ما حكم الغلو في محبة آل البيت؟ ما فضل آل البيت؟ أوصانا الرسول صلى الله عليه وسلم في العديد من الأحاديث بأهل بيته حيث تعتبر محبة أهل بيت الرسول من العبادات التي تقرب كل مسلم من الله سبحانه وتعالى، لذا عبر مقالنا لهذا اليوم سوف نذكر بشيء من التفصيل كل ما يتعلق بهذا الموضوع من خلال السطور التالية.

حكم الغلو في محبة آل البيت

يجب على مسلم محبة آل البيت واحترامهم والدفاع عنهم إذا سمع أحد يسيء إليهم فتعد محبة ومودة آل البيت من العبادات التي تقرب المسلم من الله سبحانه وتعالى وذلك ما جاء في قوله تعالى ذَٰلِكَ الذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالحَاتِ ۗ قُل لَّا أَسْالكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا الا المَوَدَّةَ فِي القُرْبَىٰ ۗ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ” سورة الشورى الآية 23.

لكن يجب الا تصل محبة آل البيت إلى درجة الغلو والمقصود بالغلو هو تجاوز الشيء للحد المسموح به والارتقاء به إلى قدر عالي يقارب مقام العبودية أو جعلهم في مقام الانبياء وذلك الأمر لا يجوز تمامًا لأن حكم الغلو في محبة آل البيت لا يجوز ويعد بدعة من البدع لذلك يجب الحذر في محبتهم.

أنواع الغلو في محبة آل البيت

ذكرنا في الفقرة السابقة أن المقصود بالغلو هو تجاوز الشيء للحد المسموح بها لذا لا يجوز الغلو في محبة آل البيت، والغلو له العديد من الصور، وجاءت على النحو التالي:

  • الارتفاع بهم إلى درجة الألوهية.
  • الادعاء بأنهم لديهم القدرة في معرفة الغيب.
  • وضع آل البيت في مكانة العبودية لله سبحانه وتعالى.
  • الادعاء بأن لديهم القدرة على التحكم في الكون وتدبير الخلائق وهذا يعتبر شرك.
  • تفويض أمر الخلق إليهم.
  • معاملتهم معاملة الأنبياء.

من هم آل بيت النبي

أهلم العلم اختلفوا في تحديد من هم آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم فهناك من قال إنهم أزواج وذرية الرسول وبني هاشم وأتباعهم وبني المطلب ومواليهم، والبعض الآخر قالوا إن أزواج الرسول ليس من أهل بيته، وهناك من قال إن آل البيت يقصد بهم قريش، وذهب البعض إلى أن آل البيت هم الأتقياء من أمته ولكن وفقًا لقول العلماء أن آل بيت النبي هم الآتي:

  • زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم يدخلن في آل بيت النبي وذلك ما جاء في قول الله تعالى وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الجَاهِلِيَّةِ الأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البيت وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا سورة الأحزاب الآية 33.
  • آل المطلب هم آل بيت النبي والدليل على ذلك ما ورد في قول جبير بن مطعم “مَشَيتُ أَنَا وعُثْمَانُ بنُ عَفَّانَ الى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقُلْنَا: يا رَسولَ اللَّهِ، أَعْطَيْتَ بَنِي المُطَّلِبِ وتَرَكْتَنَا، ونَحْنُ وهُمْ مِنْكَ بمَنْزِلَةٍ واحِدَةٍ؟ فقال رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّما بَنُو المُطَّلِبِ وبَنُو هَاشِمٍ شَيءٌ واحِدٌ”.
  • مولد النبي من آل بيت النبي والدليل على ذلك ما جاء في قول أبو نافع مولى الرسول إنا آل محمدٍ لا تحِلُّ لنا الصدقةُ، وإنَّ مَوْلى القومِ من أنفُسِهم

فضل آل البيت

أثناء تناول الحديث عن حكم الغلو في محبة آل البيت نجد أن فضل آل البيت كبير وذكر ذلك في العديد من الأحاديث النبوية وتتمثل في النقاط التالية:

  • ارتباط الصلاة عليهم بالصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم فجميعنا نقول باستمرار اللهم صلِ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم.
  • آل البيت تم تطهيرهم من الرجس وذلك ما جاء في قول السيدة عائشة رضي الله عنها خَرَجَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ غَدَاةً وَعليه مِرْطٌ مُرَحَّلٌ، مِن شَعْرٍ أَسْوَدَ، فَجَاءَ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ فأدْخَلَهُ، ثُمَّ جَاءَ الحُسَيْنُ فَدَخَلَ معهُ، ثُمَّ جَاءَتْ فَاطِمَةُ فأدْخَلَهَا، ثُمَّ جَاءَ عَلِيٌّ فأدْخَلَهُ، ثُمَّ قال: {إنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البيت وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا”.

يجب على كل مسلم محبة ومودة واحترام آل البيت فهي من العبادات التي يتقرب بها المسلم من الله سبحانه وتعالى ولكن يجب الحذر وإلا تصل المحبة إلى درجة الغلو.