كم عدد أركان العبادة؟ هل تختلف أركان الإسلام عن أركان العبادة؟ فكما للإسلام 5 أركان يوجد للإيمان ويطبق الأمر على العبادة أيضًا، والجدير أن هذا الأمر قد ورد على ألسنة كبار الفقهاء وعلماء الدين مستشهدين في كل معلومة بالسنة والقرآن الكريم، لذا سوف نتعرف على هذه الأركان بالتفصيل في السطور التالية.

 كم عدد أركان العبادة

يوجد 3 أركان للعبادة، فكل مسلم يجب أن يمارس العبادة فهو أمر مكلف به ليس سنة فقط، ويأتي خير دليل على ذلك الآية التي وردت في سورة الإسراء: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) الآية:44.

هذا يوضح أن كل شيء في هذا الكون يعبد الله ويسبح بحمده، لذا بعد تعرفنا على كم عدد أركان العبادة؟ سنتعرف على تلك الأركان بالتفصيل فيما يلي:

  • اتباع تعاليم الشريعة الإسلامية: أي يقوم المسلم بأداء كافة العبادات التي فرضت عليه ويلتزم فيها بآداب وتعاليم الشريعة، بحيث يقوم بما أمر الله به ويجتنب ما نهى عنه، فقد ورد في سورة الكهف الآية: 110 (فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) وآية أخرى (وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًاً) وتلك الآيات توضح مدى أهمية الالتزام بهذه التعاليم.
  • التحلي بالعزيمة: أن كل أمر يقوم به الإنسان يتطلب منه التحلي بالعزيمة، وهكذا العبادة بل إنها من أكثر الأمور التي تتطلب العزيمة للتغلب على وسوسة الشيطان وما تأمر النفس به، والدليل على ذلك ما ورد في سورة الأحزاب الآيتين 23، 24 (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا، لِّيَجْزِيَ اللهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا).
  • الإخلاص في عبادته سبحانه وتعالى: وهو أهم أركان العبادة، فإذا لم يتحلى المسلم بالإخلاص فكيف له أن يشعر بقيمة ما يقوم به، وهذا يتضح في سورة البينة الآية 5: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء) والإخلاص هنا نقصد به استحضار نية العبادة وتصفية النية وتخليصها من كل ما يشوه النفس من التفاخر والتكبر وغيره.

ما هي شروط العبادة

لكي تكون على يقين بأن عبادتك تم قبولها عند الله يجب أن تتوافر مجموعة من الشروط، وفي ظل الحديث نفسه عن كم عدد أركان العبادة؟ سوف نتعرف على هذه الشروط التي تتمثل في:

  • يجب اتباع كافة التعاليم الإسلامية دون استثناء أي منها.
  • التحلي بالأمانة والصدق والإخلاص عند أداء تلك العبادات.
  • أن تكون خاضع لله وموحد به وحده ولا تشرك به أحدًا.
  • يفضل التذلل لله، فإن التذلل له فيه تعظيم له، فإنك لا تعلم مدى أهمية هذا الأمر عند الله سبحانه وتعالى.
  • أن تكون العبادة متوافقة مع الدين أي تقوم بفعل ما أمر به وتبتعد عما نهى عنه، أي لا يجب أن يستند المسلم إلى أي عبادة لا يوجد بها دليل في الشرع أو السنة.
  • يجب الالتزام بممارسة كافة العبادات في الأماكن التي شرعها الله عز وجل لنا مثل الاعتكاف في المسجد بالنسبة للرجل وأداء الصلاة في الجامع وغيرها.
  • يعد من الضروري الالتزام بأداء كافة العبادات في موعدها فلا تؤخرها ولا تعجلها، ويعد من أهم تلك العبادات الصلاة والصوم وغيره.
  • محبة الله أكثر من أي شيء آخر فهو ركن أساسي من العبادة، وذلك لأن محبة أي شيء آخر أكثر من الله يكون له عذاب كبير والدليل على ذلك قوله سبحانه وتعالى: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ۗ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ) سورة البقرة الآية: 165، كما ورد في سورة آل عمران: الآية 31 (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ).

