لماذا أمر الرسول الزوجين بالاستحمام معًا؟ وما فوائد ذلك؟ حيث هناك الكثير من النصائح والطرق التي وردت إلينا من السنة النبوية وكان الرسول يتبعها مع زوجاته تساهم في الحفاظ على السعادة الأسرية، وهذا ما سوف نتطرق للتعرف عليه اليوم من ضمن عرضنا إلى حكم استحمام الزوجين معًا من السنة النبوية في السطور القادمة.

لماذا امر الرسول الزوجين بالاستحمام معا

كان سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- يوضح لنا أمور تساعد على استمرار العلاقة الزوجية في سعادة ونجاح، وذلك لأن الدين الإسلامي اهتم بتقديس العلاقة الزوجية، وجعلها من أسمى العلاقات في الوجود.

في صدد حديثنا حول لماذا أمر الرسول الزوجين بالاستحمام معًا؟ نجد أن الرسول أوصى بأن من الأفضل للزوجين الاستحمام معًا وبشكل خاص بعد الانتهاء من ممارسة الجماع، ويعود الأمر في ذلك إلى أن هذه الطريقة تساعد على زيادة المحبة والود بين الزوجين.

بالإضافة إلى أنها من الطرق الطيبة والرومانسية التي تساهم في توطيد العلاقة الزوجية بين الطرفين، وكان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يتبع هذه الطريقة مع زوجته السيدة عائشة.

حيث ورد إلينا من السنة النبوية حديث عائشة رضي الله عنها، زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم، أنها قالت: “كنت أغتسل أنا ورسول الله صلى الله عليه وسلم في إناء وحيد بيني وبينه تختلف أيدينا فيه فيبادرني حتى أقول له دع لي، دع لي” أي اترك لي شيئا اغتسل به قالت وهما جنبان.

فيما سبق وضح أنه يجوز للزوجان أن يغتسلا في إناء واحد وأن يرى كلًا منهما عورة الآخر، وذلك استنادًا لقول الله تعالى في القرآن الكريم: “وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ [المؤمنون: الآيتين 5-6]”.

فوائد استحمام الزوجين معًا

بعد الاطلاع على إجابة سؤال لماذا أمر الرسول الزوجين بالاستحمام معًا، دعونا نتعرف على الفوائد التي يمكن الحصول عليها في حالة استحمام الزوجين معًا، وذلك على النحو التالي:

1- زيادة السعادة الزوجية

ثبت من خلال العديد من الدراسات التي أجريت في صدد هذا الموضوع، أن استحمام الزوجين معًا من شأنه أن يزيد من معدل السعادة الزوجية، وهو ما يوطد العلاقة بشكل أكبر مع شريك الحياة، وبالتالي التخلص من كافة المشاعر السلبية التي تسيطر وتتسبب في ظهور الخلافات فيما بينهم، ويسود الهدوء والسعادة على الطرفين.

2- التقليل من القلق والتوتر

كما أن استحمام الزوجين معًا من شأنه أن يقلل من حدة التوتر والقلق وحصول الطرفين على تهدئة للأعصاب، وذلك من خلال الاسترخاء والسعادة التي تنتج من هذه الخطوة، لذا عادةً ما ينصح الطب النفسي الزوجين بالاستحمام معًا بعد المرور بيوم طويل من التعب، وذلك من أجل الحصول على قدر كبير من الطاقة في غضون ثوانِ قليلة.

3- علاج مشكلات القلب

ثبت طبيًا أن استحمام الزوجين معًا من شأنه أن يُعالج الكثير من المشكلات الصحية في القلب، وقد يعود الأمر في ذلك إلى أن هذه الخطوة تساهم في زيادة معدل ضربات القلب والحماية من التعرض للأمراض.

علاوةً على أن الاستحمام بالماء الدافئ من شأنه أن يساعدك في الحصول على علاقة متناسقة ومتناغمة خالية من المشاعر السلبية ومليئة بالتأثير الإيجابي وذلك لأنها تساهم في تحفيز الدورة الدموية.

4- زيادة الرغبة الجنسية

مشاركة كل شيء مع شريك الحياة من شأنها أن تزيد من الحب والمودة بين الطرفين، فما بالك بمشاركة الاستحمام، بالطبع هذا الأمر قد يزيد من الرغبة الجنسية للطرفين، وبالتالي يعيش كلٍ منهما مواقف ومشاعر حميمية أكثر من السابق، وتسود السعادة على العلاقة الزوجية.

