ما هو حكم لعق الفرج ابن عثيمين؟ وما المحرمات في المعاشرة الزوجية؟ حيث إن الدين الإسلامي لم يترك كبيرا أو صغيرا إلا وناقشها، حتى الأمور شديدة الحساسية التي لم يسبق لباقي الأديان التطرق إليها، وعلى الرغم من أن الله أباح العديد من الأشياء في العلاقة الزوجية، إلا أن هناك العديد من الأمور اختلف عليها الائمة والفقهاء، ومن بينها لعق الزوج لفرج زوجته، لذا سوف نتعرف على حكمه من خلال السطور القادمة.

حكم لعق الفرج ابن عثيمين

إن الحديث عن العلاقة الزوجية بين الرجل والمرأة من أشد الأمور الحساسة التي لا يجب أن يتطرق إليها أي شخص، حيث إنه يوجد بها العديد من الأحكام الشرعية المختلفة، ومن ضمن الآراء التي وردت في الشريعة هو حكم لعق الفرج ابن عثيمين، ويقول رحمة الله عليه أن هذا الأمر جائز، ولكن وفقًا لشروط معينة.

حيث إن الإسلام منح رخصة للأزواج بأن يستمتع كلًا منهما بجسد الآخر، وتفريغ شهوته ولكن في الحدود التي أباحها الله عز وجل، ولعق الفرج مُباح إن لم يكن للزوجة رأي آخر في ذلك الأمر، أو كانت تعاني من مرض أو مشكلة ما تمنعها من فعل ذلك، ولم يأتي أي نص أو حديث يُثبت أن ذلك الأمر محرمًا.

لكن لا يجب أن يقرب المرء ما حرمه الله تعالى، وغير ذلك على الرجل الاستمتاع بجسد زوجته كاملًا من دون وجود حرج في ذلك، وفقًا لِما ورد في صحيح الترمذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم” ويمكن الاستدلال من الحديث الشريف على إباحة هذا الأمر.

على الرغم من تعدد الآراء حول لعق فرج المرأة، إلا أن جميعها كانت تدور حول الإباحة، ولكن يستنكر البعض من تلك الفعلة، لِما ورد في كتاب الله العزيز، قال تعالى: قال الله -تعالى- في كتابه العزيز: “وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِك فَأُولَئِك هُمُ الْعَادُونَ” (سورة المؤمنون الآية 5: 7)، لذا فإن التقبيل أو اللعق للأعضاء التناسلية أمرًا غير سوي، ولكنه مُباح ما دام برضا الطرفين.

سبب استنكار لعق فرج المرأة

على الرغم من أن حكم لعق الفرج ابن عثيمين كان يدور حول إيجازه، إلا أن العديد من الفقهاء أقروا بأن هذا الأمر مكروه، واستندوا في تلك الفتوى على العديد من الأدلة العقلية فقط، ولكن في جميع الأحوال لم يرد نص قرآني على كراهيته، وعِلة كراهية لعق فرج المرأة تكمُن في الآتي:

  • اللعق والتقبيل جميعها من الأمور التي لا تتناسب مع الفطرة السوية للإنسان، أو السمات الإنسانية القويمة، أو حتى الأخلاق، لذا فإن اللعق أمرًا غير مقبول.
  • خلق الله عز وجل اللسان لكي يقول ما يُرضي الله، ويشهد بالحق، بالإضافة إلى الذكر، ولذلك من الأفضل أن يقوم الإنسان بصينه، وإبعاده عن لعق الأشياء الغريبة.
  • يعتبر المذي، والمني وماء المرأة، جميعها سوائل غير طائرة، وعلى الأرجح تكون ملوثة وحاملها معها العديد من البكتيريا والفطريات ولذلك فإن وصولها إلى الفم يصيب الإنسان بالأمراض، علاوة على مذاقها المُر، وهو ما استنكره العلماء.
  • أمرنا الله عز وجل بترك النجاسة بجميع أشكالها، وقد يؤدي ذلك الأمر إلى اختلاط الريق بالبول أو ما شابه من إفرازات وغيره، وبالطبع قد يؤدي ذلك إلى مرض الإنسان، وعليه قام العديد من العلماء والفقهاء باستنكار هذا الفعل، واعتباره من تقاليد الغرب، وبعيدًا عن الأمة الإسلامية.

