تجربتي مع الفاتحة 41 مرة هي التي زادت من تعلُقي بالقرآن كثيرًا، فحياتي كانت لفترة طويلة مليئة بالأحزان والأيام السيئة، مما جعل الحال ينتهي بي في العيادات النفسية باحثة عن أمل حتى تعود لي السعادة التي فقدتها، فالبؤس الذي أصاب أيامي لم يكن مُحتملًا، بل إن الأيام صارت سوداء قاحلة كما الرماد، لكني تعلمت بالنهاية أن حبل الله لا ينقطع أبدًا مهما أُغلقت كل السُبل.

تجربتي مع الفاتحة 41 مرة

التعب النفسيّ الذي أصابني بعد تخلي خطيبي عني قبل زواجنا بأيام جعلني يائسة من هذه الحياة، لا أشعر بالأمان، وأعتقد أن الجميع سيأتي يوم يتخلون فيه عني، على الرغم أنه لا تُوجد مؤشرات تقول إنهم سيفعلون، بل إني حتى غير قادرة على أن أثق بأحد.

قصدت الكثير من العيادات النفسية، رغبةً مني في عودة ثقتي في الناس من جديد، إلا أن النتيجة لم تكن مرضية بالشكل الكافي بالنسبة لي، لهذا بحثت عن حل في شتى الأماكن، لدى الدجالين مرة، والشيوخ مرة، وقصدت العلاج بالأعشاب مرات كثيرة.

لم تكن النتائج التي أحصل عليها مُرضية كتلك المرة التي ذهبت فيها إلى شيخ وطلب مني قراءة سورة الفاتحة والمعوذتين ثلاثة مرات كل يوم في الصباح، وفي المساء أيضًا، مع العديد من الأدعية الأخرى، شعرت حينها بتحسن كبير، كانت راحة لم أشعر بها منذ زمن.

حين سمعت بعدها عن فضل قراءة سورة الفاتحة 41 مرة قررت تجربة الأمر، وكانت تجربتي مع قراءة الفاتحة 41 مذهلة كما توقعت تمامًا، فقد أراحتني كثيرًا، وأزالت عني الهم والغم، لذا باتت إلى الآن الحل الأمثل كلما ساءت حالتي.

هل الفاتحة 41 تُسرع من الزواج؟

تحكي صديقتي: “يقول الجميع إن القرآن الكريم به الكثير من العجائب، وقادرٌ على تسهيل كل العقبات التي تظهر بحياة الإنسان، لذا حين قرأت على أحد مواقع التواصل الاجتماعي قصة لفتاة داومت على قراءة الفاتحة ورُزقت بالرجل الذي كانت تحلم به قررت أخط أيضًا تجربتي مع الفاتحة 41 مرة.

حين علمت والدتي بما أفعل صححت لي خطأي كالآتي:

  • القرآن قادر على زيادة راحة القلب وطمأنينته، فهو كلام الله، وحديثه إلينا، ويمكن أخذ آياتُه كدعاء، مثل: وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ” سورة البقرة الآية 201
  • لم يثبُت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن قراءة سورة الفاتحة بأي عدد يمكن أن تكون من مُجيبات الدُعاء، فقد قال: فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ”.
  • كل ما لم يتم التحقق أنه ورد عن النبي يقع في إطار البدعة، والتي يجب الحذر منها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم عنها: “من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة“.
  • ورد عن النبي أن قراءة الفاتحة بها شفاء، فكان هُناك عدد من الصحابة في رحلة بعثهم بها رسول الله قابلوا بها أُناس سألوهم عمن يرقي؟ فقرأ أحد الصحابة على هذا المريض الفاتحة شُفي، حين ذهب إلى الرسول ليسأله قال له: وما يُدريك أنها رُقية؟ قال الصحابي: “يا رسولَ اللهِ ما درَيْتُ أنَّها رُقْيةٌ شيءٌ ألقاه اللهُ في نفسي“، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: “كُلوا واضرِبوا لي معكم بسَهم“.

