كيف تختم القرآن في شهر رمضان؟ وهل يمكن إكمال الختمة بعد رمضان؟ من عظيم العبادات المستحبة في شهر رمضان المبارك أن يقوم المسلمون بتلاوة ما تيسر لهم من كتاب الله، ويرغبون في ختمه لمضاعفة الأجر والثواب، وفي ذلك يتنافس المتنافسون.. في الختم أكثر من مرة أملًا في الحصول على منزلة أعلى وثواب أكبر عند الله سبحانه وتعالى.

كيف تختم القران في شهر رمضان

من الأحرى بالعبد أن يضع خطة له يسير وفقًا لها في شهر رمضان المبارك حتى لا يضيع فرصة الشهر الكريم ويقوم بالعبادات والطاعات على أكمل وجه، وفي تلك الخطة نجد كيفية ختم القرآن في شهر رمضان.

على أن تكون الكيفية مناسبة للقدرة والاستطاعة، فلا يكلف الله نفسًا إلا وسعها، لذا لا يجب على العبد أن يحمل نفسه فوق طاقته، فقليل دائم أفضل من كثير غير دائم.. وهكذا تكون قراءة القرآن، القليل منها إن كان بتلاوة وتدبر خير من الكثير دون تدبر.

هذا والتدبر والتفكر في آيات الله يزيد من أجر التلاوة فيكون الثواب مضاعفًا من عند الله سبحانه، ومن يعمل بما يتلو من الآيات فإن ثوابه عند الله أعظم، وفي صدد الرد على السائل كيف تختم القرآن في شهر رمضان.. فتختلف الطريقة التي يمكن للعبد اتباعها في ختم القرآن حسب ما يحدد كم مرة يختمه، كما يلي:

  • ختم القرآن مرة واحدة: في كل يوم من أيام رمضان يقرأ جزء من القرآن.. والجزء عشرون صفحة، فيقسمها على كل صلاة من الصلوات الخمس، لتكون التلاوة صفحتين قبل الصلاة وصفحتين بعدها.
  • ختم القرآن مرتين: تلاوة جزئين يوميًا، وإن تم تقسيمها على الصلوات الخمس، تكون التلاوة 4 صفحات قبل الصلاة، و4 بعدها.. حتى تصير محصلة التلاوة اليومية 40 صفحة أي ما يعادل جزئين.
  • ختم القرآن ثلاث مرات: تلاوة 3 أجزاء يوميًا.. تلاوة 6 صفحات قبل وبعد كل صلاة، لتكون المحصلة 60 صفحة من القرآن، أي 3 أجزاء.
  • ختم القرآن 4 مرات: قبل وبعد كل صلاة من الصلوات المفروضة يقرأ العبد ما تيسر من آيات الله ما يعادل 8 صفحات، لتكون محصلة اليوم 80 صفحة أي 4 أجزاء يوميًا.
  • ختم القرآن 5 مرات: من يرغب في الاستزادة ومضاعفة الثواب عند الله، من الممكن أن يختم القرآن 5 مرات في الشهر الكريم، فيتلو في كل يوم مائة صفحة، وإن قسمها على ال 5 صلوات المفروضة، فإنه يصاحب كل صلاة بقراءة 20 صفحة، أي جزءًا من القرآن.

بذلك علمت كيف تختم القرآن في شهر رمضان، ومن الممكن أن يتلو العبد من ختمة القرآن أثناء الصلاة فيكون قد جمع بين عبادتين في آن واحد، وإن لم يكن حافظًا لها عن ظهر قلب فله أن يقرأ من المصحف ما تيسر من كتاب الله، فجموع الفقهاء أجازوا ذلك، إن كان ليس في الأمر تشتيتًا للعبد عن أداء الصلاة.

أجر ختم القرآن

من يتلو آيات الله في آناء الليل وأطراف النهار ويغتنم وقته في التلاوة فإن ذلك من خير العبادات وأفضلها وأكرمها عند الله، لاسيما إن كانت قراءة القرآن بتدبر وتفكر في آيات الله وما بها من معان وعظات.

فمن يجعل كتاب الله له نورًا يهتدي به يرسل الله في قلبه قبس من نوره، فينعم عليه بالخلق الحسن والقول الحسن، ويكون عمله صالحًا، بإذن الله تعالى وكرمه الواسع.

من يقرأ آيات الله تعالى مخلصًا النية له سبحانه، فإن الله يحفظه في كنفه ورعايته، ويحصنه من كل شر ومن شياطين الأنس والجن، كما أن بذكر الله تطمئن القلوب وتهدأ النفوس.

أما عمن يختم القرآن في شهر رمضان المبارك فهو بذلك جمع بين عبادتين من أجلّ العبادات عند الله، وهما الصيام وقراءة القرآن.. فبذلك يكون العبد صوّامًا تاليًا آيات الله متدبرًا إياها، فيجزى من الله خير الفضل والجزاء.. وفيما يلي بيان لذلك الفضل العظيم:

  • يحشره الله مع زمرة المتقين الصادقين المخلصين في أعلى الجنان.
  • يجزيه الله على كل حرف يتلوه في كتاب الله حسنة، ويضاعف الحسنة بعشرة أمثالها.
  • يتقرب المؤمن إلى الله، ويرقيه الله في منزلة أعلى كلما كان مرتلًا لآيات الله.
  • يشفع القرآن لمن يتلوه في الآخرة، ويكون القرآن سببًا في رضاء نفسه وتنوير قلبه.

هل ختم القرآن واجب في رمضان

يعتبر ختم القرآن في العموم وفي شهر رمضان خاصة من أفضل الأعمال الصالحة التي تجعل فاعلها ينال كل الخير والثواب، وفيه اقتداء بسنة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح.. إلا أنه ليس واجب، فمن لا يختمه لا يعد آثمًا.

فقد هو من العبادات المستحبة في شهر رمضان على وجه الخصوص ومن لا يختمه فقد ضيع عليه ثواب اغتنام قراءة القرآن في الشهر المبارك، ويكون أضاع فرصة إتمام العبادات من صيام وصلاة وقراءة قرآن معًا.

فكان الصحابة رضوان الله عليهم يختمون القرآن عن ظهر قلب الكثير من المرات لا مرة واحدة في الشهر الكريم، متنافسين في أوجه الخير والثواب فيما بينهم.

تكملة ختم القرآن بعد رمضان

من اليسير على المسلمين أن الله جعل لهم في كل عبادة تسهيلًا لنيل الجزاء كله، للراغب منهم في التعبد، ولمّا كانت قراءة القرآن في مجملها خيرًا في كل شهور العام لا في شهر رمضان فحسب، فإنه يمكن أن يسعى العبد إلى قراءة القرآن على الدوام كل يوم في ورد بسيط قدر الاستطاعة.

وفقًا لذلك يمكن للمسلم أن يكمل ختمته التي بدأ فيها في رمضان ولم يستطع أن يكملها على انتهاء الشهر، سواء إن كانت الختمة الأولى أم الثانية، والأفضل أن يبدأ في ختمة جديدة مع بداية شهر جديد بعد أن ينتهي من ختمة رمضان.. وله في ذلك أن يعرف كيف تختم القرآن في شهر رمضان على قدر سعته.

للمسلم أجر عظيم إن كان قارئًا للقرآن الكريم متدبرًا لآياته، ومن يريد ختم القرآن في رمضان فهو بذلك يتقرب إلى الله بصالح العبادة.