من واجب المسلم تجاه أسماء الله تعالى ماذا؟ وما الغاية من دراستها؟ حيث إن الله عز وجل له تسعة وتسعون اسم سميت بهم نفسه، وكل تلك الأسماء تحمل صفات الله تعالى فهو العزيز الحكيم خالق هذا الكون بيده ملكوت السماوات والأرض، وحده يستحق العبادة، وسوف نتعرف على واجب المسلمين تجاه تلك الأسماء بشيء من التفصيل من خلال السطور القادمة.

من واجب المسلم تجاه أسماء الله تعالى

لا شك أن الله عز وجل هو خالق هذا الكون، وجميع الأديان السماوية تشير إلى وجوده باختلاف العقائد، وسمى الله تعالى نفسه بالعديد من الأسماء التي ذُكرت في القرآن الكريم، وعلمناها من قِبل الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن واجب المسلم تجاه أسماء الله تعالى إثباتها كما أثبتها الرسول الكريم.

من الأشياء الواجب فعلها تجاه تلك الأسماء الإشادة بأن الله عز وجل هو خالق الكون وبارع في خلق الإنسان، وهو المسؤول عن تدابير هذا الكون، والمالك الوحيد له، وحده من يستحق العبادة ومن يعبد غير الله أحد فقد شرك به وكان له عذاب أليم، وهو الحكيم العزيز، ولله عز وجل تسعة وتسعون اسم نعرفهم، وكل تلك الأسماء تحمل صفات الله تعالى، وهناك أسماء أخرى لم نعرفها وأخفاها عنده.

الإيمان بكل ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة من الأشياء الواجب فعلها على كل مسلم ومسلمة، وليس الإيمان فقط، بل يلزم التأكيد عليها بالوجه الذي تستحقه من دون أي تحريف أو تمثيل، وتعد أسماء الله الحسنى ما هي إلا مجموعة من الصفات الحميدة التي لا يتحلى بها سوى الله عز وجل، وهي وسيلة مضمونة لاستجابة الدعاء.

كيفية الإيمان بأسماء الله الحسنى

ذكرنا سالفًا أن من واجب المسلم تجاه أسماء الله تعالى الإيمان بها جميعًا، كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم، والصحابة رضي الله عنهم، حيث إن تلك الأسماء تشير إلى مجموعة الخصال التي يمتلكها الله عز وجل والتي من خلالها علمنا صفاته التي تتمثل في أنه العزيز الحكيم.

على المسلم أن يعتقد ويتيقن بأن الله عز وجل هو العالم، وهو العزيز القوي، وهو بيده ملكوت السماوات والأرض، كما قال الله عز وجل في القرآن الكريم: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، اللَّهُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ) [الإخلاص]، لذا فإن الإيمان بأسماء الله الحسنى لا يكون إلا من خلال التوحيد بكلماته الواردة في الآية السابقة.

قال الله عز وجل أيضًا أنه هو السميع البصير وهي من أسماء الله الحسنى المؤكدة، وذلك لِما ورد في الآية الكريمة، قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}، والمثل الأعلى لله عز وجل فلا يجب على المؤمن الحق أن يضرب المثل بغير أسماء الله تعالى، وهو ما ذُكر في القرآن الكريم في تلك الآية، قال تعالى: {فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ} (النحل).

إن أسماء الله الحسنى لم تنزل على العباد لكي يعرفوها فقط، بل للتأكيد عليها ورؤية قدرة الله عز وجل في تحقيق جميع صفاته الواردة في القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، وعلى المسلم الإيمان بجميع أسماء الله الحسنى من خلال التأمل بها، والتيقن بأنها حق واجب على كل مسلم ومسلمة.

الهدف من دراسة أسماء الله الحسنى

نظرًا إلى معرفة المجتمع الإسلامي بأنه من واجب المسلم تجاه أسماء الله تعالى أن يؤمن بها ويثبتها، فيبدأ الأطفال بالتعرف عليها منذ دخول المدرسة وإلى إنهاء المسيرة التعليمية، حيث إن شرف العلم معلق بشرف المعلوم وهو الله عز وجل بجميع أسمائه وصفاته وأفعاله، والبحث عن جميع معاني تلك الكلمات وإحاطتها بشكل تام.