5- التخلص من الروتين

في حال كان هناك معاناة من الروتين اليومي للزوجين، فمن الأفضل اِتباع طريقة الاستحمام سويًا من وقت لآخر، وذلك لأنها من الطرق الفعالة التي تساعد على كسر الروتين، كما من الممكن ممارسة العلاقة أثناء الاستحمام مما يخلق أجواء جديدة بدلًا من ممارستها في غرفة النوم.

6- التخلص من الخجل

هناك الكثير من الزوجات اللواتي يشعرن بالخجل الشديد من أزواجهن، الأمر الذي قد يتسبب في إزعاج بعض الرجال، لذا يمكن اللجوء إلى الاستحمام سويًا وذلك لأنها من الطرق الفعالة التي تساهم في التخلص من الخجل والشعور بالسعادة والفرحة مع زوجك.

7- زيادة الثقة بالنفس

ثبت من خلال الكثير من التجارب الحياتية السابقة أن استحمام الزوجين معًا من أكثر الأمور التي تزيد من الثقة بالنفس للمرأة أمام زوجها، بالإضافة إلى قدرتها على التعري بسهولة والتصرف بتلقائية دون الشعور بالخجل أو الإزعاج أو الخوف من ذلك.

8- علاج سرعة القذف عند الرجال

إن هذه الطريقة من شأنها أن تعالج الكثير من المشكلات الجنسية التي يعاني منها الرجل، مثل سرعة القذف، ويعود الأمر في ذلك إلى أنها تساعده على التحكم في شهوته ورغبته.

كيفية الحفاظ على السعادة الزوجية من السنة النبوية

في إطار عرضنا اليوم إلى إجابة سؤال لماذا أمر الرسول الزوجين بالاستحمام معًا؟ دعونا نتعرف على طرق أخرى للحفاظ على السعادة الزوجية بين الطرفين من السنة النبوية، وذلك على النحو التالي:

يجب على الرجل أن يثق في زوجته ولا يخونها، حيث ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم «نهى أن يطرق الرجل أهله ليلًا يتخونهم أو يلتمس عثراتهم»، رواه مسلم.

كما من الأفضل أن يداعب الرجل زوجته وأن يقوم بتقبيل موضع فمها أثناء الطعام والشراب، وذلك وفقًا لِما روي عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: «كنتُ أشربُ منَ القدَحِ وأنا حائضٌ فأناولُهُ النَّبيَّ فيضعُ فاهُ على موضعِ فيَّ فيشربُ منْهُ وأتعرَّقُ منَ العرقِ وأنا حائضٌ فأناولَهُ النَّبيَّ فيضعُ فاهُ على موضعِ فيَّ»، سنن النسائي.

أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- بإكرام أهل وأصدقاء الزوجة، وذلك بقول عائشة رضي الله عنها: «ما غرت من أحد من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة وإن كان ليذبح الشأة فيتتبع بها أصدقاء خديجة فيهديها لهن»، سنن الترمذي.

الاهتمام بالزوجة في وقت المرض، ومساعدتها من أجل الشفاء حيث روى عن عائشة رضي الله عنها: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوذات»، رواه مسلم.

من أفضل ما يمكن أن يقوم به الزوج مع زوجته هو الإنكاء في حجرها، حيث روى عن عائشة رضي الله عنها: «كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يضع رأسه في حجري فيقرأ وأنا حائض»، سنن أبي داود.

كما يجب على الزوج أن يصطحب زوجته في السفر، وذلك لِما روى عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرًا أقرع بين نسائه، فأيتهن خرج سهما خرج بها معه»، متفق عليه.

في حال بكت الزوجة يجب على الزوج أن يمسح دموعها ويواسيها، لِما روى عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «كانت صفية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، وكان ذلك يومها فأبطت في المسير، فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي تبكي وتقول: «حملتني على بعير بطيء»، فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح بيده عينها ويسكتها»، السنن الكبرى للنسائي.

كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- أكرم خلق الله في التعامل مع زوجاته في الحياة، فهو خير مثال يُمكن أن يقتدي به الرجُل في التعامل مع زوجته من أجل الحصول على أسرة ناجحة.