هل يعتق الله في اخر يوم من رمضان؟ وهل أوسطه مغفرة؟ فيظل المسلمون في غفلة بمدى جمال نفحات الشهر الكريم ولأي مدى يبلغ فضله كرمه عليهم، فيعتبر صوم رمضان ركن من أركان الإسلام الخمسة، بجانب أنه شهر مليء بخيرات الله من أول يوم به إلى آخر يوم فيه، ويُسرد فيما يلي فضل الشهر الكريم في أوله وأوسطه وهل يُعتق في آخره من النار أم لا.

هل يعتق الله في آخر يوم من رمضان

لقد اختص الله ـ عز وجل ـ شهر رمضان الكريم عن غيره من الشهور بعدد كبير من النفحات التي تنفع المسلمين وفضائل تشرح القلوب لها، فهو شهر تفتح فيه أبواب الجنة، وتتكاثر فيه الحسنات أضعاف مضاعفة، وتغفر فيه السيئات والزلات، كما أنه شهر العتق من النار، فيعتق الله كل يوم عند كل فطر ستون ألفًا من النار، إلا أنه  في آخر يوم فطر يعتق الله بعدد أيام الشهر 30 يومًا ستين ألفًا.يام أياأأ

فقد جاء من الحديث ما يفيد في إجابة هل يعتق الله في آخر يوم من رمضان، حيث ورد عن بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال” لله تعالى عند كل فطر من شهر رمضان كلَّ ليلة – عتقاءُ من النار ستون ألفًا، فإذا كان يومُ الفطر أَعتَقَ مثل ما أعتق في جميع الشهر ثلاثين مرة ستين ألفًا” [ضعيف الألباني].

فعلى الرغم من أن ذلك الحديث ضعيف إلا أن المؤكد من السنة النبوية أن الله عز وجل يعتق الرقاب من النار في كل ليلة من ذلك الشهر الكريم، وعلى المسلم ألا يفوت تلك النفحات العظيمة، ويكفي المسلم فضل الصيام من تلك الأيام المباركة.

فضائل الشهر الكريم

إن الصيام هو الإمساك والامتناع عن كل ما من شأنه أن يبطل الصوم من مأكولات ومشروبات إضافةً إلى الفواحش والخطايا التي تسبب في عدم قبول الصوم، والجدير بالذكر أن استحضار النية في الصوم هي شرط أساسي من شروط الصوم وقبوله، وفيما يلي تُعرض فضائل شهر رمضان التي لا حصر لها:

  • فور استهلال أول ليلة من شهر رمضان يُقيد الله الشياطين والمردة كما تغلق أبواب النار، وتفتح أبواب الجنة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب..”[صحيح الجامع].
  • صوم شهر رمضان كفّارة للذنوب، إلا في حالة ارتكاب الكبائر فتلك لا تنالها كفّارة الشهر، حيث ذُكر ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.
  • العمرة في رمضان تحمل ثواب مضاعف فكأنها تعادل ثواب الحَجّة، لكن رغم ذلك لا تغني عن كون الحج فرض.
  • اختص الله شهر رمضان بأعظم شيء حصل عليه المعجزات لقول الله تعالى شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ” [البقرة الآية 185].
  • يتضمن شهر رمضان ليلة من أعظم الليالي، تأتي خلال العشر الأواخر من شهر رمضان، كما أنه من عظمة فضلها قد نزلت سورة في القرآن تحمل اسمها، ففيها نزل القرآن وهي ليلة القدر، التي تأتي بانشراح يكمن في صدر المسلم وتحمل معها سلامًا للروح والقلب، فلا يسمع فيها الله دعوة إلا وقد أجيبت.
  • إن للاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان فضل على النفس من تزكية وتطهير، فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعتكف بالعشر الأواخر من رمضان، واقتدى به أصحابه، وزوجاته.

نفحات شهر رمضان

بالحديث عن إجابة سؤال هل يعتق الله في اخر يوم من رمضان فلا بد من التطرق لنقطة هامة ألا وهي أن الله عز وجل لم يشرع للمسلمين فرض أو سنة إلا وقد كانت لها فضل عظيم ينفع المؤمنين، ونتناوله نفحاته فيما يلي:

  • يدرب الصيام الإنسان على مجاهدة النفس والصبر إضافةً إلى تحليه بالأخلاق الكريمة.
  • يطهر النفس ويقومها ويزكيها من الأخلاق السيئة والصفات الذميمة، كما تستغفر الملائكة للمسلمين إلى حين إفطارهم
  • يزرع الرحمة في قلوب المسلمين، حيث يشعرون بما يشعر به الفقراء من جوع وعطش، مما يحفز على زيادة الصدقات، وزرع الأخّوة والمحبة بين الناس، كما يذكر الإنسان بنعم الله عليه التي لا تعد ولا تحصى.
  • إن بعض من المسلمين يعتقدون أن آخر يوم فقط برمضان هو الذي يعتق فيه الله من النار، لكن هذا غير صحيح فالله يعتق من النار طوال الشهر.

منح الله المسلمين هدية جليلة تتضمن العديد من النفحات والفضائل للمسلمين وهي شهر رمضان، فعلى كل مسلم الاجتهاد في عباداته منذ أول يوم به إلى آخره كي ينال عظيم الأجر.