كم نصيب الزوجة من ميراث زوجها؟ وما هي موانع ميراث الزوجة؟ إن الدين الإسلامي أقام العدل وحسم الجدل في مسألة قيمة الميراث، وذلك لأن الله تعالى أوضح ذلك الأمر مباشرةً في القرآن الكريم خاصةً سورة النساء حتى لا يتصارع الناس على المال، لذا سنتطرق إلى الإجابة على هذه الأسئلة بشكل تفصيلي في الفقرات التالية.

كم نصيب الزوجة من ميراث زوجها

لقد اتفق جمهور العلماء على أن المرأة المتزوجة يحق لها أن ترث الثمن إذا توفى زوجها وكان لديها ابن بينما يحق لها أن تحصل على ربع الميراث في حالة إن لم يكن لديها أبناء، والدليل على ذلك ما ورد في سورة النساء حيث قال الله تعالى:

(وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ ۚ فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم ۚ مِّن بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ).

مع ضرورة التنبيه إن ذلك الابن الذي يوجد لدى المرأة لا يشترط أن يكون ذكر، فالمرأة إذا كان لديها فتاة تحصل أيضًا على الثمن وليس الربع من ميراث الزوج، وقد أكد الدردير على ذلك الأمر حينما قال: (والثمن لها أو لهن بفرع لاحق بالزوج من ولد أو ولد ابن ذكرا أو أنثى منها أو من غيرها).

وفي حالة إن كانت الزوجة هي الزوجة الثانية، فإن ميراثها يتم حسابه بنفس الطريقة التي تحصل الزوجة الأولى بها على الإرث أي تحصل على الربع إن لم يكن لديها أطفال، وعلى الثمن إن كان لديها.

موانع ميراث الزوجة

من المعروف أن الدين الإسلامي يبيح للمرأة أن ترث زوجها، ولكن هناك بعض الأمور التي قد تحول بينها وبين ذلك، لذا سنوضحها بشيء من التفصيل في النقاط التالية:

أولًا: حدوث طلقة بائنة كبرى

في حالة إن طلق الزوج زوجته قبل الموت طلقة بائنة، فإنها لا تحصل على أي شيء من الميراث، ولكن إذا عمد الزوج إلى تطليق زوجته حتى لا تحصل على نصيبها من الإرث، فإنها يكون لها الحق في الميراث، وذلك ما اتضح لنا في شرح الخرشي لمختصر خليل حيث قال: (مذهب المدونة أن الرجل إذا طلق زوجته في مرضه، وطال مرضه وانقضت عدتها منه وتزوجت غيره أن إرثها لا ينقطع منه، بل لو تزوجت أزواجاً وطلقها كل منهم في مرضه المخوف وطال مرضه ثم ماتوا فإنها ترثهم كلهم).

ثانيًا: اختلاف الملة والدين

في حالة إن كانت زوجة الرجل المتوفي تعتنق أي دين من الأديان السماوية غير الإسلام، فإنه لا يحق لها أن تحصل على نصيب من ميراث زوجها، وذلك لوجود تباين واضح في العقيدة بينهما، والدليل على ذلك قول الرسول- صلى الله عليه وسلم-:

(لا يَرِثُ المُسْلِمُ الكَافِرَ، وَلَا يَرِثُ الكَافِرُ المُسْلِمَ).

ثالثًا: القتل

في ظل التعرف على إجابة سؤال كم نصيب الزوجة من ميراث زوجها؟ يجب أن نكون على دراية بأنه إذا قامت المرأة المتزوجة بقتل زوجها قصدًا، فإنها لا تحصل على أي شيء من الميراث.

شروط إرث الزوجة من زوجها الميت

هناك الكثير من الشروط التي يجب التحقق من توافرها حتى تحصل المرأة المتزوجة على الميراث بعد وفاة زوجها، وذلك ما علمناه خلال البحث عن إجابة سؤال كم نصيب الزوجة من ميراث زوجها؟ لذا سنوضحها بشيء من التفصيل في النقاط التالية:

  • يجب أن تكون المرأة لا زالت على ذمة زوجها.
  • يمكن أن تحصل المرأة المطلقة على ميراث طليقها في حالة إن كانت الطلقة رجعية ولم تنتهي شهور العدة بعد.
  • التحقق من أن الزوج قد مات بالفعل.

إن الدين الإسلامي لا يحرم المرأة حقها حيث إنه سن إليها قيمة مرضية من ميراث الزوج عند وفاته، ولكن يجب التأكد من أن جميع الشروط متوافرة حتى يحق لها الحصول على نصيبها.