قصة قصيرة عن الأمانة من شأنها الاستفادة من فضلها.. فالأمانة هي من الأخلاق التي يجب على المسلمين التحلي بها، فقد سُمي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصادق الأمين، فاقتداءً به يجب التمسك بفضائله، فهي دليل على حسن خلق المرء وتعلقه بالإيمان، لذا يمكن الإشارة إلى فضل الاتصاف بتلك الصفة في قصة قصيرة.

قصة قصيرة عن الأمانة

كان يوجد رجل أسمه صالح وكان رجل فقير لا يجد قوت يومه، وكان لصالح زوجة مؤمنة تدعى عزيزة وكان لديهم طفلان صغيران يزينان دنيتهما وبرغم مثابرة صالح في العمل حيث أنه لا يفوت فرصة للعمل، وكان صالح يعرف بإخلاصه وأمانته وحسن خلقه.

ففي يوم من الأيام اشتكت عزيزة لزوجها أنه لا يوجد شيء في البيت يأكله الطفلان وطلبت منه أن يخرج في المدينة يبحث عن طعام عسى الله أن يجد له مخرجًا، فذهب صالح للصلاة ودعا الله أن يرزقه، وأكمل طريقه باحثًا عن عمل وأثناء بحثه وجد كيس مصنوع من القماش وعندما فتحه وجده مليئًا بالمال.

ثم عاد إلى بيته ونادى زوجته لترى الكيس وقال لها أنه سيأخذ المال ويشتري بعض الطعام للأطفال فرفضت زوجته وقالت لن تأخذ منه درهمًا وأن يذهب ليرى من صاحب هذا الكيس فوافق صالح على ما قالته وخرج حزينًا فوجد صاحب الكيس يسأل عنه وعندما أراد صالح أن يرد المال إلى صاحبه.

قال الرجل له أن يأخذ الكيس جزاء على أمانته شكر صالح الرجل ورجع إلى بيته مسرعا فرحًا بما رزقه الله وفخور بزوجته واشترى لطفليه المأكل والمشرب وأحتفظ بما بقي من المال.

فضائل الأمانة

أمرنا الله تعالى التحلي بالأمانة وأدائها على أكمل وجه فهي صفة من صفات الصالحين ولها مكانة مهمة وعالية في جميع الرسالات السماوية لما يترتب عليها من فوائد عظيمة ظهرت في قصة قصيرة عن الأمانة وهي تشمل الآتي:

  • هي دليل على كمال الإيمان حيث تشمل الأمانة العبادات والعادات والأخلاق وليس مقتصر على جزء واحد من أجزاء الدين فهو يدفع المسلم الى فعل ما أمره الله به واجتناب عما نهاه عنه فالصادق في إيمانه لا يخون.
  • تعد سبب في انتشار الأمن بين الناس وعدم التسبب في إيذائهم وحفظ الأعراض ومنع العدوان عليها.
  • سبب في حفظ حقوق الناس جميعهم من الضياع.
  • انتشار المحبة والرحمة والمودة بين الناس.
  • زيادة تماسك المجتمع وقوته والحفاظ عليه وتألف أفراده، وهي الوسيلة الوحيدة التي تحفظ بها المعارف والعلوم وتؤدى إلى نشر العلم من خلال حفظ الشهادة والقضاء على العبث والتزوير والكذب.
  • يمتحن الله عز وجل عباده في تحليهم بالأمانة فعلى العبد المواظبة على النجاح في تلك الاختبار للفوز برضى المولى عز وجل.
  • نيل محبة الله تعالى ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلًم حيث قال (الخازِنُ الأمِينُ، الذي يُؤَدِّي ما أُمِرَ به طَيِّبَةً نَفْسُهُ، أحَدُ المُتَصَدِّقِينَ) ومحبة الناس ايضًا.
  • حصول البركة في حياة المسلم ويزداد الرزق والثواب في الدنيا والآخرة.

صور الأمانة

تتضمن الأمانة العديد من الصور والمجالات وتلك الصور تندرج تحت نوعين من الأمانة وهما الأمانة المتعلقة بحقوق الله سبحانه وتعالى والأمانة المتعلقة بحقوق العباد، وذلك ما أشارت إليه قصة قصيرة عن الأمانة حيث يمكن بيانه في الآتي:

1- الأمانة في الإسلام

الدين أعظم أمانة على المسلم أن يحملها ومن أشكالها نشر الدين كما فعل الرسل عليهم الصلاة والسلام والدعاة من بعدهم، والحفاظ على الأمانة في العبادات وأثناء تأدية الفروض مثل الصلاة والصيام والزكاة فهي عبارة عن أمانة ائتمن الله بها عبادة، ويترتب على القيام بها الثواب وعلى تضييعها العقاب حيث يقول في كتابه:

(يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا لا تَخونُوا اللَّـهَ وَالرَّسولَ وَتَخونوا أَماناتِكُم)

لذلك لابد من تأديتها على أكمل وجه وأداء الصلوات المفروضة بالهيئة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلًم، ويبتعد الإنسان عن الخوض فيمن ليس له حق فيه مثل الغيبة، فالأمانة في الإسلام تعد فرضًا على كل مسلم ومسلمة فمن لم يتعد حدود الله فقد حفظ الأمانة ومن تعدى حدود الله فقد خان الأمانة.

