ما حكم نسبة النعم إلى غير الله؟ وما هي نعم الله تعالى على عبدُه؟ حيث كثيرًا ما يقوم العبد بنسبة النعمة أو الخير الذي رزقة الله له إلى أي من الأشياء المسببة ونسيان المسبب الرئيسي وهو الله -سبحانه وتعالى- من أعطى للعبد كافة صور النعم المحيطة به، لذلك يجب شكر الله على هذه النعم والخيرات التي تم منحها، فبالشكر يستطيع المسلم أن يحصل على أكثر ما كان يتمنى.

ما حكم نسبة النعم إلى غير الله

أنعم الله -عز وجل- بالعديد من النعم التي لا يمكن حصرها، فمعرفة الله هي واحدة من أهم النعم التي أنعم بها الله على عبده، بالإضافة إلى ذلك إرسال الرسل بالكتب السماوية التي تهدي الأمم، وخلق السماوات والأرض والكثير من النعم التي لا حصر لها، لذلك يجب أن يشكر الله عليها.

لكن من أكثر الأشياء المنتشرة في هذا الوقت، هو نسب هذه النعم إلى غير الله، ونسيان المسبب الأساسي، لذلك يجب العلم ما حكم نسبة النعم إلى غير الله؟ وهو كالتالي:

1- كفر النعمة

أن تنسب النعمة خارج الله، وهذا النوع من الكفر الأصغر، بدليل: زيد بن خالد الجهني قال: رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقودنا إلى صلاة الفجر في الحديبية، فلما انتهى التفت إلى الناس فقال:

“هل تدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر، فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكوكب، وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب.

2- الكفر الأكبر

هو الشخص الذي ينسب البركة إلى غير الله سبحانه وتعالى، مع الاعتراف بأنها ليست من الله، أو إنكار نعمة الله على الإطلاق، أو ينسبها بلسانه في حالة عدم إيمانه بها، فتعتبر هذه الصور كافة كفر بنعم الله فهذا يخرج المسلم من الملة.

من المعروف أن نسب النعم لغير الله صورة من صور الكفر والخروج من الإسلام، فمن الممكن أن يتم ذلك من خلال نسبة النعم إلى مسببات الخارجة والبعد عن المسبب الرئيسي وهو الله سبحان وتعالى، وجاء ذلك في قول الله عز وجل: يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ“.

أمثلة لنسبة النعم إلى غير الله

بعد التعرف على إجابة سؤال ما حكم نسبة النعم إلى غير الله، يجدر بنا توضيح أن نسب النعم هي واحدة من الأشياء المكروهة عند الله سبحانه وتعالى، ومن الأمثلة على ذلك ما يلي:

  • يحصل أحد الموظفين على ترقية في العمل، وينسب هذه النعمة إلى عمله الشاق وجهده، وهذا ليس من فضائل الله تعالى عليه.
  • فتاة ناجحة في دراستها وحصلت على درجات عالية، فتنسب النعمة إلى ذكائها واجتهادها، ولا تشكر الله تعالى على كل ما أعطته إياها.
  • في أحد الأراضي الزراعية ينزل المطر الذي يساعد على ري الأرض، فيعتبر البشر أن نزول هذا المطر بسبب ظهور أحد النجوم.
  • أحد الأمهات يمرض ابنها، فتذهب إلى طبيب، فيعطيها العلاج المناسب له، فتقول إن السبب في الشفاء هو العلاج الذي أعطاه الطبيب، والبعد عن المسبب الرئيسي وهو الله سبحانه وتعالى.

أنواع النعم

بالإضافة إلى التعرف على إجابة سؤال ما حكم نسبة النعم إلى غير الله، يجب على المسلم أن يتعرف على النعم التي يمنحها الله للمسلم، وأن هذه النعم لا يمكن حصرها، فمنها التالي:

  • الإيمان: هي واحدة من النعم التي وهبها الله لنا، وأول النعم التي أنعمها على عبده، لذلك يجب أن يحمد الله عليها كثيرًا، وجاء ذلك في قول الله سبحانه وتعالى: يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا على إسلامكم بل الله يمنَّ عليكم أن هداكم للإيمان إن كنتم صادقين.
  • الأمن: واحدة من أكثر النعم أهمية هي نعمة الأمن والألفة بين البشر، فهي الأساس التي نشأت عليها الدولة الإسلامية، وجاء ذلك في قول الله تعالى: وأذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون”.
  • المال: هي من النعم العظيمة الذي يمنحها الله للعبد، لذلك يجب عليه أن يستخدمها في كافة ما يرضي الله، وذلك في إنفاق المال في الصدقة، وعدم استخدام المال فيما حرم الله من مأكل وملبس ومشرب.
  • نِعَم عامة: يوجد العديد من النعم فكل ما هو محيط بالإنسان نعم قد منحها الله له، فهذه النعم لا يمكن حصرها، فتبدأ من بداية خلق الإنسان من الكلام والسمع والبصر، وبالتالي العقل السليم الذي يستطيع أن يفكر به بالشكل الصحيح، والذرية الصالحة من الأبناء والراحة والسعادة.

واجب المسلمين تجاه النعم

استكمالًا للإجابة على سؤال ما حكم نسبة النعم إلى غير الله، يجب أن يعلم العبد أن الله فرض العديد من الواجبات على المسلم تجاه النعم، فهذا واحد من حق الله على عباده الصالحين الموجودين في الأرض، لأن الله يعطي العديد من النعم التي يمنَّ بها على المسلم، فالواجبات تتمثل في عدة أمور، وهي:

  • شكر الله على كافة النعم، وقول الحمد لله طوال الوقت.
  • نسب هذه النعم إلى الله، فلا يصح نسبها لغير الله سبحانه وتعالى.
  • عدم إنكار النعم التي يرزق الله العبد بها.
  • البعد عن الإسراف في النعم.
  • المحافظة على النعم التي وهبها الله للمسلم.
  • من أكثر الصور التي تساعد المسلم على شكر الله، هي عدم إهدار النعم فيما يغضب الله.
  • في حالة أن رزق الله للعبد في الذرية الصالحة، يجب أن يحافظ عليهم وتحصنهم من الشيطان الرجيم، وتربيتهم من صغرهم على طاعة الله سبحانه وتعالى ورسوله.

لكن من أكثر الأشياء التي تجب على المسلم هي الشكر، فيجب شكر الله بكل الصور الممكنة، فهذه النعم التي رزقها الله للعبد، أقل ما يمكن أن يقدمه العبد لربه عليها هي الشكر، ومن صور الشكر كالتالي:

  • شكر القلب: من أهم صور الشكر، ففي هذه الحالة يعرف المؤمن أن واهب هذه النعم هو الله سبحانه وتعالى، ويعرف أن الله هو جالب هذه النعم من القلب، ولا يوجد أحد سواه.
  • شكر اللسان: في هذه الحالة يجب على المسلم، أن يحمد الله في كل وقت، بقول الحمدلله، وبالتالي يجب عليه أن يذكر فضل الله عليه والحديث عن هذه النعم الجليلة.
  • شكر الجوارح: يجب على المسلم أن يستغل كافة الجوارح التي وهبها الله له، في عمل كافة صور الطاعه والشكر لله، والبعد عن المعاصي.

يجب أن يعلم المسلم كيف يشكر ربه على النعم، وأن يكون على دراية كبيرة بكافة صور الشكر، فالله هو من أعطى له كافة النعم التي تحيط به.