تجربتي مع الصلاة الإبراهيمية للزواج لم أكن أتوقع أن تأتِ بتلك النتائج التي طالما تمنيتها، أعلمُ أن ذكر الله كله يُطمئن القلب وتهتدي به النفس، إلا أنني لم أكن على علم بفضل الصلاة الإبراهيمية خصيصًا في قضاء الحوائج وتسهيل الأماني.

تجربتي مع الصلاة الإبراهيمية للزواج

ها أنا على مشارف منتصف الثلاثينات من العمر وقد تخطيت ريعان شبابي كفتاة في سن الزواج، لم يكن الأمر بهين، بل تسبب في اكتئابي المحقق، فعلاوة على ما أشعر بأنني حُرمت منه، لا أطيق نظرة الأقارب والجيران.

فأنا الفتاة الوحيدة في عائلتي التي لم يُحالفها الحظ ولم يتقدم لخطبتها أحد رغم أخذ والدتي ووالدي بكل الأسباب، ما كان لي إلا أن ألجأ إلى الله.. فهو القريب المُجيب، من غيره يشعر بي؟ ومن يكون عونًا معينًا لي في تلك المحنة.

نعم هي محنة، فلا تعلمون كيفما يكون الحال بفتاة لم ترَ استقرارًا وتظل في حالة من الترقب والانتظار ليأتي يوم زفافها المعهود.. وفي يوم كان فارقًا بالنسبة لي تحدثت مع صديقة مقربة، وأخبرتني بأنها لجأت إلى ورد يومي يتضمن الصلاة الإبراهيمية.

إنّ الصلاة الإبراهيمية هي واحدة من صيغ الصلاة على النبيّ ومن الأذكار المتعارف عليها التي ذُكرت في كثير من الأحاديث النبوية، لبيان فضلها وجزاء من يُرددها.. وقد عزمت صديقتي على ترديدها ليرزقها الله بالإنجاب، وأقسمت لي أنها ما هي إلا أيام قلائل ولاقت البشرى بحملها.

سُررت لها، وبدأت تجربتي مع الصلاة الإبراهيمية للزواج.. فقد قرأت حديث شريف عن رسول الله: “قُولوا اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ، وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ علَى مُحَمَّدٍ وعلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما بَارَكْتَ علَى آلِ إبْرَاهِيمَ، إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ” صحيح مسلم.

رددتها كثيرًا، إلى أن وصلت إلى الألف مرة.. لا أخفيكم سرًا أنني كنت أشعر براحة كبيرة عندما أقرأها، بصدق ويقين بأن الله سيرزقني الخير لا محالة، وبعد فترة ليست بالقليلة كانت البشرى التي أسرت قلبي.

قد تقدم شاب لخطبتي، وهو من معارف أبي عن محض صدفة بالغة، ووجدت بيني وبينه توافق في أغلب الأمور وحمدت الله حمدًا كثيرًا على الزيجة الصالحة.. التي كانت تعزو إلى فضل الصلاة الإبراهيمية في تيسير الزواج بإذن الله تعالى.

الصلاة الإبراهيمية للزواج من شخص بعينه

تجربة مختلفة كثيرًا عن تجربتي مع الصلاة الإبراهيمية للزواج، فقد كانت صاحبتها تسرد قصتها وهي حزينة، إلا أنني أرى أنها لم تكن على اعتقاد صحيح من أمرها، فقالت:

منذ وفترة وأنا على علاقة بشاب أحبه ويحبني كثيرًا، إلا أنني على قناعة أن أهلي ما كان لهم بالموافقة عليه وهو من لا يناسبني من وجهة نظرهم، حتى وإن كان المنطق حليفهم إلا أن الحب في مخيلتي أقوى، وحينما عزمنا على أن يتقدم لخطبتي بحثت كثيرًا على المواقع والمنتديات عن الدعاء الأنسب في مثل تلك الحالة.

لم يكن لي ورد من القرآن والأذكار سلفًا، ولم أعهد الدعاء، لكنني كنت في حاجة مُلحة أن ييسر الله لي أمر زواج من هذا الشخص، وعند بحثي وجدت حديثًا عن فضل الصلاة الإبراهيمية في الزواج، ولم أدخر جهدًا وسرعان ما عزمت على ترديدها 3 آلاف مرة وأكثر من ذلك لأيام متوالية أملًا أن تتحقق أمنيتي.

ما أصابني بالتعاسة أن مُرادي لم يتحقق بعد، وقد رفض أهلي الشاب ولم يعطوه أي فرصة على اعتبار أنه لا يُناسبني على الإطلاق.. حزنت كثيرًا، ولكن ألهمني الله بشيخ تحدثت معه وأخبرته عن تجربتي مع الصلاة الإبراهيمية للزواج من شخص معين.

أخبرني الشيخ أنني كنت مُخطئة، فالأمر يتعلق بالدعاء على يقين بالله وأمل، والدعاء له شروط وآداب، فإن العلاقة بيني وبين الشاب لم تكن في إطار من الحلال من الأساس حتى أدعو الله أن يُتمها، كما أنني لم أكن أدعو بصدق وخشوع وإخلاص، ولم أردد صيغة الصلاة الإبراهيمية وأنا أفهم معناها ومرادها وفضلها.. كما أن العدد في ترديدها لأمر معين يُعتبر من البدع، فلا يجوز أن يقنع المؤمن في سبب ما وينسى رب السبب القادر على كل شيء بإذنه.

