ما هو معنى قوله صلى الله عليه وسلم فأدلجوا؟ وما هو شرح الحديث الذي وردت به؟ حيث إن الأحاديث النبوية الشريفة قد اشتملت على الكثير من المعاني العربية الفصيحة، لتؤكد لنا أنه لا يوجد إنسان في فصاحة النبي-صلى الله عليه وسلم- بالرغم من إنه كان لا يعلم القراءة والكتابة، لذا سنقوم بتسليط الضوء على معنى كلمة أدلجوا التي وردت على لسانه أكثر من مرة فيما يلي.

معنى قوله صلى الله عليه وسلم فأدلجوا

لقد وردت كلمة “فأدلجوا” على لسان النبي- صلى الله عليه وسلم- في الحديث الشريف الذي رواه أبو موسى الأشعري عن الرسول- عليه الصلاة والسلام- حيث قال:

(إنَّ مَثَلِي ومَثَلَ ما بَعَثَنِيَ اللَّهُ به كَمَثَلِ رَجُلٍ أتَى قَوْمَهُ، فقالَ: يا قَوْمِ إنِّي رَأَيْتُ الجَيْشَ بعَيْنَيَّ، وإنِّي أنا النَّذِيرُ العُرْيانُ، فالنَّجاءَ، فأطاعَهُ طائِفَةٌ مِن قَوْمِهِ، فأدْلَجُوا فانْطَلَقُوا علَى مُهْلَتِهِمْ، وكَذَّبَتْ طائِفَةٌ منهمْ فأصْبَحُوا مَكانَهُمْ، فَصَبَّحَهُمُ الجَيْشُ فأهْلَكَهُمْ واجْتاحَهُمْ، فَذلكَ مَثَلُ مَن أطاعَنِي واتَّبَعَ ما جِئْتُ به، ومَثَلُ مَن عَصانِي وكَذَّبَ ما جِئْتُ به مِنَ الحَقِّ).

المقصود بهذه الكلمة السير في أول الليل حيث إن الدلجة في المعجم العربي تعنى الظلمة، والفعل أدلج في اللغة العربية يعني سار، وهي من الكلمات العربية الفصيحة التي أصبحت قليلة الاستعمال في وقتنا الحالي.

شرح حديث إن مثلي ومثل ما بعثني الله به

لقد قصد الرسول- صلى الله عليه وسلم- أن يقول هذا الحديث في صورة المثل حتى لا يجد المسلمون صعوبة في فهمه، مع العلم إن العرب قديمًا كانوا يستعملون المثل بكثرة بهدف الإيجاز والاختصار، وبهدف توضيح المعنى المقصود.

أراد الرسول- صلى الله عليه وسلم أن يوضح موقف الناس عندما سمعوا ما جاء به من الله تعالى من الحق والنور والهدى والفرقان، وذلك من خلال سرد قصة تشبه ما وقع معه- عليه الصلاة والسلام- حيث إنه يحكي أن هناك رجل كان يعرف بالصدق فإنه لن يكذب قط في أي شيء طوال حياته، رأى بعينه جيش قادم ليغزو قومه وقد قاموا بأسره…

أخذوا منه ثيابه فأصبح عاريًا، ولما سنحت له الفرصة ليقوم بتحذير قومه ذهب إليه وهو عاريًا، فانقسم الناس إلى فريقين منهم من ربط بين ماضيه الذي لا يوجد به كذبة وبين وضعه الحالي فهو بلا أي ثياب، فصدقوه وذهبوا معه، فكتبت لهم النجاة من الجيش القادم، وقوم كذبوه، فكان مصيرهم الهلاك الأبدي.

ذلك ما حدث مع النبي- صلى الله عليه وسلم- حيث إن هناك من صدقوه وآمنوا برسالته، فكانوا من الرابحين في الدنيا والآخرة، وذلك لأن الطاعة لا تأتي إلا بعد التصديق، على عكس الكافرين الذين كذبوه، ومن المستحيل أن يتبع التكذيب طاعة، فكان جزاءهم الهلاك في الدنيا والآخرة، مع العلم إن الجيش الذي ورد في الحديث الشريف هو نار جهنم، والفتن، والزنا، وشتى أنواع المعاصي.

كلمة أدلجوا في السنة النبوية

في ظل التعرف على إجابة سؤال ما معنى قوله صلى الله عليه وسلم فأدلجوا، يجب أن نكون على دراية بأن هذه الكلمة جاءت في العديد من الأحاديث مع العلم إنه كانت تحمل ذات المعنى بهم كلهم، ومنها قول الرسول- صلى الله عليه وسلم-: (أمَا كان حقٌّ أنْ يُنوَّلَ عاشِقٌ تكلَّفَ إِدلاجَ السُّرَى والودائِقِ).

معنى قوله صلى الله عليه وسلم فأدلجوا من المعاني الجميلة للغاية التي تدل على إن الدين الإسلامي دين تسامح وصدق ومحبة وعلم وفصاحة.