صلاة العيد على الرجال هل هي واجبة، أم فرض كفاية، أم سنة؟ وما هو حكم صلاة العيد للمنفرد؟ نجد أن صلاة العيد سواء كانت صلاة عيد الأضحى أو صلاة عيد الفطر من الصلوات التي يصاحبها نشر المحبة والرحمة والتعاطف بين المسلمين، حيث يتم تأديتها من أجل شكر الله تعالى على إتمام الطاعات المفروضة سواء كانت صيام أو حج، لذا سنوضح كل ما يخصها بشيء من التفصيل في الفقرات التالية.

صلاة العيد على الرجال هل هي واجبة، أم فرض كفاية، أم سنة؟

لقد اختلف الفقهاء والعلماء حول حكم صلاة العيد بالنسبة للرجال، لذا سنوضحها بشيء من التفصيل في النقاط التالية:

  • الحنابلة: رأوا أنها فرض كفاية على كل مسلم، ولا يجوز القول بإنه يمكن تركها أو التغافل عنها.
  • الحنفية: قالوا إن صلاة العيد يجب أن يؤديها كل مسلم مباح له أن يصلي صلاة الجمعة، وذلك لأن النبي- صلى الله عليه وسلم- كان لا يتركها أبدًا، كما أن الله حثنا عليها في القرآن الكريم، وذلك في قوله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّى* وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) بشأن صلاة عيد الفطر، وقوله تعالى: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) بشأن صلاة عيد الأضحى.
  • الشافعية والمالكية: رأوا أنها سنة مؤكدة عن الرسول- صلى الله عليه وسلم- وذلك لأنه لم يتركها، كما أنه حث المسلمين على تأديتها، وكان يخطب بهم فيها أحيانًا، لذا دوام عليها الصحابة فيما بعد.

حكم صلاة العيد للمنفرد

إجابة سؤال صلاة العيد على الرجال هل هي واجبة، أم فرض كفاية، أم سنة؟ تفرض علينا معرفة إنه قد يحدث للمسلم أمور طارئة تمنعه من تأدية صلاة العيد في المسجد، فيفكر في صلاتها منفردًا، وذلك الأمر أختلف الفقهاء فيه بين الجواز والرفض على النحو التالي:

  • الشافعية والحنابلة: رأوا إنه من الممكن أن يصلي المفرد صلاة العيد وحده، ولكن بنفس الطريقة التي تتم بها في المسجد، كما أنهم أجازوا قضائها في أي يوم من أيام العيد في حالة عدم تأدية المسلم له في موعدها.
  • الحنيفة والمالكية: قالوا إن صلاة العيد يجب أن يتم تأديتها في الوقت المحدد لها، وهي من الصلوات التي لا يجوز قضاؤها بأي شكل من الأشكال، وذلك لأنها من النوافل، ولا يجوز للمسلم أن يؤديها بمفرده، وذلك لأن بها الكثير من الشروط التي لن يستطيع المسلم أن يوفرها بمفرده.

فضل تأدية صلاة العيد

لا يوجد لصلاة العيد أجر معين قد خصه الله تعالى في القرآن الكريم، ولكن المسلم يؤجر على تأدية الصلاة بشكل عام، مع العلم أن صلاة العيد تكون عبارة عن ركعتين فقط، يتم تأديتها مرتين في العام الواحد حيث تتم الصلاة الأولى في عيد الفطر بعد صوم شهر رمضان المبارك، والثانية بعد الانتهاء من الحج حيث إنها تكون في العاشر من ذي الحجة.

يقبل الناس على تأدية صلاة العيد من أجل حمد وشكر الله من أجل إعانتهم على صوم رمضان أو تأدية فريضة الحج، لذا خصهم الله بنعمة الفلاح عن باقي الناس، والدليل على ذلك قوله تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى، وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى)، كما أن صلاة عيد الأضحى يكون لها أجر عظيم، وذلك لأنها تكون في العشر الأيام المباركة التي حدثنا الله تعالى عن فضلهم عن سائر الأيام.

كيفية صلاة العيد

في ظل التعرف على إجابة سؤال صلاة العيد على الرجال هل هي واجبة، أم فرض كفاية، أم سنة؟ يجب أن نكون على دراية بأنه يوجد بعض الأمور التي ينبغي وضعها في الاعتبار عند تأدية صلاة العيد، وذلك حتى تكون سليمة وصحيحة، ومنها ما يلي:

  • يجب على كلاً من المسلمين والإمام أن يعقدوا النية قبل الإقبال على الصلاة على أن يكون ذلك في القلب، وإذا أراد أيًا منهم أن يصرح بها لفظًا، فعليه أن يقول: اللهم إننا نوينا أن نصلي صلاة العيد.
  • أن يصلي المسلم ركعتين فقط، وذلك مصداقًا لقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه عن الرسول- صلى الله عليه وسلم: (صلاةُ الأضحى رَكْعتانِ، وصلاةُ الفطرِ رَكْعتانِ، وصلاةُ المسافِرِ رَكْعتانِ، وصلاةُ الجمعةِ رَكْعتانِ تمامٌ ليسَ بقَصرٍ على لسانِ النَّبيِّ).
  • تكرار تكبيرات العيد أو ما تعرف بتكبيرات الإحرام قبل القراءة، على أن يكون عدد التكبيرات 3 في الركعة الأولى، و3 في الركعة الثانية.

سنن صلاة العيد

هناك الكثير من الآداب التي يستحب أن يتبعها المسلم عند تأدية صلاة العيد، وذلك لأن الرسول- صلى الله عليه وسلم- كان يقوم بها على الدوام، وذلك ما علمناه خلال البحث عن إجابة سؤال صلاة العيد على الرجال هل هي واجبة، أم فرض كفاية، أم سنة؟، لذا سنوضحها بشيء من التفصيل في النقاط التالية:

  • يستحب الاغتسال والتطيب قبل الإقبال على تأدية صلاة العيد.
  • أن يسلك عند العودة طريق غير الطريق الذي سلكه عند الذهاب إلى الصلاة.
  • من الأفضل أن يرتدي ثياب ذات مظهر جميل.
  • يقوم بتهنئة كل الأحباب والأقارب بعد تأدية الصلاة.
  • إذا أقبل المسلم على تأدية صلاة عيد الفطر، فعليه أن يأكل القليل من التمر بشكل مسبق.
  • يقول التكبيرات بشكل مستمر إلى أن يصل إلى المسجد، وينصت إلى الخطبة من أجل الاستفادة منها.
  • من الأفضل أن يذهب المسلم إلى المسجد مشيًا على الأقدام حيث يوجد في ذلك ثواب عظيم.

يجب أن يحرص كل مسلم على تأدية صلاة العيد لما لها من فضل وثواب كبير، كما أنها بمثابة حمد للمولى عز وجل على النعم والأرزاق والمغفرة والعفو.