معرفة الله عز وجل تدعو إلى خشيته ومحبته وعبادته خير عبادة، ولا يوجد طريق لمعرفة الله عز وجل أفضل من معرفة الأسماء الحسنى، والتفقه فيها لزيادة الإيمان، ومعرفة السبب الحقيقي وراء خلق البشر والذي يكمُن في عبادة الله عز وجل وتعمير الأرض، وهذا ما أكد عليه ابن القيم رحمة الله عليه حين قال “مفتاح دعوة الرسل، وزبدة رسالتهم، معرفة المعبود بأسمائه وصفاته وأفعاله”.

من أهداف دراسة أسماء الله الحسنى أيضًا معرفة أن الله عز وجل فوق كل شيء وجميع البشر، وهو يستوي على العرش، وهو لا يشبه البشر في استوائه ولا يشبه أحد من الخلق، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم “إن الله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا، من أحصاها دخل الجنة” والمقصود بإحصائها هنا حفظها والدعاء والتوسل إلى الله عز وجل بها، والعمل بمقتضاها.

للتقرب لله عز وجل يلزم التحلي ولو بقدر بسيط من صفات الله عز وجل، مثل التحلي بالصبر، وبعض الحكمة في اتخاذ القرارات، والعدل في جميع المواقف الحياتية، وغيرها من الصفات التي لا يمكن بلوغها مثل الله تعالى.

فضائل أسماء الله الحسنى

بعد أن تمكنا من التعرف على أنه من واجب المسلم تجاه أسماء الله تعالى إثباتها وإحاطتها كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم، يجب العلم أن لتلك الأسماء فضائل لا تعد ولا تحصى، سواء في حفظها، أو معرفتها ودراستها أو حتى الدعاء بها، لذا سوف نتعرف على جميع فضائل أسماء الله الحسنى، من خلال النقاط التالية:

  • معرفة جميع صفات الله عز وجل.
  • التحلي بالصبر في الشدائد والمصائب في الحياة.
  • التوكل على الله عز وجل وخشيته والخوف منه.
  • الابتعاد عن ارتكاب المعاصي والذنوب.
  • تقوية الإيمان بالله عز وجل وبقدرته على فعل المعجزات.
  • الشكر والثناء لله عز وجل على كل ما يقدمه لنا في الحياة سواء من فضائل، أو من رحمة وغفران على ارتكاب المعاصي.
  • تعد تلك الأسماء هي أفضل الأسماء التي يجب الذكر بها، وذلك وفقًا لما ورد في القرآن الكريم، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا).
  • المعرفة بأسماء الله الحسنى من أفضل العلوم التي يمكن أن يتعلمها العبد، فهي تعلم الأطفال الخشية من الله عز وجل، والرجوع له قبل ارتكاب أي ذنب.
  • قد تكون المعرفة بأسماء الله الحسنى سبب من أسباب دخول العبد الجنة، وذلك وفقًا لما ورد في السنة النبوية الشريفة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لِلَّهِ تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ اسْمًا، مِئَةٌ إلَّا واحِدًا، لا يَحْفَظُها أحَدٌ إلَّا دَخَلَ الجَنَّةَ).
  • الدعاء بها من أكثر الأدعية المستجاب التي يجب على كل مسلم ومسلمة معرفتها، وذلك مثل قول اللهم إنك أنت العزيز الحكيم، الرزاق العليم، والتوسل لله عز وجل بها، ويؤكد ذلك دُعاء النبي -عليه الصلاة والسلام- بقوله: (اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، ولَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، فَاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِن عِندِكَ، وارْحَمْنِي، إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ).
  • تعد أسماء الله الحسنى سبب من أسباب سعادة العبد في الدنيا والآخرة، وذلك إن حفظها وتعلم مضمونها.
  • التبرؤ من فعل المعصية أو الكبائر والتي تتمثل في الشرك بالله عز وجل، أو العبودية، ولكن يكون الإنسان أكثر علمًا وعملًا بتلك الخِصال.
  • أسماء الله الحسنى واحدة من أسباب محبة الله عز وجل، لأنها تكون بمثابة تفريج للمسلم من كل كرب وهم يمر به، وهي سبب للشفاء من كل داء ومرض.
  • تعتبر أسماء الله الحسنى واحدة من أعظم أنواع التوسل، لما تشمله تلك الأسماء لصفات الله تعالى، وقد أمر النبي -عليه الصلاة والسلام- بتعلمهنّ؛ فقال: (ينبغي لمَن سمِعَهنَّ أن يتَعلمَهنَّ).

لا شك أن أسماء الله الحسنى واحدة من أهم الأسماء التي لها فضائل كثيرة على المسلمين أجمعين، نظرًا لكونها وسيلة للتقرب لله عز وجل سواء بالدعاء بها أو بالتحلي بقدر منها.