فضل سورة الفاتحة

لم يكن لهذه السيدة مثل تجربتي مع الفاتحة 41 مرة، فهي كثيرة الأسئلة ولا تُحب أن تفعل أي شيء إلا إذا تبينت الحقيقة من وراءه، فحين قيل بين مجموعة من الأصدقاء أن الفاتحة تجلب الرزق لم تأخذ الكلمة منّا مُصدقًا عليها بل قرأت كثيرًا حتى توصلت للفضل الحقيقي لها، وهو متمثل في الآتي:

  • أعظم سور القرآن، قال صلى الله عليه وسلم: “لأعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هي أعْظَمُ سُورَةٍ في القُرْآنِ، قالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ هي السَّبْعُ المَثانِي، والقُرْآنُ العَظِيمُ الذي أُوتِيتُهُ“.
  • قال عنها الرسول أنه لم ينزل لا في أي كتاب سماوي سورة مثلها، قال صلى الله عليه وسلم: “والذي نفْسي بيَدِه، ما أُنزِلَ في التوراةِ، ولا في الإنجيلِ، ولا في الزَّبورِ، ولا في الفُرقانِ مِثلُها“.
  • تحمل الفاتحة كُل مقصد القرآن الكريم من تعليم المسلمين أحكام الدين والتوحيد والحساب، لهذا قراءتها واجبة في الصلاة، قال صلى الله عليه وسلم: “لا صَلاةَ لِمَن لَمْ يَقْرَأْ بفاتِحَةِ الكِتابِ“.
  • هي حديث مُتصل بين الله سبحانه وتعالى وعبده، قال تعالى في حديث قُدسي: “قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، ولِعَبْدِي ما سَأَلَ، فإذا قالَ العَبْدُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ}، قالَ اللَّهُ تَعالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وإذا قالَ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، قالَ اللَّهُ تَعالَى: أثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وإذا قالَ: {مالِكِ يَومِ الدِّينِ}، قالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، وقالَ مَرَّةً فَوَّضَ إلَيَّ عَبْدِي، فإذا قالَ: {إيَّاكَ نَعْبُدُ وإيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قالَ: هذا بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي، ولِعَبْدِي ما سَأَلَ، فإذا قالَ: {اهْدِنا الصِّراطَ المُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذينَ أنْعَمْتَ عليهم غيرِ المَغْضُوبِ عليهم ولا الضَّالِّينَ} قالَ: هذا لِعَبْدِي ولِعَبْدِي ما سَأَلَ.
  • تحوي ترتيب الدعاء بالشكل الذي يليق بالحديث مع الله سبحانه، فأولًا الحمد، ثم الثناء، ثم التمجيد، والتوحيد، والانتهاء بالاستعانة بالله.

الشفاء بسورة الفاتحة

كان لأختي تجربة مثل تجربتي مع الفاتحة 41 مرة، فقد أصيبت بمرض عجز الأطباء عن علاجُه، كانت تشتكي من آلام مُبرحة في كل جسدها، وبقع زرقاء منتشرة بكل مكان، وبأحيان كثيرة يحمر جلدها كثيرًا، كان أبي يريد أن يساعدها بأي طريقة.

أخذها إلى أفضل الأطباء، واشترى لها كُل الأدوية باهظة الثمن، كما دفع كل ما معه على التحاليل والفحوصات، وكان مُستعدًا لفعل المزيد، إلى أن صادفه كتاب بمكتبة جدي يتحدث عن الشفاء بالقرآن، وكانت بدايته تتحدث عن سورة الفاتحة التي استفاض الكتاب في الحديث عن قدرتها على شفاء الأمراض.

حيث كان في بدايته يتحدث عن قصة ابن القيم الذي كان يشعر بألم كبير وقت الطواف، فكان يقرأ الفاتحة عِدة مرات ماسحًا بها على مكان الألم، فكان يشعر وكأنما الحصى تسقط منه من فرط مفعولها، وذكر أيضًا أنه كان يقرأ الفاتحة على ماء زمزم، فكان حين يشرب منه تدبُ القوة في أوصاله بشكل لم يرى له مثيلًا من قبل.

فقررنا أن نُجرب هذا معها وبالفعل بعد مدة قصيرة وجدنا حالها يتحسن بشكل ملحوظ للحد الذي جعلنا نتوقف عن الذهاب للأطباء، فالحمد لله الذي جعل الشفاء في كلامه.

تجربتي مع الفاتحة 41 مرة كانت بالفعل مميزة، إنما الأكثر زُخرًا هو تجارب الآخرين التي جعلتني أدرك قدرة كلام الله الحقيقة وفضله.