الدنيا وتلقى النعيم في الآخرة، والعبادات البدنية واحدة من العبادات الظاهرة التي وردت في العديد من الآيات القرآنية، وحثنا عليها الرسول في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، وتكمُن العبادات البدنية في الآتي:

  • الصلاة واحدة من أهم الفروض والعبادات التي أمرنا بها الله عز وجل، وهي من شعائر الدين الإسلامي الواضحة للجميع، نظرًا لكونها بمثابة وسيلة للتواصل بالله عز وجل.
  • يعتبر الصيام أيضًا من صور العبادات الظاهرة الواجب على العبد الاهتمام بها وفعلها على أكمل وجه، وهي عبادة تسمى عبادة تركية، أي يترك فيها المسلم بعض الأشياء المُباحة.
  • زيارة المسلم لأخيه المسلم من العبادات الظاهرة التي حثنا عليها الإسلام باسم صلة الرحم.

2-العبادات اللفظية

الله عز وجل أمرنا باتباع أوامر الرسل، نظرًا لكونهم بمثابة مرشدين لنا لطريق الجنة، والعبادات في الإسلام لم تقتصر يومًا على الصلاة والصوم والأفعال البدنية التي يقوم بها المسلم، بل إن هناك العديد من العبادات القولية التي من شأنها تقريب العبد من ربه، وتأتي تلك العبادات على النحو التالي:

  • تلاوة القرآن الكريم واحدة من أبرز العبادات الظاهرة التي لا تتطلب من الإنسان جهد كبير حيث إنها قولية، بل ويمكن سماع القرآن الكريم أيضًا فهو أمر يؤجر عليه المسلم من الله عز وجل.
  • قول الشهادتين تعتبر من العبادات القولية أيضًا، ولها أجر كبير من الله عز وجل، كما أنها ركن من أركان الإسلام.
  • وعظنا الدين الإسلامي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويتم ذلك من خلال وعد المسلمين لاتباع طريق الحق وترك طريق الضلال، وتلك العبادة من العبادات القولية الظاهرة.

3-العبادات المالية

لا شك أن المال يمكن استغلاله لكسب رضا الله عز وجل، وذلك من خلال تنفيذ أوامره بمساعدة الأموال، وهي واحدة من العبادات الظاهرة التي أمرنا بها الله عز وجل بشكل واضح وصريح، وتتمثل تلك العبادات في الآتي:

  • إخراج الصدقات للفقراء واحدة من العبادات الظاهرة والتي لا يجب على أي مسلم التغافل عنها، فلا مال ينقص من صدقة، وكل ما ينفقه المسلم في سبيل الله فهو له في الآخرة حسنات مضاعفة.
  • تعد الزكاة واحدة من أركان الإسلام التي حثنا عليها الله عز وجل، وهي عبارة عن أموال أوجبها الله تعالى لتخرج من الغني للفقير، وهي مقدار معين من المال، على عكس الصدقة التي تكون أموال غير محددة.
  • من العبادات الظاهرة التي أوجبها الله عز وجل على المسلم أيضًا أن ينفق الشخص على أهل بيته مما يرزقه الله، وهي من النفقات الواجبة التي لا يجب التهاون بها.

ما الفرق بين العبادات الظاهرة والباطنة

بعد أن تمكنا من أن العبادات الظاهرة هي التي تكون ظاهرة لنا وأن نراها دومًا، يجب العلم أن هناك نوع آخر من العبادة وهي العبادة الباطنة، والجدير بالذكر أن تلك العباد تختلف اختلافًا كبيرًا عن العبادات الظاهرة.

يكمُن هذا الاختلاف في أن العبادة الباطنة يقوم الإنسان بفعلها من دون أمر الله عز وجل، بل إنها تكون نابعة من داخل المسلم، وتكون غير ظاهرة ولكن ما يظهرها هو تنفيذ العبادات الظاهرة، ومن أبرز صور العبادات الباطنة هي حب الله عز وجل، والخوف منه.

لا يمكن لأحد أن يرى العبادات الباطنة مثل الحب والخوف، لذا فإننا يمكن القول إن العبادات الباطنة هي الشعور الإنساني الذي لا يستطيع الإنسان وصفه مهما حاول، وهذا عكس ما يكون في العبادات الظاهرة مثل الصلاة والصيام والجهاد والزكاة وغيرها.