2- الأمانة في الأموال

تتضمن عدم اعتداء الأنسان على أموال غيره أو أخذه بغير وجه حق، وأداء الفروض اللازمة لذويه كالوالدين والأولاد والحفاظ عليهم حق الرعاية وكل من له حق في ماله، والحفاظ على كل مال يوضع عنده سواء لمصلحته أو لمصلحة مالكه أو كليهما كما ذكر في القرآن فقال تعالى -:

(إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إلى أَهْلِهَ).

3- الأمانة في النفس

من خلال الحفاظ على العقل واستخدامه في العمل والعلم والحفاظ على أعضاء الجسد كالسمع والبصر وغيرها من الحواس بمنعها من اقتراف الذنوب وتجنب الاعتداء على الآخرين وعدم التعرض لأحد بالضرب وكذلك النفس والقيام بالعمل على أكمل وجه.

كما يعتبر القيام بتأدية العلم على الوجه المطلوب دون تحريف أو تغيير ورد الأقوال إلى أصحابها وعدم نسب ما للغير النفس من صور الأمانة التي أشارت إليها قصة قصيرة عن الأمانة.

4- الأمانة في الأهل والأرحام

يقصد بالأرحام الأزواج والأولاد لذا يجب أن تكون أمين معهم من خلال مراعاة حقوقهم والنصح لهم ومنع الضر عنهم، وقيام الرجل بأداء حقوق زوجته وتأمين الراحة والأمان لهم وتربية الأبناء على البر والتقوى وما ينفعهم في دينهم ودنياهم.

أيضًا رعاية الزوجة لزوجها بحفظ ماله وطاعته فيما يريد وفق طاعة الله تعالى ورضاه وذلك ما بينته قصة قصيرة عن الأمانة، والحرص على رعاية الأبناء كذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلًم -:

(والرَّجُلُ راعٍ علَى أهْلِ بَيْتِهِ وهو مَسْئُولٌ عنْهمْ، والمَرْأَةُ راعِيَةٌ علَى بَيْتِ بَعْلِها ووَلَدِهِ وهي مَسْئُولَةٌ عنْهمْ، والعَبْدُ راعٍ علَى مالِ سَيِّدِهِ وهو مَسْئُولٌ عنْه، ألا فَكُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ)

فالراعي الذي ذكره الرسول صلى الله عليه وسلًم هو الحفاظ على ما يقع تحت مسؤوليته، والنصوص الشرعية والقران ساوت بين الرجل والمرأة من حيث أداء كل منهما للأمانة الموكلة إليه كما ينبغي على كلا الزوجين أن بحفظ سر زوجه.

5- الأمانة في المجتمع

من خلال إتقان العمل والقيام به على أحسن وجه ومحاربة الفساد والمحافظة على أسرار المجالس وتجنب الغدر والخيانة، ايضًا التحكم في الشهوات والغرائز التي تؤدي إلى الفساد المجتمعي، بالإضافة إلى الحفاظ على أمانات الناس وردها إليهم ومنع النفس من الاعتداء على ما ليس من حقها من أموال الآخرين والمحافظة على أسرار الدولة.

إضافةً إلى حفظ أسرار الناس وكتمانها والأمانة في تبليغ الرسائل ونقلها سواء كانت كتابية أو لفظية، والتعامل بأخلاق مع الجيران والقرابة والأسرة والناس كافة وتقديم النصيحة والمشورة بصدق وإخلاص.

6- الأمانة في العمل

على المسلم أن يخلص لله تعالى في عمله وقوله ونيته، والقيام بالأفعال التي تؤدي إلى تحقيق ذلك من خلال الشعور دائمًا بأن ما فعله الشخص ليس كاملًا وأنه مازال مقصر في حق الله تعالى والاستفادة من قصص من أخلصوا في حياتهم وأتباعهم والنظر دائمًا إلى الجوانب التي يقصر فيها ومراجعتها.

بالإضافة إلى التأكد من اطلاع الله على عباده فهو القاهر الذي لا يغفل، لذا على العبد الحرص على أداء العبادات الغير ظاهرة للناس مثل الصدقة وقيام الليل وعدم إظهار العمل الذي يقوم به فالمسلم المخلص لله لا يحب أن ينظر الناس إليه.

التحلي بالأمانة من أفضل ما يقوم به العبد اتباعًا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلا يناسب المسلم أن يكون غير أمين وهو يتبع نبي الله المُلقب بالصادق الأمين.