متى انتشر الإسلام في المدينة؟ وكيف؟ يحتاج طلاب المراحل الابتدائية والأطفال أن يعرفوا إجابة هذا السؤال، وغيره من الأسئلة التي ترتبط بالتاريخ الإسلامي، لفهم كيف انتشر الإسلام في البلاد الحجاز والشام، ومن بعدها العالم كله حتى وصل للأندلس، لأن المدينة كانت نقطة التحول في الدعوة والرسالة المحمدية، ومن خلال هذا الموضوع سوف نوضح كيفية انتشر الدين في المدينة، ومتى كان ذلك.

انتشر الإسلام في المدينة بعد

المدينة المنورة كانت عاصمة الدين الإسلامي وتعد من الأماكن التي لها قدسية عظيمة عند المسلمين لأن بها المسجد النبوي، وهي تقع غرب المملكة العربية السعودية وقد بدأ الأمر حين كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقوم بالدعوة للإسلام في موسم الحج من خلال عرض الرسالة على زعماء وكبار الرجال في القبائل.

انتشر الإسلام في المدينة بعد العقبة الأولى، حين عرض الرسول نفسه على مجموعة شباب من الخزرج وبدأ يدعوهم للإسلام، فقاموا بإخباره أن بين الأوس حروب ومنازعات، واجتمعوا على أن إيمانهم ونصرتهم لهذه الدعوة ستجمع كلمتهم وتوحدهم، فعادوا هؤلاء الشباب للمدينة وعرضوا الرسالة على أهاليهم فبدأ الإسلام ينتشر بتدريج في أرجاء المدينة.

ماذا كانت شروط البيعة في العقبة

علام كانت تنطوي هذه البيعة؟ احتوت بيعة العقبة الأولى على مجموعة من البنود والأحكام، التي اتفق عليها النبي صلى الله عليه وسلم مع هؤلاء الصحابة، وقد أخبرهم أن الذي يفي بهذه الشروط له أجره عند الرزاق الكريم، ومن وقع في أمر من المحظورات وتم عقابه على هذا الخطأ في الدنيا فهذا كفارة له، أما إذا لم يعاقب عليه فإن الله سيحاسبه على ذلك يوم القيامة ومن هذه العهود ما يلي:

  • الشرط الأهم والأول هو التوحيد لله وعدم الشرك به.
  • الشروط الأخرى من نواهي وأوامر مثل النهي عن: السرقة، الزنا، قتل الأبناء أي وأد البنات، عدم نسب أولاد لزوج وليسوا أولاده، عدم عصيان أوامر الرسول في المعروف مثل النياحة.

قد ورد ذلك في سورة النساء في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَىٰ أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ ۙ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ).

 من الصحابة الذين شاركوا في بيعة العقبة الأولى

حاز الفوج الذي كان في البيعة الأولى بمكانة كبيرة عند الله وفي التاريخ الإسلامي لأن هذه البيعة كانت نقطة فاصلة في حركة نشر الدعوة، وكان لها دور عظيم في شق طريق للمسلمين المستضعفين في مكة، مما حول مسيرة الدعوة الإسلامية، وانتشر الإسلام في المدينة بعد هذه البيعة، وهؤلاء الرجال العظام هم:

  • أبو الهيثم بن التيهان الأوسي.
  • أسعد بن زرارة الخزرجي.
  • ذكوان بن عبد القيس الخزرجي.
  • رافع بن مالك الخزرجي.
  • عبادة بن الصامت الخزرجي.
  • العباس بن عبادة الخزرجي.
  • عقبة بن عامر الخزرجي.
  • عوف بن الحارث الخزرجي.
  • عويم بن ساعدة الأوسي.
  • قطبة بن عامر الخزرجي.
  • معاذ بن الحارث الخزرجي.
  • يزيد بن ثعلبة الخزرجي.

نتائج البيعة في العقبة الأولى

تركت البيعة الأولى أثر كبير في نفوس المسلمين ومنحتهم شحنة إيمانية عالية كما أنها ساهمت بشكل كبير في بناء المجتمع الإسلامي بالشكل الذي نعرفه الآن، وقد انتشر الإسلام في المدينة بعدها، ومن هذه النتائج ما يلي:

  • إسلام الأنصار حيث قام معظم أهل يثرب بالدخول في الإسلام لأنهم وجدوا حقيقة الدين السمح والتيسير والرحمة التي يرشد الناس إليها، ولأنه كان السبيل الوحيد للخروج من المصاعب التي كانوا يواجهونها وللفوز بنعيم الآخرة.
  • طرح التعاليم الخاصة بالدين الإسلامي لأهل المدينة حيث إن الرسول قد أرسل معهم الصحابي الجليل مصعب بن عمير، ليعلم أهل يثرب الدين وقد أسلم على يده الكثير منهم، حتى يشاع أنه لم يعد هناك بيت ليس فيه شخص واحد على الأقل مسلم، فكانوا اللبنة الأولى لنشأة المجتمع الإسلامي لاحقا.
  • فتح الطريق أمام بناء الدولة الإسلامية، فبعد العقبة الأولى، كان هناك فرصة مناسبة من حيث المكان والظروف لنشر الرسالة الخاصة بالدين الإسلامي والدعوة لتوحيد لله وترك الشرك والعبادات الوثنية.
  • القضاء على النزاعات والحروب بين الأوس والخزرج حيث إن دخول الإسلام للمدينة والإيمان لقلوب أهلها أطفأ نيران العداوة بين الأوس والخزرج، وجمعهم على نعمة التوحيد ورفع راية الإسلام بعد أن تطهرت نفوسهم من الأمراض التي يعاني منها من يعيش في مجتمع فاسد، مثل الزنا وتناول الخمور وغيرها من ظواهر.

انتشر الإسلام في المدينة بعد العقبة الأولى، والتي مهدت للعقبة الثانية في العام التالي والذي كان يوافق العام 12 من البعثة النبوية.