همة الرسول صلى الله عليه وسلم ظهرت في العبادة ومختلف أمور حياته فهو خير قدوة يقتدي بها المسلمون ويُحتذى به، فكان أكثر الناس همة وشجاعة وأجلّهم إقدامًا في الغزوات، ولا بد للناس من الاحتذاء به، فيرتقي الفرد بعلو همته مما يساهم في ارتقاء الأمم والجماعات فعالي الهمة لا يرضى بما دون القمة، ويتسابق في أعمال الخير والفلاح، ومن خلال ما يلي يُحرص على تقديم نماذج يُحتذى بها في همة رسولنا.

همة الرسول صلى الله عليه وسلم

إن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يتسم بالهمة العظيمة تتجلى في عدة مواطن وتشمل كل أمور حياته، فقد قاد النبي في خلال حياته 27 غزوة، كما أراد لو كان قام بنفسه كل السرايا والتي بعثها، فقد روى عن أبى هريرة قول الرسول صلى الله عليه وسلم

“والذي نفسي بيده، لولا أن رجالًا من المسلمين لا تطيب أنفسهم أن يتخلفوا عني، ولا أجد ما أحملهم عليه، ما تخلفت عن سرية تغزو في سبيل الله، والذي نفسي بيده لوددت أن أقتل في سبيل الله ثم أحيا، ثم أقتل ثم أحيا، ثم أقتل ثم أحيا، ثم أقتل” [صحيح ابن حبان].

همة الرسول صلى الله عليه وسلم في الدعوة

إن إيمانه صلى الله عليه وسلم بالله كان أعظم دافع لهمته، ومن ثبتت علو همته قد رافقه في الجنة ووصل إلى الفردوس الأعلى، فمن النماذج الجليلة في علو همته في الدعوة:

  • عندما وقع الحصار ثلاث سنوات، كان بطن النبي صلى الله عليه وسلم صار لونه أخضر من كثرة تناول ورق الشجر، لكن برغم ذلك لم تتأثر همته ولم تتزعزع، مما أثر على الصحابة وزادهم قوة وبأسًا.
  • في بداية الدعوة عندما كان الرسول صلى الله عليه وسلم تحت كنف عمه أبو طالب فاشتكاه كبراء قريش لعمه حيث قالوا” يا أبا طالب إن أراد ابن أخيك مُلكاً ملكناه، وإن أراد زوجة زوجناه، وإن أراد مالاً جمعنا له المال حتى يصير أكثرنا مالاً على أن يترك هذا الأمر”، وكان رد النبي أنهم لو وضعوا الشمس في يمينه والقمر في يساره كي يترك هذا الأمر ما تركه حتى يظهره الله أو يُهلك.
  • يروى على بن أبي طالب رضي الله عنه في يوم بدر” لقد رأيتنا يوم بدر ونحن نلوذ برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أقربنا إلى العدو وكان من أشد الناس يومئذ بأسا”.
  • في يوم أُحد بعد مشاورة الرسول أصحابه وكانت الآراء بين مؤيدين ومعارضين، وطبق رأي المؤيدين، فدعى الناس من أجل التهيئة لعدوهم وقد ارتدى الدرع، ثم وعظهم وأمرهم بالجهاد والاستعداد لعدوهم، ثم صلّى بهم العصر، وخرج عليهم بلباسه الكامل وعليه درعان، فقالو يا رسول الله ما لنا أن نخالفك فاصنع ما بدا لك.
  • قام رسول الله بإظهار قوة المسلمين أمام قريش والقبائل العربية إضافةً إلى التخفيف من وطأة الخسارة على قلوب المجاهدين في سبيل الله، كما كان يبرز القوة والعزيمة في التصدي لأي هجوم على المدينة المنورة.
  • استغل الرسول صلى الله عليه وسلم كل لحظه توفرت له كي يبلغ أمر الله تعالى ودعوته إلى الإسلام، وحتى يخرج الناس من جوف الباطل والضلال إلى نور الإسلام وعدله.
  • قد كان يدعو النبي في جميع الأماكن التي وطأتها قدماه فلم يتوانى لحظة، سواء في الحر والبرد في الشدة والرخاء في المسجد وفوق الجبل وفي السهول والوديان وفي الحضر والسفر، وحتى الصحة والمرض.

همة الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته

إن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم مليئة بهمته الفازة التي تعددت في مناحٍ مختلقه ولم تقتصر على بابٍ واحد بل اجتمعت في أمور شتى بحياته ومنها ما يلي:

  • همة الرسول صلى الله عليه وسلم في الجود والعطاء، فما كان يسئله أحدًا شيئًا حتى أعطاه له وكان عطاءه هذا سببًا في دخول الناس إلى الإسلام، حيث جاءه رجلٌ فأعطاه النبي غنمًا، فرجع الرجل إلى قومه قال يا قوم أسلموا فإن محمداً يعطي عطاء من لا يخاف الفقر.
  • همة الرسول صلى الله عليه وسلم في العبادة، حيث ذكرت عائشة رضي الله عنها أن النبي كان يقوم في الليل حتى تتفطر قدماه فقالت له” لم تصنع هذا يا رسول الله، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبدًا شكورًا“. [صحيح البخاري].
  • أيضًا في علو همته صلى الله عليه وسلم في العبادة، ذُكر أنه بعدما انتهى من غزوة أُحد خرج منها بجروح في وجهه، وشفتيه قد جرحت، وشظايا في رباعيته، فصلي ركعتين لله عز وجل.
  • إضافةً إلى أنه كان صلى الله عليه وسلم يطيل في صلاة قيام الليل، حتى كان يجلس من يصلى وراءه ويظل هو واقفًا.
  • همته صلى الله عليه وسلم في تحمل الجوع، حيث كان يقيم الشهر والشهرين هو وأهل بيته على التمر والماء.

في تطرقنا لهمة رسول الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم نسهب في الحديث ولن ننتهي أبدًا، فسيرته الحسنة ذاخرة بما ينفع المسلم بحسن الاقتداء به في حياته ولما بعد حياته.