المحرمات في العلاقة الزوجية

هناك العديد من المحرمات التي أمرنا الله عز وجل بالابتعاد عنها في المعاشرة الزوجية، والجدير بالذكر أن من يخالف تلك الأشياء لا يقتصر الأمر على خروجه من رحمة الله وارتكابه ذنب من الكبائر، إلا أن كل شيء حرمه الله على بني آدم كان يحمل معه السوء والضرر، وبعد أن أطلعنا على إيجاز حكم لعق الفرج ابن عثيمين، سوف نتطرق إلى ذكر محرمات المعاشرة الزوجية، من خلال النقاط التالية:

1- إتيان المرأة أثناء حيضها

حرم الله تعالى على الرجل أن يقتربوا من النساء في وقت الحيض، أو في وقت النفاس (ما بعد الولادة)، حيث إن ذلك يحمل الأذى للطرفين، ويمكن الاستدلال على ذلك من قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}.

2- إتيان الزوجة من الدُبر

واحدة من الكبائر التي إن فعلها الرجل يأثم طوال حياته إلا أن تاب واستغفر، حيث إن إتيان المرأة من الدُبر يُصيبها بضرر كبير نفسي وبدني، بالإضافة إلى أنه تشبيهًا بالحيوانات، ويمكن الاستناد إلى السُنة النبوية للتأكيد.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال‏: ‏قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: (ملعون من أتى امرأة في دبرها)‏‏، وعن أبي هريرة رضي الله عنه ‏‏أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال:(من أتى حائضاً أو امرأةً في دبرها أو كاهناً فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم).

3- إتيان الزوجة في وقت الإحرام

إن وقت الإحرام سواء في العُمرة أو الحج، من الأوقات التي لها قُدسية كبيرة، ولذلك على الرجل ان يبتعد عن زوجته في هذا الوقت، والتفرغ لعبادة الله عز وجل، ويمكن الاستدلال على صحة ذلك من قول الله تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ) [البقرة: 197].

من الآثار أيضًا التي تدل على استنكار هذا الأمر ما جاء عَنِ ابْنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما أنَّه قال في رجلٍ وقَعَ على امرأتِه، وهو مُحْرِمٌ: (اقضِيَا نُسُكَكُما، وارْجِعا إلى بَلَدِكما، فإذا كان عامُ قابلٍ فاخْرُجا حاجَّيْنِ، فإذا أحْرَمْتُما فتفَرَّقا، ولا تَلْتَقِيا حتى تَقْضِيا نُسُكَكُما واهْدِيَا هَدْيًا).

4- إتيان الزوجة أثناء الصيام

على الرغم من أن إتيان الزوجة في شهر رمضان لا يعتبر من المُحرمات، إلا أن إتيانها وقت الصيام من أكبر الأشياء التي يغضب منها الله تعالى، وعلى جميع المسلمين الابتعاد عن ارتكاب هذا الأمر، ويمكن الاستشهاد بما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم:

«أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ لَهُ: هَلَكْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: وَمَا أَهْلَكَكَ؟ قَالَ: وَقَعْتُ عَلَى امرأتي في رَمَضَانَ، فَقَالَ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَلْ تَجِدُ مَا تُعْتِقُ بِهِ رَقَبَةً؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟ قَالَ: لَا، قَالَ: فَهَلْ تَجِدُ مَا تُطْعِمُ سِتِّينَ مِسْكِينًا؟ قَالَ: لَا، ثُمَّ جَلَسَ الرَّجُلُ فَجَاءَ إِلَى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِكْيَالٌ فِيهِ تَمْرٌ، فَقَالَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلرَّجُلِ: تَصَدَّقْ بِهَذَا، قَالَ: مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا -طَرَفَيْهَا- أَهْلُ بَيْتٍ أَحْوَجُ إِلَيْهِ مِنِّى، فَضَحِكَ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ لِلرَّجُلِ: اذْهَبْ فَأَطْعِمْهُ أَهْلَكَ»

على الرغم من أن حكم لعق الفرج ابن عثيمين يدور حول جوازه، إلا أن أغلب الفقهاء وعلماء الشريعة استنكروا ذلك الأمر، لِما فيه من أضرار على الإنسان.