ما هي خصائص العبادة

قد يجهل الكثير أن للعبادة أيضًا خصائص، فكما حدد الله الواجبات على العبد حدد له حقوقه، لهذا في إطار الحديث عن كم عدد أركان العبادة؟ سوف نتعرف على هذه الخصائص التي تتمثل في:

1- تحقيق التوازن في العبادة

أي لا تقوم بالاهتمام بجانب محدد على حساب الجانب الآخر، فمثلًا لا تخير نفسك أن الصوم يسبب لك متاعب كثيرة لذلك سوف تصوم دون أن تؤدي الصلاة، وقم بقياس هذا الأمر على باقي العبادات، كما يجب الإلمام بكافة العبادات فلا تتوقف عبادتك على الصلاة والصوم فقط.

بل هناك حج ودعوة الناس للدين وتعليمهم ما أمر الله به أنهيهم عما نهى عنه، فلا تتحدد العبادات على مجرد الممارسات البدنية، حاول بقدر استطاعتك نشر الخير والتعاليم الصحيحة التي تعلمتها وساعد غيرك فكل هذه الأمور تندرج ضمن العبادة أيضًا.

2- الوصول إلى الشمول بالعبادة

يجب معرفة أن كلمة العبادة تشتمل على كافة التعاليم والممارسات الإسلامية والأوامر والنواهي التي أمرنا الله عز وجل بها، فإن ذكر الله ومحبته وغيرها من العبادات القلبية والقولية أمر أساسي لكي تصل إلى شمول عبادتك، بالإضافة إلى ضرورة توطيد العلاقة بينك وبين الله سبحانه وتعالى، وتحسين علاقتك بالآخرين.

3- التيسير من عملية العبادة

لابد أن يعلم المسلم أن الله سبحانه وتعالى حينما أنزل دين الإسلام لم يحدد فيه أي نوع من المشقة أو التسبب بالحرج على الإنسان، ويأتي الدليل على ذلك قول الله تعالى في سورة المائدة الآية 6: (مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ) فنلاحظ أنه حينما تم فرض الصيام على كل المسلمين قد ذكر سبحانه وتعالى بعض الاستثناءات التي لا تتمكن من الصيام حتى لا يسبب لهم حرج أو يزيد من مشقة الصيام عليهم.

مثل المرضى والمسافر بل طلب أن يقوم العبد بصيامهم في وقت آخر يستطيع فيه الصيام أو التكفير عنها، وقد كان النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) دائمًا حينما يقوم بالاختيار بين آمرين يقوم باختيار الأمر الأسهل، وهذا ما ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها:

(ما خُيِّرَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بيْنَ أمْرَيْنِ قَطُّ إلَّا أخَذَ أيْسَرَهُمَا، ما لَمْ يَكُنْ إثْمًا، فإنْ كانَ إثْمًا كانَ أبْعَدَ النَّاسِ منه، وما انْتَقَمَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لِنَفْسِهِ في شيءٍ قَطُّ، إلَّا أنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللَّهِ، فَيَنْتَقِمَ بهَا لِلَّهِ) أخرجه البخاري ومسلم

لا وبل نهى النبي الأشخاص على المغالاة في العبادة، فإن هذا الأمر تكون نتائجه سلبية على الفرد ولا يحب الله أن يكلف الإنسان إلا ما تتحمله طاقته، لذا أحرص على تيسير العيادة وليس شريطة أن تقوم بكافة الواجبات ما دمت غير قادر بل قم بما تستطيع عليه نفسك فقط.

ما هي أهمية العيادة

استكمالًا لحديثنا عن كم عدد أركان العبادة؟ فإن هناك الكثير من الفضائل للعبادة فالأمر لا يتوقف فقط على مجرد الحصول على الثواب، لذا سوف نعرض لكم فضل العبادة فيما يلي:

  • قد روى أبو هريرة حديث عن النبي (يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ علَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إذَا هو نَامَ ثَلَاثَ عُقَدٍ يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ، فَارْقُدْ فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ، انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فإنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فأصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ وإلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلَانَ): أخرجه البخاري.
  • الحصول على الثواب الكبير من الله سبحانه وتعالى ومنزلة عظيمة، ونستدل على ذلك من قوله سبحانه وتعالى (رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ، لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) سورة النور: الآية 37
  • ترفع منزلة العبد عند الله وتوطد العلاقة بينهم، ويكون خير دليل على ذلك قول الله سبحانه وتعالى في سورة الحديد الآية 10: (لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).

أن هذه الأركان تتطلب أن يتحلى المسلم بالالتزام والإخلاص عند أدائها كغيرها من الأركان، ويجب العلم أن هذه الأركان قد تم الوصول إليها من أحاديث الرسول التعاليم الشرعية.