حكم التيمم عند فقد الماء أوضحه الفقهاء، يعد التيمم من الأمور الدينية التي لا يعلم ضوابطها الكثير من الناس، ولا يضطر الكثير من المسلمين في عصرنا الحالي إلى اللجوء للتيمم نظرًا لتطور التكنولوجيا التي جعلت بناء شبكات نقل المياه أمر أكثر سهولة من العصور السابقة، ولكن لا يزال يتبقى المزيد من المناطق القاحلة التي يعيش أهلها في حرمان من الماء، وكما يمكن أيضًا أن يتعرض أيًا منا إلى أمر يجعله في منطقة خالية من الماء وبذلك يكون التيمم هو الحل.

حكم التيمم عند فقد الماء

لا يوجد في الدين الإسلامي عذر يعطي المسلم رخصة ترك الصلاة بسبب عدم وجود الماء بل يوجد في تلك الحالة حل بديل غير الماء ألا وهو التيمم، وتعود كلمة تيمم من الناحية اللغوية إلى كلمة “تيمُّم”، وهي تعني في الأصل التوجُّه والقصد، وبالنسبة إلى الفقهاء واصطلاحهم تأتي بمعنى الصعيد الطيب.

من الجدير بالذكر أن الله عز وجل قد جعل التيمم بديل حلال عن الوضوء بالماء لحكمته -سبحانه وتعالى- أن الإنسان قد خُلق من طين فهذا أصل ابن آدم بالأساس، ويمكنه الاستعانة به في الصلاة في حالة غياب الماء، أما بالنسبة لحكمة الله -عز وجل- في استخدام الماء كركن أصلي بالوضوء تأكيدًا على أن الماء استخدمه الله في خلق كل شيء حي.

من المعروف أن الدين الإسلامي هو دين سماحة ويسر، يهدف في الأساس أن ينعم المسلم بحياة هنيئة ومريحة، وعلى ذلك النطاق قد أجاز الله -عز وجل- التيمم بديلًا عن الماء في بعض الحالات مثل: عدم وجود الماء في المكان الذي يتواجد فيه المسلم.

أما السبب الثاني يدل على مدى رحمة الله عز وجل، حيث إنه في حال توفر الماء لكن المسلم لا يقوى على استعماله، فيستطيع في تلك الحالة اللجوء إلى رخصة التيمم عن طريق ضرب الرمال أول التراب أو الحائط أو ما شابه ذلك، على سبيل المثال: أن تكون درجة حرارة المياه شديدة البرودة حيث يعجز المسلم عن استخدامها ولا يستطيع أن يسخنها.

لكن في حال كان يقدر على تسخينها فلا يستطيع استخدام رخصة التيمم، وفي حال إن كان استخدام هذا الماء سوف يلحق بأذى على المسلم أو أن لديه خيفة من ذلك، يستطيع استخدام الماء في مناطق معينة والتيمم في المناطق الأخرى التي قد تتعرض للأذى.

حكم التيمم إذا وُجد الماء

في حال وجود الماء لا يتم تشريع التيمم كبديل عن الوضوء إلا في الحالات التي سبق وشرحناها، وبذلك يتوجب على المسلم أن يستخدم الماء للوضوء إذا كان متاحًا له هذا، ويظل التيمم رخصة جائز استخدامها للذين لديهم أعذار شديدة أو خوفًا من إلحاق الأذى بنفسهم ذكرنا.

قد جاءت الكثير من الآيات في القرآن الكريم التي تؤكد وجوب حرص المسلم على حماية نفسه من الأذى، فلا يلقي بنفسه في التهلكة، فهذا قد نهاه الله سبحانه وتعالى عنه.

الخطوات الصحيحة للتيمم في الدين الإسلامي

كما يجهل الكثير من الناس حكم التيمم عند فقد الماء، فهم أيضًا يجهلون خطوات التيمم بشكل صحيح، وسنقوم بتوضيحها بشكل بسيط من خلال النقاط التالية:

  • وجود النية: مثلما يتوجب على المسلم أن يستحضر نيته قبل الوضوء للصلاة، فيتوجب عليه أيضًا أن يقوم باستحضار النية قبل التيمم، ومن السنة أيضًا أن يقوم المسلم بنطقها، وقد قام الحنفية والحنابلة أيضًا بجعلها شرط أساسي للتيمم وليست مجرد ركن.
  • مسح الوجه: يجب على المسلم أن يقوم بمسح كل وجهه بالرمال أو التراب، ويجب عليه أيضًا أن يراعي ملامسة التراب لما هو فوق الشفتين، وقد قام أبو حنيفة بتخفيف ذلك قليلًا حيث أجاز أن يقتصر المسلم التيمم على أغلب الوجه فقط.
  • مسح الأيدي حتى المرافق: في حال كان يرتدي المسلم أي شيء يحول وصول الماء مثل الخاتم مثلًا، يجب عليه أن يخلعه، ولا يمكن أن يكتفي بتحريكه، وقد وضع الكثير من الفقهاء ضوابط لمسح الأيدي حتى المرافق، حيث رأى الحنابلة بالإضافة الى المالكية أن اليدين ما يجزئ بها أن يقوم المسلم بمسحهما حتى الكوع، أما المسح حتى المرفق من السنة.
  • الترتيب بين كل مسحتين: تختلف آراء الفقهاء في مسألة الترتيب حيث يرى البعض منهم أنه يُقتصر على كونه سنة فقط وليس بفرض، وهناك بعض الفقهاء الآخرين يرون أن الترتيب في الوضوء فرض.. لذا يجب أن يكون كذلك في التيمم لأنه بديل للوضوء.
  • النقل: معنى النقل أن يقوم المسلم بنقل الرمال أو التراب المكان الذي يوجد به العضو ليتم مسحه باستخدامه، وقد اختلف العلماء بين كونه سنة أم أنه يعد ركن أساسي للتيمم.

حكم التيمم عند فقد الماء كغيره من الأحكام التي تغيب عن أذهاننا كثيرًا، وفي الأصل قد وضعها الإسلام لمساعدة المسلم على العيش في حياة هادئة ومريحة يرضي فيها الله عز وجل ورسوله.