نهى النبي عن تلاقح البراجم في حديث صحيح رواه السلف الصالح.. حيث لم تترك سنة رسول الله صغيرة إلا وقد شملت آدابها وكيفية القيام بها، فنهى صلى الله عليه وسلم عن تلاقح البراجم بالإضافة إلى عدة سلوكيات أخرى على المسلم الاقتداء بها، لذا يجب الإلمام بذلك لتجنب ما نهى عنه صلى الله عليه وسلم وما أمر به.

نهى النبي عن تلاقح البراجم

البراجم هو جمع كلمة برجمة، وهي المفاصل الموجودة في أصابع اليد موجودة في ظهر اليد فهذا المكان يمكن أن يتجمع فيه الأوساخ والقاذورات، فيمكن أن تلاحظ تلك الأوساخ عند قبضة اليد، فقد حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم على النظافة الشخصية، بالإضافة إلى العشرة من الفطرة.

فيجب إتباع سنة الرسول في كل الأفعال والأقوال، حيث لكل أمر على العبد القيام به في الحياة اليومية آداب يجب القيام بها، حيث يعد الوضوء يشمل نظافة الجسم بالكامل والتخلص من كافة الأوساخ التي يمكن أن تمكث فيه من خلال التطهر بالماء عدة مرات.

فنهى النبي عن تلاقح البراجم، فقد جاء ذلك في حديث صحيح عن عائشة رضي الله عنها:

فالعَشْرٌ مِنَ الْفِطْرَةِ: قَصُّ الشَّارِبِ، وَإِعْفَاءُ اللِّحْيَةِ، وَالسِّوَاكُ، وَاسْتِنْشَاقُ الْمَاءِ، وَقَصُّ الْأَظْفَارِ، وَغَسْلُ الْبَرَاجِمِ، وَنَتْفُ الْإِبِطِ، وَحَلْقُ الْعَانَةِ، وَانْتِقَاصُ الْمَاءِ” قَالَ زَكَرِيَّا: قَالَ مُصْعَبٌ: وَنَسِيتُ الْعَاشِرَةَ إِلَّا أَنْ تَكُونَ الْمَضْمَضَةَ”.

فتلاقي البراجم أي السلام بين الأشخاص بواسطة قبضة اليد، فقد نهى النبي عن تلاقح البراجم بسبب تجمع العديد من الاوساخ فيها، فذلك من الممكن أن ينقل العدوى بين الناس، بالإضافة إلى التأكيد على أهمية غسلها وتنظيفها، فقد اتفق العلماء على أنه أمر مستحب سواء في الوضوء أو غير ذلك.

غسل البراجم في الوضوء

نهى النبي عن تلاقح البراجم كما تمت الإشارة إلى أنه من الواجب غسلها في الوضوء وذلك بالإضافة إلى أهمية غسل البراجم في الوضوء، وجاء ذلك عن عمار بن ياسر أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “إن من الفطرة – أو الفطرة – المضمضة، والاستنشاق، وقص الشارب، والسواك، وتقليم الأظفار، وغسل البراجم، ونتف الإبط، والاستحداد، والاختتان، والانتضاح” فيمكن بذلك الإشارة إلى خمس أمور وهي كالتالي:

