الفائدة من ضرب الأمثال في القرآن الكريم عظيمة للغاية، حيث إن الله تعالى قد ضرب إلينا الكثير من الأمثال على اختلاف أنواعها وأقسامها في القرآن الكريم من أجل بيان الحق وطرق الهداية بشكل واضح، وذلك حتى لا يكون لأحد أي مبرر يجعله يولي وجهه عن التوحيد، ويقبل على الشرك، لذا سنوضح فوائد هذه الأمثال وأنواعها وأقسامها بشيء من التفصيل في الفقرات التالية.

الفائدة من ضرب الأمثال في القرآن الكريم

هناك الكثير من الفوائد التي يتحصل عليها المسلم عند قراءة الأمثال التي طرحها الله تعالى في القرآن الكريم، لذا سنوضحها بشيء من التفصيل في النقاط التالية:

  • لها سبب في عظة المسلم كما أنها تذكره بوجود الله تعالى وقدرته التي لا مثيل لها.
  • تحث المسلم على اتباع أوامر الله تعالى، وتبعده عن ارتكاب المعاصي وكل ما يغضب المولى عز وجل، وذلك لأن الأمثال شكل من أشكال الهداية.
  • تساعد على فهم المقصود من الآيات القرآنية، وذلك من خلال تصوير العديد من الأمور الغامضة بالنسبة لنا بأمور أخرى واضحة قادرين على التعرف عليها في الحياة الدنيا، وبالتالي فإنها تخدم العقل وتزيل عنه ستار الجهل.
  • تكشف عن الحقائق، وتوضح مدى الإعجاز القرآني.

مجالات الأمثال القرآنية

في ظل التعرف على الفائدة من ضرب الأمثال في القرآن الكريم، يجب أن نكون على دراية بأن هناك الكثير من المجالات التي تناولتها الأمثال في القرآن الكريم، ومنها ما يلي:

  • ذكرت الإيمان الشديد بالمولى عز وجل، ومثلت له.
  • فرقت الأمثال بين الشخص الطالح والظالم، والشخص الصالح والمؤمن.
  • كشفت عن كلاً من النفاق، والكفر.
  • مثلت كلًا من الشخص الطيب، والشخص الخبيث الذي لا يؤتمن.
  • نادت بالأعمال الخيرة، وردت كافة الأعمال التي يملأها الشر.

أنواع الأمثال في القرآن الكريم

يمكن تصنيف الأمثال في القرآن الكريم إلى 3 أنواع فقط، وذلك ما علمناه خلال البحث عن الفائدة من ضرب الأمثال في القرآن الكريم، وهما ما يلي:

أولًا: التمثيل القصصي

هو عبارة عن القصص التي تم ذكرها في القرآن الكريم من أجل بيان أحوال الأمم السابقة حيث يتعظ منها المسلم، ويعرف جزاء كلاً من الظالم والصالح، فكم من قوم أهلكهم الله تعالى بسبب عصيانهم، وكم من قوم أعلى الله من شأنها بسبب إيمانهم الشديد به، ويتجلى ذلك في قول الله تعالى:

(ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ) (سورة التحريم: الآية 10).

ثانيًا: التمثيل الرمزي

هذا النوع من التمثيل جاء في القرآن الكريم على لسان الكثير من الطيور والحيوانات، ومن أشهرها قصة الهدهد مع سيدنا سليمان عليه السلام، وكذلك قصة النملة من سيدنا سليمان عليه السلام.

ثالثًا: التمثيل الطبيعي

في هذا النوع من التمثيل يتم تصوير الأمور غير المادية بالأمور المادية الملموسة حتى يتم التعرف عليها، ولا تصبح غامضة بالنسبة للعقل، ولقد ظهر هذا النوع بوضوح في القرآن بالآيات التي تتعلق بالأمور والظواهر الكونية وذلك من أجل بيان عظمة المولى عز وجل، وذلك يتجلى في قول الله تعالى:

(إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (سورة يونس: الآية 24).

أقسام الأمثال القرآنية

من يتساءل عن الفائدة من ضرب الأمثال في القرآن الكريم، ينبغي أن يعلم أن الأمثال القرآنية تنقسم إلى نوعين على النحو التالي:

المثل الصريح: هو المثل الذي طرحه المولى عز وجل في القرآن بشكل واضح ومباشر حيث إنه لا يحتاج إلى الشرح أو التفسير أو إلى أي دليل يثبته، ومنه قول الله تعالى: (مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لَا يُبْصِرُونَ) (سورة البقرة: الآية 17).

المثل الكامن: هذا النوع لا يوجد به لفظ مثل أو مشتقاته حيث إنه يتخذ حكم المثل فقط، ومنه قول الله تعالى: (أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (سورة التوبة: الآية 109).

يجب على كل مسلم ألا يغفل عن الغاية من الأمثال القرآنية عند قراءتها، فعليه أن يتدبرها حتى يرق قلبه وتنكشف له طرق الهداية والتوحيد بالله.