من هم أهل الثلاث المعجزات؟ وما هي معجزاتهم؟ تم إطلاق ذلك الاسم عليهم بفضل ما قاموا به من أفعال غير مألوفة؛ حيث اعتاد العرب على أن يُطلقوا على أي شيء غريب وعجيب لا يستطيعون إيجاد تفسير له؛ معجزة، وهذه الكلمة تعني الشيء الخارق للعادة، وتتمثل في قصص الأنبياء عليهم السلام التي كانت بمثابة الشيء غير المألوف.

من هم أهل الثلاث المعجزات

ورد ذكر المعجزات في عدة مواضع في القرآن الكريم؛ وتمثلت في قصص الأنبياء عليهم السلام، مثل قصة سفينة النبي نوح وناقة النبي صالح، وكبش النبي إسماعيل، وواقعة انشقاق القمر التي حدثت مع النبي محمد عليه الصلاة والسلام، ومن أقدم ما روى عن المعجزات ما وقع من أحداث قديمًا مع قبيلة مطير البدوية في شبه جزيرة العرب، لذلك يٌطرح سؤال من هم أهل الثلاث المعجزات كثيرًا.

حيث تُعَد هذه القبيلة إحدى القبائل العربية التي كانت تحيا في وسط شبه الجزيرة العربية، وتحديدًا في الحجاز ونجد، وتنقسم إلى ثلاثة فروع أساسية، هي علوي وعبد الله وبرية، وتنتسب إلى غطفان، ومازال يعيش معظم أهل الثلاث معجزات في عدة مناطق عربية، ولا سيما المملكة العربية السعودية والعراق والكويت.

من الغريب في الأمر أن قصص أهل المعجزات غير واضحة ولم يتحدث فيها أهل قبائل العرب كثيرًا، كما أن هناك تضاربًا في الأقاويل، وقد ينعتها البعض بالمبالغة أحيانًا، لكن هذا متروك على أي حال لرأي كل شخص على حدة، وهذا لا ينفي بالطبع وجود أعمال عظيمة كثيرة تُثبت القدرات الفائقة التي يتمتع بها العربي.

سبب تسمية قوم قبيلة مطير بأهل الثلاث معجزات

بعد التعرف على إجابة سؤال من هم أهل الثلاث المعجزات، يجب التعرف على سبب تسميتهم بذلك، حيث في حين تواجد شيخ قَبَليّ كبير العمر في أحد المجالس العربية تم توجيه عدة أسئلة حول سبب تسمية هؤلاء الناس بذلك الاسم، فلم يرغب في الإجابة إلا بعد إلحاح شديد منهم صرح:

“فرقت مطير عن باقي القبائل الأخرى بمعجزات، وكان عددها ثلاثًا فأما المعجزة الأولى فهي: للعبيات في إسقاط الطائرة، وأما المعجزة الثانية فهي للصعران في كون حنيه، وأما المعجزة الثالثة فهي للعوارض ضد ابن رشيد”.

كان هذا الشيخ القَبَلي يقصد بقوله ما يلي:

  • المعجزة الأولى: تخص بني العُبيات والذين استطاعوا إسقاط طائرة بريطانية.
  • المعجزة الثانية: تخص بني الصعران في كون الحُنيَّة وحادثة تنابيل العراقية.
  • المعجزة الثالثة: تخص العوارض أو بني عارض وواقعة الثمانين فارسًا.

أولًا: معجزة بني العُبيات في إسقاط طائرة بريطانية

تُعرَف المعجزة الأولى الخاصة بأهل المعجزات الثلاث الذي تعرفنا عليهم من خلال إجابة سؤال من هم أهل الثلاث المعجزات، باسم معركة العاذريات أو معركة الرقعي التي نشبت في عام 1928، بين جيش الإخوان السعودي بقيادة الأمير علي بن عشوان وبين جيش دولة الكويت بقيادة الشيخين علي الخليفة الصباح وعلي السالم الصباح، وكان الجيش الأول بدائيًا في عتاده وأسلحته.

على عكس الجيش الثاني فقد كان جيش بني العُبيات يستخدمون الخيل والإبل والبنادق التقليدية والرماح، أما جيش الكويت فكان يستخدم السيارات والأسلحة الأكثر حداثة، وجدير بالذكر أن هذه المعركة تُعَد أول معركة في جزيرة العرب يتم استخدام السيارات فيها.