  • غسل مفصلات الأصابع عند الوضوء أو بعد الأكل.
  • لا يقتصر غسل البراجم على الوضوء فقط إنما يجب ذلك عند الغسل والتنظيف.
  • الحديث عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- يقول فيه: وقَّتَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أن يَحلِقَ الرجلُ عانتَه كلَّ أربعين يومًا، وأن ينتِفَ إبطَيه كلما طلَع، ولا يدعُ شاربَيهِ يطولانِ، وأن يُقلِّمَ أظفارَه من الجمُعةِ إلى الجُمُعةِ، وأن يتعاهدَ البراجِمَ إذا توضَّ”، لكن يعتبر هذا الحديث ضعيف لا يمكن الاستدلال به على أن أهمية غسل البراجم وقت الوضوء.
  • رأي العديد من العلماء وجود الأوساخ في البراجم والأتربة التي تتجمع الأنف والأذن الظاهر منها والباطن، يجب تنظيفه وإزالتها بالمسح.
  • لم يوجد دليل واضح على تنظيف البراجم، كما هو الحال في الاستعداد حلق شعر العانة.
  • أكثر ما حث عليه الإسلام هو النظافة الشخصية والطهارة في يجب الاهتمام بها كبير وجاء ذلك في قول الله تعالى: “إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ”، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “الطُّهُورُ شَطْرُ الإيمانِ”، فتكون الحكمة في اهتمام الإسلام بالطهارة هي كالتالي:
  • تعظيم الله ومقامه، فعندما يقف العبد أمام ربه عند الصلاة لابد أن يكون العبد طاهر من أي انجاس أو قاذورات.
  • الاهتمام بالنظافة الشخصية، دليل على الأخلاق الحسنة التي يجب أن يتحلى بها العبد.
  • المحافظة على كرامة المسلم، فإن الناس تنفر من كل من هو غير نظيف.
  • أمر الله بالحفاظ على صحة البدن، ويتم ذلك بالحفاظ على النظافة الشخصية بتنظيف الجسد وكل ما هو معرض لتراكم الأوساخ، فذلك يساعد على تقوية صحة البدن.

النظافة في الإسلام

يهتم الإسلام بشكل كبير بالنظافة، ويحثنا على الاهتمام بكل أشكال النظافة منها الباطني ومنها الظاهري، فأمر العقيدة الإسلامية بضرورة أن يكون المسلم طاهر، فالحكمة من الطهارة هو تعظيم مقام الله عز وجل فذلك عند الوقوف أمامه في الصلوات الخمس يكون العبد نظيف ومتطهر بالوضوء، فهناك العديد من المظاهر الدالة على اهتمام الاسلام بالنظافة ومنها التالي:

  • الوضوء: فقد أمرنا الإسلام بالوضوء خمس مرات في اليوم، فذلك يساعدنا على التطهر بالإضافة إلى التخلص من الأوساخ التي تتجمع في العديد من أماكن الجسم.
  • الغسل: أوجب الإسلام الغسل بعد الحيض والنفاس والجنابة، بالإضافة إلى غسل مفصلات اليد والدليل على ذلك نهى النبي عن تلاقح البراجم.
  • سنن الفطرة: من أكثر ما حثنا عليه الإسلام، هو الاهتمام بسنن الفطرة، وهي السلوكيات التي أمرنا بها الرسول للحفاظ على النظافة الشخصية.

دلائل على أهمية النظافة في الإسلام

يوجد الكثير من الآيات في القرآن الكريم التي تحث المسلم على أهمية الوضوء والطهارة والحفاظ على الغسل، فتم توضيح ذلك في الآيات التالية:

أهمية الوضوء والتطهر قبل التوجه إلى الصلاة، كما قال الله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”.

في حالة كان يتناول ما يذهب العقل أو بعد الجنابة لا يصح له أن يقرب الصلاة قبل الاغتسال أو التيمم، وذلك كما جاء في قول الله تعالي:“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنتُمْ سُكَارَىٰ حَتَّىٰ تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغْتَسِلُوا ۚ وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ ۗ إِنَّ اللهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا”.

كما قال الله سبحانه وتعالى: “لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ”، وفي تلك الآية أشار الله سبحانه وتعالى بأهمية أن يحافظ المسلم على نظافة بيوت الله، وأن لها العديد من القواعد وهي أن يتطهر المسلم قبل دخولها، بالتأكيد على أن الله يحب العبد الطاهر النظيف.

يجب المحافظة على الالتزام بأوامر الله والرسول صلي الله عليه وسلم، وذلك بالبعد عن كل ما حذرنا منه، حتى لا نقرب حدود الله.