لذا عزمت على أن أخبركم قصتي لكي تستفيد منها كل فتاة مرت بما مررت أنا، حتى تتضح أمامكم كيف أن للدعاء قوة رد القدر، وكيف يكون الدعاء بصدق وخشوع إلى الله، كما أن الصلاة الإبراهيمية إن كان لها من الفضل فهذا لارتباطها بالرسول صلوات الله وسلامه عليه، أما عن فضلها فيُكتب بإذن الله تعالى لمن يشاء من العباد.

فضل الصلاة الإبراهيمية في تيسير الأمور

علاوة على تجربتي مع الصلاة الإبراهيمية للزواج كانت هناك الكثير من التجارب التي أثبتت فضل الصلاة الإبراهيمية العظيم.. ومنها تجربة تلك المرأة التي قالت:

لم يكن وضعي المادي بأفضل حال بعد وفاة زوجي، فلجأت إلى الاقتراض وما كان لي أن أفعل ذلك حتى لا أقع تحت طائلة الغارمات، إلا أن الاضطرار والحاجة جعلاني أقترض أموالًا لم أقوى على سدادها.

تعقد الأمر، والمدينين في انتظار رد أموالهم، وأنا لم يكن بوسعي أن أرد حتى القليل.. حينما وجدت الأبواب مُقفلة أمامي ما كان لي إلا بابًا واحدًا مفتوحًا، فالله أقرب إلينا وهو من يجب سؤاله قبل البشر، أكثرت من الاستغفار والأذكار وعكفت على الأوراد يائسة من الدنيا بما فيها، كما كان من أجلّ أذكاري ترديد الصلاة الإبراهيمية.

بعد فترة لم تطل من ذلك الروتين في التعبد، وجدت أن الكرب بدأ أن ينفرج، والعقد في طريقها لتنحل، فقد انفتح أمامي طريق للعمل لم أكن أتوقعه، وهو ما يعتمد على العمل اليدوي الذي لم أكن أعلم أنني ماهرة فيه إلى هذا الحد، وأدر عليّ بالمال الوفير الذي جعلني قادرة على سداد ما اقترضت.

لذا فإن فضل الصلاة الإبراهيمية لا يقتصر على تيسير الزواج، فهو يتجاوز ذلك أبعادًا، ليأتي على النحو التالي:

  • تُنجي من أهوال يوم القيامة، لأنها من الأذكار عظيمة المعنى والأثر.
  • التقرب من الرسول في المنزلة.
  • يُقضى من خلالها على الوباء والبلاء الذي يصيب المجتمعات.
  • تقي المسلم من الشرور والخطايا.
  • يحصل المؤمن من خلالها على شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم.
  • تقي المسلم من تقلبات القلوب.
  • ينفك الكرب على إثرها، وتحصل البركة وتكثر وتتحسن الأحوال.
  • تعتبر من قبيل الصدقة التي ينال بها المسلم الخير والثواب.
  • يحصل من خلالها المسلم على الرضا والخير في الدنيا والآخرة.

أسرار الصلاة الإبراهيمية

قال الله تعالى في سورة الأحزاب: “إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا“.. هذا ما بدأ به رجل على إحدى المنتديات حديثه عن أسرار وفضل تلك الصلاة العظيمة، عن تجربة خاصة بالنسبة إليه، فتفقه في أسرارها وأخبرنا إيّاها:

  • فيها تعظيم وتمجيد لخير خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم.
  • من خلالها يحصد المؤمن حب النبي.
  • ينال المؤمن بها رضا خالقه، لأن الذكر ينفع المؤمن ويقربه من ربه.
  • في الصلاة الإبراهيمية تيسير لأمور العبد كافتها.
  • يكمن فيها صلاح الحال والخير الكثير.
  • يتحقق فيها ما ورد عن الرسول أن من يصلي عليه يصلي الله عليه أضعافًا.
  • تكون الصلاة الإبراهيمية سببًا لاستجابة الدعاء.

كما أكد الرجل على أنه كان من المداومين على ترديدها أثناء قيام الليل، فكان يرددها في كل ركعة، ويدعو الله بكل ما تكنّ به نفسه، كما أخبرنا أن هناك أوقات أخرى يُمكننا ترديدها فيها:

  • إبّان القدوم على المجلس وقبل القيام منه.
  • أثناء الخروج من المنزل.
  • أثناء العودة إلى المنزل.
  • أثناء ترديد أذكار الصباح أو المساء.
  • أثناء زيارة قبر النبي.
  • بعد الانتهاء من الصلاة، الفرض والنافلة.
  • بعد الانتهاء من ترديد دعاء القنوت.
  • بعد ختم القرآن الكريم مباشرة.
  • عند السعي بين الصفا والمروة.
  • الفترة الواقعة بين الأذان والإقامة.
  • في أوقات خطب العيدين الأضحى والفطر وخطبة يوم الجمعة.
  • في أي وقت في يوم الجمعة، لاسيما بين صلاة العصر والمغرب فهذه ساعة استجابة.
  • في أي وقت يذكر فيه اسم النبي صلى الله عليه وسلم.
  • يقولها العبد وهو ساجد.

إن الصلاة على رسول الله بكافة الصيغ تحقق الأماني والمعجزات.. ولم لا وهي في النفس واللسان والجوارح؟ التي تنعم بأنوار بركة المُصطفى خير خلق الله.