من ثمرات بر الوالدين في الدنيا والآخرة ماذا؟ وكيف يمكن الإحسان للوالدين؟ فجاء الدين الإسلامي رحمةً للعالمين واهتم بمختلف مجالات الحياة والبشر خاصةً الوالدين، لما لهما من فضل عظيم على الإنسان، ولأن الأسرة هي الوحدة الأساسية في نمو الفرد وتطوره فجاءت مكانتها في الإسلام عظيمة، لذا سنعرض لكم أهم ثمرات بر الوالدين فيما يلي.

 من ثمرات بر الوالدين في الدنيا والآخرة

يعد بر الوالدين من الأمور التي حثنا الله عليها وربطها بدخول المسلم الجنة أو حرمانه منها، كما أن الرسول كان يحث أمته دائمًا على ضرورة بر الوالدين وطاعتهم في كل أمر مادام لا يطلب منك الشرك بالله.

فقد وعد الله المسلم الذي يبر والديه بأجر عظيم في الدنيا والآخرة، وهي ليست مجرد عبادة يؤجر عليها العبد فقط بل لها ثمرات عديدة، لذا سنطرح لكم قائمة تضم أهم ثمرات بر الوالدين في الدنيا والآخرة فيما يلي:

  • أهم أسباب دخول المسلم للجنة، ويأتي خير دليل على ذلك عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ” رغم أنف، ثم رغم أنف، ثم رغم أنف ” قيل: من يا رسول الله؟ قال: ” من أدرك أبويه عند الكبر أحدهما أو كلاهما فلم يدخل الجنة “ [صحيح مسلم].
  • تساهم في تخلص المسلم من ذنوبه.
  • قد ربط الله بر الوالدين برضاه ويأتي ذلك في الحديث الشريف قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “رِضى اللَّهِ في رِضى الوالِدَين”. [صحيح الترمذي].
  • يتمتع المسلم بعلو الشأن سواء كانت في الدنيا أو الآخرة.
  • تأتي مرتبة بر الوالدين في المرتبة التي تلي الصلاة مباشرة، عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: “سَأَلْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ الأعْمالِ أحَبُّ إلى اللهِ؟ قالَ: الصَّلاةُ علَى وقْتِها، قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ برُّ الوالِدَيْنِ، قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثَني بهِنَّ ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزادَنِي” [صحيح البخاري].
  • أهم أسباب رزق المسلم في حياته، بل وتساهم في فك الكرب.
  • يعد السبب الرئيسي في مباركة الله لحياة العبد سواء كان في ماله أو رزقه أو حتى التوفيق.
  • الأجر العظيم من الحسنات، بالإضافة أن الشخص الذي يبر والديه يحصل على أجر الجهاد في سبيل الله، وذلك وفقًا لما ورد في الحديث الشريف: “قْبَلَ رَجُلٌ إلى نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَقالَ: أُبَايِعُكَ علَى الهِجْرَةِ وَالْجِهَادِ، أَبْتَغِي الأجْرَ مِنَ اللهِ، قالَ: فَهلْ مِن وَالِدَيْكَ أَحَدٌ حَيٌّ؟ قالَ: نَعَمْ، بَلْ كِلَاهُمَا، قالَ: فَتَبْتَغِي الأجْرَ مِنَ اللهِ؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فَارْجِعْ إلى وَالِدَيْكَ فأحْسِنْ صُحْبَتَهُمَا” [صحيح مسلم].
  • من أهم الأعمال لاكتمال إيمان العبد، ومن أقرب الأعمال عند الله سبحانه وتعالى، وسبب في انشراح الصدر ويمنح المسلم النور في الدنيا والآخرة.
  • الأساس لنشر المحبة والسلام والألفة والاستقرار بين أفراد الأسرة الواحدة.

كيف يتم الإحسان للوالدين

نعلم جيدًا أن الإحسان للوالدين له أهمية بالغة عند الله سبحانه وتعالى، ووردت العديد من الآيات التي يحث فيها الله العبد بالإحسان لوالديه مثل (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً} (النساء:36) وغيرها من الآيات، واستكمالًا لموضوعنا من ثمرات بر الوالدين في الدنيا والآخرة نعرض لكم هذه كيفية الإحسان فيما يلي:

1- البر باللسان

نقصد هنا قولك الطيب الذي يدخل السعادة على قلوبهم والذي يليق بمكانتهم، فتجنب تمامًا أن تتعرض لهم بأي نوع من الإهانة سواء السب أو الضرب، بل يجب أن تنادي عليهم بأفضل الأسماء والأقرب لهم، ولا يقوم المسلم بالتحدث عنهما بالسوء سواء في حضورهما أو غيابهم.

لابد أن تعلم أن البر نوع من العبادة يجب الخشوع فيه، فقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز:

(إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) [سورة الإسراء الآية 24].

2- البر بالعمل

يجب أن يكون برك لوالديك نابع من جوارحك، فتحاول بشتى الطرق أن تحسن صحبتهما سواء من خلال الإنفاق عليهم وتيسير أمور الدنيا عليهم، وحينما لا يقدرون على أداء شئونهم بأنفسهم تقوم أنت بذلك فهذا واجبك تجاههم.

تكون من أهم شروط الطاعة أن تتعامل معهما بالرحمة والود والخشوع، وإن لم يتوفر لهما مسكن فيجب أن توفر لهم مسكن وتقضي كافة احتياجاتهم، حاول باستمرار أن تشكرهما على إحسانهم لك، وإذا كانا متوفيين فادعوا لهم بالرحمة وتحدث عنهم بالخير.

فلا يتوقف إحسان الابن بعد موتهما بل توجد الكثير من الطرق التي يمكنك استغلالها للإحسان لهم، سواء بالدعاء أو الاستغفار أو الصدقة وغيرها الكثير فقد ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم-:

“إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له“. [صحيح مسلم].

صور الإحسان للوالدين

تتجلى العديد من صور الإحسان للوالدين، لذا في إطار عرضنا من ثمرات بر الوالدين في الدنيا والآخرة سنعرض لكم هذه الصور التي تتمثل في:

  • إذا كنت ترغب في تعليمهم أمور الحياة أو الدين فحاول أن تقوم بذلك، ولكن بصورة غير مباشرة حتى لا تتسبب لهم في الشعور بالحرج أو الإساءة.
  • من أفضل أمور الدنيا هي مشورة الوالدين، بل ومن أفضل صور البر وذلك لأن الابن يشعرهم بقيمتهم لديه.
  • تجنب تمامًا التملص أو التأفف من طلباتهما بل يجب أن تظهر لهما الابتسامة دائمًا على وجهك عند التعامل معهم، وأحسن استقبالهم.
  • التحلي بالسرعة عند تلبية أي أمر يحتاجون إليه ولا تشعرهم بثقلهم عليك.
  • يجب أن تدعوا وتستغفر لهم سواء كانوا أحياء أو أموات.
  • إن بعد وفاتهما تركوا وصية يجب عليك أن تنفذها مادامت لا تتخلف عن التعاليم الدينية.
  • أكرمهما وأكرم المقربين لهما من الأصدقاء.
  • حسن الاستماع لهما وعدم المقاطعة.

قد ربط الله عز وجل بين مكانة الوالدين والإحسان لهما برضاه عن العبد وبلوغه أعلى مراتب الجنة، فالإحسان له صور عديد يجب تنفيذها للحصول على الأجر العظيم.