أفضل العبادات عند الله

هناك العديد من العبادات سواء الظاهرة أو الباطنة التي يحبها الله عز وجل، منها ما حثنا عليه القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ومنها ما تعلمها الإنسان من خلال إلمامه بجوانب الحياة المختلفة، والجدير بالذكر أن مهما كان الإنسان على دراية كافية بتعاليم الإسلام.

إلا أن العبادات التي يمكن فعلها كثير جدًا ولا يمكن إحصاؤها، وفي سياق التعرف على العبادات الظاهرة هي التي تكون ظاهرة لنا وأن نراها، سوف نتعرف على أحب وأفضل العبادات لدى الله عز وجل، وهي كالتالي:

  • تنفيذ جميع أوامر الله عز وجل التي ذكرها لنا في القرآن الكريم.
  • اتباع كل ما حثنا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، وكل ما جاء في السنة النبوية المطهرة.
  • ترك المعاصي وطريق الضلال والمحرمات والاتجاه إلى الطريق الحق الذي يوصل صاحبه إلى الجنة في الآخرة.
  • المداومة على قول الأذكار في كل وقت من العبادات الجميلة التي يحبها الله عز وجل.
  • إن كان الإنسان مقتدر ماديًا فلا شك أن الحج من العبادات الجميلة التي من شأنها تقريب العبد من ربه بشكل أكبر، بالإضافة إلى أنه ركن من أركان الإسلام.
  • إشغال النفس بحفظ كلام الله عز وجل الوارد في كتابه العزيز، القرآن الكريم، بالإضافة إلى الاطلاع على التفسيرات الواردة عن الفقهاء لفهم مقصد الإسلام.
  • لا شك أن الصلاة تعد بمثابة الصلة التي يتصل بها العبد مع الله عز وجل، وهي فرض من فروض الإسلام التي لا يجب التهاون فيها، وهي أول ما يسأل عليه العبد عند دخوله القبر.
  • الدعاء واحدًا من مفاهيم العبادة، لذا فإن الله عز وجل يحب العبد الذي يدعوه دائمًا، ويظهر له الضعف والخضوع والتذلل، لكي يعلم الإنسان أن الله وحده يمكنه فعل المعجزات.
  • العمل عبادة لله عز وجل هذا ما ورد لنا عن النبي صلى الله عليه وسلم، لذلك من الضروري أن يعمل الإنسان في الدنيا لوجه الله تعالى ويتقن عمله لكي يبتغي رحمة الله عز وجل.

شروط قبول العبادات

على الرغم من أنه يمكن لأي شخص أن يقوم بتنفيذ كل ما أمرنا به الله عز وجل من عبادات سواء كانت ظاهرة أم باطنة، إلا أن أمر قبول العبادة لا يعتبر من الأشياء السهلة، فالله عز وجل وضع شروط هامة لقبوله عبادات البشر، وهي على النحو التالي:

  • أن تكون العبادة خالصة لوجه الله تعالى، وذلك وفقًا لقول الله عز وجل “الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوْ إِلَى امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ”.
  • الإتقان في فعل العبادات ابتغاءً لرضا الله عز وجل.
  • توافر كافة شروط عبادة الله عز وجل للشرع، وذلك وفقًا لقول الله تعالى “وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ” [سورة الأنعام].
  • عقد النية أو العزيمة على فعل تلك العبادات.
  • كمال المحبة والخضوع لله عز وجل، ويقول ابن تيمية رحمه الله: “والعبادة تجمع كمال المحبة وكمال الذل”، ويقول: “وكل ما أمر الله أن يحب ويعظم فإنما محبته وتعظيمه لله”.

علامات قبول الله للعبادة

هناك العديد من العلامات إن لاحظنا المسلم عليه التيقن بأن الله عز وجل قبل عبادته، وتتمثل تلك العلامات في الآتي:

  • استصغار جميع الأعمال الصالحة.
  • التقرب من الله بكثرة الدعاء.
  • التوبة الصادقة عن المعاصي والذنوب.
  • الهداية وفعل الطاعات المختلفة.
  • الخوف من عدم قبول الله للتوبة.

العبادات الظاهرة هي التي تكون ظاهرة لنا وأن نشاهدها ونسمعها، والله تعالى أمرنا بالالتزام بتعاليم الدين الإسلامي وبما حثنا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن يفعل غير ذلك لن يجد له وليًا ولا نصيرا.