كما أن جيش الكويت قد استعان بحليفه الاستراتيجي – السلاح الجوي البريطاني – فأرسل إليه طائرات حربية، وعلى الرغم من ذلك فقد استطاعت العُبيات قتل الشيخ علي السالم الصباح وإصابة الشيخ علي الخليفة الصباح بكسر ساقه، ونجح المقاتل غنيم بن بطاح بإسقاط طائرة بريطانية بعتاده وأسلحته البدائية.

ثانيًا: معجزة كون الحُنيَّة وحادثة تنابيل العراقية

بالنسبة للمعجزة الثانية الخاصة بأهل الثلاث معجزات؛ فقد كانت تدور أحداثها عام 1371 بين الأمير ماجد بن بصيص وجيشه من الصعران ومعه من الواصلية الأمير سلطان بن ملحم وجماعته من العُبيات، بالاشتراك مع بعض الدياحين، في مواجهة عباس الظفيري قائد قوات حرس الحدود العراقية.

كانت قبائل الظفير تستوطن العراق وبعض المناطق الأخرى قديمًا، وكثرت المناوشات من نهب وسلب، ولا سيما سرقة الإبل التي كانت تُعَد المورِد الرئيسي للبادية أو يُمكن القول بأنها كانت بمثابة النقود بالنسبة إليهم.

حدث بعد ذلك هجوم من الظفير في العطشانة على بني الصعران، واستطاعوا نهب الإبل، ولاحقتهم الدوريات العراقية بقيادة قائد حرس الحدود الذي يُدعى عباس الظفيري، واستطاعوا بالفعل استرجاع الإبل، رغم استحالة حدوث هذا من وجهة نظر كثير من الناس.

ثالثًا: معجزة بني عارض وواقعة الثمانين فارسًا

تدور أحداث قصة المعجزة الثالثة عام 1904، حول ابن الرشيد حينما كان يُجهز لغزو قبيلة الشيخ سالم، وحينما علم أهل القبيلة بذلك؛ أخبروا قائدهم الذي أعد خطة متكاملة الأركان كي يواجه بها جيش ابن رشيد.

أعطى الشيخ سالم أمره – وفقا لما سبق – للراعي حمدان باقتياد الإبل إلى موقع المعركة، على شرط ألا يذهب بأي سلاح، وأن يستخدم الحجارة فقط للدفاع عن نفسه، وهذا ما حدث بالفعل؛ مما دعا الشيخ سالم أن يخرج لابن رشيد.

بعد ذلك، طلب الشيخ سالم من ابن رشيد أن يُبارزه؛ فوافق الأخير على ذلك وأعطى الأمر لفرسانه بالتراجع، وكان نتاج المبارزة أن أُصيب ابن الرشيد في ساقه، ثم وقع في الجولة الثانية أرضًا، وفي الجولة الثالثة انتصر عليه الشيخ سالم، وكان بمقدوره أن يُجهِز عليه، لكنه أبى ذلك.

على إثر ما حدث؛ وقَّع الشيخ سالم وابن رشيد، معاهدة سلام، واتفقا على ألا يحاول الأخير غزو قبيلة الشيخ سالم مُجددًا، ثم دعا ابن الرشيد، الشيخ سالم لزيارته في مدينة حائل، ووصى الحُكام أن يمنحوه حُكم أحد الأماكن التي يمتلكونها، لكن الأخير رفض ذلك، وطلب بدلًا منه ثمانين فارسًا كمنحة كل عام، وتمت الموافقة على طلبه.

ثم كتب ابن رشيد رسالة سلمها للوالي العثماني تقتضي بمنح الشيخ سالم منحة سنوية، تُقدَّر بثمانين فارسًا، وتم صرفها له، مع كتابة ذلك على باب بغداد، تُعَد مواجهة قبيلة مطير لجيش ابن رشيد معجزة؛ لأنه لم يستطِع أحد من قبل مواجهته والانتصار عليه، وقد استطاعت القبيلة تحقيق ذلك دون مواجهة بين جيشين ودون استخدام سلاح ودون قتل أي شخص.

كما أن هذه الواقعة تُخبر كافة الناس عن أخلاق العرب، والتي تتمثل في رفض الشيخ سالم قتل ابن رشيد مع مقدرته على ذلك، ورفضه حكم أحد الأماكن التي عُرضَت عليه، واكتفائه بالثمانين فارسًا الذين كان يحصل عليهم كل عام.

المواقف التي ينتهجها الإنسان هي التي تُظهر ما يتمتع به من أخلاق وصفات، وهي القادرة على جعل الحكم عليه صائبًا، كما ظهر في قصص الثلاث معجزات.